في تذكار الشهيدة دلال المغربي: كلّ البنادق نحو العدوّ الصهيوني
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
لا كلل ولا ملل ..، كلّ وبين يديه سلاحه ..، أنا لا أعرف شيئا ناجعا في الحياة مثل القلم ، وثمّة من يرفع في وجه العدوّ بندقيته أو حجر يائس ..، المهمّ أيها الناس ..اهرعوا إلى أسلحتكم ..فإمّا هم وإمّا نحن ..، أيها الجيش من القراء والكتّاب بكتابتكم..واطلاعكم ونشركم وتوزيعكم.
الشهيدة دلال المغربي واحدة من أشهر المناضلات الفلسطينيات، ولدت عام 1958 في أحد مخيمات الفلسطينيين في بيروت، وهي ابنة لعائلة من مدينة يافا لجأت الى لبنان عقب نكبة عام 1948
قرّرت الانضمام الى صفوف الثورة الفلسطينية والعمل في صفوف الفدائيين في حركة فتح وهي على مقاعد الدراسة، حيث تلقت العديد من الدورات العسكرية ودروس في حرب العصابات، تدربت خلالها على أنواع مختلفة من الأسلحة، تم اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ عملية فدائية في الداخل المحتل مكونة من عشرة فدائيين، وقد عرفت العملية بعملية “كمال عدوان”، والفرقة باسم “دير ياسين”
وفي صباح 11/3/1978 نزلت دلال مع فرقتها من قارب كان يمرّ أمام الساحل الفلسطيني واستقلت المجموعة قاربيْن، ونجحت عملية الإنزال والوصول، دون أن يتمكن الإسرائيليون من اكتشافها لغياب تقييمهم الصحيح لجرأة الفلسطينيين….
حيث نجحت دلال وفرقتها في الوصول نحو تلّ أبيب وقامت بالاستيلاء على الحافلة بجميع ركابها الجنود، في الوقت الذي تواصل الاشتباك مع عناصر إسرائيلية أخرى خارج الحافلة، وقد أدتْ هذه العملية الى إيقاع المئات من القتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي، وعلى ضوء الخسائر العالية قامت حكومة إسرائيل بتكليف فرقة خاصة من الجيش يقودها “أيهود باراك” بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها، حيث استخدمت الطائرات والدبابات لحصار الفدائيين، الأمر الذي دفع دلال المغربي الى القيام بتفجير الحافلة وركابها مما أسفر عن قتل الجنود الإسرائيليين، وما إن فرغت الذخيرة أمر “بارك” بحصد جميع الفدائيين بالرشاشات فاستشهدوا جميعا…
استشهدت دلال المغربي ومعها أحد عشر من الفدائيين بعد أن كبدت جيش الاحتلال 30 قتيلاً و80 جريحا [الرقم أعلنته قوات الاحتلال]، أما الاثنان الآخران فتقول الروايات أنّ أحدهما نجح في الفرار والآخر وقع أسيراً وهو جريح، فسألوه عن قائد المجموعة فأشار بيده إلى دلال، لم يصدق “باراك”، فأعاد سؤاله على الجريح مهدداً فكرّر الأسير قوله السابق، فأقبل عليها “باراك” يشدّها من شعرها ويركلها بقدمه بعد استشهادها…، أين منه قامتها العالية ..رحمها الله وجازاها عن الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء ..كلّ خير وأسكنها فراديس جنانه …
ومن أهمّ الكتّاب والشعراء الذين كتبوا عنها نجد نزار قباني الذي قال:
” في باص… أقاموا جمهوريتهم أحد عشر رجلا بقيادة امرأة اسمها دلال المغربي تمكنوا من تأسيس فلسطين بعدما رفض العالم أن يعترف لهم بحق تأسيسها… ركبوا أتوبيسا متجها من حيفا إلى تل أبيب وحولوه إلى عاصمة مؤقتة لدولة فلسطين رفعوا العلم الأبيض والأخضر والأحمر والأسود على مقدمة الأتوبيس وهزجوا وهتفوا كما يفعل تلاميذ المدارس في الرحلات المدرسية وحين طوقتهم القوات الإسرائيلية ولاحقتهم طائرات الهليوكوبتر وأرادت أن تستولي بقوة السلاح على الأتوبيس العاصمة فجروه وانفجروا معه ولأوّل مرة في تاريخ الثورات يصبح باص من باصات النقل المشترك جمهورية مستقلة كاملة السيادة لمدة 4 ساعات، إنه لا يهم أبدا كم دامت هذه الجمهورية الفلسطينية المهمّ أنّها تأسست وكانت أول رئيسة جمهورية لها اسمها دلال المغربي.”
اقتطف لكم هذه الفقرة من وصية دلال المغربي ..، فهي وصيّة للناس جميعا وإن وُجِهتْ للمناضلين ..، وهي معبّرة وتشير إلى وحدة الصفّ والهدف ..، يرحمها الله :
” …كلّ البنادق نحو العدو الصهيوني ، واستقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار المستمرة، لكل الفصائل أقولها .. لإخواني جميعهم أينما تواجدوا: الاستمرار بنفس الطريق، لا يهم المقاتل حين يضحي أن يرى لحظة الانتصار وأراها بعينيْ رفيقي، فاستمروا وصونوا الوصية وتحرير كامل الوطن المحتلّ دون مساومة على أيّ شبر من الارض العربية وأن يضربوا العدو الصهيوني حتى تحرير كامل التراب الوطني …، أطلب من أمي وأبي و الإخوان أن يكفكفوا دمعاً حزينا…”
خلاصة القول كم فينا من دلال المغربي وكم فينا من غضب عارم ..، المهمّ أن لا يركن للصمت ..، وجميعنا أيها القراء والكتاب والذين هم بين بين ..:
تكلّموا وافضحوا وانشروا كل ما يدين هذا الكيان الغاصب
فهو يُعوّل على تعبنا وانكماشنا وصمتنا.. ،فحذار من الصمت..
كلّ في مكانه.. في البيت..في العمل.. في مقهى في مظاهرة حاشدة.. ،يجب أن نتحرك ونضجّ وندين ونفضح… فهذا هو الحل لهزيمة هذا العدو النازي الصهيوني… ،رجاء لا تصمتوا….
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
حزب الله يواصل استهداف مواقع العدو الصهيوني على الحدود وفي العمق المحتل
يمانيون../
نفذ حزب الله اللبناني اليوم سلسلة من العمليات العسكرية المركزة ضد مواقع وتجمعات العدو الصهيوني في المناطق الحدودية والعمق المحتل، حيث استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية صباحاً تجمعاً لقوات العدو في موقع رامية الحدودي بصليات صاروخية دقيقة، وفي مساء اليوم استهدفوا تجمعاً آخر جنوب مدينة الخيام في هجوم هو الثاني على المنطقة خلال ساعات.
كما استهدف الحزب عند الساعة 05:30 من مساء اليوم تجمعاً لجنود العدو في ثكنة يفتاح بصليات صاروخية، بالتزامن مع تصديه لمحاولة تقدم قوة صهيونية غرب بلدة طير حرفا بالأسلحة الرشاشة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف العدو وتدمير ملالة عسكرية احترقت بمن فيها.
وفي تصعيد آخر، قصفت المقاومة قاعدة شراغا شمال عكا المحتلة للمرة الثالثة خلال اليوم نفسه، إضافة إلى استهداف تجمعات الجنود في مستوطنتي أفيفيم وكفار فراديم وبوابة العمرا جنوب الخيام، حيث حققت جميع الهجمات إصابات مباشرة.
وشملت العمليات هجوماً نوعياً بالمسيّرات الانقضاضية مساء أمس الثلاثاء على مقر الفرقة 91 في قاعدة أييليت غرب مستوطنة أييليت هشاحر، حيث أصابت الأهداف بدقة بالغة.
وأكد حزب الله أن هذه العمليات تأتي دعماً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ودفاعاً عن لبنان وشعبه، مشدداً على استمرار التصعيد في مواجهة العدو الصهيوني في جميع الجبهات.