البطيخ وغصن الزيتون وحنظلة.. رموز فلسطينية تواجه القمع
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
تجاوز الفنان الفلسطيني الرقابة التي يفرضها الاحتلال عبر الرمزية التي تجلت في الكثير من التفاصيل اليومية لحياته، وإذا كان كل من مفتاح العودة وغصن الزيتون وحنظلة رموزا أبدعها الفنان ناجي العلي، فإن البطيخ يبقى الرمز الأكثر غرابة والأكثر استخداما، خاصة في الوقت الحالي بعد منع موقع فيسبوك نشر أي منشورات تخص المقاومة والقضية الفلسطينية.
ويمكن للجمهور أن يتعرف على الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية للفنان من خلال منتجه الفني، ذلك أن الفن لا ينفصل عن الحياة، وقد ظهر ذلك بوضوح في أعمال الفنانين الفلسطينيين خاصة هؤلاء الذين يعيشون في الأراضي المحتلة.
ظهر البطيخ كرمز فلسطيني لأول مرة بعد حرب عام 1967، عندما سيطر جيش الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة ومنعت الحكومة الإسرائيلية رفع العلم الفلسطيني علنا، واعتبر رفعه جريمة في غزة والضفة الغربية، وتكرر الأمر، حاليا، بعد منع جيش الاحتلال الشعب الفلسطيني من رفع العلم احتفالا بأسراه المحررين.
View this post on InstagramA post shared by B E E S A N A R A F A T (@beesanarafat)
استخدم الفلسطينيون فاكهة البطيخ، لتجاوز ذلك المنع، لأنها عند تقطيعها تحمل نفس ألوان العلم الوطني الفلسطيني "الأحمر والأسود والأبيض والأخضر"، ولم يكن ذلك هو السبب الوحيد، لكن لارتباط فاكهة البطيخ بأرض فلسطين، حيث اشتهرت فلسطين بزراعة البطيخ قبل نكبة 1948.
مع بدء الاحتلال جلب المستوطنون معهم بذورا مختلفة عما وجد في فلسطين وأغرقوا الأسواق، ليخرج البطيخ الفلسطيني من المنافسة، لكن المزارع الفلسطيني استطاع التمييز بين بطيخ فلسطين وبطيخ المستوطنين، فكانوا يحتفظون بالبطيخ الفلسطيني ويستخدمون الآخر في رمي دبابات الاحتلال، وفي العقود التي تلت ذلك، استعاد الفلسطينيون البطيخ كرمز احتجاجي، واستمر حتى وقتنا الحالي رمزا للمقاومة.
تحكي بعض الروايات التاريخية أن الفلسطينيين لجؤوا إلى تقطيع البطيخ، وترك الشرائح المقطعة على النوافذ وأمام الأبواب في أوقات الحروب والتوترات للتحايل على منع رفع العلم الفلسطيني.
في الثمانينيات من القرن الماضي، كان الهم الرئيسي للفنان الفلسطيني هو التعبير عن الهوية الثقافية وترسيخها في عيون وعقول الشعب الفلسطيني، وبقي الفن في مواجهة الاحتلال، ولكن بقيت المشكلة الكبرى وهي سيطرة الاحتلال على الإنتاج الفني لإنكار الهوية الفلسطينية ومحوها، وخضعت الأعمال الفنية لسلطة الاحتلال، وأغلقت المعارض الفنية ولم تكن هناك كلية أو مدرسة للفنون في فلسطين، كما لم تكن هناك أكاديمية وطنية للفنون أو متحف وطني، لذا أصبح غياب الاعتراف بالهوية الفلسطينية موضوعا رئيسيا في أغلب أعمال الفنانين الفلسطينيين.
View this post on InstagramA post shared by Rima (@rima_masernd)
وبعد اتفاق (غزة-أريحا) وتأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، ابتعد الفنانون الفلسطينيون إلى حد ما عن الرموز البصرية المعتادة، واستخدموا تقنيات أكثر حداثة مثل التصوير الفوتوغرافي وفنون الأداء و"الفيديو آرت" من أجل تجريب طرق تعبير جديدة واستكشاف أكثر عمقا لقضايا الهوية والمكان والحدود، وظهرت تلك الأفكار الفلسفية بصورة أكبر في أعمال فناني الشتات بسبب حرية ممارسة الفن دون سيطرة الاحتلال.
عندما يصبح الفن سياسيا أكثر من السياسةالفن الفلسطيني لا ينتقد الاحتلال الإسرائيلي فقط، لكنه أيضا يركز على تجاهل العالم للقضية الفلسطينية ويعتبر المصور الفوتوغرافي طارق الغصين من أهم الفنانين الفلسطينيين المعاصرين، وهو يصور القيود التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وقد عبر عن تلك القيود بمجموعة صور لأفراد وحيدين، يرتدون الكوفية الفلسطينية في مواجهة الطائرات والسفن، وذلك في محاولة لكسر الافتراضات السلبية عن الكوفية الفلسطينية، التي تحاول سلطة الاحتلال تصديرها كرمز للإرهاب.
أما خليل رباح، فهو فنان فلسطيني يعمل على مجموعة كبيرة من الوسائط الفنية، وتثير أعماله أسئلة جدلية حول الهوية والذاكرة والتاريخ. يعد رباح أحد مؤسسي مدرسة الفنون الفلسطينية في لندن.
وأيضا، الفنانة ليلى الشوا، التي ولدت في قطاع غزة، وتعمل في وسائط فنية متعددة مثل التصوير الفوتوغرافي والنحت والطباعة، وتحاول من خلال أعمالها إلقاء الضوء على الظلم، الذي يقع على الشعب الفلسطيني كما اختارت البحث عن دوافع النساء الفلسطينيات الفدائيات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی رفع العلم
إقرأ أيضاً:
الرئاسة الفلسطينية تعقب على إخلاء رفح وهذا ما طالبت به حماس
عقبت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الاثنين 31 مارس 2025، على قرار الجيش الإسرائيلي إخلاء سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالكامل.
وحذرت الرئاسة في بيان صحفي لها، من خطورة أوامر الاخلاء القسري لمدينة رفح بالكامل، مترافقاً ذلك مع استشهاد أكثر من 80 مواطناً منذ بدء عيد الفطر المبارك.
إقرأ أيضاً: تحركات مصرية قطرية - صحيفة تتحدث عن أبرز مستجدات مفاوضات غزة
وقالت الرئاسة، إن عملية التهجير الداخلي مدانة ومرفوضة، وهي مخالفة للقانون الدولي تماماً كدعوات التهجير للخارج، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد.
وحذرت، من الاستهداف المتعمد للطواقم الطبية من قبل جيش الاحتلال، والذي يشكل خرقاً كبيراً للقوانين والمواثيق الدولية التي تحرم استهداف القطاع الطبي.
إقرأ أيضاً: الاحتلال يصدر أوامر بإخلاء مدينة رفح بالكامل
وطالبت الرئاسة، حركة حماس بقطع الطريق على الاحتلال وسحب الأعذار منه لمواصلة عدوانه الدموي ضد شعبنا وأرضنا، وأن عليها أن تحمي أرواح أبناء شعبنا الفلسطيني وإنهاء معاناتهم وعذاباتهم في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية.
وأشارت، إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا في الضفة الغربية، وخاصة على مخيمات شمال الضفة، والتي تترافق مع عمليات القتل وإخلاء المواطنين وهدم منازلهم، وحملة الاعتقالات ومواصلة هدم البنية التحتية للمدن والمخيمات، ومواصلة إرهاب المستوطنين، والاعتداء على المقدسات جميعها ستدفع نحو التصعيد وعدم الاستقرار، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية ستدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وأكدت الرئاسة، إلى أنه مع تصاعد الحديث عن طبول الحرب في المنطقة، فإن على الجميع أن يفهم أنه دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، فإن المنطقة ستبقى في دوامة حروب لا تنتهي سيدفع ثمنها الجميع، وعلى دول العالم كافة أن تتحمل مسؤولياتها حفاظاً على القانون الدولي والمواثيق الإنسانية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مصرع مواطن وزوجته وإصابة 8 أشخاص بحادث سير في جنين تفاصيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس عباس وسلطان عُمان 6 شهداء بينهم أطفال وإصابات اثر قصف الاحتلال مجموعة مواطنين في خان يونس الأكثر قراءة تفاقم ظواهر التناقض لدى المستعمرة الإسرائيلية بالفيديو: سلاح الجو الإسرائيلي يستهدف عشرات المركبات في غزة الجيش الإسرائيلي والشاباك يعلنان اغتيال إسماعيل برهوم الجيش الإسرائيلي يدّعي فتح تحقيق ضد تفجير المستشفى التركي في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025