عربي21:
2024-07-05@13:52:51 GMT

الطبيب محمد أبو سلمية في مواجهة صندوق الأكاذيب الأسود

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

الطبيب محمد أبو سلمية في مواجهة صندوق الأكاذيب الأسود

ترك وحيدا في أقبية السجون الإسرائيلية، ولم يتمكن أحد حتى اليوم من مقابلته ومعرفة مكانه، حتى الجهات الدولية المنوط بها هذه المهمة اكتفت بتصريحات باردة ومحايدة و"جبانة".

التهمة جاهزة ومعلبة منذ اليوم الأول الذي رفض فيه مغادرة موقعه وترك مهمته الإنسانية في الاعتناء بالمرضى، وهو القسم الذي أقسمه حين تخرج من كلية الطب.



محمد أبو سلمية، المولود عام 1973 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، لأبوين لاجئين من قرية الجورة في عسقلان، درس الطب في جامعة "بوغوموليتس" في العاصمة الأوكرانية كييف، وتخصص في طب الأطفال ثم عاد إلى قطاع غزة عام 1998. وفي وقت لاحق وحصل على البورد الفلسطيني في طب الأطفال.

عمل بعد عودته إلى فلسطين في عدد من مستشفيات قطاع غزة، فبدأ عام 2000 طبيبا في مستشفى غزة الأوروبي حتى عام 2004، ثم في مستشفى النصر للأطفال حتى 2013، وتولى منصب المدير الطبي للمستشفى نفسه عام 2007.

وسيتولى "أبو خالد" فيما بعد إدارة مستشفى الرنتيسي للأطفال عام 2015، وبعدها أصبح مديرا لمستشفى الشفاء عام 2019 أكبر مؤسسة طبية داخل قطاع غزة .



لم يتوقف أبو سلمية عند علمه الطبي فقد عمل على تطوير مستشفى الشفاء بجميع أقسامه، إذ بدأ مشروع ترميم مبنى الولادة القديم. كما طور قسم الطوارئ الجديد  الذي أصبح القسم الأكبر على مستوى الضفة وغزة والقدس. كما عمل على تطوير الكوادر الطبية والتمريضية الإدارية العاملة في المستشفى.

وكان في طريقه قبل العدوان لتطوير قسم الأشعة التداخلية، الذي يعتبر من أحدث الأجهزة على مستوى العالم، بتمويل من الرابطة الفلسطينية الطبيبة الأميركية (بي إيه إم إيه).

وكان يسعى إلى توطين زراعة الكلى في قطاع غزة، كما أصبحت للمستشفى القدرة على التعامل مع عمليات جراحية كبرى ذات مهارة عالية كانت في السابق تحول إلى خارج قطاع غزة.

عمل محاضرا في جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية حتى تاريخ اعتقاله.

ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة تعرض المستشفى للقصف شبه اليومي، والذي انتهى باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى وتدمير منشآته وجرف باحاته، وعزله تماما بقطع الكهرباء والإنترنت عن قطاع غزة بأكمله.

وما لبث أن قام الاحتلال باعتقاله وعددا من الكوادر الطبية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

وكان أبو سلمية قد رفض أخلاء المستشفى وترك المرضى بناء على طلب من الاحتلال بعدما رفض أمرا سابقا مماثلا، إذ تم إجلاء مئات المرضى والنازحين إلى مستشفى آخر جنوبي القطاع، إضافة لنقل العشرات من الأطفال الخدج.

وقبل يومين قررت سلطات الاحتلال تمديد اعتقال أبو سلمية 45 يوما والتحقيق معه تمهيدا لتوجيه لائحة اتهام له. سلطات الاحتلال قالت : "نحن نستجوبه  لكونه كان مديرا لمستشفى يقع فوق شبكة إرهابية بكاملها كيف له ألا يعرف ما كان يحدث؟".

ويزعم الاحتلال إن مستشفى الشفاء هو مركز القيادة الرئيسي لعمليات "حماس" في قطاع غزة، وهو ما تنفيه الحركة، وفتشت القوات الإسرائيلية مباني المجمع الطبي على مدار أيام ولم تجد فيه أية أدلة تدعم مزاعمها.

وقال مصدر عسكري لوسائل الإعلام "تم نقل أبو سلمية للتحقيق من قبل الوحدة 504 التابعة للمخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)".



وفي وقت سابق قال جيش الاحتلال في بيان: " تم الكشف عن شهادات عديدة حول استخدام المستشفى الذي يديره كمقر قيادة لحماس".

وزعم الاحتلال أن حماس "استغلت موارد كبيرة في المستشفى من بينها الكهرباء لتقوية شبكة الأنفاق بالإضافة إلى تخزين وسائل قتالية عديدة داخله وفي محيطه".

لكن منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي اكتفيا بالقول بأنه "لا معلومات حول مصير أبو سلمية" داعية إلى "احترام كامل حقوقه" وهي عبارة توحي بإسقاط مسئوليتهما المهنية والأخلاقية عن سلامته ونوع من "رفع العتب".

وحين دخلت هذه المنظمات مستشفى الشفاء بعد نحو 30 يوما اكتفت بأداء دور حفار القبور وإحصاء الشهداء، وبالقول إنه تحول إلى "منطقة موت".

الدكتور محمد أبو سلمية لا تفيده كلمات "رفع التعب" والهروب من المسؤولية، ويحتاج إلى عاصفة إعلامية للضغط باتجاه إطلاق سراحه، وسط صمت مخجل ومعيب لمنظمات حقوق الإنسان وفي مقدمتها "هيومن رايتس ووتش" التي تبخرت واختفت تماما من الساحة .

دعونا لا ننسى أبو سلمية، وان نواصل الطرق على منصات التواصل وغيرها حتى نراه حرا يمارس عمله في تخفيف الآلام بثوبه الملائكي الأبيض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه غزة الاحتلال احتلال غزة بورتريه ابو سلمية بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه عالم الفن سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مستشفى الشفاء أبو سلمیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء في مجمع ناصر الطبي

حذرت وزارة الصحة في غزة ، اليوم الخميس 4 يوليو 2024، من توقف مولدات الكهرباء في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس خلال الساعات القليلة المقبلة.

وأفادت الوزارة في باين لها، بأن مجمع ناصر وهو المستشفى الرئيسي الوحيد المتبقي والذي يقدم الخدمة للمرضى بعد خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة في محافظتي خان يونس ورفح، نتيجة لعدم توفر الوقود اللازم.

وأشارت، إلى أنه تم إيقاف العمل في بعض الأقسام داخل مجمع ناصر الطبي.

وناشدت، كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات.

يذكر أن 15 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة تعمل، وجميعها تعمل جزئيا، وتواجه نقصا حادا في العاملين والإمدادات الطبية، بما في ذلك التخدير والمضادات الحيوية، ما يجعل العاملين في مجال الرعاية الصحية يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح.

واستشهد نحو 500 كادر في القطاع الصحي، وأصيب المئات، واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 310 آخرين، ودمرت قوات الاحتلال 130 مركبة إسعاف، خلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ 9 أشهر.

وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن حجم الإمدادات الطبية التي تدخل غزة غير كاف لاستدامة الاستجابة الصحية وأن جميع عمليات الإجلاء الطبي خارج غزة لا تزال متوقفة.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • محمد علي حسن: نتنياهو أعلن عدم إنهاء الحرب في غزة قبل تحقيق أهدافه
  • صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء في مجمع ناصر الطبي
  • وزارة الصحة: 15 مستشفى تعمل جزئيا في غزة فقط
  • “تجربة مرعبة”.. الطبيب الفلسطيني بسام مقداد يكشف قسوة سجون الاحتلال
  • استشهاد 17 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • لماذا أثار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء غضب الاحتلال؟
  • الإفراج عن أبو سلمية يكشف حالة التخبط والفوضى بدولة الاحتلال
  • السجون الإسرائيلية تعلق لـ الحرة على اتهامات مدير مستشفى الشفاء
  • السجون الإسرائيلية تعلق لـ الحرة على الاتهامات بتعذيب مدير مستشفى الشفاء
  • مسؤول طبي فلسطيني: إخلاء مستشفى غزة الأوروبي ينهي عمل المستشفيات الحكومية بغزة