يمن مونيتور/ من سهيل الشارحي

لم يغادروا منازلهم فحسب بل تركوا مواشيهم التي كانت المصدر الرئيسي بالنسبة لهم تحت رحمة أفواه البنادق هناك، لتصبح حياتهم بين جحيم الحرب وقساوة النزوح، هذا هو حل نازحي عزلة اليمن التابعة لمديرية مقبنة غربي محافظة تعز.

سيناريو النزوح والفقر والجوع وافتقاد السكن والمأوى بدء عندما اندلعت في أوائل مارس من العام 2021، معارك عنيفة القوات الحكومية وجماعة الحوثي، في مديرية مقبنة عزلة اليمن تحديداً في منطقة الكويحة والطوير والقشعة، وتسببت حينها بنزوح أكثر 300 أسرة.

يقول محمود القاحلي، أحد النازحين من قرية الكويحة إلى مخيم الرُبق الواقع في نفس العزلة والذي يبعد عن جبهة القتال كيلو ونصف فقط، إن الاشتباكات المستمرة والقصف العشوائي بقذائف الهاون من قبل جماعة الحوثي الذي طال المنازل دفعهم إلى النزوح تاركين كل ما يملكون في القرية.

ويفيد القاحلي في تصريح لـ “يمن مونيتور”، أن الأغنام” التي كانت تعدُ المصدر الوحيد الذي تعتمد عليه معظم الأسر في تسيير حياتها اصبحت بين لهيب الحرب، مؤكدًا أنه في يوم واحد فقط فقد اهالي القرية كثر من 30 رأس من الاغنام نتيجة انفجار شبكة من العبوات الناسفة اسفل جبل عاطف الواقع تحت سيطرة الحوثيين.

معاناة النازحين في المخيمات

من جانبه يتحدث النازح محمود والحزن يكسو محياه قائلا: إن معاناتهم تزداد تعقيدًا في المخيمات بسبب افتقارهم إلى ابسط مقومات الحياة من غذاء ومأوى موضحًا أن الطرابيل المرقعة لا تقيهم من حرارة الصيف ولا برد الشتاء.

وتقول فاطمة السروري، وهي امرأة في الستين من عمرها: نحن هنا في المخيم لا نملك ما يمكن أن نسد به رمق الحياة،  وقد كنا في بيوتنا نعتمد على الاغنام مستورين الحال ، لكن هنا في المخيم لا نملك ما يمكن أن يساعدنا في توفير القوت اليومي، بسبب توقف المعونات.

وتشير فاطمة السروري وقد فاضت عيناها بالدموع: لدي بنت معاقة حركيًا، لكن في كل مرة كان يسقط اسمي من المعونات التي تجلبها المنظمات، وكنت اسير حياتنا مع الاخرين، لكن اليوم أصبحنا عاجزين بسبب توقف المعونات من قبل المنظمات.

شتاء قارص

مع دخول فصل الشتاء تزداد معاناة نازحى مخيم الربق فالطرابيل المرقعة تصبح عاجزة امام البرد الشديد، ويصاب الاطفال بالأمراض الشتوية بحسب قول محمد الكويحي أحد نازحي المخيم.

ويرى درهم السروري وهو مسؤول مخيم الرُبق: إن الامراض كالحميات والكوليرا وغيرها من الامراض الشتوية، أنتشرت بشكل كبير في المخيم ، فيما بعض الاطفال فقدوا حياتهم بسبب تلك الامراض .

ويؤكد السروري، أن المخيم يفتقر إلى الادوات الطبية لمواجهة الامراض الشتوية والمعدية، موضحًا، أن نازحي المخيم لا يمتلك أي وسيلة لمواجهة الصقيع الشتوي، كالبطانيات والجاكتات وغيرها من الوسائل التي تقي الاطفال من الأمراض المتفشية.

توقف دعم مخيمات النزوح

وشهد مخيم الرُبق احد اهم المخيمات الذي يحتضن ما يزيد عن 50 اسرة نازحة من عزلة اليمن ، توقف مفاجئ للمعومات من قبل المنظمات، درهم السروري ، أرجع سبب توقف الدعم أشتراط مدير مديرية مقبنة تخصيص 30% على كل منظمة تدخل المنطقة، الامر الذي جعل المنظمات تعزف عن التدخل.

وأشار السروري، أن توقف الدعم عن المخيم والمنازل المجاورة، قرر النازحين والمتضررين تنظيم مظاهرة، ضد الوحدة التنفيذية، ومدير المديرية.

عزي الدين الكويحي مسؤول اللحنة المجتمعية في مخيم النجد، والذي يحتضن اكثر من 60 أسرة نازحة، يؤكد أن بعض المنظمات الإغاثية في المنطقة قلصت المعونات، فيما الاخريات وقفت العمل بشكل نهائي، لكنه في الوقت نفسه لم يوضح الكويحي  اسباب توقف المعونات من قبل المنظمات.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: النزوح اليمن مقبنة فی المخیم من قبل

إقرأ أيضاً:

"اليرموك".. من مدرجات لعشاق الكرة إلى مأوىً للنازحين

غزة - مدلين خلة - صفا

لازالت تسمع في الخلفية صافرات الحكم ومساعديه على الجانبين، فيما تقطعها هتافات الجماهير المتحمسة لمجريات مباريات كانت تنظم على هذه المساحة قبل 13 شهرًا فقط.

ملعب اليرموك المعشب وبأنواره الساطعة المثبتة على أركان الاستاد الشهير في غزة؛ فقد اخضراره ذاك وتحول إلى البياض حال النظر إلى ساحته من مدرجاته الإسمنتية.

هذا الملعب كان أول المستقبلين للنازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم في شمال قطاع غزة جراء العدوان الذي شارف على اختتام 400 يومٍ من حربٍ إسرائيلية لا هوادة فيها.

مراسل وكالة "صفا" التقى يوسف عسلية الذي نزح قسرًا من بيت لاهيا إلى ساحة الملعب.

ويقول عسلية: "مشينا من بيت لاهيا إلى الملعب سيرًا على الأقدام، دون اصطحاب أي مستلزمات للحياة، فلم يسمح لنا الجيش بأخذ أمتعتنا ولو فراشًا وأغطية".

ويضيف عسلية أنه وعائلته اضطروا إلى النزوح من مدرسة كانت تأويهم بعد تدمير منزلهم في مخيم جباليا؛ واضطروا للرحيل منها نحو الملعب بعد أن أسقطت طائرة استطلاع للجيش منشورات تهددهم بضرورة مغادرة المدرسة على الفور.

ويشير إلى أنه رفض النزوح إلى مدن جنوب القطاع في أول الأمر، وذلك عندما اضطر مئات الآلاف من سكان مدينة غزة وشمالها للرحيل إلى وسط وجنوب القطاع.

ويتابع الحاج عسلية حديثه لوكالة "صفا"، "مع الاجتياح الثاني للمعسكر تحاصرنا بمجمع مدارس الوكالة عند أبو زيتون وخرجنا تحت القصف على أقرب مدرسة شعرنا فيها بالأمان، وحطينا رحالنا فيها ومع استقرارنا صارت العملية العسكرية الحالية على الشمال، وقررنا نصمد في جباليا وما نطلع الا على الموت".

تجرع المعاناة التي عاشها وآلاف الصامدين بشمال القطاع، قطرة قطرة دون نظرة بعين الرحمة من دول تحمل في لقبها عربية وإسلامية.

"دخل علينا الجيش وفصل النساء عن الرجال وأخذهم على مكان ما حد بيعرف وين طبعا بعد ما جردهم من كل ملابسهم، وأجبرنا نطلع من جباليا عبر شارع صلاح الدين ونتجه ع غزة".

"أنا ما عشت نكبة ال48، كنت بسمع أبوي وسيدي بيحكو عنها، لكن وقت أجبرت على ترك الشمال شعرت روحي طلعت من جسدي، عرفت شو يعني تعيش 74سنةبعيد عن بيتك وأرضك، خروجنا من الشمال على غزة مثل طلوع الروح من الجسد".

"احنا هان بنعيش بظروف صعبة كتير، الاحتلال جبرنا على النزوح بدون أخذ شيء معنا، الان احنا قاطنين الخيام التي لا تقي برد الليل ولا حر النهار".

واضطرت آلاف العائلات بشمال القطاع إلى النزوح القسري من منازلها ومراكز الإيواء عقب الاجتياح البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي على تلك المناطق لليوم 33 على التوالي.

ولجأت العائلات إلى مخيم النزوح الذي انشئ خصيصا لنازحي الشمال في ملعب اليرموك بمدينة غزة، وذلك عقب ارتكاب الجيش الإسرائيلي أبشع المجازر وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها وعمليات النسف المستمر لما تبقى من حجارة قائمة، في محاولة لجمع شتات العائلات النازحة قسرا.

وأسفرت العملية العسكرية على شمال القطاع عن ارتقاء ما يزيد عن 1400شهيد، ممن وصلوا إلى مستشفيات الشمال وغزة، ولا تزال عدد من الجثث ملقاه في الشوارع، وآلاف المصابين الذين لا تستطيع طواقم الدفاع المدني من الوصول إليها وذلك لمنع الاحتلال الطواقم من القيام بعملها واجبارها على مغادرة الشمال.

أمل العودة إلى أرضهم بشمال القطاع لا ينفك يغادر أفواه النازحين هنا في مخيم النزوح بملعب اليرموك فحال " المواطن أبو وائل أبو حميدان" لا يختلف كثيرا عن الحاج عسلية.

"عودتنا للشمال قريبة إن شاء الله، طلعنا منه غصب عنا ورح نرجع الو غصب عنهم، وما رح ينجح مخططهم باحتلال الشمال".

وخلال حديثه لوكالة "صفا" يصف أبو وائل أبو حميدان كيفية تعامل جنود الاحتلال مع الشبان الذين يتم اعتقالهم والتحقيق معهم، "اذا يتم تعريتهم من كامل ثيابهم واجبارهم على الجلوس في الرمال معصوبي الأيدي والاعين مع توجيه أسئلة وتهم لا أساس لها من الصحة".

ويتابع، "الضرب والتنكيل والتعذيب الذي يقوم به الجيش بحق أهل الشمال لا يمكن وصفها والتهمة الموجهة الهم، ليش ما نزحتو على الجنوب؟".

ويشتكي أبو حميدان من الوضع المأساوي الذي آلت اليه حاله وعائلته عقب إجبارهم الى التوجه غرب مدينة غزة، في أعقاب اجتياح جيش الاحتلال لمنطقة معسكر جباليا.

ومما يفاقم الأزمة سوءا، بحسب أبو وائل، العيش داخل خيمة منصوبة على رمال دون وجود الملابس والاغطية والفراش المناسب للجلوس والنوم عليه".

ويناشد أبو حميدان بضرورة توفير الجهات المختصة الأغراض اللازمة من اغطية وملابس مع برودة الجو ليلا.

مقالات مشابهة

  • الأردن… تظاهرة حاشدة تندد بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • شرطة أبوظبي تدعو السائقين إلى عدم الانشغال بغير الطريق
  • قائمة الأعداء.. من هم الشخصيات التي توعد ترامب بالانتقام منهم؟
  • النيابة العامة: توقف الخدمات الرقمية على البوابة الإلكترونية بسبب التحديثات
  • "اليرموك".. من مدرجات لعشاق الكرة إلى مأوىً للنازحين
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • ميقاتي رعى توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة اللبنانية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي
  • ‎رحلة صعبة تحت وطأة الحرب.. شهادات توثق معاناة النزوح من شمال غزة
  • مولوي بحث والخازن ملف النزوح