طالب حقوقيون وناشطون لجنة المؤسسات الخيرية في بريطانيا بفتح تحقيق إزاء جمعية تجمع التبرعات لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين يقاتلون في قطاع غزة، معتبرين أن هذا الأمر لا يعد عملا خيريا، وأن أضراره تفوق منافعه وتخالف قوانين جمع التبرعات في بريطانيا، نظرا للخسائر الهائلة في صفوف المدنيين الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ما يقرب من شهرين، وفقا لما نقله موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وتشرع جمعية خيرية معروفة باسم "أصدقاء رفاهية الجنود الإسرائيليين في المملكة المتحدة UK-AWIS"، في جمع تبرعات لدعم القوات الإسرائيلية المشاركة في عملية "السيوف الحديدية"، وهو الاسم الذي أطلقه جيش الاحتلال على عدوانه الوحشي الحالي في غزة.

وفي منشور على صفحتها على فيسبوك بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت UK-AWIS: "كل تبرع سخي يسمح لنا بتوفير الضروريات بشكل أفضل لجنودنا في الخطوط الأمامية في عملية السيوف الحديدية"، بحسب ما ترجمه "الخليج الجديد".

اقرأ أيضاً

إلى أقل قدر ممكن.. خطة إسرائيلية لتقليص عدد سكان غزة

تبرعات لقتل المدنيين

لكن جماعات الحملات المؤيدة للفلسطينيين والجمعيات الخيرية التي تجمع التبرعات لدعم الجهود الإنسانية في غزة تساءلت عما إذا كان من الممكن اعتبار هذه القضية مسعى خيريًا نظرًا لحجم الخسائر في صفوف المدنيين التي أوقعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويبلغ عدد القتلى الحالي، مع استئناف القتال يوم الجمعة بعد هدنة استمرت أسبوعًا، أكثر من 15 ألفًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وينقل "ميدل إيست آي" عن طيب علي، مدير المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين، قوله: "من الضروري أن تقوم لجنة المؤسسات الخيرية بالتحقيق في مؤسسة خيرية تدعم أعضاء قوة عسكرية أجنبية حيث توجد أدلة مهمة على أن أفرادها العسكريين قد يكونون متورطين في أعمال إرهابية". انتهاكات خطيرة للقانون الدولي.

وأضاف: "لا ينبغي جمع الأموال العامة البريطانية أو استخدامها لدعم الجنود حيث أن القيام بذلك قد يجعل المؤسسة الخيرية متواطئة في جرائم حرب لا يمكن اعتبارها في حد ذاتها متوافقة مع أهدافها الخيرية".

وقال الموقع إنه اتصل بمكتب المنظمة الخيرية التي تتبرع للجنود الصهاينة في لندن، لكنهم أغلقوا الخط بمجرد علمهم باسم "ميدل إيست آي".

اقرأ أيضاً

جدل في بريطانيا بعد رفض إضاءة ملعب ويمبلي بعلم إسرائيل.. ما علاقة اللاعبين المسلمين؟

قوانين المنظمات الخيرية في بريطانيا

ويشير التقرير إلى مخالفة الجمعية التي تمول جنود جيش الاحتلال لقوانين الجمعيات في بريطانيا، حيث يُطلب من المؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة أن تخدم غرضًا يحقق منفعة عامة وتنظمه لجنة المؤسسات الخيرية.

وتنص الإرشادات التي نشرتها اللجنة على أنه من المتطلبات القانونية أن "أي ضرر أو ضرر ينجم عن هذا الغرض يجب ألا يفوق المنفعة".

واتهمت منظمات حقوقية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، و"هيومن رايتس ووتش"، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة بارتكاب جرائم حرب.

ويقول نور شودري، رئيس منظمة "المعونة الإنسانية والدعوة"، وهي مؤسسة خيرية إنسانية لها فرق على الأرض في غزة، لـ"ميدل إيست آي": "من المقلق للغاية أن يُسمح لجمعية خيرية خاضعة لتنظيم المملكة المتحدة بجمع الأموال علناً للجناح العسكري لدولة الفصل العنصري، وتسهيل أعمالها الإبادة الجماعية في فلسطين".

ويضيف: "يجب على مفوضية المؤسسات الخيرية أن تقوم بدورها في حماية المؤسسات الخيرية من التواطؤ في جرائم الحرب".

وأشار تشودري إلى التصريحات التي أدلى بها الشهر الماضي أورلاندو فريزر، رئيس مفوضية المؤسسات الخيرية، والتي قال فيها إن الهيئة التنظيمية لن تسمح للجمعيات الخيرية بأن تصبح "منتديات لخطاب الكراهية أو التطرف غير القانوني" وتعهد "بالتعامل بقوة مع أولئك الذين يرتكبون أعمالا عمدا أو متهورين". يسيئون استغلال جمعياتهم الخيرية".

وقال تشودري: "ننتظر معلومات عن الخطوات المتخذة في هذا الصدد".

اقرأ أيضاً

الإعلامي المصري معتز مطر أول أجنبي تعاقبه بريطانيا بسبب غزة

UK AWIS

وجمعية UK AWIS، هي الذراع البريطانية لمنظمة إسرائيلية، معروفة باسم "رابطة الجنود الإسرائيليين"، التي تمولها وزارة الدفاع الإسرائيلية وتعمل بشكل وثيق مع جيش الاحتلال.

وتصف الجمعية نفسها بأنها "الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها تقديم التبرعات مباشرة إلى جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ووحدات جيش الدفاع الإسرائيلي".

هدفها الرئيسي، وفقًا لموقعها على الإنترنت، هو "تعزيز رفاهية أبناء وبنات إسرائيل الذين يرتدون الزي العسكري. UK AWIS هو واحد من العديد من الفروع حول العالم التي تعمل بنشاط على جمع الأموال لمجموعة واسعة من المشاريع والمرافق التي تعزز رفاهية جنود إسرائيل".

وتشمل الخيارات المتاحة للمانحين على موقع UK AWIS حزمة رعاية لمدة ثلاث سنوات بسعر 75000 جنيه إسترليني (95000 دولار) من أجل "تبني وحدة قتالية تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي".

كما أنها تمول مشاريع لدعم "الجنود المنفردين" في إسرائيل، والعديد منهم مجندون من الخارج بما في ذلك المملكة المتحدة الذين يتطوعون للقتال من أجل جيش البلاد.

ووفقا لأحدث تقرير سنوي لها، قدمت في العام الماضي تمويلا بلغ إجماليه أكثر من 110 ألف جنيه إسترليني (139 ألف دولار) لمشاريع للمساعدة في رفاهية الجنود، وتقديم المنح الدراسية للجنود السابقين المحرومين، وتجديد المرافق الترفيهية لأغراض ترفيهية.

اقرأ أيضاً

بريطانيا.. جهات حقوقية وقانونية تطالب الحكومة بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل  

تصريح  عنصري

كما واجهت منظمة AWIS في المملكة المتحدة تدقيقًا بشأن الظهور الإعلامي من قبل أحد أمنائها، وهو العقيد ريتشارد كيمب، وهو جندي بريطاني سابق كان معلقًا بارزًا على الحرب في غزة.

وفي الشهر الماضي، تعرضت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لانتقادات بسبب إجراء مقابلة مع كيمب دون الإشارة إلى دوره كأحد أمناء UK-AWIS.

وفي مقابلة أجريت مؤخراً مع إحدى المدونات المؤيدة لإسرائيل، نُقل عن كيمب وصفه قتل المدنيين في غزة بأنه "ضروري".

وفي تعليقه على الدعوات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار، نُقل عن كيمب قوله: "كان الناس يشاهدون عددًا كبيرًا من المدنيين يُقتلون والدمار داخل غزة. كثير من الناس لا يفهمون سبب ضرورة ذلك ويصرون على أنه يجب أن ينتهي".

وفي حديثه إلى مجندي جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقطع فيديو تم نشره على قناة UK AWIS على "يوتيوب" في وقت سابق من هذا العام، قال كيمب: "معركتكم هي معركة من أجل بقاء دولة إسرائيل ولكنها أيضًا معركة من أجل بقاء الحضارة الغربية التي تواجه اليوم هجمة ضارية”. من نفس العدو الذي تواجهه".

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة تبرعات الاحتلال الإسرائیلی الدفاع الإسرائیلی المؤسسات الخیریة المملکة المتحدة جیش الاحتلال میدل إیست آی فی بریطانیا اقرأ أیضا فی غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

حماس: تم تجاوز العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال في بنود الاتفاق

الجديد برس|

قال رئيس مكتب الشهداء والأسرى في حركة “حماس” زاهر جبارين، اليوم الجمعة، إن العقبات التي نشأت جراء عدم التزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار قد تم تجاوزها بفضل الجهود المكثفة من الوسطاء.

وأكد “جبارين”، أن حماس سعت منذ البداية إلى تحقيق صفقة تبادل وطنية تشمل كافة فصائل الشعب الفلسطيني، حيث تم التوصل إلى توافق حول المرحلة الأولى من صفقة التبادل، والتي سيتم الإعلان عن قوائم الأسرى المفرج عنهم بشكل تدريجي عبر مكتب الأسرى.

وأشار إلى أن صمود الشعب في قطاع غزة كان العامل الحاسم وراء إتمام هذه الصفقة، مشددًا أن هذا الإنجاز لم يكن ليكتمل لولا تضحيات الشعب الباسل.

ودعا جبارين إلى الرحمة لشهداء فلسطين، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى، ومؤكدًا أن نضال الشعب الفلسطيني سيستمر نحو الحرية والتحرير.

وفي وقتٍ سابق اليوم، وافق الكابينت الإسرائيلي على تنفيذ الصفقة المخطط لها، لتدخل بذلك حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الأحد المقبل 19 يناير الجاري، وفقًا لما أفاد به مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان له.

وسبق ذلك إعلان مكتب نتنياهو في وقت سابق عن وجود عقبات في اللحظة الأخيرة التي تعرقل الموافقة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار، وهو وقف من شأنه أن ينهي 15 شهرًا من الحرب.

ووفقًا للقانون الإسرائيلي، لا يمكن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون دون موافقة الحكومة عبر تصويت رسمي، وفي حال تمت الموافقة على الصفقة، ستكون هناك فترة 24 ساعة متاحة للجمهور لتقديم استئناف إلى المحكمة.

ومساء يوم الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يبدأ سريانه يوم الأحد القادم 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

وتتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق التي تمتد 42 يوما إطلاق حركة “حماس” سراح 33 أسيرا وأسيرة مقابل إطلاق “إسرائيل” نحو ألفي أسير فلسطيني؛ بينهم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد، ونحو ألف من المعتقلين بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتشمل المرحلة الأولى 5 عناوين رئيسية؛ هي: وقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وعودة النازحين وضمان حرية الحركة، ودخول المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى.

وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار، سيتم الالتزام بصيغة قرار مجلس الأمن رقم 2728 الصادر في مارس/ آذار الماضي، والذي ينض على “الهدوء المستدام الذي يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، وضمان تواصل المراحل الثلاث مع استمرار التفاوض وعدم العودة للقتال.

مقالات مشابهة

  • سعيد ونيس: لا بد من ضرورة التصدي للمحاصصة التي أرهقت المؤسسات السيادية
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار التي دوت وسط البلاد ناجمة عن إطلاق صاروخ من اليمن
  • ما الرسائل التي ارادت “صنعاء” ايصالها لـ”احتلال” و”الفلسطينيين” على السواء
  • حماس: تم تجاوز العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال في بنود الاتفاق
  • حماس تعلن حل العقبات التي وضعها الاحتلال امام تنفيذ وقف اطلاق النار
  • عاجل | حماس: تم فجر اليوم حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار
  • غضب طلابي في عدن ومطالبات بالقصاص لمعلمة قُتلت برصاص زوجها
  • مصر.. ترحيب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ومطالبات بإدخال أكبر قدر من المساعدات
  • مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
  • وزير الخارجية ومجموعة من الوزراء السودانيين يثمنون الراوبط التاريخية التي تجمع البلدين