صحيفة روسية: ما سبب توتر العلاقات بين إيران وأذربيجان؟ ولماذا تحسنت؟
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
تناولت صحيفة إزفستيا (Izvestia) الروسية تحسن العلاقات بين إيران وأذربيجان بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، حيث التقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بعد ذوبان الجليد في العلاقات بين الدولتين اللتين كانتا على شفا مواجهة مسلحة قبل 6 أشهر فقط.
وذكر تقرير للصحيفة -كتبه إيغور كارمازين- أن الطرفين أعلنا عقب المحادثات تجاوز سوء التفاهم، وعبرا عن تفاؤلهما باستمرار تحسن العلاقات.
ونسب التقرير إلى عبد اللهيان قوله إن حل سوء الفهم ساعد على خلق أجواء طيبة بين البلدين، وعليه "فإن إيران مستعدة لتنفيذ جميع الاتفاقات". من جانبه، قال علييف إن أذربيجان لن تسمح باستخدام أراضيها لتهديد أمن إيران.
وفي إطار المفاوضات، ناقش الطرفان استئناف عمل السفارة الأذربيجانية في طهران، التي أوصدت أبوابها بعد هجوم تعرضت له في يناير/كانون الثاني الماضي.
حادث السفارة الأذربيجانيةيُذكر أنه في يناير/كانون الثاني من هذا العام وقع هجوم على السفارة الأذربيجانية في طهران، أسفر عن وفاة حارس أمن وإصابة موظفيْن آخريْن بجروح، كما تعرض عضو البرلمان الأذربيجاني فاضل مصطفى -المشهور بآرائه الصريحة ضد النظام الإيراني- لمحاولة اغتيال. وبعد ذلك، كشف مسؤولو إنفاذ القانون عن تورط إيران في الجريمة، وأعلنت أذربيجان طرد 4 دبلوماسيين إيرانيين.
وتلا ذلك تكثيف المداهمات التي تستهدف "العملاء الإيرانيين" في أذربيجان، واحتجزت وكالات إنفاذ القانون الأذربيجانية مجموعة من الأشخاص زُعِمَ أنهم خططوا لتنفيذ أعمال شغب مسلحة والاستيلاء على السلطة، كما شكلت التدريبات العسكرية للبلدين في المنطقة الحدودية على ضفاف نهر أراكس عامل توتر في العلاقات بين البلدين.
ممر زانجيزوروتابع الكاتب قائلا إن الخبراء يقولون إن هناك عوامل إضافية لتدهور العلاقات بين البلدين، من بينها معارضة باكو موقف طهران بشأن ما يعرف بممر زانجيزور؛ وهو طريق مباشر يربط بين أذربيجان وتركيا.
فوفقا للخطط المرسومة من قبل باكو وأنقرة يجب أن يمر الطريق عبر منطقة سيونيك في أرمينيا، لكن طهران ترى أن هذا المشروع يهدد علاقات إيران بأرمينيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي بأكمله.
بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي إنشاء الطريق إلى تعزيز النفوذ التركي، وتعليقا على هذا يقول وزير الخارجية الإيراني "إيران ضد تغيير الحدود التاريخية للمنطقة، وهذا خط أحمر بالنسبة لنا وسنتخذ جميع الإجراءات الكفيلة بمقاومة حتى هذا النوع من التفكير".
وعن تحسن العلاقات، أوضح التقرير أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ذلك، ومنها حاجة الدولتين إلى وجود نوعٍ من الأمان، وبالتالي سعيا إلى تجنب صراعات إضافية، ناهيك عن العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين، ومساهمة روسيا في تعزيز العلاقات بينهما، حيث تولي موسكو أهمية كبيرة لتطوير ممر النقل بين الشمال والجنوب، الذي ينبغي أن يربطها بدول حوض الخليج العربي وجنوب وجنوب شرق آسيا، وهو يمر بأذربيجان وإيران، فضلا عن وجود ما بين 18 و25 مليون مواطن من أصول أذربيجانية في إيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العلاقات بین
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.