تعز…نازحو مخيم الرُبق يتجرعون قساوة البرد ومرارة الحرمان
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
يمن مونيتور/ من سهيل الشارحي
لم يغادروا منازلهم فحسب بل تركوا مواشيهم التي كانت المصدر الرئيسي بالنسبة لهم تحت رحمة أفواه البنادق هناك، لتصبح حياتهم بين جحيم الحرب وقساوة النزوح، هذا هو حل نازحي عزلة اليمن التابعة لمديرية مقبنة غربي محافظة تعز.
سيناريو النزوح والفقر والجوع وافتقاد السكن والمأوى بدء عندما اندلعت في أوائل مارس من العام 2021، معارك عنيفة القوات الحكومية وجماعة الحوثي، في مديرية مقبنة عزلة اليمن تحديداً في منطقة الكويحة والطوير والقشعة، وتسببت حينها بنزوح أكثر 300 أسرة.
يقول محمود القاحلي، أحد النازحين من قرية الكويحة إلى مخيم الرُبق الواقع في نفس العزلة والذي يبعد عن جبهة القتال كيلو ونصف فقط، إن الاشتباكات المستمرة والقصف العشوائي بقذائف الهاون من قبل جماعة الحوثي الذي طال المنازل دفعهم إلى النزوح تاركين كل ما يملكون في القرية.
ويفيد القاحلي في تصريح لـ “يمن مونيتور”، أن الأغنام” التي كانت تعدُ المصدر الوحيد الذي تعتمد عليه معظم الأسر في تسيير حياتها اصبحت بين لهيب الحرب، مؤكدًا أنه في يوم واحد فقط فقد اهالي القرية كثر من 30 رأس من الاغنام نتيجة انفجار شبكة من العبوات الناسفة اسفل جبل عاطف الواقع تحت سيطرة الحوثيين.
معاناة النازحين في المخيمات
من جانبه يتحدث النازح محمود والحزن يكسو محياه قائلا: إن معاناتهم تزداد تعقيدًا في المخيمات بسبب افتقارهم إلى ابسط مقومات الحياة من غذاء ومأوى موضحًا أن الطرابيل المرقعة لا تقيهم من حرارة الصيف ولا برد الشتاء.
وتقول فاطمة السروري، وهي امرأة في الستين من عمرها: نحن هنا في المخيم لا نملك ما يمكن أن نسد به رمق الحياة، وقد كنا في بيوتنا نعتمد على الاغنام مستورين الحال ، لكن هنا في المخيم لا نملك ما يمكن أن يساعدنا في توفير القوت اليومي، بسبب توقف المعونات.
وتشير فاطمة السروري وقد فاضت عيناها بالدموع: لدي بنت معاقة حركيًا، لكن في كل مرة كان يسقط اسمي من المعونات التي تجلبها المنظمات، وكنت اسير حياتنا مع الاخرين، لكن اليوم أصبحنا عاجزين بسبب توقف المعونات من قبل المنظمات.
شتاء قارص
مع دخول فصل الشتاء تزداد معاناة نازحى مخيم الربق فالطرابيل المرقعة تصبح عاجزة امام البرد الشديد، ويصاب الاطفال بالأمراض الشتوية بحسب قول محمد الكويحي أحد نازحي المخيم.
ويرى درهم السروري وهو مسؤول مخيم الرُبق: إن الامراض كالحميات والكوليرا وغيرها من الامراض الشتوية، أنتشرت بشكل كبير في المخيم ، فيما بعض الاطفال فقدوا حياتهم بسبب تلك الامراض .
ويؤكد السروري، أن المخيم يفتقر إلى الادوات الطبية لمواجهة الامراض الشتوية والمعدية، موضحًا، أن نازحي المخيم لا يمتلك أي وسيلة لمواجهة الصقيع الشتوي، كالبطانيات والجاكتات وغيرها من الوسائل التي تقي الاطفال من الأمراض المتفشية.
توقف دعم مخيمات النزوح
وشهد مخيم الرُبق احد اهم المخيمات الذي يحتضن ما يزيد عن 50 اسرة نازحة من عزلة اليمن ، توقف مفاجئ للمعومات من قبل المنظمات، درهم السروري ، أرجع سبب توقف الدعم أشتراط مدير مديرية مقبنة تخصيص 30% على كل منظمة تدخل المنطقة، الامر الذي جعل المنظمات تعزف عن التدخل.
وأشار السروري، أن توقف الدعم عن المخيم والمنازل المجاورة، قرر النازحين والمتضررين تنظيم مظاهرة، ضد الوحدة التنفيذية، ومدير المديرية.
عزي الدين الكويحي مسؤول اللحنة المجتمعية في مخيم النجد، والذي يحتضن اكثر من 60 أسرة نازحة، يؤكد أن بعض المنظمات الإغاثية في المنطقة قلصت المعونات، فيما الاخريات وقفت العمل بشكل نهائي، لكنه في الوقت نفسه لم يوضح الكويحي اسباب توقف المعونات من قبل المنظمات.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: النزوح اليمن مقبنة فی المخیم من قبل
إقرأ أيضاً:
برد وعراء.. نازحو غزة يواجهون منخفضا جويا جديدا بخيام مهترئة
سماء ملبدة بالغيوم، ورياح تحمل معها البرد والأمطار، فيما يعيش الفلسطينيون الناجون من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في العراء أو داخل خيام ممزقة لا تقوى على مقاومة الرياح العاتية.
في ظل الدمار الذي خلفته حرب الإبادة على مدار نحو 16 شهرا، يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة معاناة إنسانية تتفاقم مع قدوم منخفض جوي جديد يهدد أكثر من 1.5 مليون شخص بلا مأوى.
**منخفض جوي جديد
في هذه الظروف، يبدو المنخفض الجوي بمثابة تهديد جديد، حيث يجد آلاف الأطفال والنساء وكبار السن أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الأمطار والبرد دون غطاء يحميهم أو غذاء يسد جوعهم، كما حدث خلال المنخفضات الجوية الماضية.
يحاول البعض الاحتماء بقطع بلاستيكية أو أغطية مهترئة، بينما يعاني المرضى من نقص الأدوية والتدفئة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الصحية، لا سيما بين الأطفال وكبار السن.
وخلال الأسابيع الماضية، شهد قطاع غزة في فصل الشتاء منخفضات جوية شديدة، تسببت في اقتلاع العديد من الخيام وغرق أخرى، ما زاد من معاناة السكان الذين يعانون أصلا من تداعيات حرب الإبادة.
** الدفاع المدني يحذر
وحذر محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، في بيان من منخفض جوي ماطر متوقع أن يضرب قطاع غزة اعتبارا من الأربعاء وحتى الاثنين.
وقال: "ننوه للمواطنين في قطاع غزة، لاسيما النازحين في المخيمات ومراكز الإيواء، بأخذ تدابير السلامة والاحتياطات الوقائية تحسبًا لحلول منخفض جوي ماطر متوقع ابتداءً من الأربعاء، ويشتد البرد حتى الاثنين القادم".
ويزداد قلق الفلسطينيين من احتمال انهيار هذه الملاجئ المؤقتة تحت وطأة الرياح العاتية والأمطار الغزيرة، ما يفاقم معاناتهم في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
وأفاد مراسل الأناضول أن المواطنين الذين دُمرت منازلهم يقيمون داخل خيام بدائية، وعملوا خلال النهار على تثبيتها بحجارة وأخشاب في محاولة لحمايتها من الانهيار.
ويواجه الفلسطينيون بالقطاع ظروفا صعبة مع تواصل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال المواد الأساسية، بما في ذلك مستلزمات التدفئة والخيام والمنازل المتنقلة التي تحمي من الأمطار والبرد.
ويفاقم غياب الوقود من الأزمة، حيث تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلا.
وقال المسن الفلسطيني أحمد مهنا للأناضول: "الخيام تتطاير والريح شديدة، والوضع صعب للغاية على الناس".
وأضاف: "نقيم في خيمة على شاطئ البحر، ومع الرياح والأمطار، تتفاقم المعاناة فوق معاناة الإبادة".
فيما قالت الفلسطينية ولاء النجار للأناضول: "الحرب انتهت من جهة القصف والدمار، لكننا ما زلنا في مواصي خان يونس، ومنطقتنا حدودية ممنوع على أحد دخولها".
وأضاف: "لم يعد هناك قصف ودمار وشهداء، ولكن فعليا، حرب الجوع وحرب الخيام مستمرة".
وتابعت :"لا توجد بيوت نعود إليها ولا كرفانات (بيوت متنقلة) و نرفض الهجرة، حيث عشنا المعاناة والجوع، وها نحن نتهجر، وهذا أمر غير مقبول".
وقالت بثينة النجار للأناضول، التي تعيش في خيمة مهترئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، إنها تتمنى الحصول على بيت متنقل بدلا من الخيمة.
ولفتت إلى أنها تعاني من نقص الماء وأوضاع معيشية صعبة بعد انتهاء الإبادة، في ظل عدم تمكنها من العثور على سكن لها.
** لا مأوى
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن قرابة 1.5 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، في حين يعاني جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون شخص من عدم توفر أبسط الخدمات الحياتية الأساسية وانعدام البنى التحتية.
وتنصلت إسرائيل من السماح بإدخال المساعدات الإنسانية "الضرورية" كالخيام والبيوت المتنقلة إلى القطاع، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب المكتب الإعلامي.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.