ماذا لو لم يكن باسيل على خلاف مع العماد عون؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
ليس تفصيلًا أن يخرج الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان من اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين اللبنانيين والشخصيات السياسية غير مرتاح وغير مطمئن، وإن كان اللقاء بينه وبين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي لم يدم أكثر من سبع دقائق، هو الأكثر دلالة على أن ثمة شيئًا في الأفق السياسي غير منتظم، بغض النظر عن الرفض الباسيلي في المطلق الحديث من قِبل أي كان عن موضوع تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون، لا من قريب ولا من بعيد.
وفي رأي بعض الأوساط السياسية أنه لو لم يكن العماد عون يشكّل عقدة سياسية بالنسبة إلى باسيل، بغض النظر عن الخلاف الشخصي بين الرجلين، لما كان كل هذا "الاستقتال" للحؤول دون التمديد له ولو لفترة 24 ساعة قد أخذ هذا المنحى التصعيدي، خصوصًا أن رئيس التيار، الذي ينتمي إليه وزير الدفاع الوطني العميد موريس سليم، يدرك أن موضوع التسريح أو التمديد لن يمر إلا عبر الوزير المختصّ، وفق ما ينصّ عليه قانون الدفاع الوطني، الذي يعطي وزير الدفاع كامل الصلاحيات في هذا الموضوع، وإن كان البعض يرى أن الحلّ النهائي لا يمكن إلا أن يعالج بـ "السياسة"، لأنه ليس في قدرة البلاد تحمّل المزيد من الخضّات، وأنه لا يمكن "اللعب" بمصير المؤسسة العسكرية، التي لا تزال من بين مؤسسات الدولة القليلة الصامدة في وجه الأزمات الاقتصادية وما يكمن أن تكون عليه التطورات في غزة وفي الجنوب اللبناني.
فمشكلة جبران باسيل ليست مع العماد عون فقط، والأسباب كثيرة وباتت معروفة، بل مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومع الرئيس نبيه بري، ومع رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، ومع "القوات اللبنانية"، ومع "حزب "الكتائب اللبنانية"، ومع عدد من النواب التغييريين والمستقلين، ومع "حزب الله" إلى حدود معينة، ومع "الحزب التقدمي الاشتراكي" وفق ما تقتضيه مصالحهما المشتركة، ومع كثير من "أهل التيار"، الذين يعارضون نهجه "الاستقوائي". وقد لا يكون "اللقاء العاصف" بينه وبين لودريان بصفته ممثلًا لفرنسا ومجموعة الدول الخمس، المشكلة الأخيرة التي يمكن أن يواجهها رئيس "التيار العوني" خارجيًا، خصوصًا أن الدوحة لم تعد مقتنعة كثيرًا بحججه، وهي التي تلاقي فرنسا في منتصف طريق التمديد للعماد عون.
فما قاله لودريان في لقاء "السبع دقائق" أستفز باسيل كثيرًا، لأنه قال له إنه الوحيد الذي يعارض تأجيل تسريح قائد الجيش، وأضاف عليه كلامًا اعتبره "صاحب الدار" تدخلًا سافرًا في شأن لبناني بحت. إلا أن لودريان أصرّ على أيصال ما يحمله من رسائل عندما قال لمضيفه "أن الفراغ في قيادة الجيش يمسّ بأمن لبنان وبأمن فرنسا وأوروبا".
ولأنه يعتمد على ورقة صلاحيات وزير الدفاع سمح باسيل لنفسه بأن يقول لضيفه كلامًا عالي السقف، ومفاده وفق ما تمّ تسريبه من داخل "التيار" أنه "ربما كان لنا كلام آخر لو لم تكن هناك مخارج قانونية. ولكن في ظل وجود هذه المخارج، فإنّ أحداً لن يجبرنا على تغيير موقفنا، حتى لو بقينا وحدنا. وإذا كنا فعلاً وحدنا، فاذهبوا ومدّدوا له ولا تنتظرونا".
فالمسألة كما تراها أوساط سياسية محايدة ليست قصة "الرمانة"، بل "القلوب المليانة". ولو لم يكن العماد عون يشكّل خطرًا على مستقبل باسيل السياسي لما كان كل هذا الإصرار على تطبيق القانون، الذي أصبح وجهة نظر. فلو افترضنا أن قائد الجيش كان "مطواعًا" و"خاتمًا" في يد من كان يعتبر أن "أوامره" لا تُردّ هل كان التمديد له لا يخالف مبدأية باسيل؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العماد عون
إقرأ أيضاً:
وداعًا لسرقات التيار.. تركيب عدادات كهرباء لعربات الباعة الجائلين والأكشاك رسميًا
في إطار حرص الدولة المصرية على تنظيم استهلاك الكهرباء، والحد من سرقات التيار الكهربائي، وضمان تحصيل مستحقات الدولة، أصدر جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك قرارًا مهمًا في أولى نشراته لعام 2025، يقضي بالسماح بتركيب عدادات كهرباء لأول مرة للسيارات، والأكشاك، وعربات البيع الثابتة والمتنقلة.
ويهدف هذا القرار إلى تنظيم العلاقة بين شركات توزيع الكهرباء والمستهلكين من هذه الفئات، وضبط عملية الاستهلاك والتوصيل، مع ضمان تحصيل الرسوم المقررة بشكل قانوني ومنظم.
وأشار مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء إلى أن هذا القرار سيُسهم بشكل كبير في الحد من سرقات التيار الكهربائي، وتحقيق استفادة حقيقية للدولة من مستحقات استهلاك الكهرباء من جميع المنافذ التي تستخدمها دون تنظيم، وهذا القرار يشمل جميع أنواع العربات التي تستهلك الكهرباء، بما فيها عربات الفول الحاصلة على ترخيص من الأحياء.
وجاءت الضوابط في القرار الصادر عن جهاز تنظيم مرفق الكهرباء، كالتالي:
منافذ البيع سواء المتنقلة أو الثابتة المملوكة لشركات أو أشخاص1. توصيل التيار الكهربائي:
يجوز لشركات توزيع الكهرباء، بناءً على طلب المستهلك، توصيل التيار الكهربائي وتركيب عدادات مسبقة الدفع لمنافذ البيع المتنقلة لمدة محددة يمكن تجديدها بموجب عقد توريد نمطي مؤقت معتمد من جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك. ويكون لشركة التوزيع المختصة حق رفع تلك التوصيلات والعدادات وفقًا للعقد.
2. توصيل التغذية الكهربائية:
تتولى شركة التوزيع المختصة توصيل التغذية الكهربائية لمنافذ البيع المتنقلة من أقرب نقطة توزيع تسمح بالتوصيل طبقًا لأحماله، وذلك بعد تقديم الموافقات والتصاريح اللازمة وسداد تكاليف توصيل التغذية الكهربائية المقررة، ويتم التنفيذ وفق البرنامج الزمني الوارد بدليل توصيل التغذية الكهربائية المعتمد من الجهاز.
3. الانتفاع بالعداد:
يلتزم المشترك باستخدام العداد مسبق الدفع في الغرض المخصص له، ويمكن له الانتفاع به في حالة نقل المنفذ من مكان لآخر داخل نطاق نفس شركة التوزيع بعد التنسيق معها وسداد مقايسة جديدة. وفي حالة انتقال منفذ البيع المتنقل خارج نطاق الشركة المتعاقد معها يتم فسخ العقد تلقائيًا وتسليم العداد، ويتم التوصيل من خلال شركة التوزيع المنتقل إليها بعقد ومقايسة جديدتين.
4. زيادة الأحمال:
عند الحاجة لزيادة الأحمال عن القدرة التعاقدية، يجب على المشترك الحصول على موافقة الشركة وسداد التكاليف المقررة، مع حق الشركة في تعديل مصدر التغذية إذا تطلب الأمر.
5. المعاينات والصيانة:
يلتزم المستهلك بالسماح لممثلي الشركة بمعاينة الآلات والمهمات الداخلية كلما دعت الحاجة، وتكون مسؤولية التركيبات الداخلية عليه بالكامل، مع تحمل نتائج أي حوادث أو أضرار.
6. مسؤولية العدادات:
تقوم الشركة بتوصيل التغذية الكهربائية من نقطة التغذية الرئيسية حتى نقطة تسجيل الاستهلاك، وتؤول ملكية العدادات والمهمات إلى الشركة. وتتحمل الشركة مسؤولية معايرة العدادات وصيانتها وإصلاحها واستبدالها عند حدوث أي خلل غير مقصود. كما يحاسب مالك منفذ البيع على استهلاك التيار بالتعريفة المعلنة لأغراض الاستهلاك التجاري.
7. الاشتراطات الإدارية:
يجب حصول منافذ البيع المتنقلة على رخصة تسيير المركبة، ورخصة إعلان، بالإضافة إلى رخصة بيع تجاري في جميع الحالات.
توصيل التيار الكهربائي لمنافذ البيع1. التجهيزات من جهة الولاية:
تقوم جهة الولاية بتجهيز تلك الأماكن بمخارج توصيل التيار الكهربائي (Sockets)، حسب دراسات فنية تعتمدها شركة التوزيع المختصة.
2. إجراءات التوصيل:
تتقدم جهة الولاية بطلب توصيل التغذية الكهربائية، وتتولى شركة التوزيع توصيل الكهرباء من أقرب نقطة توزيع تسمح بذلك، مع سداد كافة التكاليف المقررة، والتنفيذ يتم وفق البرنامج الزمني المعتمد من الجهاز.
3. المحاسبة على الاستهلاك:
تقوم جهة الولاية بالمحاسبة على استهلاك التيار الكهربائي لهذه الأماكن بالتعريفة المعلنة لأغراض الاستهلاك التجاري.
4. التعامل مع جهات الولاية:
يتم التعامل بين الجهات المالكة للمنافذ المتنقلة أو الثابتة مباشرة مع جهات الولاية لطلب استغلال تلك الأماكن بمرافقها ومنها التغذية الكهربائية.
5. المسؤوليات:
لا تتحمل شركات التوزيع أي مسؤولية عن التجهيزات أو التركيبات في هذه الأماكن، وتقع كامل المسؤولية على جهة الولاية التي يجب عليها ملاحظة وصيانة هذه التركيبات، كما تكون مسؤولة بالكامل عن أي أضرار أو حوادث قد تحدث نتيجة هذه التجهيزات.
ويعد هذا القرار خطوة مهمة نحو ضبط منظومة استهلاك الكهرباء في مصر، وتقنين أوضاع عربات البيع المتنقلة والأكشاك التي تعتمد على مصادر غير قانونية للحصول على التيار الكهربائي. كما يفتح المجال أمام أصحاب هذه المنافذ للحصول على الكهرباء بشكل قانوني ومنظم، مع ضمان حقوق الدولة وحماية المستهلك في الوقت ذاته.