لبنان ٢٤:
2024-12-18@22:36:38 GMT
اهداف متعددة من الحراك الدولي.. الرئاسة غير مطروحة
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
بالرغم من ان المظلة التي يعمل تحتها جميع المبعوثين الدوليين الى لبنان هي مظلة الانتخابات الرئاسية وضرورة اجرائها من دون تأخير وانهاء الفراغ الحاصل في المؤسسات، الا ان الاتصالات التي بدأتها قطر وفرنسا في لبنان تهدف الى تحقيق سلسلة كبيرة من الأهداف الداخلية والاقليمية وحتى الذاتية المصلحية، ليبقى الاستحقاق الرئاسي عملياً مؤجلا بقناعة مطلقة حتى من القوى الاقليمية المعنية بالملف.
تسعى فرنسا الى تحقيق عدة اهداف من حراكها المستجد في لبنان، فهي اولا، ترغب في اعادة اصلاح ما تم افساده مع "حزب الله"، اذ ان باريس لديها قناعة بأن العمل داخل الملف اللبناني من دون تنسيق مع الحزب سيكون مستحيلا ووهما، وعليه تعمل فرنسا وان بطريقة غير مباشرة على اعادة تحسين علاقتها مع الحزب بعد مواقفها المؤيدة لاسرائيل منذ بداية حرب غزة.
اما الهدف الفرنسي الثاني فهو اثبات حضورها في الشرق الاوسط في ظل التحولات الكبرى التي قد تكون تحدث في المرحلة المقبلة، اما الهدف الثالث فهو عمليا عدم تسهيل تحقيق الاهداف القطرية في الداخل اللبنانية، وتحديدا لناحية ايصال هذا الاسم او ذاك للرئاسة، اذ ان باريس لديها رؤيتها التي لا تتطابق مع الرؤية التي تسوقها الدوحة بإسم " اللجنة الخماسية" الدولية.
واخيرا، يبدو ان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان ينقل رسائل فرنسية للحزب تتوافق بالكامل مع الرغبة الاميركية بعدم إشعال جبهة الجنوب بالكامل، وعليه فإن باريس، تسعى في حضورها لبنانيا، لأن تكون دولة مؤثرة بشكل جدي بالتسوية المقبلة، كي لا تؤدي التطورات المتسارعة الى تسوية بين الاطراف الإقليمية الاساسية اضافة الى الولايات المتحدة الاميركية من دون ان يكون لفرنسا اي دور..
اما الدوحة التي تعمل بأسلوب اكثر هدوءاً من باريس، فتحاول اعادة تركيب المشهد اللبناني وجس النبض لدى القوى السياسية لمعرفة إمكانية حصول تنازلات في اي استحقاق من الاستحقاقات المطروحة، لذلك فإن العمل اليوم يتركز على توسيع هامش التشاور مع المعنيين اولا، وثانيا فتح ملف قيادة الجيش ومنع حصول تدهور حقيقي يؤدي الى قيام تحالف "الثامن من اذار" بتعيين قائد جديد من دون مراعاة الأميركيين في هذه اللحظة التي تنشغل فيها واشنطن بحرب اسرائيل.
سيستمر الحراك الديبلوماسي في لبنان الى حين اندلاع المعارك مجددا في قطاع غزة وجنوب لبنان، اذ ان انفجار الوضع العسكري سيؤدي حتما الى جمود كامل داخل لبنان، لكن بقاء حجم التصعيد كما كان عليه امس، قد يؤدي الى تطبع المعنيين مع المعارك وتحقيق خرق سياسي ما في لحظة انشغال دولي واقليمي.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من دون
إقرأ أيضاً:
الضربة الاسرائيلية لإيران… حسابات معقدة ونتائج غير محسومة!
تسير المفاوضات السياسية في لبنان على وقع التطورات الاقليمية، وفي الوقت الذي تسعى فيه القوى السياسية لتحسين شروطها ومكتسباتها، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات إضافية تُعيد تشكيل المشهد في المنطقة ورسم التوازنات ومعادلات القوة ما من شأنه أن يؤثر على الساحة اللبنانية بشكل مباشر.
تقول مصادر سياسية مطّلعة أن تزايد الحديث عن حسم القرار الإسرائيلي بتوجيه ضربة لطهران قد يكون واقعياً الا أن حساباته معقّدة، إذ إنّ أحداً لا يستطيع أن يضمن أن تؤدي الضربة الاسرائيلية لايران، مهما كانت قوية، الى إسقاط النظام، بغضّ النظر عن الحسابات الداخلية في اسرائيل أو التوقعات التي تشير الى احتمال حصول انهيار دراماتيكي، بل على العكس فإنّ النظام قد يكون قادراً على إعادة تكوين نفسه بسرعة فائقة، وحينها من يضمن للرئيس الاميركي دونالد ترامب أن تنتهي الضربة الاسرائيلية عند الحدّ المخطط له والا تتدحرج الامور الى حرب طويلة الأمد بين إيران واسرائيل تؤدي الى تدمير الطرفين وغرق الولايات المتحدة الاميركية في مستنقع الشرق الاوسط مجدداً. لذلك فإنّ كل التطورات الحالية والتي تتسارع بشكل لافت لا يمكن أن تحسم قرار الضربة ونتائجها بالسلاسة التي يتوقعها البعض.
وتشير المصادر الى أنّ هذه المرحلة هي مرحلة جسّ النبض على كل المستويات، من أصغر ملفّ سياسي داخلي الى أكبر قضية اقليمية، خصوصاً ان التحالفات في المنطقة قد لا تبقى على حالها وقد تتبدّل ربطاً بالعديد من الحسابات. وهذا سيؤدي حتماً الى اعادة تشكيل الواقع الاقليمي ضمن توازنات جديدة.
من هُنا، ترى المصادر بأن كل الضربات التي وُجّهت خلال الاشهر الفائتة والتي كانت تهدف الى اضعاف المحور الايراني ليست نهاية المطاف، سيما وأن اسرائيل قد عجزت عن انهاء المقاومة الفلسطينية في غزّة (حماس) بالرغم من اضعافها، وهذا الامر سيمكّنها بوصفها حركة تحرّر غير نظامية ومنظومة حزبية دينية من اعادة ترميم تفسها بسرعة قياسية، وهذا أيضاً ينطبق على "حزب الله" الذي بالرغم من تضرّره بضربات قاسية لا يزال يحافظ على بنيته العسكرية الأساسية، وليست المدنية والتنظيمية وحسب. المصدر: خاص "لبنان 24"