الصورة الأخيرة.. مصور فلسطيني يوثق مأساة صديقه وعائلته بـ«إطلالة على الحطام»
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
في ظلام الليل الدامس، يقف المصور الفلسطيني، سامي السلطان، أمام حطام منزل صديقه الشهيد حمادة القطناني، عائلة كاملة قضت نحبها في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي، كان المنزل الصغير ملاذًا للعائلة، مكانًا للحب والضحك والسعادة، ولكن في هذه الليلة، تحول إلى قبر، بات المربع السكني بأكمل مقبرة جماعية لأرواح بريئة.
في صباح اليوم التالي، ذهب «سامي» إلى منزل صديقه، كان يعلم أن ما ينتظره هناك سيكون مروعًا، ولكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من رؤية الحقيقة بأم عينيه، عندما وصل إلى المنزل، وجد أن المكان قد تحول إلى ركام، كانت الأنقاض تتناثر في كل مكان، وأصوات آليات الدفاع المدني تدوي في الأفق.
سأل «سامي» رجال الدفاع المدني عن صديقه وعائلته، أجابه أحدهم: «للأسف، كل أفراد العائلة استشهدوا، لقد كنا نبحث عنهم منذ ساعات، ولكننا لم نتمكن من العثور عليهم»، انهارت دموع «سامي» على وجهه، لم يستطع تصديق ما سمعه، صديقه وعائلته جميعًا ذهبوا إلى الأبد.
8 ساعات لمحاولة انتشال صديقه وأسرتهبقي «سامي» مع رجال الدفاع المدني طوال اليوم، يساعدهم في انتشال الجثث من تحت الأنقاض، كانت عملية صعبة ومؤلمة، ولكنه كان مصممًا على إكمالها، وأخيرًا، بعد أكثر من ثماني ساعات، تم انتشال جميع الجثث من تحت الأنقاض، تم لف الجثث بالكفن ووضعت في سيارات الإسعاف التي نقلتها إلى المقابر.
وقف المصور الفلسطيني ينظر إلى سيارات الإسعاف وهي تبتعد، ودموعه لا تزال تنهمر على وجهه، كان يشعر بالحزن الشديد، والحيرة، والغضب، كيف يمكن أن يحدث هذا؟ كيف يمكن أن تقتل عائلة بأكملها بهذه الوحشية؟ لم يجد «سامي» إجابة على هذه الأسئلة، ولكنه كان يعلم أن هذه المأساة لن تنسى أبدًا ستبقى محفورة في ذاكرته، وستظل تذكره بمدى قسوة الحرب ومدى هشاشة الحياة.
في النهاية، قرر «سامي» أن يصور آخر صورة للعائلة، صورة تبقى خالدة في الذاكرة، صورة تشهد على وحشية الحرب وظلمها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سامي السلطان مصور فلسطيني غزة
إقرأ أيضاً:
الجزيرة تكشف مقبرة جماعية بحمص وتلتقي شهودا أشرفوا على دفن المعتقلين
تمكنت الجزيرة من الوصول إلى إحدى المقابر الجماعية التي دفن فيها نحو 1200 معتقل ومجهول الهوية في محافظة حمص (وسط البلاد) والتقت شهودا أشرفوا على دفن المعتقلين عام 2012 في حمص ورووا كيفية تعامل نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد مع الجثث.
وقال أحد المشرفين على دفن الوفيات إن الجثث كان تأتي من المستشفى العسكري في حمص، حيث يتم توثيقها برموز وربطها بأماكن الدفن.
وأشار هذا الشخص -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه وصورته- إلى أن أعداد الجثث كانت بالآلاف، لكنه لا يعرف على وجه الدقة الرقم الحقيقي.
والتقت الجزيرة شاهدين آخرين أشرفا على دفن الجثث، وكان أحدهما قد ظهر في تحقيق بثته الجزيرة وحمل عنوان "البحث عن جلادي الأسد".
وكانت القناة قد بثت تحقيق "البحث عن جلادي الأسد" بتاريخ (2020/5/10) وأظهر آنذاك قصص شبيحة نظام بشار الذين عملوا على قتل وتعذيب المحتجين في سوريا.
وعرض التحقيق بالصور الحصرية أدلة تثبت تورط عائلة الأسد في التعذيب داخل المستشفيات، ووجود مليشيا منظمة في دول أوروبا تعمل على جمع معلومات عن اللاجئين السوريين.
ووفقا لهذا الشاهد، فإن المقبرة الجماعية تضم 6 خنادق، ويضم كل خندق بين 150 و200 جثة يتم استلامها من المستشفى العسكري بحمص.
إعلانوأشار إلى أنه يفصل بين كل جثة وأخرى جدار أسمنتي، ثم توضع فوقها ألواح وصفائح معدنية، مشددا على أن نظام الأسد كان يهدف إلى إخفاء الأدلة وطمس الحقائق وتزييفها والتنصل من عمليات قتل المعتقلين والمفقودين.
وقبل أيام، أفاد رئيس منظمة حقوقية سورية، مقرها الولايات المتحدة، بالعثور على مقبرة جماعية خارج العاصمة دمشق تحوي ما لا يقل عن 100 ألف جثة لأشخاص قتلهم نظام الأسد.
وقال معاذ مصطفى رئيس المنظمة السورية للطوارئ -لرويترز- إن الموقع في القطيفة على بعد 40 كيلومترا شمال العاصمة السورية كان واحدا من 5 مقابر جماعية حددها على مر السنين.
واعتبر أن "100 ألف هو التقدير الأكثر تحفظا" لعدد الجثث المدفونة في الموقع، مشيرا إلى أنه متأكد من وجود مقابر جماعية أكثر من المواقع الخمسة، وأنه إضافة إلى القتلى السوريين هناك ضحايا أميركيون وبريطانيون وأجانب آخرون.
وكانت الجزيرة قد عرضت قبل 10 أيام صور مقبرة "جسر بغداد" في ريف دمشق، يُعتقد أنها تضم جثامين معتقلين سابقين في سجون الأسد.
وتمتد المقبرة على مساحة تقارب 5 آلاف متر مربع، وتضم خنادق متوازية حيث يتم وضع كل 100 جثة من الضحايا -تقريبا- في خندق ومن ثم يغطى بكتل أسمنتية يعقُبها طَمر بالأتربة.
وظهرت في الصور أكياس بيضاء لا يوجد عليها سوى أرقام ورموز في أحد القبور، وخلت من أي نصب يشير إلى أسماء الضحايا.
وتشير التقديرات لمقتل مئات آلاف السوريين منذ 2011، ويتهم سوريون وجماعات بمجال حقوق الإنسان نظام الرئيس المخلوع بشار ووالده -الذي سبقه في الرئاسة وتوفي عام 2000- بارتكاب عمليات قتل واسعة النطاق خارج نطاق القانون، تشمل وقائع إعدام جماعي داخل نظام السجون السيئ السمعة في البلاد.