دبي: أنور داود

أكدت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي أن العالم بحاجة إلى 5 تريليونات دولار لجعل «إزالة الكربون» عملية حقيقية وواقعية، وذلك من 900 مليار دولار في الوقت الحالي، مشيرة إلى أنه يمكن تحقيق الانتقال في التمويل بشكل أسرع من خلال القطاع الخاص، والتي تشكل تمويلاته 40% من تمويل المناخ، وعليها أن تصل إلى ما بين 80 إلى 90%.

وقالت جورجيفا في كلمة أمام منتدى المناخ للأعمال التجارية والخيرية، ضمن الأجندة الرسمية لمؤتمر الأطراف «COP28» الذي تنظمه دولة الإمارات من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر في إكسبو دبي إن صندوق النقد الدولي يضع أمواله في مكانها الصحيح، وأنشأ صندوقا للمرونة والاستدامة بقيمة 40 مليار دولار، واستفادت منه بالفعل 11 دولة، ونشكر دولة الإمارات التي أصبحت أحدث المساهمين، بـ 200 مليون دولار.

وأوضحت أن الصندوق يشارك في نقاشات المناخ، لأن مخاطر المناخ تؤثر في المجتمعات والاقتصادات والأسر بشكل كبير، ويمكن أن تسبب عدم الاستقرار المالي، مشيرة إلى أن الصندوق أيضاً هنا من أجل التحول إلى الاقتصاد المناخي الجديد الذي يوفر فرصاً فريدة للنمو المتكرر وفرص العمل.

وقالت جورجيفا: نرى الاقتصاد العالمي يتمتع بمرونة كبيرة، ومع ذلك، ما ندركه هو أن النمو بطيء، فنحن نتوقع نمواً بنسبة 3% فقط على أساس سنوي على مدى السنوات الخمس المقبلة. وهذا يمثل نقطة مئوية تقريباً أقل من المتوسط المسجل في العقد السابق عندما كان النمو 3.8%. ولدينا أيضاً التوترات الجيوسياسية التي تسبب التفكك الاقتصادي. ونواجه أيضا أزمة مناخية، والسؤال المطروح علينا جميعا هنا في «كوب 28» وما بعده، هو مدى أهمية وإمكانية معالجة هذه التحديات بشكل فعال.

وأَضافت جورجيفا: يظهر تحليل صندوق النقد الدولي أننا عندما نأخذ كل المساهمات المحددة خلال هذا العقد، فإنها ستؤدي إلى خفض الانبعاثات بنسبة 11٪ فقط، في حين أن الحفاظ على درجة حرارة 1.5% في متناول اليد سوف يتطلب مساهمات ما بين 25 إلى 50%. كما أننا نشعر بقلق إزاء وجود عدم مساواة داخل البلدان وبينها، وفي الواقع، أن الصدمات، تكلف المزيد من التباعد الخطير بين تلك الاقتصادات التي تتمتع بقدرة قوية على التأقلم، وبين البلدان ذات الدخل المنخفض، الأكثر عرضة للدمار المناخي.

نهج من 3 عناصر

وتابعت: اعتمدنا في صندوق النقد الدولي نهجا يتألف من ثلاثة عناصر، لتسريع عملية إزالة الكربون، حيث نؤمن بأنه بمساعدة التدابير الشاملة، التي تتضمن أسعار الكربون وإلغاء الدعم، والسياسات الداعمة التي تؤدي إلى تسريع عملية إزالة الكربون بطريقة مجدية، يمكننا أن نحقق النجاحات في هذا العقد.

وأكدت جورجيفا أن سعر الكربون يعد أداة رائعة، لأنه يزيد الإيرادات ويسمح بمعالجة عدم المساواة، فكلما زاد حجم الانبعاثات التي تنتجها وتستهلكها الدول، فكلما دفعت أكثر وهو أمر عادل. ويمكن أن تخصص الإيرادات من أسعار الكربون مباشرة لتعويض الفئات الأكثر ضعفا من السكان. ويظهر تقييمنا أنه مع تحقيق 20% من الإيرادات الناتجة عن أسعار الكربون، فإن 30% من الأشخاص الأكثر ضعفاً يمكنهم الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه.

وأوضحت أن سعر الكربون يعد حافزا قويا للغاية، ويعد الأقوى من أي شيء آخر يمكننا اختراعه، ويمكن تنفيذ سعر الكربون بطرق مختلفة، مثل الضريبة، فالبلدان التي انخفضت فيها الانبعاثات بنسبة 30 إلى 40% مع فرض ضريبة الكربون المتزايدة تدريجياً، ولكن يمكن أن تكون التجارة، كما هي الحال في أوروبا مع آلية التجارة الأوروبية التي ولدت 175 مليار يورو من الإيرادات.

إلغاء الدعم

وتابعت: ثانياً، إلغاء الدعم، تظهر بيانات صندوق النقد الدولي أن الدعم المباشر للوقود وصل إلى مستوى قياسي بلغ 1.3 تريليون دولار في العام الماضي بسبب تدابير الدعم التي ستتسبب في أزمة تكلفة المعيشة. وإذا أضفت الدعم غير المباشر، الذي يأتي من عدم تسعير الكربون الناتج من الأضرار البيئية والصحية، فإن المجموع سيصل إلى 7.1 تريليون دولار، وإن هذه الأرقام ليست دقيقة لكنها تمثل الوضع، وأوضحت أنه يمكن أن يسهم هذا الدعم في أعمال البحث والتطوير لإزالة الكربون.

وقالت: بالنسبة للتمويل، فنحن بحاجة إلى الانتقال من 900 مليار دولار من موقعنا الحالي، إلى 5 تريليونات دولار لجعل إزالة الكربون حقيقة واقعة، موضحة أن 5 تريليونات ليست قليلة لكن مقارنتها بجانب 7.1 تريليون من دعم مباشر وغير مباشر، أو بجوار حجم اقتصاد العالم الذي يبلغ 100 تريليون.

وأوضحت أنه يمكن تحقيق الانتقال في التمويل بشكل أسرع من خلال القطاع الخاص، وأنا في الواقع متفائلة لأنني رأيت التحرك التدريجي نحو التمويل المختلط بطريقة ذات معنى. فكل ما علينا فعله هو أن نمضي قدما في توفير الأموال من القطاع الخاص بشكل أسرع والتي تشكل 40% من تمويل المناخ، وعليها أن تصل إلى 80 إلى 90%.

وأشارت جورجيفا إلى ضرورة التعاون، حيث لا يمكن تحقيق شيء بشكل منفرد، ولكن يمكن أن نحدث فرقا بالعمل معاً، ففي صندوق النقد الدولي، تُرجم ذلك على مدى العامين الماضيين إلى تحول جذري في الطريقة التي نعمل بها. حيث نقوم الآن بدمج الاعتبارات المناخية في تعاملنا مع البلدان. والتخفيف بالنسبة للبلدان التي لديها نسبة عالية من التلوث، والتكيف مع البلدان المعرضة، والتحول بالنسبة لتلك التي لديها قطاعات عالية من الهيدروكربونات.

وأكدت أن الصندوق يقوم بدمج المناخ في تقييماتنا المالية ليمكننا أن نرى مخاطر القطاع المالي المرتبطة بالمناخ ونقدم المشورة لأعضائنا بشأن المخاطر، وإلى جانب البيانات التي توفر فرصة لاتخاذ قرارات جيدة.

وقالت: إن صندوق النقد الدولي بصفته مؤسسة مالية، كان علينا أن نضع أموالنا في مكانها الصحيح، وقد أنشأنا صندوقاً للمرونة والاستدامة بقيمة 40 مليار دولار، حيث استفادت منه بالفعل 11 دولة. وأود أن أشكر دولة الإمارات التي أصبحت أحدث المساهمين، فقد تلقينا 200 مليون دولار اعتباراً من أمس.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوب 28 الاستدامة صندوق النقد الدولی إزالة الکربون ملیار دولار یمکن أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يكشف كواليس مراجعة صندوق النقد الدولي الرابعة على الاقتصاد المصري

قال الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن بعثة صندوق النقد الدولي بدأت مراجعتها الرابعة على الاقتصاد المصري، أمس الثلاثاء، وتستمر المراجعة لمدة أسبوعين.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء، أنه بانتهاء بعثة الصندوق من إعداد المراجعة الرابعة ستكون هناك سلسلة مناقشات بخصوص عدد من المستهدفات دون تحميل المواطن أي أعباء جديدة.

ونوه خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الأسبوعي المنعقد بالعاصمة الإدارية، إلى أن صندوق النقد الدولي تفهم سعينا لعدم اتخاذ أي إجراءات جديدة من شأنها أن تضيف أي أعباء على المواطن.

مدبولي: مديرة صندوق النقد تشيد بمرونة سعر الصرف

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى اشادت مديرة صندوق النقد الدولي بخصوص المرونة الحقيقية في سعر الصرف، وقدرة البلاد على تحقيق الاستقرار المطلوب بالسوق.

وقال «مدبولي»: إن مديرة صندوق النقد كريستالينا جورجييفا، تأكدت من عدم تراكم طلبات التدبير الدولاري بالبنوك المصرية.

وأضاف: تركيزنا في الوقت الحالي مع صندوق النقد تمثل في ضمان تحقيق نمو اقتصادي أكبر وأسرع مع عدم التأثير على معدل التضخم، منوهاً إلى أن مصر حققت نمواً بنسبة 2.4% في العام المالي الماضي، في إطار سياسات التشديد النقدي والترشيد وتخفيض الاستثمارات العامة.

مدبولي: مصر تستهدف نموا اقتصادياً يتجاوز 4% العام المالي الحالي

وتابع: إننا نستهدف نموًا بالعام الجاري 2024 - 2025 يتجاوز نسبة 4%، في وقت تشير فيه تقديرات صندوق النقد إلى نسبة نمو 4.2%

وأكمل رئيس مجلس الوزراء، أن تقديرات التضخم لدي صندوق النقد الدولي لمصر تتجه نحو الانخفاض بنهاية العام المالي الجاري إلى حدود 16% أو 17% بعد أن كانت 40% سابقاً.

وأضاف: أن مديرة صندوق النقد الدولي قامت بمقابلة مجموعة من ريادة الأعمال والشركات الناشئة، بجانب المواطنين المستفيدين من مشروع حياة كريمة، وأشادت بالتحسن والمناخ الإيجابي في البلاد.

وأوضح «مدبولي» أن مديرة صندوق النقد اطلعت على مجموعة الإصلاحات الضريبية التي قامت الحكومة بإعداد موادها القانونية وهي معروضة أمام البرلمان في الوقت الحالي.

مدبولي: نستهدف خفض الدين العام لما دون 85%

وأشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أن مصر تستهدف النزول بإجمالي الدين العام إلى ما دون 85% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام من 96% في السنة الماضية، وفي السنة المنتهية في يونيو 2024 إلى 89.6%.

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء: برنامج الحكومة لدى صندوق النقد الدولي وضعته الدولة المصرية

اليوم.. صندوق النقد يبدأ المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي لمصر

بعد ثناء صندوق النقد على مرونة الصرف.. سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم

مقالات مشابهة

  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • مدبولي: برنامج الطروحات الحكومية كان جزءا من النقاشات مع صندوق النقد الدولي
  • رئيس الوزراء يكشف كواليس مراجعة صندوق النقد الدولي الرابعة على الاقتصاد المصري
  • رئيس الوزراء: مديرة صندوق النقد الدولي أكدت تفهمها لحجم التحديات التي تواجهها مصر
  • «مدبولي»: مدير صندوق النقد الدولي ناقشت رجال الأعمال حول التحديات المستقبلية
  • رئيس الوزراء: مديرة صندوق النقد الدولي هنأت الدولة المصرية على وجود مرونة في سعر الصرف
  • قيمة إنفيديا الأميركية ترتفع إلى 3.43 تريليونات دولار وتصبح الأعلى في العالم متخطية آبل
  • البنك الدولي: نصف سكان العالم في الدول النامية يعيشون في فقر
  • «ذا نورث أفريكا بوست»: ليبيا بحاجة إلى استراتيجية اقتصادية وطنية شاملة
  • خبير يتوقع موافقة صندوق النقد الدولي على مد أجل بعض مستهدفات برنامج الإصلاح الاقتصادي