أنهى مجلس الأمن الدولي الجمعة 1-12-2023، بناء على طلب السودان، بعثة الأمم المتحدة السياسية في هذا البلد الذي يشهد حربا متواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع. 

بعد أخذه علماً برسالة الخرطوم التي طالبت بالإنهاء "الفوري" لبعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال (يونيتامس)، اعتمد مجلس الأمن قراراً بإنهاء تفويضها اعتباراً من الأحد.

 

وتبدأ الاثنين فترة انتقالية مدتها ثلاثة أشهر للسماح بمغادرة أفراد "يونيتامس" ونقل مهماتها إلى وكالات الأمم المتحدة الأخرى "حيثما كان ذلك مناسبا وبالحد الممكن".

ويعمل في بعثة الأمم المتحدة في السودان 245 شخصا، بينهم 88 في بورتسودان (شرق)، فضلا عن آخرين في نيروبي وأديس أبابا، حسب ما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الشهر الماضي.

وصوت 14 من أعضاء المجلس الخمسة عشر لصالح القرار، بينما امتنعت روسيا عن التصويت.

وقال نائب المندوب البريطاني في الأمم المتحدة جيمس كاريوكي الذي صاغت بلاده نص القرار "دعوني أكون واضحا. المملكة المتحدة لم تكن لتختار إنهاء يونيتامس في هذه اللحظة".

وصرّح ممثل الولايات المتحدة روبرت وود "نشعر بقلق بالغ من أن تقليص الوجود الدولي في السودان لن يؤدي إلا إلى تشجيع مرتكبي الفظائع ذات العواقب الوخيمة على المدنيين".

وأبدى المجلس في قراره "انزعاجه إزاء استمرار العنف والوضع الإنساني، خصوصا انتهاكات القانون الإنساني الدولي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" في السودان.

ودعا جميع الأطراف إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية... والسعي إلى حل تفاوضي للنزاع".

من جهته، قال مدير منظمة هيومن رايتس ووتش بالأمم المتحدة لويس شاربونو في بيان إن قرار مجلس الأمن "هو تتويج لتنازله الكارثي عن مسؤوليته تجاه المدنيين السودانيين في وقت أصبح خطر وقوع فظائع وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان أكبر من أي وقت مضى". 

أنشئت "يونيتامس" عام 2020 للمساعدة في دعم التحول الديموقراطي في السودان بعد سقوط نظام الرئيس عمر البشير في العام السابق في أعقاب ضغوط من الجيش واحتجاجات شعبية.

لكن في تشرين الأول/أكتوبر 2021، تعطلت عملية الانتقال عندما تولى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان السلطة بصلاحيات كاملة في انقلاب على الشركاء المدنيين. 

في 15 نيسان/أبريل، قبل توقيع اتفاق بشأن استئناف الانتقال الديموقراطي، اندلع القتال بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وبعد بضعة أسابيع، طالب البرهان بإقالة رئيس البعثة الأممية فولكر بيرثيس، محملا إياه مسؤولية اندلاع أعمال العنف.

وقد استقال الدبلوماسي الألماني من منصبه في نهاية في أيلول/سبتمبر بعد منعه من العودة إلى السودان، ولم يتم استبداله.

في الشهر الماضي، قالت الحكومة في الخرطوم إن المهمة "لم تعد تلبي احتياجات (السودان) وأولوياته"، مطالبة بإنهائها "فوراً". ولم يترك ذلك لمجلس الأمن أي خيار سوى إنهاء مهمة البعثة، إذ يجب على الأمم المتحدة العمل بموافقة الدولة المضيفة.

تسمية الأشياء بمسمياتها

قبل أيام، رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كل الاتهامات الموجهة إلى المنظمة الدولية، مشيراً بأصابع الاتهام إلى البرهان ودقلو "الجنرالين اللذين يتجاهلان تماماً مصالح شعبهما".

وقال غوتيريش "أعتقد أن الوقت حان لتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية. هذا خطأ من ضحّيا بمصالح شعبهما من أجل صراع خالص على السلطة"، مسلطا الضوء أيضا على مساعدات مالية وعسكرية منحتها لهما جهات لم يُسمّها.

ويشكل الإنهاء القسري لبعثة "يونيتامس" انتكاسة جديدة للأمم المتحدة التي تواجه انتقادات بشأن فاعلية بعثاتها السياسية والأمنية، ولا سيما في إفريقيا. 

ففي مالي، أنهى مجلس الأمن مهمة حفظ السلام التابعة له "مينوسما" في يونيو/حزيران بضغط من المجلس العسكري الحاكم. ومن المقرر إتمام سحب قواتها بحلول نهاية العام.

وقال دوجاريك إنه رغم إنهاء "يونيتامس" فإن "الأمر الواضح وما يجب أن يكون واضحا للجميع هو أن الأمم المتحدة لن تغادر السودان"، مضيفا أن المنظمة ستواصل برامجها الإنسانية وبعض المبادرات السياسية.

وعيّن غوتيريش الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة مبعوثا شخصيا له إلى السودان.

ولفت دوجاريك إلى إن الأمم المتحدة لديها عدد كبير من العاملين في المجال الإنساني الذين يساعدون المحتاجين "رغم نقص التمويل الذي نتحدث عنه طوال الوقت ورغم القتال المتواصل".

خلفت الحرب الأهلية في السودان أكثر من 10 آلاف قتيل منذ نيسان/أبريل، وفق حصيلة متحفظة وضعتها منظمة "أكليد". 

وتقول الأمم المتحدة إن ستة ملايين شخص نزحوا عن منازلهم، كما دمرت الحرب الكثير من البنى التحتية.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الأمم المتحدة مجلس الأمن فی السودان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تؤكد دعم جميع مبادرات إنهاء الاقتتال في السودان

أكدت الأمم المتحدة اليوم السبت دعمها الكامل لكل المبادرات الهادفة إلى إنهاء الاقتتال في السودان والالتزام بمواصلة دعم جهود التوصل الى السلام بين الأطراف المتحاربة.

جاء ذلك في كلمة ممثلة الأمم المتحدة كبير مستشاري مبعوثيها الى السودان نايلة حجار نيابة عن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى السودان رمطان العمامرة في (مؤتمر القوى السياسية السودانية) بالقاهرة تحت عنوان “معا لوقف الحرب في السودان” بحضور ممثلي تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة.

وقالت حجار إن “الأمم المتحدة على استعداد دائم بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لدعم كل الجهود التي تصب في إيقاف الحرب السودانية وبناء دولة آمنة ومستقرة” مضيفة “نعول على جهود القوى المدنية السودانية ووحدتها لتخطي المصاعب والتطلع لبناء مستقبل يحمي الشعب السوداني”.

وأكدت أهمية إنهاء جميع أشكال العدائيات من القوى السودانية كافة وتشجيع اتخاذ الترتيبات اللازمة لحماية المدنيين وايصال المساعدات الانسانية الى المتضررين موضحة ان الحوار السياسي السوداني الشامل سيكون العامل المميز والمؤثر في عملية صنع السلام في ربوع المجتمع السوداني.

وأضافت حجار أن هذا الحوار يجب ان يرتكز على قبول الآخر وترسيخ البناء التوافقي وإجماع الشعب السوداني على إنهاء الحرب والاتجاه الى بناء المؤسسات الديمقراطية إذ “إن الأمل معقود على جميع حلقات هذا الحوار”.

من جانبه أكد الصحفي السوداني الشفيع خضر في كلمة أمام المؤتمر ان “وقف الاقتتال الدائر في السودان لن يتحقق إلا بتوافر الارادة القوية والرؤية الصحيحة لدى القوى المتصارعة كافة وقناعتها بأن إيقاف الحرب وإعادة البناء يحتاجان الى توسيع مبدأ القبول والمشاركة ليسع الجميع إلا من ارتكب جرما فهؤلاء مصيرهم المثول أمام العدالة.

وقال خضر إن الطرفين المتقاتلين ليس باستطاعتهما وحدهما فقط إيقاف الحرب المدمرة وإنهائها مؤكدا ان المسؤولية الأكبر في وقفها تقع على عاتق القوى المدنية السودانية لأنها هي المنوط بها تصميم وقيادة العملية السياسية التي بدونها لن تضع الحرب أوزارها.

وأوضح خضر ان جوهر العملية السياسية بالسودان يبدأ بصياغة رؤية لإيقاف الحرب وفي قمة أولوياتها مخاطبة المأساة الانسانية الحالية خاصة في مناطق النزوح ومناطق المعاناة الجسيمة في مواقع اللجوء.

وأضاف أن عقد هذا المؤتمر هو ضربة البداية لإقرار السلام بالسودان فليس من المتوقع ان يحسم كل القضايا المطروحة من أول وهلة في قضايا تحتاج الى إعداد ذهني وسياسي وسط الفصائل المختلفة المكونة لكل القوى المدنية والسياسية السودانية.

وأكد أهمية السعي للتوافق حول آلية للمتابعة والتحضير السياسي والذهني للقاءات أخرى مكملة مضيفا “لتكن بوصلة مناقشاتنا في المؤتمر ان الشعب السوداني الآن ينظر إلينا وينتظر منا إجابات وجدية تواسيه في حزنه وتنعش آماله في هذه الحرب المدمرة.. أتمنى لكم النجاح والتوفيق وشكرا لمصر مرة أخرى”.

وكانت أعمال (مؤتمر القوى السياسية السودانية) انطلقت في العاصمة الإدارية بالقاهرة بمشاركة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وشركاء اقليميين ودوليين معنيين بالأزمة السودانية وذلك في إطار الجهود المصرية المبذولة لبحث سبل إنهاء الصراع السوداني.

المصدر وكالات الوسومالأمم المتحدة السودان

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تؤكد دعم جميع مبادرات إنهاء الاقتتال في السودان
  • الكبير: اجتماع الرباط محاولة أخرى لقطع الطريق على أي مبادرة تقودها بعثة الأمم المتحدة
  • البرهان : الجيش يحقق انتصارات وخسارة بعض المدن لا تعني الهزيمة
  • البرهان: الحرب لن تنتهي إلا بتطهير السودان من مليشيا “الدعم السريع”
  • البرهان يتلقى رسالة شكر وتقدير من المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف
  • الغويل: نتائج أي انتخابات رئاسية مرتقبة تظل رهينة الاعتراف الدولي بها
  • الأمم المتحدة تدعوا الجيش السوداني والدعم السريع لمفاوضات الأسبوع المقبل
  • الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
  • الأمم المتحدة: 136  ألف فار سوداني من ولاية سنار بسبب الدعم السريع
  • الدعم السريع تسيطر على اللواء 92 جنوب غربي السودان