أكثر من 120 دولة توقع «إعلان COP28 بشأن المناخ والصحة»
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
دبي - «الخليج»
أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس COP28، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة COP28 على دعم جهود العمل المناخي الهادفة إلى الحفاظ على الصحة وتحسينها في جميع أنحاء العالم، سعياً إلى ضمان جودة حياةٍ أفضل للبشر، وتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، ومستقبل أفضل للأجيال القادمة.
جاء ذلك بمناسبة إطلاق رئاسة COP28، السبت، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، «إعلان COP28 بشأن المناخ والصحة» سعياً إلى تسريع العمل المناخي الذي يستهدف حماية صحة البشر من التداعيات المتزايدة لتغير المناخ، حيث أُطلق الإعلان خلال انعقاد القمة العالمية للعمل المناخي التي تجمع قادة العالم في بداية أعمال COP28.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر: «إن تداعيات تغير المناخ تؤثر على الجميع، وهي من أخطر التهديدات لصحة البشر في القرن الحادي والعشرين، وبدأت الحكومات بإدراج موضوع الصحة ضمن العناصر الأساسية في العمل المناخي، وهذا الإعلان يبعث برسالة قوية تدعو إلى ضرورة خفض الانبعاثات، وتعزيز تضافر الجهود لدعم المنظومات الصحية في كافة الدول».
وصدر الإعلان، الذي وقعت عليه 123 دولة، خلال القمة العالمية للعمل المناخي، قبل يوم من انطلاق «يوم الصحة» ضمن فعّاليات COP28، ويتضمن إقرار الحكومات لأول مرة بضرورة حماية المجتمعات وإنشاء منظومات صحية للتصدي للتداعيات الصحية لتغير المناخ مثل ارتفاع درجات الحرارة وتلوث الهواء وتفشي الأمراض المعدية.
كما تلقى الإعلان دعماً من عدد من الدول الرائدة في هذا المجال، منها البرازيل ومالاوي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وكينيا وفيجي والهند ومصر وسيراليون وألمانيا، حيث يدعم الإعلان الجهود المشتركة لمواجهة التحديات المتعلقة بوقوع 9 ملايين حالة وفاة سنوياً في العالم نتيجة لتلوث الهواء، وتعرض أكثر من 189 مليون فرد لأحداث ناتجة عن ظواهر الجو القاسية.
من جهته، قال الدكتور الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالميةـ إن «أزمة المناخ تؤثر في مختلف جوانب (الحياة) ومن أهمها الصحة، ورغم ذلك فقد تم إهمال هذا الجانب ضمن المفاوضات المناخية ولفترة طويلة، وتشكر منظمة الصحة العالمية دولة الإمارات على جعل الصحة أولوية رئيسية ضمن ترأسها لمؤتمر الأطراف COP28، كما نرحب بهذا الإعلان الذي يؤكد على الحاجة لبناء أنظمة صحية منخفضة الكربون وقادرة على التكيف مع المناخ، لحماية صحة الكوكب والبشر على حد سواء».
ومن جانبه أكد لازاروس شاكويرا، رئيس جمهورية مالاوي، إحدى الدول الموقعة على الإعلان، أن تزايد تداعيات تغير المناخ يُؤثر سلباً في صحة المجتمعات ورفاهها، وأضاف أن مالاوي عانت هذه التداعيات بشدة، حيث أدت الظروف المناخية القاسية إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين، وتفشي الأمراض المعدية التي قتلت آلافاً آخرين، وطالب فخامته العالم من خلال COP28 بتحديد مسار أوضح يُركز على الاستثمار في صحة البشر ورفاههم، ويضمن تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة نحو مستقبلٍ أكثر صحة للبشر.
ويُغطي الإعلان مجموعة من مجالات العمل المناخي والصحي، منها إنشاء منظومات صحية مرنة مناخياً ومستدامة ومنصفة، وتعزيز سُبل التعاون بين القطاعات لخفض الانبعاثات وتحقيق أقصى استفادة من العمل المناخي لتحسين الصحة، وزيادة التمويل للحلول المناخية والصحية، حيث التزم الموقعون على الإعلان بإدراج المستهدفات الصحية ضمن خططهم الوطنية للمناخ، وتحسين سُبل التعاون الدولي لمعالجة المخاطر الصحية لتغير المناخ في مؤتمرات الأطراف القادمة.
ونظراً إلى أهمية التمويل في نجاح الإعلان، توصلت رئاسة COP28 بالتعاون مع كل من «الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا» (الصندوق العامي)، وصندوق المناخ الأخضر، ومؤسسة روكفلر، ومنظمة الصحة العالمية إلى عشر مبادئ بشأن تعزيز تمويل العمل المناخي والصحي، وجمع تعهدات تمويل جديدة وإضافية، وتعزيز الابتكار من خلال المشاريع القادرة على إحداث تغيير جذري وتطبيق طرق العمل الجديدة التي تشمل قطاعات متعددة، وحظيت «مبادئ COP28 الإرشادية لتمويل الحلول المناخية والصحية» بتأييد أكثر من 40 شريكاً تمويلياً ومنظمة مجتمع مدني، مما يؤكد زيادة التعاون بين الممولين، وتنامي زخم الدعم المستدام لحلول تحديات المناخ والصحة.
كما رحب الإعلان بالتعهدات المالية الصادرة من عدد من الجهات المعنية، من بينها حكومات وبنوك تنموية ومؤسسات متعددة الأطراف وجمعيات خيرية ومنظمات غير حكومية، بتوسيع استثماراتها في حلول المناخ والصحة، حيث قدمت هذه الجهات التزاماً جماعياً بتخصيص 3.7 مليار درهم (مليار دولار) لمعالجة الاحتياجات المتزايدة للجانب الصحي من أزمة المناخ. وكان من أبرز هذه التعهدات المالية الجديدة منها تمويل بقيمة 1.1 مليار درهم (300 مليون دولار) من «الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا»، و370 مليون درهم (100 مليون دولار) من «مؤسسة روكفلر» لتوسيع نطاق الحلول المناخية والصحية، وما يقرب من 200 مليون درهم (54 مليون دولار) من حكومة المملكة المتحدة.
وأكدت مافالدا دوارتي الرئيسة التنفيذية لصندوق المناخ الأخضر في حديثها عن «مبادئ COP28 الإرشادية لتمويل الحلول المناخية والصحية» التي صدرت في وقت بالغ الأهمية في نضال البشرية ضد تغير المناخ، وتوقعت أن يؤدي إنشاء وتنفيذ هذا الإطار الشامل والأكثر إنصافاً إلى فوائد اقتصادية شاملة نتيجة زيادة تركيز التمويل المناخي على تحسين الصحة.
يأتي الإعلان عن التعهدات المالية خلال القمة العالمية للعمل المناخي التي عقدت في يومي 1 و2 ديسمبر ضمن مجموعة من تعهدات رئاسة COP28، أكدت فيها ضرورة الحد من التداعيات الصحية لتغير المناخ في قطاع الصحة وخارجه، كما تضمنت مبادرات تستهدف تسريع خفض انبعاثات منظومة الطاقة بنسبة 43٪ على الأقل خلال السنوات السبع المقبلة، للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
يشهد «يوم الصحة» في COP28 المُنعقد في 3 ديسمبر اجتماعاً وزارياً بشأن المناخ والصحة لأول مرة في مؤتمرات الأطراف، ومن المتوقع حضور وزراء الصحة وكبار ممثلي القطاع الصحي من أكثر من 100 دولة، ودَعتْ رئاسة COP28 جهات التمويل المناخي والصحة العالمية، وبنوك التنمية، والدول، والمؤسسات الخيرية، والقطاع الخاص للاستجابة إلى احتياجات الدول وأولوياتها التي تناولها COP28، بالتزامن مع تحفيز المساهمات المالية المخصصة لحماية وتعزيز صحة البشر.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوب 28 الصحة العالمیة العمل المناخی المناخ والصحة لتغیر المناخ صحة البشر رئاسة COP28 أکثر من
إقرأ أيضاً:
تقرير: كرة القدم تساهم في تلوت البيئة وتخلف انبعاثات تعادل ما تولّده دولة مثل النمسا
تواجه كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في العالم، تدقيقاً متزايداً بسبب انبعاثاتها الكربونية المتصاعدة وعدم اتخاذ إجراءات كافية لمواجهة التغير المناخي.
وفقاً لتقرير صادر عن منظمتي "علماء من أجل المسؤولية العالمية" و"معهد الطقس الجديد"، تتسبب صناعة كرة القدم العالمية في انبعاث ما بين 64 و66 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يعادل انبعاثات دولة النمسا بأكملها.
وأوضح الدكتور ستيوارت باركنسون أن "هذا البحث يقدم أدلة دامغة على أن كرة القدم ملوّث رئيسي ومساهمتها في تغير المناخ آخذة في الازدياد"، مشيراً إلى عدم وجود مؤشرات على استعداد صناع القرار لتقييم المشكلة بشكل كافٍ.
يقول الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) إن حوالي خمسة مليارات شخص حول العالم يعتبرون أنفسهم مشجعين لكرة القدم. وقد شاهد نهائي كأس العالم 2022 في قطر 1.5 مليار مشاهد، ويذهب 220 مليون مشجع إلى الملاعب سنويا لمشاهدة المباريات. وما من بقعة في العالم إلا وتتحدث عن كرة القدم، وتبلغ قيمة هذه الرياضة كصناعة 35.3 مليار يورو في أوروبا وحدها.
وقد حدّد التقرير ثلاثة مصادر رئيسية للانبعاثات: النقل، وبناء الملاعب، وصفقات الرعاية. إذ تتسبب المباراة الواحدة في الدوري المحلي للرجال في حوالي 1700 طن من ثاني أكسيد الكربون، يأتي نصفها من تنقلات المشجعين. وترتفع هذه النسبة بمقدار 50% في المباريات الدولية بسبب السفر جواً.
وفي سياق متصل، أطلق اتحاد كرة القدم في جزر مارشال، الدولة الوحيدة من بين 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة التي لا تمتلك منتخباً وطنياً معترفاً به، قميصاً رياضياً فريداً يتلاشى تدريجياً للفت الانتباه إلى مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يهدد وجود الجزر.
وتشير التقديرات إلى أن ارتفاع مستوى البحر بمقدار متر واحد سيؤدي إلى فقدان 80% من جزيرة ماجورو، حيث يقطن نصف سكان البلاد. وقد ارتفع مستوى سطح البحر بالفعل بمقدار 10 سنتيمترات خلال الثلاثين عاماً الماضية، وفقاً لوكالة ناسا.
وبدأت بعض الأندية والمنظمات في اتخاذ خطوات للحد من تأثيرها البيئي. حيث يُعد نادي فورست غرين روفرز البريطاني أول نادٍ كرة قدم محايد كربونياً في العالم، حيث يعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، ويستخدم ملعباً عضوياً يتم قصه بواسطة روبوت يعمل بالطاقة الشمسية.
ويقترح التقرير امكانية ابتعاد الرياضة عن صفقات الرعاية مع الشركات الملوثة للبيئة، وقد دعت مجموعة تضم أكثر من 100 نادٍ نسائي بارز إلى إنهاء عقد رعاية أرامكو مع الفيفا. وقد سبق لنادي بايرن ميونيخ الألماني أن تخلى بالفعل عن الخطوط الجوية القطرية كراعٍ لقميصه بعد احتجاجات المشجعين. لكن سمعة كرة القدم الخضراء في جميع أنحاء العالم قد شوّهتها ارتباطات كرة القدم مع كبار الملوّثين الصناعيين
Relatedدراسة: تغير المناخ ساهم في تكاثر أعداد القوارض في مدن مثل أمستردام ونيويورك وتورنتودرجات حرارة قياسية ضربت العالم في 2024.. والأمم المتحدة تحذر من "طريق الدمار المناخي"محركات كهربائية مبتكرة للقوارب في معرض ميتس 2024.. قوة هائلة ولا مساومة على الأداء أو البيئةوتشير التقديرات إلى أن 25% من ملاعب كرة القدم في المملكة المتحدة قد تغمرها المياه جزئياً أو كلياً بحلول عام 2050. فالملاعب المحاذية للساحل مثل ملعب مدينة كارديف وملعب MKM لمدينة هال التي قد تغرق بالكامل.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية باكو تشهد مظاهرة حاشدة داخل قاعة محادثات المناخ وتحقيق العدالة البيئية في صدارة المطالب آل غور لـ "يورونيوز": تسليم رئاسة مؤتمر المناخ لدول نفطية يُعد "سخافة" ويستدعي الإصلاح قادة العالم يعرضون تجارب بلدانهم مع تغيرات المناخ في اليوم الثالث من مؤتمر "كوب 29" أزمة المناختغير المناخكرة القدم