سكاي نيوز عربية:
2024-12-29@18:48:23 GMT

إسرائيل و"أديداس".. علاقة معقدة عمرها عقود

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

منذ بدء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وما رافقها من دعوات في البلدان العربية والإسلامية لمقاطعة بعض المنتجات الغربية، ثارت التساؤلات بشأن العلاقات بين بعض شركات المنتجات الرياضية وإسرائيل، وما إذا كانت داعمة لها.

وورد اسم "أديداس"، أحد أكبر مصنعي المنتجات الرياضية حول العالم، في قلب النقاشات بشأن العلاقة مع إسرائيل، لا سيما أن الشركة الألمانية كانت حتى وقت قريب راعية قمصان منتخب إسرائيل لكرة القدم، قبل أن تتخلى عن ذلك مضطرة.

وتربط "أديداس" واليهود بشكل عام علاقة معقدة، تعود جذورها إلى الثلاثينات من القرن الماضي، فما القصة؟

ما قبل الشهرة

يعتقد اليهود أن "أديداس" لها أصول نازية، إذ تأسست الشركة الألمانية عام 1924 تحت اسم "مصنع أحذية الأخوين داسلر"، على يد الشقيقين أدولف (أو أدي اختصارا) ورودولف داسلر، ورغم أن هذا التاريخ يسبق صعود النازيين فإن الرابط بين الطرفين سيظهر قريبا.

وبالمناسبة، فقد أتى اسم "أديداس" من دمج الاسم المختصر لأدولف "أدي"، ونصف اسم العائلة "داس"، أما رودولف فقد انفصل لاحقا عن شقيقه بعد أن دبت الخلافات بينهما، وأسس بنفسه شركة "بوما" المنافسة.

سرعان ما صنع الأخوان داسلر، ومقر شركتهما في مدينة هرتسوغنأوراخ البافارية، اسما لأنفسهما من خلال الريادة في بعض أقدم الأحذية المسننة، التي تساعد العدائين على الأراضي غير المستوية.

وفي الأول من مايو عام 1933، مع ارتفاع ثروات الشركة وتولي الزعيم النازي أدولف هتلر السلطة في ألمانيا، انضم الأخوان داسلر رسميا إلى الحزب النازي، وفقا لكتاب "حروب الأحذية الرياضية" للصحفية باربرا سميت، الذي يسلط الضوء على تاريخ شركة "أديداس".

واعتمد النازيون الرياضة أداة لتعزيز الصورة العامة لألمانيا وجذب الشباب إلى الجيش، لذلك فإن شركة الأحذية الرائدة وقتها كانت تتلاءم بشكل جيد مع خططهم.

وفي ظل الحكم النازي، ارتفعت مبيعات الأحذية الرياضية الخاصة بعائلة داسلر بشكل كبير، وتضاعف حجم شركتهم عدة مرات.

وخلال دورة الألعاب الأولمبية في برلين عام 1936، التي نظمها هتلر في محاولة لإثبات التفوق الرياضي للنازيين على المستوى الدولي، ارتدى العديد من الرياضيين الألمان أحذية "أديداس"، لتنتقل الشركة إلى مرحلة جديدة من العالمية، لا سيما بعد أن استخدم أحذيتها أسطورة العدو الأميركي آنذاك جيسي أوينز.

الأخوان داسلر والنازية

كان رودولف أشد تحمسا للأيديولوجية النازية من أدي، وفقا لكتاب "حروب الأحذية الرياضية"، لكن الأخوين كانا من أعضاء الحزب النازي، وخلال الحرب العالمية الثانية تحولت مصانع الأحذية الخاصة بهما إلى مصانع ذخيرة للجيش النازي، وتقول بعض الروايات إن صانعي الأحذية الألمان كانوا يختبرون منتجاتهم على العمال القسريين في معسكرات الاعتقال.

وفي الحرب استدعي رودولف للانضمام إلى الجيش، لكنه تخلف في محاولة لخطف السيطرة على الشركة من شقيقه، في بداية بروز الخلافات بين الأخوين قبل انفصالهما لاحقا إلى شركتين منفصلتين.

ووفقا لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، كانت بعض القوات الأميركية على وشك تدمير مصنع الأخوين في هرتسوغنأوراخ في أبريل 1945، قبل أن تنجح كاثي، زوجة أدي، في إقناع الأميركيين أن المبنى كان يستخدم فقط لصنع الأحذية الرياضية.

وعندما سيطرت القوات الأميركية على قاعدة هرتسوغنأوراخ الجوية من النازيين، اشترى العسكريون أحذية داسلر، وساعدوا في نشر العلامة في الولايات المتحدة.

"أديداس" بعد الحرب

من المفارقات أن نهاية الحرب العالمية الثانية لم تكن سوى ذروة الخلافات بين الأخوين داسلر، في ظل محاولة كل منهما، مع زوجته، انتزاع إمبراطورية الأحذية من الآخر.

وعندما دخلت ألمانيا فترة الانسلاخ من النازية بعد الحرب، أجبر الحلفاء مدينة هرتسوغنأوراخ، بما في ذلك عائلة داسلر وموظفو مصنعها، على مشاهدة لقطات وثائقية لما تعرض له اليهود في معسكرات الاعتقال النازية.

وألقي القبض على رودولف للاشتباه في تزويده الشرطة السياسية للنازيين (الجيستابو) بالمعلومات، وأرسل لفترة وجيزة إلى معسكر أسرى الحرب لدوره في الخطوط الأمامية للجيش النازي، لكن أطلق سراحه بعد عام واحد.

وفي الوقت ذاته، اتهم أدي بمساعدة النازيين ودعمهم بشكل نشط خلال الحرب، لكنه تمكن من إبعاد شبهات الولاء للحزب النازي عنه.

ومن بين ادعاءات أدي، وفقا لكتاب باربرا سميت، أنه استمر في العمل مع تجار الجلود اليهود للحصول على الخامات اللازمة لصناعة الأحذية، كما أن عمدة بلدة مجاورة ادعى أنه نصف يهودي، قال إن أدي وفر له مأوى في الأيام الأخيرة من الحرب.

الشق يتسع

في عام 1949 عانت العلاقة بين الشقيقين صدعا دائما، مما دفع أدي إلى تأسيس شركته الخاصة تحت اسم "أديداس"، بينما انطلق رودولف لينشئ الشركة المنافسة "بوما".

ولا يزال المقر الرئيسي للشركتين في هرتسوغنأوراخ، كما أن سكان المدينة منقسمون بشدة حول الولاء للعلامة التجارية حتى يومنا هذا، رغم أن "أديداس" حظيت بمكانة أعلى عالميا.

والآن تتجنب "أديداس" الإشارة إلى أي علاقة مع النازيين، وعلى موقعها الإلكتروني يحدد التاريخ الرسمي للشركة سنوات ما قبل عام 1949 على أنها "بداية قصتنا"، من دون أي إشارات إلى الارتباط بألمانيا النازية.

يشار إلى أن بعض الرياضيين اليهود تعاونوا مع الشركة في العقود التي تلت الحرب، ففي عام 1972، وبناء على اقتراح من "أديداس"، حمل السباح الأولمبي الأميركي مارك سبيتز زوجا من أحذيتهم إلى منصة التتويج.

وبرز اسم "أديداس" من حين لآخر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفي عام 2012 قاطعت بعض الدول العربية الشركة بسبب رعايتها لماراثون القدس، الذي كان يمر عبر أراض محتلة.

وفي عام 2018، فسخت الشركة عقد رعايتها للاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، بعد جمع آلاف التوقيعات في حملة شارك فيها عدد كبير من المشاهير، للتنديد بالممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، علما أن "بوما" تتولى رعاية المنتخب حاليا.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل بوما هتلر الولايات المتحدة القدس أديداس إسرائيل إسرائيل بوما هتلر الولايات المتحدة القدس أخبار إسرائيل فی عام

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: استمرار الحرب بغزة يؤدي لأزمة في القوى البشرية بالجيش

ذكر إعلام إسرائيلي، أن ضباط بالجيش يديرون عملية تدمير ممنهجة بغزة لعرقلة أو منع الفلسطينيين من العودة للمدن المدمرة، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

 

الإمارات تدين حرق إسرائيل مستشفى كمال عدون في غزة حركة المجاهدين: استهداف مستشفى كمال عدوان يعكس سياسة ممنهجة لقتل الحياة في غزة

وتابع الإعلام الإسرائيلي أن استمرار الحرب في غزة يؤدي لأزمة في القوى البشرية بالجيش.. ومئات الضباط أنهوا خدمتهم مؤخرا.

 

وزارة الصحة في غزة: الاحتلال يواصل استهداف المنشآت الصحية وتدمير المرافق الحيوية


 

ومن جانبه، أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة ، اليوم ، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المنشآت الصحية، حيث أضرمت النيران في مباني مستشفى كمال عدوان ودمرت جميع المولدات الكهربائية الخاصة به، ما أدى إلى توقف الخدمات الصحية في المستشفى بالكامل. 

 

وأوضحت الوزارة في بيان لها، اليوم، أنها تواجه أزمة غير مسبوقة في تقديم الخدمات الصحية، لا سيما في شمال القطاع، ودعت المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لإيجاد بدائل تضمن استمرار الخدمات الصحية للمواطنين الذين يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة. 

 

وناشدت الوزارة المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاستهداف المتكرر للمرضى والمنشآت الطبية، مشيرةً إلى أن مستشفى العودة تعرض خلال الثمانين يوماً الماضية لاستهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال، مما يفاقم الوضع الصحي في المنطقة. 

 

وأعربت الوزارة عن قلقها البالغ حيال مصير المرضى والكوادر الطبية الذين كانوا داخل مستشفى كمال عدوان عند استهدافه، مؤكدةً أنها لا تملك أي معلومات عن وضعهم الحالي في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على المنطقة. 

 

وشددت وزارة الصحة على أن المؤسسات الدولية على دراية تامة بما يجري في شمال غزة، خاصة في المستشفيات التي أصبحت غير قادرة على استيعاب المزيد من المرضى بسبب النقص الحاد في القدرة السريرية والخدمات الأساسية. 


 جيش الاحتلال يفجر منازل في بلدتي يارون وميس الجبل بالجنوب اللبناني

نفذ جيش الاحتلال عمليات تفجير لعدد من المنازل في بلدتي يارون وميس الجبل بالجنوب اللبناني، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

اليونيفيل: الجيش اللبناني ينتشر في الخيام وسط قلق من التصعيد الإسرائيلي بالناقورة

وفي إطار آخر، أكد رئيس بعثة قوات حفظ السلام الدولية في لبنان "اليونيفيل" أن بلدة الخيام جنوب لبنان هي البلدة الوحيدة التي أخلتها إسرائيل بالكامل بعد تصعيد العمليات العسكرية الأخيرة، مما سمح للجيش اللبناني بالانتشار فيها، وأشار المسؤول الدولي إلى أن الوضع في المناطق الحدودية ما زال يشهد توترًا، مع استمرار إطلاق النار وعمليات الهدم التي تنفذها القوات الإسرائيلية حول منطقة الناقورة.

وصرح المسؤول، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأن البعثة تشعر بقلق بالغ إزاء استمرار التصعيد العسكري في المناطق الحدودية، خاصة مع استمرار القصف والاشتباكات التي تهدد حياة المدنيين وتزيد من تعقيد الوضع الإنساني في جنوب لبنان.

وأفاد رئيس بعثة اليونيفيل بأن التنسيق مع السلطات اللبنانية مستمر لضمان استقرار المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، مع التركيز على دعم الجيش اللبناني لتعزيز وجوده في المناطق المحررة، وأضاف أن البلدة الوحيدة التي شهدت انسحابًا إسرائيليًا وانتشارًا للجيش اللبناني هي بلدة الخيام، ما يمثل خطوة إيجابية لكنها غير كافية لتحقيق تهدئة شاملة.

في المقابل، تتزايد المخاوف من استمرار القصف الإسرائيلي في محيط الناقورة، حيث وثقت فرق اليونيفيل عمليات هدم طالت منشآت مدنية ومناطق مأهولة بالسكان، وأكد المسؤول أن البعثة تبذل جهودًا متواصلة للحد من التصعيد وضمان حماية المدنيين وفقًا للقرارات الدولية.

ودعا رئيس البعثة إلى وقف فوري لإطلاق النار في المناطق الحدودية والعودة إلى الالتزام باتفاقيات الهدنة، محذرًا من أن استمرار التوتر قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي، وشدد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية الدولية لتجنب مزيد من التصعيد وحماية الأرواح والبنى التحتية في جنوب لبنان.

الاحتلال يجرد الطواقم الطبية من ملابسهم ويعتقلهم ويحرق مستشفى كمال عدوان
يعيش الطاقم الطبى بمستشفى كمال عدوان اوقات صعبة يعكس انعدام الإنسانية لجنود الاحتلال الاسرائيلى ، حيث أقدمت قوات الاحتلال على تجريد الطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة من ملابسهم واعتقالهم، وسط ظروف طقس بارد، بعد أن تم تهديدهم وإخلاء المستشفى من المرضى، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن مصير الطاقم الطبي والمرضى الذين كانوا داخل المستشفى لا يزال مجهولاً، بعدما أضرمت قوات الاحتلال النيران في المبنى ودمرته بالكامل.

وأفادت الوزارة بأن الاحتلال ترك المرضى يصارعون الموت داخل المستشفى بعد إجبار الطواقم الطبية على المغادرة، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية، كما تلقى الدكتور حسام أبو صفية تهديدًا مباشرًا من قوات الاحتلال التي قالت له: "هذه المرة سنعتقلك"، مما يعكس استمرار الممارسات الوحشية التي تستهدف الكوادر الطبية بشكل ممنهج.

وكانت مستشفيات شمال قطاع غزة، التي شملت مستشفى بيت حانون، المستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، تقدم الخدمات الطبية للمواطنين، إلا أن مستشفى بيت حانون تعرض للتدمير الكامل، فيما خرج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة بعد تدمير بنيته التحتية، أما مستشفى كمال عدوان، الذي كان يعمل جزئيًا في ظل نقص الإمكانات، فقد تعرض هو الآخر للإخلاء والتدمير.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن ما يحدث يمثل ضربة قاضية للمنظومة الصحية المتبقية في شمال قطاع غزة، ويهدف إلى حرمان السكان من الخدمات الطبية في إطار خطة واضحة لإنهاء وجودهم في المنطقة.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة التي تستهدف حياة المرضى والطواقم الطبية، داعيةً إلى توفير حماية دولية عاجلة للمنشآت الصحية والكوادر العاملة فيها.
 

مقالات مشابهة

  • صحفي: إسرائيل تستغل الأحداث لتنفيذ أجندتها في الشرق الأوسط
  • تقرير: إسرائيل تواجه تحديات جديدة في الحرب
  • أصاب أكثر البقع حساسية في مشروعها .. ماذا خسرت (إسرائيل) منذ 7 أكتوبر؟
  • إسرائيل: رئيس الأركان أمر بالاستعداد لتوسيع الحرب في قطاع غزة وتعزيز القوات
  • بالصور والتفاصيل: استجابة الشركة العامة للكهرباء لأضرار المنخفض الجوي
  • حذاء مسيء للمسيحية يغضب الأقباط.. و"الشركة" تحسم جدل الصليب: دعاية أم إزدراء؟ (خاص)
  • عجز قياسي في ميزانية إسرائيل عام 2024 بسبب الحرب
  • إسرائيل: استمرار الحرب بغزة يؤدي لأزمة في القوى البشرية بالجيش
  • الأحذية الخشبية.. ملجأ الأقدام الحافية في قطاع غزة (شاهد)
  • سفير ألمانيا لدى إسرائيل: تجمد الرضع في غزة حتى الموت دافع قوي لوقف الحرب