إيكونوميست: المحاكم باتت سلاح الهندوس لتدمير مساجد المسلمين بالهند
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا عن قيام القوميين الهندوس المتطرفين باستهداف مساجد المسلمين لهدمها وبدعم من المحاكم.
وتحت عنوان "ما لك هو ملكي: حملة خبيثة لهدم المساجد في الهند"، جاء فيه "في بيت ضيق بزقاق ضيق في فارناسي، هناك ناشط هندوسي متطرف يتباهى بقطعة من مسجد تاريخي غنمها، وهي من مسجد بابري الذي يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر في بلدة أيوديا، شمال الهند.
وزعم أريا وغيره ومن بينهم قادة في الحزب المتطرف الحاكم في الهند "بهارتيا جاناتا" أن المسجد بني على المكان الذي ولد فيهم ربهم رام.
وأدى تدمير المسجد إلى عنف طائفي قتل فيه حوالي 2.000 شخص وهو تتويج لسنوات من حملة قادها حزب بهارتيا جاناتا وقادته لاستبدال المسجد بمعبد يحمل اسم رام. وقد ألهب حماس الحركة القومية المتطرفة وأدى لتطرف ملايين الهندوس وساعد بهارتيا جاناتا على التقدم من هامش السياسة إلى مركز السياسة وأصبح في عام 1996 أكبر حزب في الغرفة الدنيا بالبرلمان الهندي "لوك سبها". وعندما سيفتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وفاء لوعده القديم معبد رام الشهر المقبل، فسيكمل حملة سياسية مذهلة.
وستكون المناسبة بمثابة إعلان غير رسمي عن حملته الإنتخابية المتوقعة في نيسان/أبريل والتي سيصبح فيها حزب جاناتا بهارتيا اول حزب هندي يفوز بالإنتخابات للمرة الثالثة منذ 1971. يجب أن يكون في عهد أمانة هندوسية. ونتيجة لهذا القرار شعر الناشطين الهندوس بالجرأة على استهداف ألاف المساجد الأخرى حول الهند. بما فيها واحد في فرناسي، التي تقع على بعد 200 كيلومترا عن أيوديا، وهي مبني في عام 1669 أثناء حكم الإمبراطور أروانغجيب في بلدة جيانفابي ويقوم على منطقة كان فيها معبد هندوسي. وهو ما نقل الموضوع إلى حدث قومي حيث زعم آخرون مثل زوجة أريا أنهم وجدوا آثار المعبد مكان المسجد.
ويحاط المسجد اليوم بسياج حديدي عال وبحراسة شرطة مسلحة. وكنذير لما سيحدث للمسجد فقد تم بناء مجمع هندوسي قريب وتوسيعه على نطاق واسع. وجاء التوسع نتيجة لعضو في البرلمان الهندي مقرب من مودي والذي أقسم على إعادة المسجد لعهده القديم. ولكن حل المسائل المتشابكة التي مضى عليها قرون يظل مستحيلا، ويقول الباحثون أن المسجد في جيانفابي كان قبله مسجد أخر ومعبد أقدم منه.
وصدر قانون عام 1991، حاول تهدئة الخلافات من خلال التأكيد على أن أماكن العبادة يجب أن تحتفظ بوضعها كما كانت منذ الإستقلال. ورغم هذا إلا أن محكمة في فرناسي أصدرت حكما في صالح الناشط الهندوسي. وتقوم مجموعة من الباحثين من دائرة المسح الأركيولوجي الهندية المكان بحثا عن آثار هندوسية ومن المتوقع أن تقدم نتائجها إلى المحكمة العليا في أحمد أباد هذا الشهر. وتقول المجلة إن إثارة الغوغاء لاستبدال المسجد يلخص الحس الغريب لدى القومية الهندوسية من الإنتصار والشعور بعدم الأمن، فهي تغذي الحس بأن الهندوس ونسبتهم 80% من سكان الهند هم ضحايا الإضطهاد المسلم، خلال حكم الأباطرة المسلمين في الماضي وحاليا خلال ما يزعم أنه "جهاد الحب" والذي يتهم المسلمين بإغراء الهندوسيات لاعتناق الإسلام.
اظهار ألبوم ليست
وأساليب تخويف كهذه تحرف الانظارعن مظاهر فشل في مجالات أخرى، مثل البطالة العالية وتنظيف نهج الغانج، فمع أنه نهر مقدس إلا ان تنظيفه هو واحد من أهم مشاريع مودي. لكن شارفان كومار ميشرا بائع الجملة فارناسي فهو "أفضل رئيس وزراء للهند وهو مثل القديس والهندوس يمشون ورؤوسهم مرفوعة أما المسلمين فيمشون ورؤوسهم منخفضة".
وليس بعيدا عن جيفانابي ومسجدها، رأت المجلة ملصقا لمودي مغطى بشعار "1.4 مليار شخص وحلم واحد"، وفي جانب من الملصق وضح الوعد وهو توفير كهرباء والذي ترى حكومة مودي تحقق تقدما، لكن الملصق يصور الخطوات التي اتخذت في توسيع المعبد في فارناسي، ولهذا السبب يشعر 200 مليون مسلم بالخوف على مكانهم في الهند التي تتحول بشكل متزايد لبلد هندوسي، وينظرون للإنتخابات المقبلة بنوع من الرهبة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الهندوس المسلمين الهند الهند المسلمين الهندوس سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نهاية مأساوية لـ سلوان موميكا العراقي الذي أشعل غضب المسلمين بحرق المصحف.. فيديو
كُتبت كلمة النهاية في قصة سلوان موميكا العراقي الذي أثار أشعل العالم الإسلامي، بحرق القرآن الكريم، منتصف العام قبل الماضي 2023 في السويد، وتسببت أفعاله في أزمة دبلوماسية بين السويد والعراق، أدت في النهاية إلى طرد سفير ستوكهولم من بغداد.
سلوان موميكاوقُتل سلوان موميكا برصاص مسلح داخل شقة في سودرتاليا بالسويد.
في شهر يونيو 2023 أشعل سلوان موميكا، غضب المسلمين حول العالم، حينما لطخ القرآن الكريم بلحم الخنزير قبل إشعال النار في بضع صفحات منه، ثم أغلقه بقوة وركله مثل كرة القدم.
وأقدم سلوان موميكا على هذه الأفعال خلال فعاليات أمام سفارة العراق في ستوكهولم، وأمام أكبر مسجد في العاصمة السويدية في اليوم الأول من عيد الأضحى، على الرغم من أنه امتنع عن حرقه في تلك المناسبة، ولم تمنعه السلطات السويدية من الإقدام على هذه الأفعال المشينة.
وكان للعراق ردود أفعال غاضبة ضد هذه الأمور منها طرد السفير السويدي وإلغاء ترخيص شركة الاتصالات إريكسون العاملة في البلاد.
وبينما كان يحمل القرآن، أعلن موميكا أنه يريد تنبيه المجتمع السويدي إلى "خطر هذا الكتاب" في احتجاجه في يونيو 2023.
قبل انتقاله إلى السويد في عام 2018، كانت حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي تحكي قصة عن مسيرة سياسية غير منتظمة في العراق.
كان موميكا يخطط في الأصل لتنظيم احتجاجات في ستوكهولم في فبراير 2023، لكن الشرطة السويدية رفضت منحه تصريحًا مستشهدة بمخاوف أمنية، تم إلغاء هذا الحكم في المحكمة، مما مهد الطريق لمظاهرته.
وفي حديثه لصحيفة أفتونبلاديت في أبريل 2023، أكد موميكا أن نيته لم تكن التسبب في أي مشاكل للسويد، موضحا "لا أريد أن أضر بهذا البلد الذي استقبلني وحافظ على كرامتي".
وأثار احتجاجه في يونيو إدانات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من تركيا - التي كانت في ذلك الوقت تمنع عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
اقتحم المتظاهرون العراقيون السفارة السويدية في بغداد مرتين في يوليو 2023، وأشعلوا حرائق داخل المجمع في المرة الثانية.
سلوان موميكاوأدانت الحكومة السويدية التدنيس مع الإشارة إلى قوانين حرية التعبير والتجمع المحمية دستوريًا في البلاد.
في أغسطس 2024، اتُهم موميكا بارتكاب "تحريض ضد مجموعة عرقية" في أربع مناسبات في صيف عام 2023.
وكان من المقرر أن تصدر محكمة مقاطعة ستوكهولم حكمها في القضية في صباح اليوم التالي لمقتل موميكا.
وفي وقت لاحق من نفس اليوم، أسقط المدعون التهم.
وقال موميكا إنه تلقى سلسلة من التهديدات بالقتل بسبب احتجاجاته، والتي تم بثها مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به.
وبينما كان موميكا يتمتع بحماية الشرطة أثناء احتجاجاته وعند حضوره المحكمة، قالت محاميته آنا روث لوكالة الأنباء تي تي إنه على حد علمها لم يكن محميًا أثناء وجوده في المنزل.
في مارس 2024، غادر موميكا السويد لطلب اللجوء في النرويج، وقال لوكالة فرانس برس إن حرية التعبير وحماية حقوق الإنسان في السويد كانت "كذبة كبيرة"، وبعد أسابيع فقط، رحلته النرويج إلى السويد.