الجيش الإسرائيلي، يدمر مواقع أثرية وثقافية وتاريخية في حربها على غزة
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
كشفت أيام الهدنة الإنسانية في قطاع غزة عن حجم الدمار الذي طال مناحي الحياة كافة، إذ لم يقتصر الأمر على الخسائر البشرية والاقتصادية ليشمل تاريخ مدينة غزة ووثائقها ومؤسساتها الثقافية والفنية ورموزها.
وتسببت الغارات الإسرائيلية على القطاع في تعرض معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة، التي تضم أكثر من 146 بيتاً قديماً إلى التدمير.
وتضم تلك المعالم مساجد وكنائس وأسواقاً ومدارس قديمة وتاريخية وميناء غزة القديم.
مركز "رشاد الشوا" الثقافي وبعد تدمير الجيش الإسرائيلي مقر المجلس التشريعي ومبنى المجلس الوطني في المدينة، ومركز "رشاد الشوا الثقافي"، أتى الدور على مجمع بلدية غزة التاريخي ومبانيه التي يعود إنشاؤها إلى عشرات السنين.
وفي ميدان فلسطين بمدينة غزة، قصف الجيش الإسرائيلي مجمع البلدية التاريخي مما تسبب بإحراق الطوابق السفلية من مبنى الأرشيف التابع للبلدية. وقالت مصادر فلسطينية، إن الحريق الذي اندلع في المبنى استمر ثلاثة أيام وحول الوثائق التاريخية فيه إلى رماد.
وأوضحت أن المبنى يحتوي على وثائق تاريخية قديمة عمرها أكثر من 150 عاماً تتضمن خرائط ودراسات هندسية ورخص مبان.
وجاء القصف الإسرائيلي، وفق المصادر نفسها، بعد أيام على اتصال هاتفي تلقاه رئيس بلدية غزة يحيى السراج من ضابط في الجيش الإسرائيلي يبلغه فيه بضرورة إخلاء مجمع البلدية تمهيداً لقصفه.
وأشار السراج إلى أنه رد على الضابط الإسرائيلي بأن إخلاء المجمع سيؤدي إلى "توقف خدمات حيوية تقدمها البلدية للأهالي في مدينة غزة"، قبل أن تضطر البلدية إلى إخلائه والعودة إليه مع بدء الهدنة الإنسانية.
وبعد الإخلاء، قصف الجيش الإسرائيلي مباني عدة فيه، بينها مبنى الأرشيف المركزي ومبنى التحكم في آبار المياه وشبكاتها.
وقال السراج، الذي ما زال موجوداً في مدينة غزة، وعاد مع طاقم البلدية إلى مبانيها في فترة الهدنة الإنسانية "هي خسارة لمدينة غزة وتاريخها وفلسطين كلها"، لكن السراج أشار إلى أن البلدية تحتفظ بنسخ رقمية لمعظم تلك الوثائق التاريخية، إلا أنه عبر عن ألمه لفقدان نسخ ورقية أصلية من تلك الوثائق، مضيفاً أن "مبنى الأرشيف بني في عهد الاحتلال الإسرائيلي للمدينة ويقع إلى جوار المبنى التاريخي للبلدية".
وأوضح أن القصف أدى إلى إلحاق أضرار بنوافذ وأبواب المبنى التاريخي القديم للبلدية حيث توجد قاعة البلدية ومكتب رئاستها.
ويعد مركز "رشاد الشوا الثقافي" من رموز مدينة غزة الثقافية، ويضم مسرحاً كبيراً، وقاعات للتدريب، ويقع أمام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني.
واحتضنت قاعة المركز الجلسة التاريخية للمجلس الوطني الفلسطيني، سنة 1998، التي حضرها الرئيس الأميركي حينها بيل كلينتون.
ووصل القصف الإسرائيلي إلى مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة، حيث تم تدميره إضافة إلى سحق ثمثال الجندي المجهول أمامه في شارع عمر بن المختار.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، إن "الاحتلال الإسرائيلي تعمد قصف مبنى البلدية الذي يضم مبنى الأرشيف التاريخي الذي تعرض للقصف بشكل مباشر".
وأشار أبو سيف لـ"اندبندنت عربية"، حيث يوجد في قطاع غزة، إن القصف "تسبب في تدمير آلاف الوثائق التي يزيد عمر بعضها على أكثر من 150 عاماً"، مضيفاً أنها "تحفظ تاريخ العمل البلدي في مدينة غزة العريقة والقديمة".
وتعتبر تلك الوثائق وفق وزير الثقافة الفلسطيني "مرجعاً لتاريخ العمل البلدي لمدينة غزة، بخاصة لما تحتويه المدينة من بلدة قديمة وأحياء قديمة معروفة ومشهورة"، وبحسب أبو سيف فإن غزة "رجعت بفعل الحرب الإسرائيلية سنوات إلى الوراء بسبب ضياع وقصف جزء كبير من إرثها وأحيائها ومبانيها العريقة".
مبنى المكتبة العامة كما أغارت طائرات عسكرية إسرائيلية على مبنى المكتبة العامة الرئيسة في مدينة غزة الواقعة في مجمع البلدية ودمرته.
وتحتوي المكتبة على آلاف الكتب والمخطوطات والوثائق القديمة التي تعتبر مرجعاً مهماً للباحثين والطلبة والقراء.
وأدى القصف الإسرائيلي، أيضاً، إلى تدمير مئذنة المسجد العمري الكبير التاريخي وسط مدينة غزة التي يعود تاريخ بنائها إلى 1400 عام.
ويعد الجامع العمري الكبير المسجد الأكبر والأقدم في القطاع، ويقع في مدينة غزة القديمة وتبلغ مساحته نحو 4100 متر مربع.
سوق "الزاوية" وتسبب القصف الإسرائيلي في تدمير سوق "الزاوية" التاريخية التي تعتبر امتداداً تاريخياً لسوق "القيسارية" الأثري.
وقصفت طائرات إسرائيلية "بيت السقا" الأثري داخل حي الشجاعية شرق مدينة غزة مما أدى إلى تدميره بالكامل، ويجسد هذا المعلم الثقافي ملامح غزة القديمة، وأعيد ترميمه عام 2014، ويعتبر "بيت السقا" من أقدم البيوت، ويعود تاريخ بنائه إلى 400 عام، وتبلغ مساحته 700 متر مربع.
وإلى الجنوب من القطاع، دمر الجيش الإسرائيلي متحف رفح الذي يضم مئات الأدوات المتعلقة بالتراث الفلسطيني القديم من أزياء وأدوات قديمة تعكس ثقافة البدو والفلاحين وسكان المدينة
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
انتشار الصفحات السوداء في سوريا.. بيع سري لمعدات الجيش المهزوم
بغداد اليوم - دمشق
كشفت مصادر سورية، اليوم الثلاثاء (24 كانون الأول 2024)، عن رصد ما اسمتها "الصفحات السوداء" التي تقود عمليات بيع وشراء المعدات والاسلحة للجيش السوري.
وأبلغت المصادر وكالة "بغداد اليوم"، إنه "منذ ايام تم رصد صفحات مشبوهة في منصات التواصل المختلفة، تروج لبيع وشراء معدات عسكرية للجيش السوري والتي انتشرت بغزارة في اغلب المدن بعد اقتحام المعسكرات والمستودعات الرئيسة".
وأضافت، أن "هناك بالفعل تفاعلا مع قبل عدد ليس بالقليل مع عمليات البيع والشراء والتي تجري بسرية من خلال مواقع التواصل بعيدا عن أي رقابة حتى أن البعض وصف تلك الصفحات بالسوداء".
وأشارت الى أن "مافيات كبيرة دخلت على ملف تجارة السلاح في سوريا خاصة مع وجود اسلحة مهمة من مضادات جوية واخرى تتعلق بالحرب الالكترونية وقطع غيار طائرات ومعدات كثيرة بدأت تسيل لعاب الكثير من الجهات التي تتاجر بالأسلحة عبر الحدود".
ونفذت القوات الجوية الإسرائيلية نحو 480 غارة خلال يومين فقط على سوريا، استهدفت خلالها البنية العسكرية السورية بشكل شامل، وشملت الغارات مواقع استراتيجية في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وتدمر.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن الأهداف في سوريا شملت طائرات، وصواريخ ساحلية، وغواصات برية، وسفن وقدرات إضافية، ومستودع ذخيرة ووسائل لإنتاج الذخيرة، كما جرى الهجوم بصواريخ «سكود» وطرادات والشواطئ والرادارات والدبابات وبطاريات صواريخ أرض جو.