«قبل 600 عامًا» ثورة أهالي دمياط ضد الوالي المملوكي.. اعرف السبب
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
يزخر تاريخ دمياط عبر العصور المختلفة بالكثير من الأسرار، فالمحافظة لا تزال بكرًا وتحتاج إلى المزيد من المسوحات والحفائر الأثرية في كل التخصصات سواء مرحلة التاريخ المصري القديم أو القبطي أو الإسلامي، وفيما يلى نعرض جانب من جوانب تاريخ دمياط فى العصور الإسلامية.
ومن ناحيته صرح الدكتور تامر العراقي لـ الفجر قائلًا، إن إحدى أشهر قرى دمياط تاريخيًا هي قرية سمنة أو سمناوي أو سمناوة، وهي جزيرة مندثرة ومنعزلة لم يتم تحديد موقعها حتى الآن بداخل بحيرة تنيس وهي بحيرة المنزلة الحالية.
وأقدم إشارة إليها في المصادر كانت في عصر دولة المماليك البرجية وتحديدًا عصر السلطان الظاهر برقوق العثماني، حيث أشار إليها المؤرخ تقي الدين المقريزى في كتابه الشهير، السلوك لمعرفة دولة الملوك وتحديدًا في الجزء الأول من المجلد الرابع لهذا الكتاب الضخم.
عمل أهلها بالصيد وكان يُطلق عليهم السمناوية، نسبة إلى اسم قريتهم، وكانت لهم زاوية خاصة بهم يصلون فيها بسوق الحسبة في مدينة دمياط أثناء بيعهم للسمك، الزاوية السمناوية، وهي مندثرة حاليًا .
وشهدت تلك القرية أحداث فتنة كبيرة، وتحديدًا في 5 ذي الحجة عام 820 هـ الموافق 1418م فى عصر السلطان المملوكى الجركسى المؤيد شيخ المحمودي، والذى حكم السلطنة المصرية «مصر والشام» فى الفترة من 1412:1421م، وهو صاحب الجامع الشهير بجوار باب زويلة في القاهرة.
وولى المؤيد شيخ المجمودي سلطان البلاد على ددمياط واليًا وإلى يدعى ناصر الدين بن محمد السلخاوي، وعُرف بالظلم ونهب أموال الضرائب والالتزام، وكان «نظام الالتزام» نظامًا استحدثه المماليك لجباية الضرائب والمكوس من المصريين واستبدله العثمانيين فيما بعد بنظام «الاحتكار».
وثار السمناوية ضد الوالي، وأوقعوا بنائب السلخاوي وضربوه حتى كاد أن يهلك، وكان ذلك يوم الأحد 22 ذي الحجة لعام 820هـ وتصاعدت ثورة الأهالي ضد الوالي وبدأوا في الاتجاه نحو مقر حكمه وحاصروه.
وأمر الوالي بغلق أبواب المقر ووضع المتاريس، وبدأ يضرب الثائرين بالسهام، فسقط رجل من الأهالي قتيلًا وأصيب ثلاثة آخرون وأصر الأهالي على الحصار، وظل يضرب بالسهام حتى نفدت ذخيرته، وعى الأهالي للقبض عليه فألقى بنفسه فى البحر حتى ركب سفينته وهرب إلى إحدى الجزر.
استقل الأهالي مراكبهم وطاردوا الوالي، حتى قبضوا عليه وعادوا به إلى المدينة وربطو قدمه بخشبة وتناوبوا على حراسته وقتلوا نائبه بعدما أركبوه جمل وأهانوه.
ثم أتوا بالسلخاوي وحضر بعض القضاة والشهود وشهودهم وأثبتوا عليه ما فعل في محضر، ويُقال إنهم قتلوه هو أيضا ونهبوا داره، فكانت فتنة لم تدرك دمياط مثلها كما يحكي المقريزي.
وأشار إلى سمنة وفتنتها أيضا الدكتور عبد الحميد سليمان فى كتابه (الموانىء المصرية فى العصر العثماني)، حيث ذكر أن عائلة السمناوي تُنسب إليها وكانوا يتناولون الالتزام فى البحيرة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دمياط أهالي دمياط مصر البحيره أهالي اهالي البحيرة
إقرأ أيضاً:
قيادة حزب الله في البقاع: الدولة مسؤولة عن حماية الأهالي النازحين
حملت قيادة "حزب الله" في البقاع، الدولة "بكل مؤسساتها وأجهزتها الأمنية والعسكرية المسؤولية عن حماية الأهالي في أماكن النزوح، ومنع الاعتداء او التطاول على من قدّموا كل ما يملكون، بما في ذلك فلذات أكبادهم دفاعا عن الحق والحرية والسيادة ونصرة المظلومين".
وجاء في البيان: "أهلنا الأعزاء في منطقتنا يا أشرف الناس نعيش معا في أصعب الاوقات التي يمرُّ بها وطننا العزيز، ومعه شعبنا الصامد في وجه العدو الاسرائيلي الذي يصبُّ علينا نار حقده وجبروته بأحدث الأسلحة التي قدّمها له الطغاة الذين يمثّلون الإستكبار العالمي في أمريكا والغرب منذ شهر ونيِّف بهدف إطفاء جذوة المقاومة والإيقاع بجمهورها الذي يأبى الذل والخضوع ويقدّم الشهداء من خيرة الأبناء والأخوة والآباء والأمهات، وما زال، لتبقى راية العز والكرامة والنصر تخفق عاليا وتعانق السماء".
وتابع: "اهلنا الاعزاء، أنتم الصابرون الثابتون المحتسبون في نزوحكم رغم عمق الجراح وقلّة الناصر،وحجم المعاناة،ستعودون إن شاء الله إلى دياركم التي سنعمرها ،وستعود أجمل مما كانت، كما قال أميننا الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصرالله، إيابٌ مضمّخ بعطر الشهداء ونُبل المقاومين من أبنائكم الأحرار والابطال، برؤوس مرفوعة وهامات شامخة، وقد ملأتم الدنيا والوطن، عزا وشرفا وكرامة".
وأردف: "نحن نخوض حربا وجودية، بقاء او فناء، فالعدو بلسان قيادته، يتوهّم أنه يستطيع أن يبني شرقا أوسطيا جديدا على أنقاض المقاومة، وهو الذي لم يستطع ان يتقدّم شبرا واحدا في جنوبنا العزيز ولم يتعلّم من تجاربه السابقة المخزية والفاشلة مصداقا لما وعدهم به شهيدنا الأسمى، بيننا وبينكم الليالي والايام والميدان".
ودعا إلى "مراعاة الآتة:
- عدم الإنجرار إلى الفتنة التي يثيرها البعض من الحاقدين او أصحاب النفوس المريضة، لاننا لا نريد ان تعمَّ الفوضى ساحة الوطن فلا نصل إلى غايتنا المرجوّة،و سنبقى اولي صبرٍ وعزيمة بانتظار النصر الحتمي القادم بإذن الله".
- ان لا نصيخ السمع إلى المثبطين من أصحاب الإشاعات السوداء الذين يهدفون إلى توهين العزائم وإثارة الاحباط في سياق حرب نفسية وإعلامية قذرة، خسئوا وذلوا، فالمقاومة بخير، وهي بكامل جهوزيتها وأكثر من أي وقتٍ مضى، فنحن ما زلنا في قلب معركة فاصلة تستدعي المزيد من الصلابة والصمود والتحدي".
إننا نحمّل الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها الأمنية والعسكرية المسؤولية عن حماية وجودكم في أماكن نزوحكم وتمنع الاعتداء او التطاول على من قدّموا كل ما يملكون،بما في ذلك فلذات اكبادهم دفاعا عن الحق والحرية والسيادة ونصرة المظلومين، فهؤلاء يستحقون الحماية والتكريم والاحترام، وليس الدعوة إلى الطرد، تحت شعار "تحرير" المدارس والمؤسسات منهم ودفعهم إلى النزوح مرة اخرى".
وختم البيان: "أهلنا الأعزاء سنبقى كما عرفتمونا معكم وإلى جانبكم، وفي خدمتكم ويمكنكم الرهان علينا، ولن ندّخر جهدا ما استطعنا في خدمتكم، نسأل الله لكم الصبر والتوفيق والعودة الآمنة إلى الديار والأرزاق والحياة الكريمة والعزيزة".