عدوى الاستحواذ على أصول مصر تنتقل لـالأوروبي لإعادة الإعمار.. ما الهدف؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
انضم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أحد المؤسسات المالية العالمية لتقديم قروض تنموية بفوائد ميسرة خاصة للاقتصادات الناشئة، إلى الباحثين عن شراء أصول مصرية مغرية والاستفادة من انخفاض أسعارها، وسط تساؤلات حول علاقة تلك الخطوة بحزمة المساعدات الأوروبية.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن منتصف في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي خطة بنحو 10 مليار دولار لدعم ومساعدة مصر لمعالجة تداعيات الحرب، في غضون ذلك أعلن صندوق النقد الدولي أنه يدرس بجدية زيادة محتملة لبرنامج القروض، نتيجة الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب في قطاع غزة.
ويدرس البنك الأوروبي، لأول مرة، الاستحواذ على حصص في بنوك حكومية مصرية ضمن برنامج الطروحات الحكومية الذي بدأ العام الماضي؛ استجابة لشروط صندوق النقد الدولي وتخارج الدولة من القطاع العام، وبيع جزء كبير من أصولها لتوفير سيولة دولارية لمواجهة أزمة شح النقد الأجنبي.
وقالت هايكه هارمجارت المديرة التنفيذية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط في البنك الأوروبي في تصريحات إعلامية، إن البنك الأوروبي يجري محادثات مع صندوق مصر السيادي لبحث إمكانية شراء حصص أقلية في كل من المصرف المتحد وبنك القاهرة، وهما من بين البنوك الثلاثة المدرجة في قائمة الطروحات الرسمية.
من التنمية للاستثمار
تعد مصر ثاني أكبر عميل للبنك الأوروبي، وثاني أكبر عميل لبنك الاستثمار الأوروبي خارج الاتحاد الأوروبي، وتبلغ محفظة البنك الموجهة للسوق المصرية 800 مليون يورو والمستهدف أن تصل إلى مليار يورو بنهاية العام الجاري، بحسب خالد حمزة مدير مكتب البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية في مصر.
يتواجد البنك في مصر منذ عام 2012، ولا تقل استثماراته عن مليار يورو سنويا، جزء كبير منها يوجه من خلال البنوك المحلية للوصول إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة.
يهدف نشاط البنك، متعدد الأطراف، العمل على تعزيز تنمية القطاع الخاص ومبادرات ريادة الأعمال في 38 اقتصادًا عبر ثلاث قارات، وتهدف استثمارات البنك الأوروبي إلى جعل الاقتصادات في مناطقه تنافسية وشاملة ومُدارة جيدًا وخضراء وقادرة على الصمود ومتكاملة.
تعثر برنامج الطروحات الحكومية
منذ انطلاق برنامج الطروحات لم يسر على نحو مرض حتى الآن، وواجهت خطط طرح بنك القاهرة في البورصة تأجيلات مستمرة، وفشلت مفاوضات مصر مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي في وقت سابق من هذا العام بسبب خلافات حول كيفية تقييم البنك في ظل تقلبات سعر الجنيه مقابل الدولار.
بدأت المرحلة الأولى من جدول الطروحات خلال الفترة من آذار/ مارس إلى آب/ أغسطس 2022، والثانية من آب/ أغسطس 2022 حتى تموز/ يوليو 2023 بإجمالي 5 مليارات دولار بنسبة 50 بالمئة من المستهدف بحلول حزيران/ يونيو لعام 2024.
مصر هي ثاني أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين، وتدين لصندوق النقد الدولي بنحو 22 مليار دولار، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.
ويقدر بنك "مورغان ستانلي" احتياجات مصر التمويلية بنحو 24 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في حزيران/ يونيو 2024.
خطة دعم أوروبية أم استرداد ديون؟
تساءل خبير أسواق المال، الدكتور وائل النحاس: "هل هذه الخطوة المرتقبة تأتي ضمن حزمة المساعدات الأوروبية لمصر التي تحدث عنها الاتحاد الأوروبي لمواجهة تداعيات الحرب على قطاع غزة؟ هل يوجه الاتحاد الأوروبي أذرعه المالية للاستحواذ على بعض الأصول في هذا الإطار في ظل تعثر عمليات الخصخصة، وتوقف العديد من الصفقات التي تم الإعلان عنها أو إرجائها؟ ولذلك من الوارد أن تكون تلك الصفقة إن تمت من ضمن حزمة الـ 9 مليارات يورو".
وأضاف لـ"عربي21": "الاحتمال الثاني في ظل حالة عدم اليقين والشفافية هو أن يكون هذا الاهتمام هو من أجل استرداد ديون، أو مبادلة الديون بأصول، كل هذا غير واضح حتى الآن، ولكنه وارد، مع الأخذ في الاعتبار أن نشاط البنك هو الإنفاق على مشروعات البنية التحتية مثل الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي مثله مثل البنك الدولي، بالتالي عندما يدخل البنك للاستحواذ أو الاستثمار في أصل من الأصول فإنه يثير الكثير من التكهنات".
وأعرب النحاس عن اعتقاده أن "مصر أعادت خلط أوراق الإصلاح الاقتصادي بعد عودة التفاف المؤسسات الدولية والدول المانحة والداعمة إليها، وتخفيف شروط صندوق النقد الدولي وعرضه تقديم حزمة مالية أكبر والتغاضي عن تحرير سعر الصرف الفوري، ومد أجل برنامج الطروحات في إشارة إلى وجود أشياء في الكواليس لا علاقة لها بالاقتصاد بل بالمواففات والمواءمات الدولية".
ما علاقة قطاع غزة بالاستحواذ الأوروبي؟
من جهته؛ يقول الخبير الاقتصادي، عبد النبي عبد المطلب إن "اهتمام البنك الأوروبي لإعادة الإعمار بشراء حصص في أصول مصرية خاصة البنوك لا يمكن فصله عن ما يجري في قطاع غزة؛ الدمار والخراب هناك يحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة إعمار القطاع، وبالتالي يصبح دول الجوار الفلسطيني مثل مصر أهم نقاط الاستثمار للقيام بتلك المهمة التي تحتاج إلى سنوات".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21": "مصر هي أقرب دولة إلى قطاع غزة المدمر والأقرب إلى تولي إعادة إعمار غزة التي تحتاج إلى بنية تحتية جديدة ومرافق جديدة ومدن سكنية جديدة بتكاليف أقل، وعندما نتحدث عن البنك الأوروبي وهو بنك للتنمية والإعمار يريد أن يكون بقرب مناطق الأحداث عندما تبدأ إعادة الإعمار في غزة".
واستبعد أن "يكون الهدف من الاستحواذ على حصص في البنكين المصريين التابعين للدولة، رغم عدم وضوح الرؤية حتى الآن، هو من أجل استرداد ديون أو جزء من الديون المستحقة على مصر، خاصة أنها من أكثر الدول التي تستفيد من برامج البنك، بالتالي قد يكون الهدف هو من أجل تمويل عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة من خلال بنوك مصرية، وأيضا مساعدة مصر في مهمتها وضمن وعود الاتحاد بضخ استثمارات جديدة وطويلة المدى في الاقتصاد المصري".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصرية ديون مصر ديون البنك الاوروبي للاعمار سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق النقد الدولی الاتحاد الأوروبی برنامج الطروحات لإعادة الإعمار البنک الأوروبی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ماكرون يطلق من بيروت مبادرة فرنسية لإعادة الإعمار بعد الحرب
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بيروت، عن مؤتمر دولي تعتزم باريس استضافته خلال الأسابيع المقبلة بهدف إعادة إعمار لبنان، داعياً إلى وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعاً، وإلى الإسراع في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله"وإسرائيل. فيما تمنى رئيس الجمهورية جوزيف عون على ماكرون اعطاء القرار باعادة شركة توتال للتنقيب عن النفط في «البلوكات» اللبنانية.بدوره، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أنه جرى التباحث مع الضيف الفرنسي في الأوضاع الراهنة، وضرورة دعم لبنان على الصُّعد كافة، لا سيما اقتصادياً وفي مجال إعادة الإعمار، مضيفاً أنّ موضوع الخروقات الإسرائيلية تتم متابعته مع لجنة تطبيق القرار 1701، كما يتم تقديم الشكاوى اللازمة، وهناك وعود بأن الخروقات ستنتهي مع انتهاء مهلة الستين يوماً، نهاية الشهر الحالي.
وعما إذا كان الجانب الفرنسي يضمن الانسحاب الإسرائيلي، قال ميقاتي: «لم نتحدث عن هذا الموضوع مع الرئيس ماكرون، والجانبان الفرنسي والأميركي يتابعان هذا الملف، وأؤكد مجدداً أنّ الرئيس ماكرون يشدد على أهمية التعاون مع لبنان وحرصه عليه».
وكتبت" النهار": تجاوزت أبعاد ودلالات زيارة العمل التي قام بها أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، وهي الثالثة له منذ انفجار مرفأ بيروت قبل خمس سنوات، الهدف الرسمي المعلن لها لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بانتخابه لترسم سقفاً لعلّه الأعلى إطلاقاً في التزامات الدعم الفرنسي للبنان في مرحلة "نهوضه" الواعد من الأزمات والحرب والكوارث التي أصابته.
وبدا الرئيس الفرنسي، ان في الخطب والتصريحات التي ألقاها وان في ظهور معالم تفاؤله بما تحقق في لبنان بانتخاب الرئيس عون وانطلاق الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام في مهمته، منخرطاً بقوة لا هوادة فيها في تقديم كل أوجه وجوانب الدعم للبنان بدءاً باكمال تنفيذ الالتزامات السابقة كلها ومن ثم بإعلانه عن الاتجاه لعقد مؤتمر دعم دولي جديد للبنان لمساعدته في إعادة اعمار ما هدمته الحرب الأخيرة ووصولاً إلى ما حصل في كواليس لقاءاته مع الرؤساء لجهة مساندة العهد والرئيس المكلف في تجاوز العقدة الشيعية. ولم يكن غريباً ان تتصاعد معالم الإيجابيات في ملف تشكيل الحكومة خلال وجود ماكرون في بيروت علماً انه كان لافتاً للغاية إطلاقه موقفاً صارماً وحازماً من قصر الصنوبر قبيل مغادرته بيروت لجهة التشديد على حصرية سلاح الدولة والا سلاح خارج الدولة.
وأما في الملف الحكومي فإنّ الخلاصات التي أعلنها الرئيس المكلف نواف سلام بعد لقائيه مع الرئيسين عون ونبيه بري بدت كافية لتعميم انطباعات إيجابية لجهة تحقيق سلام أوّل خرق جدي في معالجة الاعتراضات التي كانت وراء مقاطعة الثنائي الشيعي للاستشارات علماً أنّ ما أعلنه سلام لناحية تداول العناوين العريضة لتشكيلة الحكومة يعكس احتمال أن تكون ولادة الحكومة قياسية في سرعتها.
وكتبت"نداء الوطن":أبلغت أوساط دبلوماسية "نداء الوطن" أن زيارة الرئيس ماكرون أتت بتوقيت يتصل بمؤازرة العهد الجديد وبرسالتَي دعم إلى الرئيس عون والرئيس المكلف سلام. أضافت : "الرسالتان جزء لا يتجزأ من اللجنة الخماسية، وفرنسا أحد أعضائها والتي ينصب اهتمامها على لبنان وهي تقول اليوم بلسان ماكرون إنها تضع نفسها بتصرف المرحلة الجديدة وتذليل العقبات".
ولفتت إلى أن ماكرون دخل على عنوانَين أساسيّين:
الأول، يسعى في الخلوة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تذليل عقبة الشيعة في التأليف لتأتي الانطلاقة بعيداً عن أي عرقلة من أي جهة أتت .
الثاني، الاهتمام بتطبيق القرار 1701 بحذافيره خلافاً للمرحلة السابقة وسط سعي فرنسي ودولي لعدم العودة إلى الوراء وإلى منطق السلاح.
وقالت هذه الأوساط أيضاً إن انطلاقة الحكومة مرتبطة بأمرَين:
الأول، تنفيذ قرار وقف إطلاق النار لتحقيق انسحاب إسرائيل من جهة، ومن أجل أن يكون هناك سلاح واحد في لبنان هو سلاح الدولة من جهة ثانية.
الثاني، إطلاق عملية إعادة الإعمار واستقطاب الاستثمارات وإطلاق المؤتمرات لدعم لبنان اقتصادياً ومالياً.
وكتبت" البناء": خطفت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأضواء وما حملته من مؤشرات على مرحلة جديدة مقبلة على لبنان على كافة الصعد عنوانها الاستقرار الأمني في الجنوب والسياسي والانفراج المالي في لبنان، وفق ما تشير مصادر دبلوماسية غربية لـ»البناء»، مشيرة الى أن هناك اهتماماً دولياً غير مسبوق بلبنان بعد اكتمال عقد المؤسسات الدستورية وإعادة تقوية الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية والقضائية للانطلاق نحو تثبت ركائز الحكم واستعادة النهوض الاقتصادي وحل الأزمات العالقة، إضافة الى استعادة الدولة حضورها على الحدود الجنوبية والشرقية الى جانب الأمم المتحدة والقوات الدولية جنوب الليطاني مع ضرورة استكمال الإجراءات والخطوات الميدانية على الأرض وفق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وعلى الطرفين اللبناني والإسرائيلي الالتزام وتطبيق بنود الاتفاق بشكل كامل.