COP28.. محيي الدين: تعزيز العمل المناخي يساهم في سد فجوة التمويل
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 ، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أهمية قيام الدول العربية بتكثيف أنشطة التكيف مع تغير المناخ، وإنتاج الطاقة بأساليب صديقة البيئة، وربط الموازنات العامة بأهداف التنمية المستدامة بما في ذلك أهداف المناخ.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة بعنوان "تغير المناخ والتنمية المستدامة في البلدان العربية" التي نظمها معهد التخطيط القومي ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بدبي، بمشاركة أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، دكتورة هالة أبو علي، نائب رئيس معهد التخطيط القومي لشؤون البحوث والدراسات العليا، دكتور ديجر سايجين، مدير برنامج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لحشد التمويل والاستثمارات للطاقة النظيفة.
وقال محيي الدين، إن الدول العربية تساهم بأقل من ٥٪ في الانبعاثات الكربونية لكنها من المناطق الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تكثيف العمل على التكيف مع تغير المناخ، موضحًا أن أجندة شرم الشيخ للتكيف التي تم إطلاقها خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين من جانب الرئاسة المصرية للمؤتمر ورواد المناخ تمثل آلية عملية لتنفيذ أنشطة التكيف عبر خمسة مجالات رئيسية هي الغذاء والزراعة، المياه والطبيعة، السواحل والمحيطات، المستوطنات البشرية، والبنى التحتية، وهي كلها مجالات تضم فرصًا استثمارية واعدة وتعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وفي هذا الصدد، شدد محيي الدين على ضرورة توسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص في تمويل وتنفيذ أنشطة التكيف، حيث أن مساهمة القطاع في تمويل أنشطة التكيف لا تتخطى ٣٪.
وأشاد محيي الدين ، في هذا السياق بالصندوق الذي أعلنت عنه دولة الإمارات العربية المتحدة لتمويل العمل المناخي عبر القطاع الخاص بقيمة ٣٠ مليار دولار، مؤكدًا في الوقت نفسه أهمية التمويل المختلط الذي يجمع مصادر التمويل المحلية والخارجية والعامة والخاصة.
وقال محيي الدين ، إن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين يعد استكمالًا لنجاح مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ في هذا الملف، موضحًا أن الصندوق الذي تم تدشينه في مؤتمر شرم الشيخ سيعمل على حشد التمويل للتعامل معها، فضلًا عن تغيير ديناميكيات العمل المناخي من خلال التنبيه على أهمية تعزيز جهود خفض الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ.
ونوه محيي الدين، عن الدور المهم لصندوق المناخ الأخضر في تمويل العمل المناخي في الدول النامية، قائلًا إن عملية تجديد موارد الصندوق لفترته الثانية شهدت مساهمات أكبر من الدول المساهمة مع توقعات بأن تعلن خمس دول عن مساهماتها في الصندوق خلال مؤتمر دبي.
وأكد رائد المناخ على ضرورة تكثيف وتسريع العمل على سد فجوة تمويل المناخ، وتعزيز جهود العمل المناخي على المستويات الإقليمية والمحلية لدعم الجهد العالمي في هذا الشأن، مشيرًا في هذا الصدد إلى مبادرة المنصات الإقليمية لمشروعات المناخ، والمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في مصر.
وتابع: إن هذه المبادرات غير المسبوقة التي تم إطلاقها العام الماضي في إطار استعداد مصر لتنظيم ورئاسة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين نجحت في تعزيز البعدين الإقليمي والمحلي للعمل المناخي.
وشدد محيي الدين ، على أهمية تفعيل حلول إدارة الديون وفي مقدمتها مقايضة الديون بالاستثمار في الطبيعة والمناخ، وربط موازنات العامة للدول بأهداف التنمية المستدامة وخاصة في الدول العربية، موضحًا أن مصر لها السبق في إطلاق منصة وطنية للعمل المناخي والتنموي ترتبط بخطط الدولة وموازنتها العامة.
واختتم محيي الدين، كلمته بالتأكيد على أن تنفيذ العمل المناخي يتطلب توافر التمويل العادل والكافي، والاعتماد على الحلول العلمية والتكنولوجية، ووضع أطر تنظيمية وسياسات محفزة للعمل المناخي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العمل المناخی مؤتمر الأطراف أنشطة التکیف تغیر المناخ محیی الدین فی هذا
إقرأ أيضاً:
هاكاثون ساس والأكاديمية العربية يوظّف التحليلات لدعم الاستدامة ومعالجة التحديات البيئية
اختتمت ساس، الشركة المتخصصة عالمياً في مجال التحليلات، والأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية(AAMBFS) ، "هاكاثون تنبؤات الاستدامة والبيانات لخدمة المجتمع" الذي أقيم لمدة يومين، بدعم من "مركز التميز لبيانات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لصالح المجتمع" ESG DataForGood Center of Excellence.
وشارك في هذا الحدث ما يزيد على 70 طالباً، وأسهم في تعزيز الابتكار وتشجيع التعاون لمعالجة التحديات في العالم الحقيقي باستخدام المنصة السحابية SAS Viya.
ويهدف الهاكاثون إلى إلهام الجيل القادم من المتحمسين لاستخدام البيانات، من أجل تطوير حلول تعتمد على البيانات، لتسهم في التنمية المستدامة والتأثير الإيجابي في المجتمع.
قال الدكتور مصطفى هديب، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية: "يعكس هذا الهاكاثون التزامنا بتزويد الطلاب بالمعرفة المتطورة، والأدوات العملية، والاعتماد عليها لمعالجة التحديات العالمية الملحّة. ومن خلال التعاون مع ساس، نعمل على تمكين الجيل القادم، ومساعدة الشباب للاستفادة من البيانات، بهدف التوصل إلى حلول مستدامة، وتحقيق تأثيرات إيجابية يعود نفعها على المجتمع".
واكتسب المشاركون خبرات تطبيقية ومعارف عملية في مجالات التنبؤ وتحليل البيانات طوال الحدث. كما قاموا بتحليل تأثير الأحداث في سيناريوهات حقيقية، مثل الكوارث الطبيعية، والتغيرات التي تطرأ على السياسات العامة، والعروض الترويجية للمبيعات، لفهم آثارها على التوقعات.
وأضاف أحمد كمال، المدير الأعلى للشؤون الأكاديمية العالمية لدى ساس: "لقد حقق الهاكاثون فوائد كثيرة، ومن أهمها تزويد الطلاب بالمهارات القيمة ذات الصلة بالتنبؤ والتحليلات، كما كان مصدر إلهام لهم للتفكير بشكل إبداعي حول قدرة البيانات لتعزيز الاستدامة ودفع التغيير في مجتمعاتهم".
وتم اختيار أفضل أربعة فرق تتمتع مشاريعها بإمكانية التأثير بشكل كبير على الجهود البيئية والاستدامة في المستقبل، وحصلوا على جوائز نقدية لحلولهم.
عالج الفريق قضية انقطاع التيار الكهربائي المتكرر الذي يؤدي إلى عطل الخوادم والعمليات الحرجة، ومن ثم حدوث حالات توقف كبيرة وتأخيرات تشغيلية وخسائر مالية. وكان هدفهم التنبؤ بإنتاج الطاقة، وتحديد الاتجاهات الموسمية، والتنبؤ بتوافر الموقع، وتحسين آليات تخصيص الموارد، وتسهيل تداول الطاقة.
ولتحقيق ذلك، استخدم الفريق نماذج انحدار أو تراجع خطية وإحصائية مختلفة للتنبؤ بإنتاج الطاقة الشمسية، بناءً على إجمالي إنتاج الطاقة (كيلوواط ساعة).
وقام الفريق بإنشاء خريطة حرارية لتحليل الأنماط الموسمية، فضلاً عن تطبيق بعض نماذج الانحدار الخطية والإحصائية، من أجل التنبؤ بإنتاج الطاقة الشمسية، وذلك بناءً على إجمالي الطاقة المنتجة (كيلوواط ساعة). وساعد هذا النهج في تسهيل عمل الفريق لرسم تنبؤات النموذج والقيم الحقيقية.
توصيات الفريق:
التحقيق في العوامل الخاصة بالموقعتحسين استخدام الموقعتعزيز أنظمة التخزين في منتصف النهارتوسيع الاستثمارات بناءً على الأداء
تناول الفريق قضية عالمية خطيرة تتمثل في ندرة الغذاء، والتركيز على حقيقة مهمة، وهي أن ما يقرب من 828 مليون شخص حول العالم يواجهون الجوع يومياً، حيث يعيش 10% منهم في فقر مدقع. وعلى سبيل المثال، يعيش أكثر من 30% من السكان في مصر تحت خط الفقر، حيث يعد توفير المواد الغذائية الأساسية تحدياً خطيراً. ويؤدي تغيّر المناخ إلى تفاقم هذه الأزمة، خاصة وأنه يشكل تهديداً حقيقياً لما يصل إلى 30% من المحاصيل العالمية.
واعتمد الفريق على تنفيذ نموذج التنبؤ (نموذج الانحدار الذاتي) ARIMA بهدف تحليل الاتجاهات التاريخية، والتنبؤ بإنتاجية المحاصيل المستقبلية، بناءً على عوامل المناخ، ما يتيح القيام بالتدخلات المبكرة. وتم التوصل إلى نتائج مثيرة للقلق، وتشير التوقعات إلى أنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الفعالة، سيتم تسجيل انخفاض كبير في إنتاجية محصول القمح في مصر بحلول العام 2030.
ويوصي الفريق بالاستفادة من الابتكار كمفتاح لمستقبل أكثر أماناً ولحماية البيئة.
طور "فريق المفكّرون الكمّيون" نموذجاً للتنبؤ بالطلب على الأدوية، وتم تصميمه خصيصاً لمنع نقصها، وذلك من خلال التنبؤ بدقة بالطلب على الإمدادات الطبية. واستفاد الفريق من نماذج تعرف باسم "الغابة العشوائية" لقدرتها على تحديد العلاقات المعقدة وغير الخطية داخل البيانات، وهي ميزة أساسية عند معالجة الأنماط المتنوعة والمعقدة لمبيعات الأدوية والطلب عليها.
توصيات الفريق:
نماذج التنبؤ المحسنةتحسين سلسلة التوريدخفض معدل عجز الطلب
ابتكر هذا الفريق سيناريو يفترض سعي وكالة حكومية أو منظمة بيئية إلى التنبؤ بانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري لتقييم السياسات التنظيمية، وتحديد مجالات التحسين والتخطيط لجهود التخفيف من تغير المناخ.
واستخدم الفريق نموذجاً يعرف باسم (The Prophet) لقدرته على تحليل بيانات السلاسل الزمنية مع الأنماط الموسمية والاتجاهات طويلة الأجل. وكشف التحليل أن انبعاثات مصر من الغازات المسببة للانحباس الحراري من المتوقع أن ترتفع بسبب نموها الاقتصادي، وزيادة احتياجاتها من الطاقة، واعتمادها على الفحم، ونمو عدد السكان وتصاعد اتجاه التحضر (أي عدد سكان المدن على حساب سكان المناطق الريفية). ومع أن هذه الدولة تعمل على تعزيز سياسات الطاقة المتجددة والمناخ، لا يزال تحقيق التوازن بين التنمية وخفض الانبعاثات يشكل تحدياً حقيقياً.
ولمكافحة تغير المناخ، يجب على القطاعات الرئيسية تبني ممارسات مستدامة، والتحوّل في صناعة الطاقة عن طريق الانتقال إلى بدائل الطاقة المتجددة، وتشجيع قطاع النقل على الاستثمار في المركبات الكهربائية ووسائل النقل العام الفعالة. وتعدّ التقنيات النظيفة والأعلى كفاءة في استهلاك الطاقة أمراً حيوياً للعمليات الصناعية والمباني. وفي قطاع الزراعة، يمكن أن تساعد الحلول والأساليب المستدامة في الحد من انبعاثات غاز الميثان، ما يدفع التقدم الجماعي نحو مستقبل مستدام ومرن.
توصيات الفريق:
توصية متعلقة بصناعة الطاقة: تسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.قطاع الزراعة: تعزيز تصميم المباني والممارسات الموفرة للطاقة.وأظهر هاكاثون ساس والأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية قوة التحليلات لدفع التغيير الهادف في جهود الاستدامة. ومن خلال تعزيز التعاون وتزويد المشاركين بأدوات متطورة، والتركيز على التطبيقات العملية، أسهم هذا الحدث في تسليط الضوء على أهمية تمكين الجيل القادم من مواجهة التحديات العالمية عن طريق الاعتماد على الابتكار.