منتدى «كوب 28» للأعمال التجارية والخيرية يساهم بجمع 18 مليار درهم
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
دبي: «الخليج»
اختتم منتدى COP28 المناخي للأعمال التجارية والخيرية الذي يستضيفه مؤتمر الأطراف COP28 كمنصةٍ لإشراك قادة الأعمال التجارية والخيرية من القطاع الخاص، فعاليات يومه الأول بالإعلان عن مجموعة من المبادرات الملموسة والفعّالة المتعلّقة بالمناخ والطبيعة ومن الالتزامات المتمثّلة في جمع أكثر من 18 مليار درهم (5 مليارات دولار) من التمويل المناخي.
وجمع المنتدى، الذي يُعقد في المنطقتين الزرقاء والخضراء في COP28، أكثر من 1300 من رؤساء الدول والحكومات وقادة الأعمال التجارية والخيرية ورؤساء المنظمات غير الحكومية الساعين إلى تسريع وإبراز التقدّم المحرز لتحقيق الأهداف المناخية والانتقال نحو خفض الانبعاثات في القطاعات الصناعية.
وباعتباره الأول من نوعه، يسعى المنتدى إلى إشراك القطاع الخاص والمنظمات الخيرية في العمل المناخي. وركّز جدول أعمال جلسته الأولى الممتدّة على مدار يوم كامل والمنعقدة في المنطقة الخضراء على تعزيز الابتكار وإحداث أثر إيجابي ملموس وفعّال في مجالات عديدة، بما فيها التمويل المناخي المستدام، واستعادة الشعاب المرجانية، والتكنولوجيا الخضراء، والانتقال نحو خفض الانبعاثات في القطاعات الصناعية وقطاع الطاقة، والنظم الغذائية المستدامة، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا وإيرلندا الشمالية، قد شاركا في حفل استقبال رفيع المستوى، أقيم في 30 نوفمبر لإطلاق فعاليات المنتدى وافتتاحه رسمياً إلى جانب الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف COP28.
وأكد الجابر أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة COP28 على ضمان تضافر جهود المجتمع الدولي بكافة قطاعاته ومكوناته لدعم العمل المناخي بالتزامن مع تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
ودعا الجابر في كلمته خلال المنتدى، إلى الاستفادة من خبرات القطاع الخاص وموارده وقدراته، لإصلاح آليات التمويل المناخي وتوفير التمويل اللازم للدول والمجتمعات التي تحتاج إليه، خاصةً في دول الجنوب العالمي، كما أكد التزام COP28 باستقطاب وتحفيز التمويل من مصادر متعددة بهدف توفير تريليونات الدولارات اللازمة للحد من الانبعاثات، والإسهام في الجهد الجماعي لضمان تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.
منصة للجميعمن جهته، قال بدر جعفر، الممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية في COP28: «يمتلك قطاع الأعمال التجارية والخيرية إمكانيات واعدة تجعله الأكثر قدرةً على تسريع تحقيق أهدافنا المتعلّقة بالعمل المناخي والحفاظ على الطبيعة. ويمثل منتدى COP28 المناخي للأعمال التجارية والخيرية منصةً للجميع وتمكين العمل وإزالة العراقيل بين الأطراف المعنيّة والقطاعات المتعدّدة وقادة القطاع الخاص من مختلف أنحاء العالم للتعاون من أجل التوصل إلى نتائج ومخرجات تدعمها خطة COP28 وتحقق تقدماً جوهرياً وجذرياً ملموساً، آملين أن تواصل رئاسات مؤتمرات الأطراف المتعاقبة سعيها الدؤوب لاستخدام هذه المنصة للاستفادة من شتّى مصادر التمويل الخاص والابتكار».
يُشكّل المنتدى نقلة نوعية في عمل مؤتمرات الأطراف، حيث يهدف إلى المضي قدماً لتجاوز مرحلة التعهدات إلى إنجاز عمل ملموس ودعم مستهدفات القطاعات الاقتصادية واكتشاف الفرص المتاحة لتسريع وتيرة العمل وتوسيع نطاقه خاصةً في دول الجنوب العالمي. ويُسلط الضوء على أهمية دور القطاع الخاص في استثمار تريليونات الدولارات والاستفادة من علاقاته العالمية، وإمكانياته لإنجاز حلول وابتكارات منخفضة الكربون وصولاً إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.
واجتمعت نخبة من أصحاب الرؤى رفيعي المستوى معاً للمشاركة في جلسة نقاشية سلّطت الضوء على الدور البارز لقطاع الأعمال التجارية والخيرية في معالجة التحدّيات البيئية الملحّة وتحويل المناقشات إلى إجراءات فعّالة وملموسة. وكان من بين أبرز المتحدّثين في الجلسة هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول،، وبريان موينيهان، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة بنك أوف أمريكا ورئيس مبادرة الأسواق المستدامة، وروث بورات، نائب الرئيس الأولى والمديرة المالية لشركتي «ألفابيت» و«غوغل»، وتوني إيلوميلو، رئيس مؤسسة توني إيلوميلو، ولورين باول جوبز، مؤسّسة ورئيسة مجلس إدارة شركة «إيميرسون كوليكتيف»، وبورغ براندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي.
جلسة حواريةوضمّ المنتدى أيضاً جلسةً حواريةً متميّزةً افتتحها رافي مينون، مدير عام هيئة النقد في سنغافورة، لمناقشة الالتزامات التمويلية المشتركة والتأكيد على دورها البارز في تأمين التمويل اللازم لتحقيق التحول الأخضر،، ومارك غالوغلي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «تحالف شركاء المناخ» والمؤسس المشارك لمجموعة «ثري كيرنز جروب»، وتوبياس سي. بروس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «تحالف مستثمري العمل المناخي»، معاً بجمع أكثر من 18 مليار درهم (5 مليارات دولار) لدعم العمل المناخي.
كما شهد المنتدى مشاركة متحدّثين آخرين رفيعي المستوى مثل سورانجل ويبس جونيور، رئيس جمهورية بالاو، والدكتور تيرانس درو، رئيس وزراء سانت كيتس ونيفيس، وهلال المري، مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وخالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، ومارك كارني، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنيّ بالعمل والتمويل المناخي والرئيس المشارك لتحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري ورئيس مجلس إدارة شركة «بروكفيلد» لإدارة الأصول، والدكتور محمد إبراهيم، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مو إبراهيم»، ولورانس لين، الرئيس التنفيذي المؤسس لمؤسسة «آسيا فيلانثروبي سيركل»، وتوكونبوه إسماعيل، المؤسسة المشاركة لشركة «أليثيا كابيتال».
وألقى بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس ومؤسس شركة «بريكثرو إينيرجي» الكلمة الختامية للمنتدى، وركّز على الدور الذي قد تؤدّيه مبادرات الاستثمار المناخي في تحسين حياة البشر، وأنهى كلمته بتوجيه دعوة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في العمل المناخي.
وركّز اليوم الأول للمنتدى على أهمية المواءمة بين خرائط الطريق المحلية والصناعية والتمويلية وإشراك بنوك التنمية متعدّدة الأطراف ومؤسسات التمويل الدولية لتهيئة بيئة تمكينية لحشد التمويل من القطاع الخاص، وذلك من خلال مناقشة مجموعة من المبادرات والإعلان عنها للمرّة الأولى كجزءٍ من برنامج العمل الرسمي للمؤتمر.
هياكل التمويل المتعدد المصادرأعلن صندوق المناخ الأخضر وشركة «تحالف شركاء المناخ» وشركة «تحالف مستثمري العمل المناخي» عن سعيها المشترك لجمع 5 مليارات دولار من مصادر متعدّدة، بدعمٍ من المنظمات الخيرية ومؤسسات تمويل التنمية والقطاعين العام والخاص بهدف تعزيز انتقال الدول ذات الاقتصادات الناشئة إلى الحياد المناخي. ومن المتوقّع أن يساهم هذا التعهّد بجمع مبلغ لا يقلّ عن 73 مليار درهم (20 مليار دولار)، وبالتالي، تسريع تحقيق أهداف العمل المناخي.
منصة الاستثمار في الحلول المناخيةأعلن ريشي كابور، الرئيس التنفيذي المشارك لـ«إنفستكورب» عن إطلاق منصة جديدة للاستثمار في الحلول المناخية تسعى إلى استقطاب حوالي 750 مليون دولار من التمويل المناخي لدعم توسيع نطاق عمل الشركات الرائدة المعنيّة بتقديم منتجات وخدمات وتقنيات تدعم مساعي خفض الانبعاثات وتخفّف من تداعيات تغير المناخ عالمياً. وتتمثّل إحدى ركائز استراتيجية الشركة في الاعتراف بمساهمة الحلول المناخية الفعّالة واسعة النطاق في تعزيز توافر المنتجات والخدمات المعنيّة بخفض الانبعاثات بأسعارٍ مغرية في دول الجنوب العالمي.
تحالف الابتكار من أجل تكنولوجيا المناخأعلن أحمد باقحوم، الرئيس التنفيذي لمدينة مصدر، عن تأسيس «تحالف الابتكار من أجل تكنولوجيا المناخ» بالشراكة مع شركتي «تينسنت» و«كاتاليست» وبدعمٍ من COP28، وذلك بهدف ابتكار حلول تكنولوجيا المناخ المخصّصة لدول الجنوب العالمي وتوسيع نطاق تطبيقها واعتمادها عالمياً لتعزيز الربط بين النظم البيئية لتكنولوجيا المناخ وتعزيزها وإتاحة إمكانية الوصول إلى المعارف وبناء القدرات وتحفيز الابتكار في مجال العمل المناخي. ونجح التحالف في جمع المعارف المحلية والدولية، واستقطاب الشركاء المعنيّين للانضمام إليه، ولا يزال حتّى اليوم يواصل مساعي توسيع شبكة أعماله.
تحالف «المحركون الأوائل» للغذاءأعلن بورغ براندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، عن إطلاق تحالف «المحرّكون الأوائل للغذاء»، الذي سيقوم بالمشاركة في تطوير وجمع التزامات الشراء وتعزيز الالتزام في سلاسل التوريد الغذائية، ويضم التحالف الذي يرأسه المنتدى الاقتصادي العالمي شركات وجهات حكومية وشركاء معرفة معنيّين ببناء أسواق مخصّصة للترويج للنظم الغذائية الصحية والمستدامة التي تضمن احتواء الجميع. ومن خلال تطبيق نموذج تحالف «المحرّكون الأوائل» الذي أطق في عام 2020 على النظم الغذائية، من المتوقّع أن يتعهّد التحالف بجمع ما تتراوح قيمته بين 10 و20 مليار دولار بحلول عام 2030 لإنتاج سلع غذائية زراعية مستدامة ومنخفضة الانبعاثات وصديقة للبيئة.
مشاريع استعادة الشعاب المرجانيةكشفت أنوشة أنصاري، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «XPRIZE» غير الربحية، عن أهمية المسابقات التي أطلقتها المؤسسة على مدى العقود الثلاثة الماضية والتي نجحت في حشد أكثر من 35000 مبتكر من 148 دولة لاستثمار أكثر من ملياري دولار في إيجاد حلول ملموسة وفعّالة لأبرز التحديات التي واجهها العالم. وتضمّنت الجلسة النقاشية عرضاً لأبرز مشروعات المناخ والتنوّع البيولوجي الطموحة التي تعمل المؤسسة على تنفيذها حالياً، بما في ذلك مشاريع «XPRIZE» الخاصة بإزالة الكربون، والغابات المطيرة، ومعالجة حرائق الغابات، وإطعام المليار التالي، والمشروع القادم للمؤسسة الذي يركّز على استعادة الشعاب المرجانية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوب 28 الاستدامة للأعمال التجاریة والخیریة التمویل المناخی الرئیس التنفیذی الجنوب العالمی العمل المناخی القطاع الخاص ملیار درهم مجلس إدارة أکثر من من أجل
إقرأ أيضاً:
22 مليار درهم مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية في ناتج دبي 2022
دبي: «الخليج»
أطلقت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، تقرير «دبي الإبداعية: استكشاف آفاق الإبداع المستقبلية» الذي يأتي ضمن منظومة مبادرات «دبي للثقافة» الهادفة إلى تحقيق استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي.
يأتي ذلك انسجاماً مع رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الهادفة إلى تعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنةً للإبداع، وملتقىً للمواهب.
التقرير، الذي تم إعداده بالتعاون مع شركة «دينار ستاندرد» المتخصصة في أبحاث استراتيجيات النمو والاستشارات وتمكين المؤسسات من تحقيق التأثير العالمي المسؤول، يستعرض سلسلة الإنجازات التي حقّقتها دبي في قطاعات الصناعات الثقافية والإبداعية، والمقوّمات التي مكّنتها من تحقيق أهداف رؤيتها الثقافية، وأبرز الأرقام التي ترصد التحوّلات في المشهد الثقافي فيها، كما يُقدّم التقرير قراءةً تحليليةً لأداء الاقتصاد الإبداعي في الإمارة، وما يتمتع به من إمكانيات وفرص استثمارية متنوعة.
وأكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أنّ الإبداع يُمثّل قوة ثقافية واجتماعية واقتصادية وحضارية مُلهمة، ويُشكّل ركيزةً أساسية في بناء مستقبل المجتمعات والمدن، لافتةً إلى انعكاساته الإيجابية على تشكيل ملامح اقتصاد دبي القائم على المعرفة والابتكار، وقالت سموّها: «نجحت دبي عبر مسيرتها الطويلة وإنجازاتها النوعيّة في ترسيخ مكانتها على الخريطة العالمية، لتصبح بفضل الفِكر الاستثنائي لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مركزاً عالمياً اقتصادياً وثقافياً رئيسياً وحيوياً قادراً على المنافسة والتفوق، وواحدةً من أبرز المدن جاذبيةً لأصحاب المواهب والمستثمرين في ضوء منظومتها الاقتصادية المرنة، ومشاريعها ومبادراتها الطموحة، وما تقدمه من أفكار وفرص وآفاق واعدة للمبدعين وروّاد الأعمال، وهو ما يسهم في تعزيز مكانتها ;مركزاً عالمياً للاقتصاد الإبداعي، ويُجسّد في نفس الوقت مفهوم الرؤية المستقبلية للثقافة والفن».
وأشارت سموّها إلى أن الأهمية الاستراتيجية للتقرير تنبع من تقديمه لصورةٍ شاملة ومتكاملة للاقتصاد الإبداعي في دولة الإمارات والمنطقة العربية والعالم، ودوره في استشراف ورسم ملامح مستقبل القطاع الإبداعي المحلي. وأضافت: «تواصل دبي تعزيز قوة صناعاتها الثقافية والإبداعية، من خلال تبنّي الحلول المبتكرة وتوفير بنية تحتية رقميّة متقدمة، وتهيئة بيئة متفردة قادرة على دعم وتمكين القطاع الثقافي والإبداعي وتهيئة منظومة متكاملة تمكن من دورة للثقافة والإبداع بالمراحل المختلفة لعملياتها بدءاً من الإبداع، والإنتاج والنشر والعرض وانتهاءً بالاستهلاك والمشاركة، وتشجيعهم على تأسيس أعمالهم ومشاريعهم في الإمارة، عبر توفير الكثير من التسهيلات اللازمة للأعمال الإبداعية، ما ساهم في زيادة جاذبيتها وريادتها العالمية، وحوّلها إلى مركز ثقافي رئيس ومبتكر، وهو ما يتناغم مع استراتيجيتها للاقتصاد الإبداعي».
رافد اقتصادي دولي
ويقدّم تقرير «دبي الإبداعية» لمحةً شاملة عن القطاع الإبداعي الذي يمثل رافداً اقتصادياً دولياً مهماً، حيث يشكل ما نسبته 6.1% من الاقتصاد العالمي، بقيمة إجمالية تقدر بـ 4.3 تريليون دولار، ويُظهِر أن الإمارات تمتلك أكبر قطاع إبداعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2021، ويصل حجمه إلى 13.7 مليار دولار.
ووفقاً لإطار دبي للإحصاءات الثقافية، تشير البيانات الصادرة من مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء الى تحقيق قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية قيمة مضافة بلغت 21.96 مليار درهم في العام 2022، مساهماً بما نسبته 4.6% من مجمل الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، كما يُبيّن التقرير وصول عدد المؤسسات الربحية العاملة في القطاعات الإبداعية في دبي إلى 47،544 شركة، ساهمت في توفير فرص عمل لـ175،727 موظفاً، ما يعكس حجم وتأثير الاقتصاد الإبداعي في الإمارة التي نجحت خلال عام 2023 في استقطاب 898 مشروع استثمار أجنبي مباشر في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، ما أدى إلى ارتفاع إجمالي تدفقات رؤوس أموال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع إلى 11.8 مليار درهم، فيما يؤكد التقرير أن دبي أصبحت موطناً لأكثر من 40% من الأعمال الناشئة التي حصدت تمويلاً بلغ أكثر من مليون دولار، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتخذ 306 شركات ناشئة من الإمارة مقراً لها، وهو ما انعكس على مكانتها في مؤشر المدن الرقمية، وجاءت في المرتبة الـ 15 عالمياً من حيث بيئة الأعمال في قائمة تضم 30 مدينة على مستوى العالم.
وأشارت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، إلى أنّ الإمارة نجحت في تعزيز ريادتها العالمية بفضل رؤى قيادتها الرشيدة وبيئتها التشريعية والاستثمارية الجاذبة والداعمة لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وما تمتلكه الإمارة من حاضنات للمشاريع الريادية والناشئة، منوهةً إلى أن تقرير «دبي الإبداعية» يعكس أداء وواقع القطاع الثقافي في الإمارة، ويبرز قدرته على المساهمة في تشكيل مستقبلها.
وقالت: «تعد نتائج التقرير دافعاً قوياً لأعضاء المجتمع الإبداعي في دبي، حيث تفتح الآفاق أمامهم وتحفز روح الابتكار لديهم لمواصلة مسيرتهم المهنية، وإطلاق العنان لأفكارهم المتميزة ومشاريعهم المتنوعة التي تساهم في دعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة، وهو ما يتناغم مع التزامات»دبي للثقافة«ومسؤولياتها الهادفة إلى تمكين المبدعين وأصحاب المواهب وروّاد الأعمال».
مقوّمات إبداعية
ووفقاً للتقرير، فقد ساهم امتلاك دبي لبنية تحتية قوية، وبيئة ثقافية ومقومات إبداعية متكاملة في رفع رصيدها من الإنجازات والنجاحات التي رسخت مكانتها وريادتها عالمياً، ما مكنها من الفوز باستضافة وتنظيم «منتدى المدن الثقافية العالمي 2024» الذي عقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم 2025» الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، كما جاءت الإمارة الأولى إقليمياً والرابعة عالمياً للعام الثاني على التوالي ضمن «محور التفاعل الثقافي» في «مؤشر قوة المدن العالمي 2023» متفوقةً بذلك على مدن عالمية كبرى، ما يعكس حجم واتساع تأثير الإمارة على الساحة الثقافية العالمية، وما توفره من فرص تعزز أداء القطاع وتثري مشهدها الإبداعي.
توصيات
يُقدم التقرير مجموعة شاملة من التوصيات لتعزيز نمو القطاع الإبداعي في دبي، ويسلط الضوء على أبرز النقاط المهمة للفرص الاستثمارية، مع التركيز على المجالات الثقافية والإبداعية الأكثر ديناميكية والأسرع نموًا. كما يحدد التقرير الابتكارات ذات الصلة ومجالات الفرص وموضوعات الاستثمار التي تستفيد من عضوية الإمارات في مجموعة «بريكس» لتوسيع نطاق التعاون الإبداعي وزيادة إمكانات توسع السوق.
ويؤكد التقرير الحاجة إلى حلول تكنولوجية ميسورة التكلفة مصممة خصيصًا للشركات الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك المشاريع الممولة من الحكومة ومختبرات الابتكار العامة. بالإضافة إلى ذلك، يدعو التقرير إلى اعتماد نموذج عمل هجين يدمج بين العمليات المادية والرقمية بسلاسة، كما يشدد على أهمية تطوير مناهج تعليمية متكاملة تربط بين الصناعة الإبداعية والمؤسسات التعليمية، لضمان استدامة المواهب ودعم نمو القطاع.
ويظهر تأثير القطاع الإبداعي في دبي بوضوح في اقتصادها، وتميزها العالمي، وجودة الحياة فيها. كما تبرز دبي كقائدة إقليمية في القطاع الإبداعي من خلال تعزيزها للإثراء الثقافي، وتوفير الفرص الاقتصادية، ودعمها لحماية النظم البيئية الطبيعية. كما أن تطورها الحضري المبتكر بجمالياته الفنية يعززان جاذبيتها، مما يرسخ مكانتها كمركز للسياحة الثقافية.
ويمكن الاطلاع على التقرير الشامل من خلال الموقع الإلكتروني:
https://dubaiculture.gov.ae/-/media/DC/About-Us/Creative-Dubai-2024-Imp…