أبلغت دولة الاحتلال الإسرائيلي، الولايات المتحدة وتركيا ودول عربية، برغبتها في إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة، لمنع أي هجمات مستقبلية عليها، في إطار مقترحات بشأن القطاع، في مرحلة ما بعد الحرب.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، عن مصادر مطلعة قولها إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، بأن إسرائيل ستقيم "منطقة أمنية عميقة" داخل قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، وستتولى المراقبة الأمنية في القطاع.

في حين نقلت وكالة "رويترز" عن أوفير فولك مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية، قوله إن "الخطة تحمل تفاصيل أكثر من ذلك.. إنها تقوم على عملية من 3 مستويات لليوم التالي (للقضاء على) حماس".

وفي معرض توضيحه لموقف الحكومة الإسرائيلية، قال إن المستويات الثلاثة تشمل تدمير حماس، ونزع سلاح غزة، والقضاء على التطرف في القطاع.

كما نقلت الوكالة، عن مصادر مصرية وإقليمية، القول إن إسرائيل أبلغت جارتيها مصر والأردن، إلى جانب الإمارات التي طبعت العلاقات معها في عام 2020، بفكرة المنطقة العازلة.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الفكرة طُرحت أيضا على السعودية التي لا تربطها علاقات مع إسرائيل، وأوقفت مساعي التطبيع معها بوساطة أمريكية بعد اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

اقرأ أيضاً

في يوم التضامن مع الفلسطينيين.. ملك الأردن: نرفض احتلال غزة أو إقامة مناطق عازلة

ولم توضح المصادر كيف وصلت المعلومات إلى الرياض التي ليس لديها قنوات اتصال رسمية مباشرة مع إسرائيل.

وقالت المصادر إن تركيا أُبلغت كذلك بهذه الخطط.

ولا تشير المبادرة إلى قرب نهاية الهجوم الإسرائيلي الذي استؤنف الجمعة بعد هدنة استمرت 7 أيام، لكنها تظهر أن إسرائيل تتواصل مع دول أخرى غير الوسطاء العرب المعروفين، مثل مصر أو قطر، في سعيها لتحديد الوضع في غزة في فترة ما بعد الحرب.

ولم تعبر أي دولة عربية عن استعدادها لإدارة غزة في المستقبل، وندد معظمها بشدة بالهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألفا ودمر مساحات واسعة من المناطق الحضرية في القطاع.

وتقول إسرائيل إن هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أودى بحياة 1200 شخص، بالإضافة إلى أسر أكثر من 240 آخرين.

وقال مسؤول أمني إقليمي كبير، وهو أحد المصادر الثلاثة التي طلبت عدم الكشف عن جنسياتها: "إسرائيل تريد إقامة هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل شمالا إلى الجنوب، لمنع أي تسلل أو هجوم عليها من جانب حماس أو أي مسلحين آخرين".

اقرأ أيضاً

بينها فرصة قوية لحماس.. 7 سيناريوهات لغزة بعد الحرب

فيما قال مسؤول إماراتي إن بلاده ستدعم أي ترتيبات مستقبلية لمرحلة ما بعد الحرب، تتفق عليها جميع الأطراف المعنية، "لتحقيق الاستقرار وإقامة دولة فلسطينية".

ووفق فولك، فإن "المنطقة العازلة قد تكون جزءا من عملية نزع السلاح".

ورفض مستشار نتنياهو تقديم تفاصيل عندما سئل عما إذا كانت هذه الخطط قد أثيرت مع شركاء دوليين، منهم دول عربية.

وترفض الدول العربية هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على "حماس"، ووصفته بأنه مستحيل، قائلة إن الحركة الفلسطينية أكثر من مجرد قوة مسلحة يمكن هزيمتها.

وأشارت إسرائيل في الماضي إلى أنها تدرس إقامة منطقة عازلة داخل غزة، لكن المصادر قالت إنها تعرضها الآن على الدول العربية في إطار خططها الأمنية المستقبلية لغزة.

وانسحبت القوات الإسرائيلية من القطاع في عام 2005.

اقرأ أيضاً

ماذا بعد هدنة غزة؟.. عدوان إسرائيلي موسع وحرب إقليمية محتملة

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل "طرحت" فكرة المنطقة العازلة دون أن يحدد الجهة التي طرحتها عليها.. لكن المسؤول أكد مجددا معارضة واشنطن لأي خطة من شأنها تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية".

وعبرت الأردن ومصر ودول عربية أخرى عن مخاوفها من طرد إسرائيل للفلسطينيين من غزة في تكرار لمصادرة الأراضي من الفلسطينيين عند إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وتنفي الحكومة الإسرائيلية أي هدف من هذا القبيل.

وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن فكرة المنطقة العازلة "تجري دراستها"، مضيفا: "ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمقها (المنطقة العازلة) وما إذا كانت قد تصل إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين أو مئات الأمتار (داخل غزة)".

ومن شأن أي توغل في قطاع غزة الذي يبلغ طوله نحو 40 كيلومترا ويتراوح عرضه بين 5 كيلومترات و12 كيلومترا، أن يؤدي لمحاصرة سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في منطقة أصغر.

وتقود مصر وقطر محادثات الوساطة مع إسرائيل التي تركز على إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة "حماس"، مقابل إفراج إسرائيل عن الفلسطينيين المحتجزين في سجونها.

اقرأ أيضاً

بينها العرب.. 4 أطراف ترفض تحمل مسؤولية غزة بعد الحرب

ومصر هي أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، بينما تحافظ قطر على قنوات الاتصال مفتوحة مع إسرائيل رغم عدم وجود علاقات رسمية معها.

وقال مصدران أمنيان مصريان، إن إسرائيل طرحت خلال محادثات الوساطة مع مصر وقطر فكرة نزع الأسلحة من شمال غزة، وإقامة منطقة عازلة في شمال القطاع، تحت إشراف دولي.

وأفادت المصادر بأن عدة دول عربية (لم تسمها) تعارض ذلك.

وأضافت أن الدول العربية قد لا تعارض إقامة حاجز أمني بين الجانبين، لكن هناك خلافا حول موقعه.

وقال المصدران المصريان، إن إسرائيل قالت خلال اجتماع في القاهرة في نوفمبر/تشرين الثاني، إن قادة "حماس" يجب أن يحاكموا دوليا مقابل وقف كامل لإطلاق النار.

ونقل المصدران عن وسطاء قولهم، إنه يجب تأجيل مناقشة هذه المسألة إلى ما بعد الحرب لتجنب عرقلة المحادثات المتعلقة بإطلاق سراح المحتجزين.

اقرأ أيضاً

بدون استراتيجية لما بعد الحرب.. إسرائيل تواجه خطر مواجهة دموية طويلة في غزة

ورفض مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على هذه التقارير، وأضاف: "لقد حدد مجلس الحرب بقيادة نتنياهو المهام الحربية: وهي تدمير حماس وإعادة جميع المحتجزين إلى الوطن، واستمرار (القتال) حتى اكتمال مهامنا".

وقال أحد المصدرين المصريين، إن إسرائيل تحولت في مناقشاتها مع مصر وقطر من التركيز على الرد على الهجوم، وهو الموقف الذي كانت تتبناه في وقت سابق من الأزمة، إلى إبداء استعداد أكبر "لإعادة النظر في مطالبها مع استمرار الوساطة".

وشبهت المصادر الإقليمية فكرة المنطقة العازلة في غزة "بالمنطقة الأمنية" التي أقامتها إسرائيل في جنوب لبنان.

وأخلت إسرائيل تلك المنطقة التي كانت بعمق نحو 15 كيلومترا في عام 2000، بعد سنوات من القتال والهجمات التي شنها "حزب الله" اللبناني.

وأضافت المصادر، أن خطة إسرائيل لغزة في فترة ما بعد الحرب تتضمن طرد قادة "حماس"، وهو إجراء يشبه الحملة الإسرائيلية في لبنان في الثمانينيات، عندما طردت قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تشن هجمات من لبنان على إسرائيل.

وقال أحد المسؤولين الإقليميين المطلعين على المحادثات، إن إسرائيل مستعدة لدفع ثمن باهظ لطرد "حماس" نهائيا من غزة، إلى دول أخرى في المنطقة، مثلما فعلت في لبنان، لكنه أشار إلى أن الأمر ليس مماثلا.

وأضاف: "التخلص من حماس صعب وغير مؤكد".

اقرأ أيضاً

حماس: الحديث الأمريكي عن مستقبل غزة يدل على عنجهية ورعونة

فيما أكد مسؤول إسرائيلي كبير، أن تل أبيب لا تعتبر "حماس" مثل منظمة التحرير الفلسطينية، ولا تعتقد أنها ستتصرف مثلها.

وقال محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في غزة والمنتمي لحركة فتح التي طُردت من القطاع بعدما سيطرت حماس عليه في عام 2007، إن خطة إسرائيل للمنطقة العازلة "غير واقعية، ولن تحمي القوات الإسرائيلية".

وأضاف أن المنطقة العازلة قد تجعل القوات الإسرائيلية هدفا أيضا في المنطقة.

ومن المقرر أن تطرح نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس، السبت، الأهداف الأمريكية الرئيسية عند انتهاء الصراع في غزة، وتؤكد على ضرورة إعادة توحيد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية في نهاية المطاف تحت كيان حاكم واحد.

وستشارك هاريس في سلسلة من اللقاءات في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب-28) في دبي، بعد أن أوفدها الرئيس الأميركي جو بايدن لتنوب عنه في القمة، بينما يركز على الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال البيت الأبيض إن هاريس ستحمل رسالة بشأن غزة ما بعد الصراع، بينما تواجه المنطقة تداعيات الحرب التي قلبت الشرق الأوسط رأسا على عقب.

اقرأ أيضاً

جيش الاحتلال يعلن تقسيم غزة إلى شطرين جنوبي وشمالي

وذكر مسؤول في البيت الأبيض: "ستؤكد أن أي خطة لمرحلة ما بعد الصراع في غزة، يجب أن تتضمن أفقا سياسيا واضحا للشعب الفلسطيني، وتضمن إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت كيان واحد".

وناقش المسؤولون الأمريكيون تعزيز السلطة الفلسطينية، حتى تتمكن من توسيع نطاق عملها ليشمل غزة، لكن لم يتم الاتفاق على خطة ثابتة بعد.

وعبر بعض المسؤولين الأمريكيين في أحاديث خاصة عن شكوكهم بشأن قدرة السلطة الفلسطينية على إدارة غزة بعد الحرب.

واتهم المنتقدون السلطة الفلسطينية بالفساد وسوء الإدارة، وأظهرت استطلاعات الرأي أن مصداقيتها منخفضة لدى الشعب الفلسطيني.

وستجتمع هاريس مع القادة الإقليميين وتتشاور معهم بشأن أحدث التطورات في غزة ومنهم رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وقال المسؤول بالبيت الأبيض: "في اجتماعاتها ستحدد نائبة الرئيس القواعد فيما يتعلق بغزة ما بعد الصراع، وستطرح مقترحات محددة تسهم في انخراط الأصوات الفلسطينية في العملية وتبني دعما إقليميا لجهودنا".

وفي تصريحات لها في وقت لاحق السبت، ستعبر هاريس عن رغبة الولايات المتحدة في العودة إلى التهدئة بين إسرائيل وحماس، من أجل إخراج المزيد من الأسرى من غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية مرة أخرى.

اقرأ أيضاً

البيت الأبيض: لن ننشر قوات حفظ سلام أمريكية في غزة مستقبلا

وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين في واشنطن "من المؤكد أنها ستوضح أننا، كما قلنا مرات عديدة من قبل، نعتقد أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى المشاركة في تحديد مستقبله، وأن يكون له دور في ذلك، وأنه بحاجة إلى حكم في غزة يعتني بتطلعاته واحتياجاته".

والجمعة، قال بلينكن، إنه ناقش مع مسؤولين من دول عربية، مستقبل قطاع غزة، مضيفا: "المحادثات ركزت على الوضع الحالي في غزة، وكيفية إحلال سلام دائم وآمن".

جاء ذلك، خلال لقاء بلينكن مع وزراء خارجية قطر والإمارات ومصر والأردن والبحرين، بالإضافة إلى ممثلين للسلطة الفلسطينية على هامش مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة (كوب-28) في دبي.

ولم يذكر بلينكن تفاصيل المناقشات.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية طوفان الأقصى وشنت هجوما على مناطق إسرائيلية بغلاف غزة، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

في حين رد جيش الاحتلال الإسرائيلي بحرب جوية وبرية وبحرية مكثفة على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني وإصابة 37 ألفا آخرين، بينما لا يزال آلاف جثامين الشهداء تحت الأنقاض.

اقرأ أيضاً

ميدل إيست آي: لماذا ستفشل استراتيجية إسرائيل العنيفة في غزة لتقسيم المقاومة الفلسطينية؟

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: منطقة عازلة إسرائيل مستقبل غزة غزة الحرب على غزة نزع سلاح حماس الشعب الفلسطینی ما بعد الحرب منطقة عازلة إن إسرائیل مع إسرائیل اقرأ أیضا دول عربیة أکثر من غزة فی فی عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

اجتماع حزب الله بحماس.. لقاء تصعيد أم تهدئة؟

تصاعدت التوترات بين حزب الله وإسرائيل خلال اليومين الماضيين، فقتل قيادي بارز في الجماعة المقربة من إيران وردت بأكثر من مئتي صاروخ ومسيّرة على إسرائيل، لتعود الأخيرة وتشن غارات مجددا على جنوبي لبنان.

هذه التطورات تزيد المخاوف من اتساع رقعة الصراع، وخصوصا في وقت ظهرت مؤشرات على وجود "انفراجة" في مفاوضات وقف الحرب في غزة، وهي السبب الأساسي الذي أشعل الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.

وفي خضم هذه الأحداث ما بين تصعيد شمالي إسرائيل وحديث عن تقدم في مفاوضات الصفقة، التقى وفد من حركة حماس بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وقال محللون لموقع الحرة إن اللقاء اعتيادي في ظل التنسيق الدائم بين الجانبين المدعومين من إيران بالأساس في هذه المعارك مع إسرائيل، ولكن لم يخف أي منهم القلق من إمكانية شن إسرائيل حربا واسعة على حزب الله في لبنان.

لقاء تصعيد أم تهدئة؟

التقى نصر الله، الجمعة، وفدا من حركة حماس برئاسة خليل الحية، لبحث الأوضاع في غزة وآخر مستجدات محادثات وقف إطلاق النار.

وقال بيان للجماعة: "جرى استعراض آخر التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموما وغزة خصوصا.. كما جرى تأكيد الطرفين على مواصلة التنسيق الميداني والسياسي وعلى كل صعيد، بما يحقق الأهداف ‏المنشودة".‏‏

حزب الله يصعد من هجماته و"فرصة مهمة" بالدوحة لإنهاء الحرب في غزة قصف حزب الله الخميس مقار عسكرية إسرائيلية بوابل من الصواريخ والمسيّرات المفخّخة ردا على اغتيال أحد قادته، في خطوة تزيد المخاوف من اتساع التصعيد بينه وبين إسرائيل التي أرسلت من جهتها إلى الدوحة وفدا لاستئناف مفاوضات التهدئة في قطاع غزة.

وقال المحلل الإسرائيلي، إيلي نيسان، في تصريحات لموقع الحرة، إنه يرى أن "اجتماع حماس مع نصر الله هدفه محاولة تهدئة الأمور، لأنه حماس ولا حزب الله يريدون أن تفتح إسرائيل حربا في الشمال هذه الأيام".

من جانبه أوضح المحلل الفلسطيني، أشرف العكة، أن اللقاء يأتي في إطار المفاوضات الدائرة حاليًا والتي يمكن أن تقود إلى "هدوء شامل"، مضيفًا في حديثه لموقع الحرة: "تريد حماس أن تنسق لإمكانية أن تحتاج حزب الله مرة أخرى، حال تم الاتفاق على هدنة وشنت إسرائيل حربا رغم الاتفاق".

وأوضح أن "حماس وحزب الله يخوضان معركة وهناك طرح حاليا شهد تقديم تنازلات حيث لم تتشدد حماس في مسألة ضرورة وقف الحرب بشكل نهائي في المرحلة الأولى من الاتفاق، لكن تركيزها حاليا منصب على الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية. وهي تنسق مع حزب الله حول السير في هذا الاتجاه".

وبعد أشهر من الجمود على صعيد المفاوضات الرامية لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، على إرسال وفد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس غداة إعلان الحركة أنّها تبادلت مع الوسطاء "أفكارا" جديدة لإنهاء الحرب.

وليل الأربعاء، قالت حماس في بيان إن رئيس مكتبها السياسي "إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق يضع حداً" للحرب في غزة.

وسط تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. نصر الله يجتمع بوفد من حماس  قالت جماعة حزب الله اللبنانية، الجمعة، إن أمينها العام حسن نصر الله، التقى وفدا من حركة  حماس برئاسة خليل الحية لبحث الأوضاع في غزة وآخر مستجدات محادثات وقف إطلاق النار.

كما اعتبر الخبير العسكري اللبناني، ناجي ملاعب، أن محادثات ولقاءات حزب الله وحماس اعتيادية ومتكررة.

وقال في تصريحات للحرة: "ظروف الاجتماع بعد رد حماس على مقترح الهدنة، يمكن أن يكون سبب الاجتماع المباشر. وكذلك لبحث التصعيد الذي نراه وهو رد على عملية اغتيال قائد فرقة عزيز بحزب الله محمد نعمة".

نهاية حرب وبداية أخرى؟

طالما هدد القادة الإسرائيليون بتنفيذ هجمات ضد حزب الله في لبنان، بهدف القضاء على قدراته كما فعلوا مع حركة حماس، وهي حرب تضغط الولايات المتحدة وفرنسا مع دول أخرى من أجل عدم اشتعالها.

وأعلن حزب الله، الخميس، أنه استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية بوابل من الصواريخ والمسيّرات المفخّخة، ردا على اغتيال أحد قادته، في خطوة تزيد المخاوف من اتساع رقعة التصعيد.

فيما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، الخميس، أن المقاتلات الإسرائيلية "أغارت.. في الساعات الماضية على بنية إرهابية لحزب الله في منطقة ميس الجبل ومبنى عسكري للحزب الارهابي في عيتا الشعب".

وأوضح نيسان في حديثه للحرة، أن هناك محاولات لتهدئة الأوضاع على الحدود مع لبنان "لكن إسرائيل لا يمكن أن تصمت على استمرار حزب الله في حرب استنزاف بإطلاق الصواريخ والمسيّرات".

وأضاف: "لو واصل حزب الله ذلك، لن يكون هناك مفر أمام إسرائيل سوى الحرب. لكن حاليًا كل الأطراف حتى الآن لا تريد فتح جبهات جديدة".

وحذرت الأمم المتحدة من التصعيد الأخير بين الجانبين، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الأربعاء: "نحن قلقون جدا حيال التصعيد وتبادل القصف"، محذرا من الخطر المحدق بالمنطقة "برمتها إذا وجدنا أنفسنا وسط نزاع شامل".

مسؤول في البيت الأبيض: رد حماس من شأنه دفع المفاوضات باتجاه إتمام صفقة أكد مسؤول في البيت الأبيض أن رد حماس على المقترح الإسرائيلي ضمن المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة "تضمّن تعديلات مشجعة لمواقفها السابقة"، معبرا عن تفاؤله بشأن احتمال التوصل لإتمام الصفقة، وفق ما نقله مراسل الحرة. 

فيما رأى ملاعب، أن إسرائيل هي من تقوم بالتصعيد، وقال للحرة: "في الأسبوعين الماضيين لم يكن هناك أي تصعيد من حزب الله، لكن إسرائيل من فعلت وكانت الجماعة ترد على ذلك".

وأضاف الخبير العسكري اللبناني: "لا أنتظر أي تغير من جانب حزب الله في هذه المسألة، فهو يتبنى استراتيجية (بتوسّعوا بنوسّع)"، في إشارة إلى توسيع رقعة القتال على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

كما أكد أن حزب الله ليس لديه النية في حرب واسعة "لكنه يحتفظ بأسلحة كبيرة وبنك أهداف كبير أيضًا، وما نخشاه هو قرار إسرائيل شن الحرب".

في هذا الشأن قال المحلل الإسرائيلي نيسان: "في الوقت الحالي، الأولوية لدى إسرائيل تتمثل في إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بعد تسعة أشهر من تركها. لو لم يوقف حزب الله حرب الاستنزاف، سيواصل هؤلاء السكان الضغط على الحكومة لشن حرب شاملة وإزالة التهديد بشكل كامل".

أما العكة فأكد أنه مع التصعيد الأخير "يبدو أن حزب الله رأي أن الأمور وصلت إلى حد الانزلاق نحو حرب شاملة، وهذا ما لا يريده أو تريده حماس أو إسرائيل أو أميركا أو دولة بالمنطقة".

بعد تقارير عن "انفراجة".. كيف تغيّر موقف حماس في مفاوضات الهدنة؟ كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الانفراجة المحتملة في صفقة وقف إطلاق النار في غزة، جاءت بعد تغيّر رئيسي في موقف حركة حماس، حيث لم تعد تطالب بسحب كامل القوات الإسرائيلية من قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.

وأوضح أن الحل حاليًا لكل هذه المسألة يتمثل في موافقة إسرائيل على صفقة وقف إطلاق النار في غزة، وضغط الولايات المتحدة عليها من أجل ذلك "بعدما نزعت حماس فتيل الأزمة وقدمت تنازلا في ردها الأخير".

وكشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الجمعة، أن الانفراجة المحتملة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، جاءت بعد "تغيّر رئيسي" في موقف حركة حماس، حيث لم تعد تطالب بسحب كامل القوات الإسرائيلية من قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.

وتشمل المرحلة الأولى من الصفقة التي أعلن عن خطوطها العريضة الرئيس الأميركي جو بايدن، نهاية مايو، وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، تشمل إطلاق سراح بعض الرهائن في غزة.

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف شخص معظمهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع.

مقالات مشابهة

  • اجتماع حزب الله بحماس.. لقاء تصعيد أم تهدئة؟
  • جرائم في سجون الاحتلال.. معتقلون فلسطينيون يتهمون إسرائيل بتعذيبهم
  • باحث سياسي: نتنياهو يريد المحتجزين دون إبرام صفقة تبادل
  • تقرير: جرائم القتل والسرقة تعمّق الفوضى في قطاع غزة
  • تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!
  • محافظة دمشق تنير عدداً من شوارع منطقة العباسيين بأجهزة مقدمة من ‏السفارة الصينية
  • جيش الاحتلال يشتكي من نقص الذخائر ويريد هدنة في غزة
  • "سي إن بي سي": نزوح جديد في خان يونس نتيجة رد إسرائيل على صواريخ حماس
  • رفض عشائري لإدارة قطاع غزة.. وعجز إسرائيلي عن إيجاد بديل لحماس
  • معضلة إسرائيل القادمة.. من يدير قطاع ​​غزة بعد الحرب؟