الزنداني :كلنا في اليمن مع غزة
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
شعبنا واحد وجيشنا واحد وصفنا واحد في هذه القضية ، لا مكان حينها للفرقة والشتات ، هذه هي يمننا من الحديدة إلى المهرة ومن عدن إلى صعدة .
ربنا واحد ، قرآننا واحد ، ونبينا واحد ، وديننا واحد ، وإسلامنا واحد ، وعروبتنا واحدة ، لن يجد فينا العدو ال ص ه ي وني أي خلاف او اختلاف لينفذ منه نحو أهدافه .
فكرنا ورأينا وعرفنا وعهدنا وسياستنا أن فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين مهما كانت التضحيات ، إنها فقط دولة فلسطين العربية من النهر إلى البحر ، ولا خيار لبني صهيون الا الخروج من فلسطين والعودة سالمين إلى بلدانهم التي قدموا منها إن أرادوا الحياة ، كما يقول تلمودهم وهم يعرفون الطريق .
في الأيام القليلة الماضية يظهر علينا قائد القوات الجوية الصهيو - صليبية في فلسطين المحتلة يتوعد بالهجوم على اليمن وضربها بسلاحه الأمريكي المتطور ، ويعتقد هذا المهزوم مقدما أنه يخيف بذلك أبناء الشعب اليمني بإستعراض عدته وعتاده.
لهذا المريض نفسيا وبكل وضوح نقول وبصوت عال : إن طائراتكم كلها لن تخيفنا أو تثنينا عن موقفنا الثابت تجاه غزة ، بل وتجاه كل فلسطين ، ونؤكد لكم ما هو مؤكد : لمن لا يعرف اليمن وشعبه نقول له :
- جيوشكم أكفانها جاهزة لدينا ، وسلاحكم مهما كان متطورا لا يرعبنا ؛ لأن الخوف لا يرهبنا ، وليس له مكان في عقولنا أو قلوبنا أو صدورنا ، إقرأوا التأريخ لتعلموا منه أن اليمن كان ولازال مقبرة للغزاة ، وستعلمون أن أبناء اليمن جيل بعد جيل هم حملة راية الاسلام وراية الحرية ، أما الحرب وبكل أنواعها فنحن رجالها في الماضي والحاضر والمستقبل ، وقوتنا وعزيمتنا نستمدها من كتابنا وإيماننا ومن وطننا ، وحياتنا كلها قوة ونخوة وعزة وكرامة .
تحرير فلسطين بالنسبة لنا واجب ديني ، وواجب وعربي ، وواجب انساني ، فهي تاريخا وحاضرا ومستقبلا منا ونحن منها .
إنها أمانة في أعناقنا لن نخذلها وليس لنا من خيار الا أن نكون معها بأي من الانتصارين ، أما النصر على العدو ، أو نصر الشهادة في سبيل الله .
نعم نحن في اليمن مع غزة ومع المقاومة ومع كل فلسطين قلبا واحدا وصوتا واحدا وموقفا واحدا فهي في اليمن توحدنا ، وعلى كل صهيوني ومن يدعمهم أن يعلموا أن اليمن اذا قالت فعلت ، وقولها حق ، وفعلها حق وحينها ليس لنا خيار آخر الا النصر ، أما بني صهيون ومن يدعمهم فلن يكون لهم الا الهزيمة والذل والعار .
فلسطين هي همنا حتى تتحرر ويخرج منها كل صهيوني ، كما سيخرج أيضا كل متصهين من أرض العرب ، لا مكان لهم بيننا ، وإننا ندعو كل الأشقاء في الدول العربية والإسلامية إلى تبني نفس الموقف ؛ لأن ذلك هو موقف الشرف الرفيع لنا جميعا شعوبا وحكومات .
النصر لفلسطين الحرية لفلسطين
الذل والعار لمن خذل فلسطين ، ليس لنا الا أحد النصرين " نصر على العدو ، او نصر الشهادة "
*أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء - عضو مجلس النواب.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس: الصلاة المسيحيّة ليست أن نتكلم مع الله من طرف واحد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء، إن عمل الروح القدس التقديسي، بالإضافة إلى كلمة الله والأسرار المقدسة، يتم التعبير عنه في الصلاة، وهذا ما نود أن نخصص له تأمل اليوم، حيث إنَّ الروح القدس هو في الوقت عينه رائد الصلاة المسيحية وموضوعها. أي أنه هو الذي يعطي الصلاة وهو الذي يُعطى بالصلاة. نحن نصلّي لكي ننال الروح القدس، ونحن ننال الروح القدس لكي نصلّي حقاً، أي كأبناء لله، وليس كعبيد.
وأضاف البابا فرنسيس خلال مقابلته العامة في ساحة القديس بطرس، وقامت بنشره الصفحة الرسمية للفاتيكان، منذ قليل، أنه علينا الصلاة لكي ننال الروح القدس، هناك كلمة دقيقة جدًا ليسوع في الإنجيل: "فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون أن تعطوا العطايا الصالحة لأبنائكم، فما أولى أباكم السماوي بأن يهب الروح القدس للذين يسألونه". في العهد الجديد نرى الروح القدس ينزل دائمًا أثناء الصلاة. نزل على يسوع في المعمودية في الأردن بينما "كان يصلي"؛ ونزل على التلاميذ في يوم العنصرة بينما "كانوا يواظبون جميعا على الصلاة بقلب واحد".
تابع البابا فرنسيس يقول إنها "السلطة" الوحيدة التي نملكها على روح الله. على جبل الكرمل، كان أنبياء البعل الكذبة يرقصون لكي يُنزلوا نارًا من السماء على ذبيحتهم، ولكن لم يحدث شيء؛ أما إيليا فصلى ونزلت النار وأكلت المحرقة. والكنيسة تتبع هذا المثال بأمانة: فهي تضع على شفتيها على الدوام التضرع "تعال!"، في كلِّ مرّة تتوجّه فيها إلى الروح القدس. وهي تفعل ذلك بشكل خاص في القداس لكي ينزل كالندى ويقدّس الخبز والخمر من أجل الذبيحة الإفخارستية.
واستطرد البابا فرنسيس، هناك أيضاً الجانب الآخر، وهو الأهم والأكثر تشجيعاً لنا: الروح القدس هو الذي يعطينا الصلاة الحقيقية. وكذلك فإن الروح أيضا – يؤكد القديس بولس – يأتي لنجدة ضعفنا لأننا لا نحسن الصلاة كما يجب، ولكن الروح نفسه يشفع لنا بأنات لا توصف. والذي يختبر القلوب يعلم ما هو نزوع الروح فإنه يشفع للقديسين بما يوافق مشيئة الله". صحيح أننا لا نعرف كيف نصلي. وسبب هذا الضعف في صلاتنا تمَّ التعبير عنه في الماضي بكلمة واحدة، استُعملت في ثلاث طرق مختلفة: صفة واسمًا وظرفًا. من السهل أن نتذكّر هذه الكلمة حتى لمن لا يعرف اللغة اللاتينية، وهي جديرة بأن تُذكر، لأنها وحدها تحتوي على أطروحة كاملة. نحن البشر، كما يقول المثل: " mali, mala, male petimus"، أي: لكوننا أشرار (mali)، نطلب الأشياء الخاطئة (mala) وبالطريقة الخاطئة (male). يقول يسوع: "اطلبوا أولا ملكوت الله وبره تزادوا هذا كله"؛ أما نحن، من جهة أخرى، فنطلب الزائد أولاً، أي مصالحنا الخاصة، وننسى أن نطلب ملكوت الله.
تابع البابا فرنسيس : إنَّ الروح القدس يأتي، نعم، لنجدة ضعفنا، لكنه يفعل شيئًا مهمًّا جدًّا أيضًا: هو يشهد أننا أبناء الله ويضع على شفاهنا الصرخة: "أبا، يا أبت!". لأن الصلاة المسيحيّة ليست أن نتكلّم مع الله من طرف واحد، لا، وإنما الله هو الذي يصلّي فينا! نحن نصلّي إلى الله من خلال الله. في الصلاة تحديدًا يُظهر الروح القدس نفسه كـ "بارقليط"، أي محامٍ ومدافع. هو لا يتهمنا أمام الآب، بل يدافع عنا. نعم، هو يقنعنا بحقيقة أننا خطأة، ولكنه يفعل ذلك لكي يجعلنا نتذوق فرح رحمة الآب، لا لكي يدمّرنا بمشاعر الذنب العميقة؛ وحتى عندما توبخنا قلوبنا على شيء ما، هو يذكرنا بأن "الله هو أكبر من قلوبنا".
واختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول إنَّ الروح القدس يشفع ويعلمنا أيضًا أن نشفع بدورنا من أجل إخوتنا وأخواتنا؛ هو يعلمنا صلاة الشفاعة. هذه الصلاة هي مرضية لله بشكل خاص لأنها صلاة مجانية وبدون مصالح. فعندما يصلي كل فردٍ من أجل الجميع، يحدث - كما لاحظ القديس أمبروسيوس - أن يصلي الجميع من أجل الجميع؛ فتتضاعف الصلاة. إنها مهمة ثمينة وضرورية جدًا في الكنيسة، لاسيما في زمن الاستعداد لليوبيل: أن نتحد بالبارقليط الذي "يشفع فينا جميعًا بحسب مخطط الله".