عربي21:
2025-03-18@04:09:52 GMT

الحرب على غزة.. في تفسير الموقف الألماني

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

لم يحدث أن شهدت أوروبا منذ عقود انقساما حادا في المواقف السياسية تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي مثلما حدث مع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

السبب في ذلك عملية "طوفان الأقصى" الفريدة من نوعها من جهة والحرب الإسرائيلية على غزة ـ الفريدة من نوعها أيضا ـ ضمن سياق الحروب على القطاع من جهة أخرى.



غير أن ما يلفت الانتباه هذه المرة حدة المواقف الأوروبية وتعبيراتها الخطابية، سواء المؤيدة أم المناهضة لإسرائيل، ففي حين برزت إسبانيا عرابة المناهضين للحرب الإسرائيلية إضافة إلى ايرلندا وبلجيكا ولوكسمبورج والنرويج، برز موقف ألماني فج ملفت للانتباه في تأييده لإسرائيل دون مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما يهتم به هذا المقال.

الموقف الألماني

بعد يومين من عملية "طوفان الأقصى" أصدرت ألمانيا مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بيانا مشتركا أكدت فيه تضامنها مع إسرائيل.

وبعد عشرة أيام على عملية "طوفان الأقصى"، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز من تل أبيب أن أمن إسرائيل مصلحة وطنية عليا لبرلين.

ترجم هذا التصريح عمليا بتصدير ألمانية أسلحة ومعدات عسكرية إلى إسرائيل، فضلا عن السماح لإسرائيل باستخدام مسيرتين حربيتين تصنعهما إسرائيل، كانتا تحت تصرف ألمانيا في الهجوم على قطاع غزة، في وقت علقت ألمانيا المساعدات للأراضي الفلسطينية، وربطت استئنافها بما سماه المستشار الألماني تحقيق السلام لـ "الدولة الإسرائيلية".

ترجم الموقف الألماني الرسمي ليس بانحياز حاد لائتلاف الحكومة الألمانية بمختلف أحزابها ـ باستثناء أحزاب اليسار ـ في دعم إسرائيل فحسب، بل بتشديد الخناق على أي تصريح أو خطوة عملية من شأنها دعم الفلسطينيين، بحيث أصبحت ألمانيا مساعدة كاملة لدعم إسرائيل.

تفسير الموقف الألماني

ثمة سبعة أسباب تتفاوت في شدتها وتأثيرها تفسر الموقف الألماني الحاد في دعم إسرائيل:

أولا، عقدة الهولوكوست: نشأت هذه العقدة من مفهوم الفرادة، وهو مفهوم توصل إليه كثير من الباحثين الغربيين مفاده أن الهولوكوست حدث تاريخي متفرد، لم يحدث مثله في التاريخ.

ولما كانت له هذه الصفة، فإن معاناة الشعب اليهودي تختلف كثيرا عن معاناة أي شعب آخر، بما فيه الشعب الفلسطيني، بمعنى أن حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير لا ترقى أبدا إلى حقوق الشعب الإسرائيلي في الأمن والأمان، مع ما يتطلبه ذلك من نفي لحقوق الآخرين.. إن فرادة الهولوكوست كظاهرة تاريخية تتطلب مواقف فريدة من نوعها.

ثانيا، الارتباط العميق بين الاستعمار والصهيونية: في سعيها إلى بناء الدولة القومية الأوروبية، عملت النازية على تصفية القارة من اليهود عبر مسارين، الأولى التصفية الجسدية والثاني دعم الهجرة إلى فلسطين، وهذا ما يفسر الدعم الألماني المطلق بعد الحرب العالمية الثانية للكيان الإسرائيلي باعتباره كيانا استعماريا، وما يفسر التعاون الوثيق في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا والمنظمات الصهيونية في دعم الهجرة إلى فلسطين.

ثالثا، المنبت البروتستانتي للصهيونية: نشأت الصهيونية المسيحية من المذهب البروتستانتي بداية القرن الـ 16 في ألمانيا مع الإصلاح الديني بزعامة مارتن لوثر، خصوصا فيما يتعلق باعتقاد الكنيسة اللوثرية ـ البروتستانتية الجديدة بأن قيام دولة إسرائيل مسألة دينية، باعتبارها تجسيدا لنبوءات الكتاب المقدس، وتشكل المقدمة لمجيء المسيح المخلص إلى الأرض.

ومنذ ذاك التاريخ، وبخلاف الكنيسة الكاثوليكية، أكدت الكنيسة البروتستانتية أنه لم يعد بالإمكان فهم العهد الجديد (الإنجيل) دون العودة للعهد القديم (التوراة والكتب المقدسة الأخرى عند اليهود)، وقد كتب مارتن لوثر كتابا بعنوان "المسيح ولد يهوديا" أكد فيه أن المسيحيين واليهود ينحدرون من أصل واحد.

ويرى المؤرخ اليهودي وأستاذ التاريخ بجامعة مونتيريال يعقوب رابكن أن اليهود جاؤوا إلى الصهيونية بعد المسيحيين بمدة طويلة.

تشكل العوامل الثلاثة السابقة الأساس الهوياتي ـ الثقافي للدعم الألماني لإسرائيل، أما العوامل الأخرى فهي عوامل مؤقتة مساعدة.

رابعا، تزايد قوة اللوبي الصهيوني في ألمانيا: شهد اللوبي الصهيوني خلال العقود الثلاثة الماضية توسعا في نفوذه داخل الساحة الألمانية، خصوصا في المجتمع المدني، حيث أصبح لديه نفوذا قويا في وسائل الإعلام والحركات الاجتماعية والأحزاب السياسية.

خامسا، الحكومة الألمانية الحالية: وهي حكومة ائتلافية (الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب الخضر، الديمقراطي الحر) تعلن دعمها لإسرائيل.

سادسا، التقارب الألماني ـ الأمريكي مؤخرا بسبب طبيعة الحكومة الألمانية الحالية، وبسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

سابعا، الضعف العربي ـ الإسلامي على الصعيد الدولي، ما يجعل انعدام وجود أي تكلفة اقتصادية وسياسية تترتب على دعم إسرائيل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الحرب غزة موقف المانيا فلسطين غزة حرب موقف مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دعم إسرائیل

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب

بغداد اليوم -  متابعة 

قال الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع، اليوم السبت (15 آذار 2025)، أن الحركة تعاملت بمسؤولية عالية وأبدت مرونة كبيرة في مسار المفاوضات الجارية برعاية الوسطاء، داعيا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها والإلتزام ببنود الاتفاق لتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد.

وأشار القانوع في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم"، إلى أن "موافقة الحركة على مقترح إطلاق سراح الأسير ألكسندر جاءت كتعبير عن تعاطيها الإيجابي مع الجهود الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام".

وأوضح أن "وفد "حماس" المفاوض عاد إلى القاهرة الجمعة لمتابعة مستجدات المفاوضات مع المسؤولين المصريين ومناقشة المقترح المطروح، مؤكدا أن قبول الحركة بمقترح الوسطاء يهدف إلى تمهيد الطريق للانتقال إلى المرحلة الثانية من التفاوض، التي تهدف إلى إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة، وليس بديلا لها". 

وشدد على أن رد "حماس" الإيجابي على مقترحات الوسطاء يأتي في إطار التزامها باتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية لتنفيذ جميع مراحله، مبينا أن الحركة لم تضع شروطا تعجيزية بل تسعى لتثبيت الاتفاق وإلزام إسرائيل ببنوده تحت ضمانة الوسطاء.

 واعتبر القانوع أن "المشكلة الرئيسية تكمن في إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المماطلة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، موضحا أن إسرائيل خرقت المرحلة الأولى من الاتفاق عبر وقف البروتوكول الإنساني ومواصلة حصار غزة للأسبوع الثاني على التوالي".

وأكد أن "حماس" تدعم أي مقترح يقدم عبر الوسطاء وستتعامل معه بإيجابية عالية، داعيا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها والالتزام ببنود الاتفاق لتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد. 

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • وزيرة الصحة في بافاريا الألمانية تدعو لإعداد النظام الصحي الألماني لحرب محتملة
  • مخلفات الإبادة الإسرائيلية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الفلسطينيين
  • المواصلات في غزة تتحدث بشأن المركبات المتضررة نتيجة الحرب الإسرائيلية
  • بمشاركة الجاليتين اليمنية والفلسطينية.. مسيرة حاشدة في هامبورغ الألمانية إسنادًا لغزة
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • هاليفي: حماس نجحت في خداع إسرائيل قبل عملية طوفان الأقصى
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس
  • عاجل | مجلة إيبوك الإسرائيلية عن تقديرات أمنية: نظام الشرع قد يغض الطرف عن عمليات ضد إسرائيل من داخل سوريا
  • حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب