كيف تعيق المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين فكرة حل الدولتين؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
هل تُعيق المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية فكرة حل الدولتين؟ وإن كان ذلك فما الحل؟.. دائمًا ما تنادي الدول العربية وعلى رأسها مصر بضرورة حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي تطور بشكل ملحوظ ووصل إلى تدمير بُنى تحتية في قطاع غزة وسقوط آلاف من الشهداء والجرحى.
في البداية عرّف محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، فكرة حل الدولتين، قائلًا: «تعد مسألة حل الدولتين والتي يكثر الحديث عنها داخل الأروقة السياسية العربية الرسمية، الأساس الموضوعي لمعالجة القضية الفلسطينية وفق المقاربة العربية».
ويعني حل الدولتين وجود دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية تتعايشان جنبًا إلى جنب بسلام، وفق ما رواه «فوزي» لـ«الوطن»، على أن تتخذ الدولة الفلسطينية عاصمة لها ممثلة في القدس الشرقية، وتشمل الضفة وقطاع غزة، أي حدود 4 يونيو 1967 والتي أقرتها الأمم المتحدة وقواعد مؤتمر مدريد للسلام، وقد كان مبدأ حل الدولتين هو المحدد الرئيسي الحاكم للموقف العربي طوال سنوات من القضية الفلسطينية، ومنطلقًا رئيسيًا للمبادرة العربية للسلام التي طُرحت في 2002.
أبعاد عديدة وضحها محمد فوزي: «في تقديري أن حل الدولتين يظل الأساس الموضوعي والواقعي لمعالجة القضية الفلسطينية، ومنع دورات الصراع من التكرر، لكن سياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المناطق المحتلة والأراضي الفلسطينية في السنوات الأخيرة، أدت إلى تضاؤل فرص هذا الحل، وتراجع واقعيته»، مُفسرًا ذلك بسبب سياسات التوسع الاستيطاني الإسرائيلية، والتي «تنسف» فكرة حل الدولتين وتجعلها بعيدة المنال أو صعبة التحقق عمليًا.
«مشروع ألون» الاستيطانييقتضي حل الدولتين وجود دولة فلسطينية مستقلة وفق الحدود المقررة دوليًا، دون أي تواجد استيطاني أو عسكري إسرائيلي، بحسب ما أكده الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلا أن إسرائيل كانت قد بدأت في نشاطها الاستيطاني منذ العام 1967 في إطار ما عُرف بـ«مشروع ألون» الاستيطاني، والذي نُسب إلى «يغال ألون» وزير العدل الإسرائيلي في ذلك الوقت، والذي طرح فكرة الاستيطان في إطار استراتيجية إسرائيلية سعت إلى فرض أمر واقع جديد يخدم الاحتلال ويضيق مجال الخيارات المتاحة للحل والتسوية.
أما عن وضع المستوطنات الإسرائيلية والذي يُعيق فكرة حل الدولتين، قال محمد فوزي، إنه وفقًا لبعض التقديرات الإسرائيلية بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس 726 ألفًا و427 مستوطنًا، موزعين على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية «نواة مستوطنة».
وحسب معطيات حركة «السلام الآن»، اليسارية الإسرائيلية الرافضة للاستيطان، فإنه منذ مطلع العام الجاري دفعت الحكومة الحالية مخططات لإقامة 12 ألفًا و885 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، فضلًا عن بحث الحكومة الإسرائيلية خططًا لإقامة 7 آلاف و82 وحدة استيطانية في القدس الشرقية.
أيضًا يوجد بعض المستوطنات في الغلاف الحدودي لقطاع غزة، وهي المستوطنات التي مثلت هدفًا رئيسيًا لعمليات المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، وتعكس المؤشرات السابقة حرص الحكومة الإسرائيلية الحالية على توسيع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، لتحقيق مكاسب داخلية، جنبًا إلى جنب مع عرقلة أي فرص للتسوية وفرض أمر واقع جديد.
علاقة المستوطنات بالتصعيديرى الباحث محمد فوزي، أن مسألة النشاط الاستيطاني الإسرائيلي تعد الإشكالية الأكثر تعقيدًا في مسار التسوية، إذ أنها تحول دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة الأجزاء على اعتبار أن هذه المستوطنات باتت تصل إلى قلب الضفة وتحول دون الاتصال الجغرافي بين القدس والضفة وغزة، فضلًا عن أنها تعد عاملًا محفزًا لدورات التصعيد المتكررة بين الجانبين.
الأخطر في الأمر بحسب محمد فوزي، هو أن هذا النشاط الاستيطاني يخدم فكرة فرض الأمر الواقع الذي تتبناه إسرائيل، مع الدفع من قبل بعض الاتجاهات الإسرائيلية في الوقت ذاته باتجاه حل «الدولة الواحدة ثنائية القومية»، وهي الأطروحة التي تمثل تصفية للقضية الفلسطينية وسينتج عنها إشكالات عديدة، وهنا يوجد أهمية كبيرة للحراك العربي الأخير وفي القلب منه الحراك المصري، والذي أكد على أن المرجعية الأساسية للحل تتمثل في حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
نشر موقع أوراسيا ريفيو مقالًا ألقى الضوء على السياسات التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال أزمة حرب غزة، والتي ساهمت في خلق وإدامة الصراع، وذلك من خلال تقديمها دعمًا غير مشروط لإسرائيل، وتجاهلها القانون الدولي.
التواطؤ الأمريكي في المأساةوتحت عنوان «التواطؤ الأمريكي في المأساة الفلسطينية» وضّح المقال ما اتبعته إسرائيل وأمريكا في القضية الفلسطينية، ونشر تفاصيله تقرير بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
وفق المقال، تتبع إسرائيل سياسات مدعومة أمريكيًا تعرقل الوصول إلى حل الدولتين، وذلك من خلال تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى جبوب صغيرة تحيط بها الأراضي الإسرائيلية، ويشكل وجود نحو 250 مستوطنة غير قانونية ومليون مستوطن مسلح في الأراضي الفلسطينية المحتلة تحديًا هائلًا ومعقدًا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
نظام الفصل العنصري الرسميكما نوه إلى أن إسرائيل تمارس نظام الفصل العنصري الرسمي الوحيد في العالم رغم قيام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإدانته مرارًا وتكرارًا، واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو ما لا يقل عن 45 مرة لعرقة القرارات الدولية التي تدين إسرائيل أو تفرض التزامات عليها، وأشار إلى أنه من الأهمية بمكان قيام العالم بالوقوف في وجه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومعارضة الاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة هدنة الأراضی الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة فکرة حل الدولتین دولة فلسطینیة محمد فوزی
إقرأ أيضاً:
«اليونيسف»: اعتماد إسرائيل على ضياع الحقوق الفلسطينية لن يجدي نفعا
أكد المتحدث باسم اليونيسيف، كاظم أبو خلف، أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى حل عادل وشامل من خلال تطبيق حل الدولتين، مضيفا أن اعتماد إسرائيل على كل ما دون ذلك لضياع الحقوق الفلسطينية لن يجدي نفعا.
وقال أبو خلف -في تصريح خاص لقناة القاهرة الإخبارية، اليوم الخميس- أن قرار الكنيست بالمصادقة على قانون ترحيل عائلات منفذي العمليات إلى غزة أو أي جهة أخرى، هو قرار مؤسف، منددا في الوقت ذاته بالقرار الإسرائيلي بحظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في غزة.
وأضاف أن هذا القرار سينتج عنه نتائج مميته لأن هناك مليوني و200 ألف شخص يعتمدون بشكل كبير على الوكالة لأنها المؤسسة الأضخم والأكبر العاملة في الاستجابة الإنسانية وتقدم خدمات منقذة للحياة في القطاع، كما أن اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات تعتمد إلى حد كبير على عملية التنسيق مع الأونروا في تقديم الخدمات للمدنيين، وبالتالي فهذا القرار الغاشم يؤثر على عمل جميع المؤسسات الدولية في تقديم المساعدات للمدنيين.
وأشار إلى أن هناك قوى فاعلة في المجتمع الدولي بإمكانها أن تمارس ضغوطا على إسرائيل أو تستخدم التهديدات بمنع الأسلحة، ولكن المجتمع الدولي رضي بالصمت وإضاعة الوقت، والاكتفاء بمشاهدة ما يجري في قطاع غزة.
ونوه بأن المؤسسات الإنسانية تستمر في عملية الاستجابة الإغاثية للمدنيين في قطاع غزة، بشكل مجتزء ومشوش بحكم معطيات الميدان وعدم توقف الحرب وعدم وجود مناطق آمنة.
اقرأ أيضاًاليونيسف تطالب بحماية أطفال غزة بعد مقتل أكثر من 50 طفلا في جباليا على أيدي القوات الإسرائيلية
اليونيسف: ارتفاع عدد النازحين في غزة إلى 1.9 مليون شخص
اليونيسف: وجود 4.5 مليون طفل يمني خارج المدرسة قنبلة موقوتة