خبراء ومحللون: أميركا منحت "إسرائيل" الضوء الأخضر لاستئناف الحرب، والتهجير لن ينجح
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
الجزيرة
يُجمع محللون وخبراء أن عودة الجيش الإسرائيلي لشن الحرب على قطاع غزة جاءت بضوء أخضر أميركي، لكنهم استبعدوا أن تتحقق أهدافهما في تهجير سكان غزة أو تخفيف الكثافة السكانية في القطاع، كما يتم التخطيط لذلك.
وقال الدكتور حسن أيوب، وهو أستاذ السياسة الدولية والسياسات المقارنة في جامعة النجاح الوطنية إن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب قبل استئناف الحرب، كان بهدف التنسيق مع الإسرائيليين بشأن التركيز هذه المرة على جنوب قطاع غزة، من أجل تحقيق الأهداف الإسرائيلية والتي قال إن الأميركيين يتبنونها.
وأضاف قائلا "هناك ضوء أخضر أميركي لـ"إسرائيل" لاستئناف الحرب في غزة"، مؤكدا أن الأميركيين هم شركاء لـ"إسرائيل" في العدوان على غزة وصمتوا عن الإبادة التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين في غزة، وانتقد مطالبتهم بأن تراعي "إسرائيل" المدنيين في عدوانها.
وتصر الإدارة الأميركية -وفق أيوب- على تقديم الغطاء والشراكة مع "إسرائيل"، بدليل أن الرئيس جو بايدن حمّل فشل تمديد الهدنة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ومن جهته، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، أن إصرار الاحتلال الإسرائيلي على فرض إرادته يعود للضوء الأخضر الذي منحته إياه الولايات المتحدة الأميركية والتي قال وزير خارجيتها إنها ستدعم "إسرائيل" في حال عادت إلى الحرب على غزة.
غير أن الضوء الأخضر الأميركي والدعم المستمر للاحتلال لن يمنعا المقاومة الفلسطينية -بحسب الدويري- من الاستمرار في القتال والدفاع عن أرضها وشعبها، مرجحا أن تلجأ إلى قدرتها الصاروخية لفرض واقع معين على المجتمع الإسرائيلي، بحيث يجبر على اللجوء إلى الملاجئ، وهو ما سيشكل ضغطا على حكومة بنيامين نتنياهو.
وبشأن الخطة التي يعكف عليها "وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي" بشأن تخفيف الكثافة السكانية في غزة عبر فتح المجال للسكان بالخروج بحرًا لأوروبا وأفريقيا وليس عبر مصر، استبعد الدويري حصول هذا الأمر، وقال إنه بعد 55 يوما من القصف المتواصل والتدمير الممنهج، فإن ما بين 700 إلى 800 ألف -بحسب التقديرات- يوجدون داخل القطاع الشمالي من أصل مليون و200 ألف.
وخلال فترة الهدنة الإنسانية المؤقتة -يضيف الخبير العسكري- قامت قوات الاحتلال بقتل وقنص مدنيين يريدون العودة إلى بيوتهم المدمرة، ما يعني أن مبدأ الهجرة غير موجود لدى الغزيين إلا في حالة التهجير القسري، وهو مستبعد.
ومن جهته، أشار الدكتور أيوب إلى أن الحديث عن تخفيف الكثافة السكانية لقطاع غزة تقبل به الولايات المتحدة ولم تعلق عليه، مبرزا أن ما تريده "تل أبيب" هو أن تخلق في قطاع غزة كيانًا أمنيًا تسيطر عليه وتخلق في الضفة الغربية سلطة وكيلة بشكل كامل، وبالتالي سيكون هناك كيانان منفصلان لا سيادة لأي منهما.
وعمّا أوردته "هيئة البث الإسرائيلية" بشأن إبلاغ نتنياهو لوزير الخارجية الأميركي بأن "إسرائيل" ستتولى المراقبة الأمنية في قطاع غزة، قال الدكتور أيوب إن الولايات المتحدة لا تريد أن تعود "إسرائيل" بالمعنى التقني لاحتلال قطاع غزة، ولكنها لا تمانع في أن يبقى القطاع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
تخبط إسرائيلي وحول الأهداف الإسرائيلية من استئناف الحرب على غزة، رأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، أن "نتنياهو" يريد إطالة أمد الحرب لتخفيف العبء عليه وكان حريصا على قطع الهدنة الإنسانية المؤقتة مع المقاومة الفلسطينية، حتى يحافظ على مستقبله السياسي، وقال إنه لعب لعبة سياسية استطاع من خلالها أن يعيد الثقة والتوازن لحكومته.غير أن القيادة السياسية والعسكرية في "إسرائيل" تعيش حالة تخبط بشأن الخروج من المأزق العسكري، في ظل فشل "إسرائيل" في تحقيق هدفها العسكري من الحرب على غزة، بحسب الدكتور مصطفى، والذي أكد أن هدف القضاء على حركة حماس أصبح محل شك كبير جدا داخل "إسرائيل".
كما أن حديث الإسرائيليين عن رغبتهم في اغتيال قيادات عسكرية من حماس مثل يحيى السنوار يأتي للتغطية عن تحقيق هدفهم العسكري من الحرب التي شنوها على غزة.
وتطرق الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى الضغوط الداخلية التي تتعرض لها حكومة نتنياهو، وكشف أن مظاهرة ضخمة ستنظم غدا السبت للمطالبة بالإفراج عن بقية المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الضغط الشعبي الكبير قد يعطي إمكانية للوسطاء بإخضاع "إسرائيل" كما أخضعوها في المرحلة الأولى، بحيث يتم التوصل لهدنة جديدة للاستمرار في الإفراج عن المحتجزين.
ويذكر أن "إسرائيل" استأنفت حربها على غزة صباح أمس الجمعة فور انتهاء الهدنة التي دامت 7 أيام. وأدت الغارات المكثفة في أنحاء القطاع في أول يوم من العودة للحرب إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة مئات آخرين خلال ساعات.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الحرب على قطاع غزة على غزة
إقرأ أيضاً:
خبراء: المنطقة مقبلة على لي أذرع في إطار مساعي إسرائيل لضم الضفة
يرى خبراء أن الانسجام السياسي والعسكري الجديد في إسرائيل، إلى جانب التوافق الإسرائيلي الأميركي في عهد الرئيس دونالد ترامب يعني "بدء العد التنازلي لضم الضفة الغربية أو أجزاء منها عبر عمليات عسكرية وقوانين تشريعية ودعم سياسي أميركي".
يقول الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي مهند مصطفى إن العمليات العسكرية الإسرائيلية تهدف لتوسيع المشروع الاستيطاني في الضفة، وتمهيد الأرضية لعملية الضم ميدانيا.
وأكد مصطفى -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- أن هذه العمليات مخطط لها قبل "طوفان الأقصى" وما تغير فقط حدتها وقسوتها، مشيرا إلى انسجام "مذهل" بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل.
ولا تقتصر خطوات ضم الضفة على العمليات العسكرية فحسب، بل بإقرار قوانين في الكنيست مثل حظر أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وقانون فك الارتباط بشمال الضفة، وفق مصطفى.
وكذلك، تمتلك إسرائيل خطة للقضاء على المخيمات في الضفة الغربية، لكونها معقلا للمقاومة الفلسطينية وبالتالي "القضاء على حق عودة اللاجئين".
وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ14 تواليا حملتها العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، بعد أن نفذت الأحد أكبر عملية تفجير لمربعات سكنية منذ عام 2002 في الضفة الغربية.
إعلانوعمقت قوات الاحتلال سيطرتها في 3 مناطق شمال الضفة الغربية، مما أجبر غالبية سكان مخيمات جنين وطولكرم على النزوح.
في السياق ذاته، وصف نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة ما يجري بالضفة بحرب حقيقية بعد حرب صامتة، مؤكدا أن إسرائيل تريد تحقيق جملة من الأهداف السياسية.
ووفق خريشة، فإن إسرائيل تريد تعويض فشلها في قطاع غزة، ومحاولة تهجير سكان الضفة قسرا، وإفراغ المكان بحيث لا يكون قابلا للسكن، إلى جانب إعادة احتلال الضفة الغربية.
بدوره، أعرب المحلل السياسي والباحث في معهد الشرق الأوسط حسن منيمنة عن قناعته بأن ما يجري ليس عملية آنية، وإنما تأسيس لما هو مطلوب، في إشارة منه إلى "ضم الضفة وتفريغها من أهلها وتهجيرهم".
ووفق منيمنة، فإن ما يحدث حاليا "مظهر أولي لمشروع الضم الذي تراه إسرائيل ضروريا"، مشيرا إلى أن إسرائيل دخلت بعد طوفان الأقصى "في معركة وجودية".
وبناء على ذلك، تعمل على ضرب المخيمات بالضفة والبنية التحتية فيها بحيث تمنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية من النهر إلى البحر، واصفا الأمر بـ"مشروع واضح لإعادة إسرائيل دولة يهودية خالصة".
ضغوط وضمانات
وأقر مصطفى بأن حجم القوات المشاركة في العملية الإسرائيلية الحالية بالضفة ما كان ليتم لولا ضغوط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتعويضه عن وقف إطلاق النار بغزة.
واستدل الخبير بالشؤون الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين في مناطق "ج" -التي تمثل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية- لضمها مبدئيا إلى إسرائيل.
ووفق مصطفى، فإن نتنياهو يريد خلال زيارته واشنطن الحصول على ضمانات أميركية بشأن الضفة الغربية، مع منحه وعدا بضم الكتل الاستيطانية التي تحظى بإجماع داخل إسرائيل في القدس وشمالي الضفة.
ولمواجهة ذلك، شدد خريشة على ضرورة اعتراف السلطة الفلسطينية بخطأ إجراءاتها السابقة، مستدلا بالأوضاع الحالية في الضفة التي تشبه كثيرا ما مرت به غزة، وطالبها برفع يدها عن المقاومين وألا تمنع أحدا يريد مقاومة الاحتلال.
إعلانوأكد خريشة أهمية انتهاج السلوك المقاوم للاحتلال، مشيرا إلى أن سلوك السلطة الذي يرتكز على عدم تكرار نموذج غزة "فشل في ظل التدمير الإسرائيلي الممنهج لشمال الضفة".
تماهٍ إسرائيلي أميركي
وبشأن التوافق الإسرائيلي الأميركي، أكد منيمنة وجود تماهٍ بين الإدارة الأميركية وبين المواقف اليمينية في إسرائيل، التي ترى عهد ترامب بأنه سيكون عهد ضم الضفة.
وقال منيمنة إن أميركا انتقلت من مرحلة التخفي في عهد رئيسها السابق جو بايدن إلى الوقاحة في عهد ترامب الذي يريد تصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأخير يريد السلام بين إسرائيل ودول المنطقة وليس مع الفلسطينيين.
وكذلك، فإن المنطقة مقبلة على "لي أذرع" -حسب المتحدث- في ظل المطالب الإسرائيلية والأميركية بتهجير الفلسطينيين أو تذويبهم، وعدم تبني واشنطن اليوم مبدأ حل الدولتين، ملقيا باللوم على الأنظمة العربية في هذا الإطار.
وخلص إلى أن ترامب يريد "استبدال مرجعية القانون الدولي السائدة منذ الحرب العالمية الثانية بمنطق القوة"، مما يسهل عملية ضم إسرائيل للضفة، ويدعم توجهات اليمين في إسرائيل وأميركا.
وحسب خريشة، فإن ترامب صاحب "صفقة القرن" يتبنى المصلحة الإسرائيلية، "لذلك المطلوب فلسطينيا توحيد الجهود والتمسك بالأرض ومقاومة الاحتلال".