فيديو من جيمس ويب يأخذنا في رحلة عبر 5 آلاف مجرة بعد وقت "قصير" من الانفجار العظيم
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
أنتج علماء الفلك مقطع فيديو ثلاثي الأبعاد من بيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي، التابع لوكالة ناسا يأخذ المشاهدين في رحلة إلى الماضي في الوقت الذي تلا الانفجار العظيم مباشرة.
إقرأ المزيدوفي مقطع الفيديو، يمكن رؤية أكثر من 5000 مجرة بألوان كاملة رائعة وبأبعاد ثلاثية.
وعلى هذا النحو، لا يمثل فيديو تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) الجديد رحلة عبر الفضاء فحسب، بل يمثل أيضا رحلة إلى الوراء عبر الزمن، ويعيد التطور الكوني إلى فترة كان فيها الكون البالغ من العمر 13.8 مليار عام أي أقل من ثلث من عمره الحالي.
ويشار إلى أن مقطع الفيديو هو نتيجة البيانات التي تم جمعها بواسطة المسح العلمي للنشر المبكر للتطور الكوني (CEERS) ويستكشف منطقة من الفضاء تسمى Extended Groth Strip الواقعة بين أبراج كوكبة الدب الأكبر (Ursa Major) وكوكبة العَوَّاء (Boötes ). وتحتوي المنطقة على نحو 100 ألف مجرة. وتم تصويرها على نطاق واسع بواسطة تلسكوب هابل الفضائي بين عامي 2004 و2005، وكانت الملاحظات الجديدة بواسطة تلسكوب جيمس ويب مبنية على الأساس الذي وضعه هابل.
ومن الأمور ذات الأهمية الخاصة لعلماء الفلك في هذا التصور مجرة مايزي، وهي بمثابة مثال على نوع المجرة المبكرة التي يستطيع جيمس ويب دراستها.
ويقوم التلسكوب الفضائي القوي بهذا من خلال مراقبة الكون بالأشعة تحت الحمراء. وهذا مفيد لأنه عندما يسافر الضوء من المجرات المبكرة مليارات السنين للوصول إلينا، فإن التوسع والكون وحقيقة أنه يفقد الطاقة يتسببان في "تمدد" الطول الموجي.
إقرأ المزيدوينتج عن هذا الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي ترك المجرات بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم حيث يتم "انزياح الضوء الأحمر" أسفل الطيف الكهرومغناطيسي بعد النهاية الحمراء من طيف الضوء المرئي إلى الأشعة تحت الحمراء.
وكلما طالت مدة انتقال الضوء، زاد الانزياح الأحمر الذي يتعرض له، ما يجعل الأشعة تحت الحمراء أفضل طريقة لرؤية المجرات المبكرة.
وقالت ريبيكا لارسون الباحثة في معهد روتشستر للتكنولوجيا والباحثة في برنامج CEERS في بيان: "هذا المرصد يفتح لنا هذه الفترة الزمنية بأكملها للدراسة. لم نتمكن من دراسة المجرات مثل مجرات مايزي من قبل لأننا لم نتمكن من رؤيتها. والآن، ليس فقط أننا قادرون على العثور عليها في صورنا، بل يمكننا أيضا معرفة مما هي مكونة وما إذا كانت تختلف عن المجرات التي نراها قريبة".
وسيكون الهدف من التحقيقات باستخدام بيانات CEERS هو معرفة المزيد عن كيفية تكوين المجرات المبكرة.
واختتم ستيفن فينكلشتاين، الباحث الرئيسي في برنامج CEERS، حديثه قائلا: "لقد اعتدنا على التفكير في أن المجرات تنمو بسلاسة. ولكن ربما تكون هذه النجوم تتشكل مثل الألعاب النارية. هل تشكل هذه المجرات نجوما أكثر مما كان متوقعا؟ هل تشكل النجوم كتلة أكبر مما نتوقع؟ أعطتنا هذه البيانات المعلومات لطرح هذه الأسئلة. والآن، نحتاج إلى المزيد من البيانات للحصول على تلك الإجابات".
المصدر: سبيس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الفضاء جيمس ويب نجوم جیمس ویب
إقرأ أيضاً:
سباق نحو ثروة السماء.. من يملك كنوز القمر في عصر التعدين الفضائي؟
لم يعد القمر مجرد قرص فضي يزين سماء الليل، بل تحول إلى هدف استراتيجي يحمل في باطنه ثروات قد تعيد رسم خريطة الطاقة والصناعة على كوكب الأرض.
ومع تسارع الخطط الدولية والخاصة لاستغلال موارده، يتصاعد سؤال محوري من سيحصل على نصيب الأسد من كنز القمر؟
كنوز مخفية على سطح القمريختزن القمر مجموعة نادرة من الموارد الطبيعية، أبرزها المعادن الثمينة، والهيليوم-3 الذي ينظر إليه بوصفه وقود المستقبل في مجال الاندماج النووي، فضلا عن الجليد المائي القادر على توفير الماء والأكسجين والوقود للبعثات الفضائية.
هذه الثروات تجعل القمر منصة محتملة لبناء اقتصاد فضائي قريب من الأرض، بقدرات هائلة على تغيير موازين الطاقة عالميًا.
التعدين القمري حمى الذهب الجديدةيشهد الفضاء سباق محمومًا بين شركات خاصة وبرامج حكومية لتطوير تقنيات التعدين القمري شركات مثل «إنترلون» و«أستروبوتيك» تعمل على ابتكار معدات قادرة على معالجة كميات ضخمة من تربة القمر، حيث صُممت حفارات كهربائية لمعالجة ما يصل إلى 100 طن في الساعة، مع خطط طموحة لاستخراج الهيليوم-3 خلال السنوات المقبلة.
الاهتمام بهذا العنصر تحديدا يعود إلى إمكاناته الهائلة في إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة عبر الاندماج النووي، ما يفتح الباب أمام استثمارات تكنولوجية واقتصادية غير مسبوقة.
سباق دولي على موطئ قدم قمريبالتوازي مع القطاع الخاص، تتحرك القوى الكبرى بخطوات مدروسة فالصين أعلنت هدفها إنزال رواد فضاء على سطح القمر بحلول عام 2030، وتعمل مع روسيا على إنشاء محطة أبحاث قمرية بحلول 2035 في المقابل، تواصل الولايات المتحدة تنفيذ برنامج «أرتميس» لإرساء وجود بشري دائم على القمر.
ولا يقتصر المشهد على هذه القوى، إذ تشارك اليابان وأستراليا في مهمات خاصة، بينما تطور وكالة الفضاء الأوروبية أول مركبة هبوط قمرية لها، ليصبح القمر ساحة سباق علمي محتدم.
ثروات واعدة وأسئلة الملكيةرغم الإغراء الاقتصادي الكبير، تطرح الموارد القمرية تساؤلات معقدة حول الملكية وحقوق الاستغلال فغياب إطار قانوني واضح يثير مخاوف من احتكار الدول والشركات الكبرى للثروات، ما قد يوسع فجوة عدم المساواة بين الدول في عصر الفضاء.
مخاوف بيئية وعلميةلم يسلم الحماس للتعدين القمري من الانتقادات علماء الفلك والناشطون البيئيون يحذرون من أن الاستغلال المفرط قد يلحق أضرارا دائمة بسطح القمر، ويؤثر في الأبحاث العلمية المستقبلية.
كما أن تراكم الحطام والتلوث المحتمل قد يعرقل عمليات الرصد والدراسة.
وتزداد المخاوف في المناطق الأكثر غنى بالموارد، خاصة قطبي القمر حيث يتركز الجليد المائي، وهي مناطق مرشحة للتحول إلى بؤر توتر وصراع محتمل.
الحاجة إلى تشريع فضائي عادلمع اقتراب البشر من استغلال فعلي لموارد القمر، تتعاظم الدعوات لوضع اتفاقيات دولية ملزمة تنظم التعدين الفضائي، وتضمن تقاسمًا عادلًا للموارد، وتحمي مصالح الأجيال القادمة.
القمر فرصة أم صراع قادم؟اليوم، لم يعد القمر مجرد جرم سماوي بعيد، بل أصبح ميدانيا اقتصاديا وعلميا وجيوسياسيًا مفتوحًا.
وبين وعود الثروة ومخاطر الصراع، يبقى التحدي الأكبر هو إدارة هذا السباق بعقلانية ومسؤولية، حتى لا تتحول فرصة الفضاء إلى أزمة عالمية جديدة.