اهداف متعددة من الحراك الدولي.. الرئاسة غير مطروحة
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
بالرغم من ان المظلة التي يعمل تحتها جميع المبعوثين الدوليين الى لبنان هي مظلة الانتخابات الرئاسية وضرورة اجرائها من دون تأخير وانهاء الفراغ الحاصل في المؤسسات، الا ان الاتصالات التي بدأتها قطر وفرنسا في لبنان تهدف الى تحقيق سلسلة كبيرة من الأهداف الداخلية والاقليمية وحتى الذاتية المصلحية، ليبقى الاستحقاق الرئاسي عملياً مؤجلا بقناعة مطلقة حتى من القوى الاقليمية المعنية بالملف.
تسعى فرنسا الى تحقيق عدة اهداف من حراكها المستجد في لبنان، فهي اولا، ترغب في اعادة اصلاح ما تم افساده مع "حزب الله"، اذ ان باريس لديها قناعة بأن العمل داخل الملف اللبناني من دون تنسيق مع الحزب سيكون مستحيلا ووهما، وعليه تعمل فرنسا وان بطريقة غير مباشرة على اعادة تحسين علاقتها مع الحزب بعد مواقفها المؤيدة لاسرائيل منذ بداية حرب غزة.
اما الهدف الفرنسي الثاني فهو اثبات حضورها في الشرق الاوسط في ظل التحولات الكبرى التي قد تكون تحدث في المرحلة المقبلة، اما الهدف الثالث فهو عمليا عدم تسهيل تحقيق الاهداف القطرية في الداخل اللبنانية، وتحديدا لناحية ايصال هذا الاسم او ذاك للرئاسة، اذ ان باريس لديها رؤيتها التي لا تتطابق مع الرؤية التي تسوقها الدوحة بإسم " اللجنة الخماسية" الدولية.
واخيرا، يبدو ان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان ينقل رسائل فرنسية للحزب تتوافق بالكامل مع الرغبة الاميركية بعدم إشعال جبهة الجنوب بالكامل، وعليه فإن باريس، تسعى في حضورها لبنانيا، لأن تكون دولة مؤثرة بشكل جدي بالتسوية المقبلة، كي لا تؤدي التطورات المتسارعة الى تسوية بين الاطراف الإقليمية الاساسية اضافة الى الولايات المتحدة الاميركية من دون ان يكون لفرنسا اي دور..
اما الدوحة التي تعمل بأسلوب اكثر هدوءاً من باريس، فتحاول اعادة تركيب المشهد اللبناني وجس النبض لدى القوى السياسية لمعرفة إمكانية حصول تنازلات في اي استحقاق من الاستحقاقات المطروحة، لذلك فإن العمل اليوم يتركز على توسيع هامش التشاور مع المعنيين اولا، وثانيا فتح ملف قيادة الجيش ومنع حصول تدهور حقيقي يؤدي الى قيام تحالف "الثامن من اذار" بتعيين قائد جديد من دون مراعاة الأميركيين في هذه اللحظة التي تنشغل فيها واشنطن بحرب اسرائيل.
سيستمر الحراك الديبلوماسي في لبنان الى حين اندلاع المعارك مجددا في قطاع غزة وجنوب لبنان، اذ ان انفجار الوضع العسكري سيؤدي حتما الى جمود كامل داخل لبنان، لكن بقاء حجم التصعيد كما كان عليه امس، قد يؤدي الى تطبع المعنيين مع المعارك وتحقيق خرق سياسي ما في لحظة انشغال دولي واقليمي.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من دون
إقرأ أيضاً:
ميقاتي استقبل وزير الخارجيّة الاردنيّة.. الصفدي: نُثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته
إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الاردنية الهاشمية أيمن الصفدي بعد ظهر اليوم في دارته، في حضور السفير الاردني لدى لبنان وليد الحديد.
بعد الزيارة تحدث الوزير الصفدي فقال: الزيارة للبنان جاءت لنقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني الى فخامة الرئيس جوزاف عون لاعادة تهنئته بتوليه مسؤولياته رئيسا للجمهورية اللبنانية، وتأكيد تضامن الاردن المطلق مع لبنان الشقيق وأمنه واستقراره، وايضا نقل دعوة رسمية من جلالته الى فخامة الرئيس لزيارة الاردن.
كما التقيت دولة الرئيس نبيه بري وبحثنا سبل تعزيز علاقاتنا الثنائية واهمية المرحلة التي يشهدها لبنان الان في عملية اعادة بناء مؤسساته وتإكيد تضامن المملكة المطلق مع لبنان .
اضاف: تشرفت ايضا بلقاء دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي، على مدى السنوات الماضية، قام بجهد كبير لتعزيز العلاقات الثنائية الاردنية -اللبنانية، والحرص الذي لمسناه دائما من دولته على تعزير هذه العلاقات وخدمة لبنان الشقيق ومستقبله وامنه واستقراره. نثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته واستمعت منه الى تفاؤله بالمرحلة المقبلة، ليعيد لبنان الاعمار وبناء المؤسسات وليحافظ على امنه واستقراره، وان شاء الله باتجاه الانجاز. كما نقلت ايضا تحيات جلالة الملك لدولته وتثمين الدور الكبير الذي قام به على مدى سنوات .
وقال: العلاقات اللبنانية الاردنية اخوية وراسخة ومتجذرة وعلاقات مؤسساتية ونتطلع الى تعميقها بشكل اكبر ويستطيع اشقاؤنا في لبنان الثقة دائما بأن الاردن كما كان دوما بقيادة جلالته سيظل الى جانب لبنان.