موقع 24:
2025-04-29@03:29:45 GMT

إكسبو والعمارة السعودية

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

إكسبو والعمارة السعودية

التحديات التي تعيق تطور العمارة السعودية ليست مرتبطة بشكل مباشر بإكسبو كحدث مهم يجعلنا في منافسة مع ما سيقدمه العالم من عمارة لكن دون شك هي تحديات تستدعي التفكير الجاد في الأسباب التي تجعلنا لا نواجه هذه التحديات ونتجاوزها..

يستدعي فوز الرياض بتنظيم إكسبو 2030 الكثير من القضايا التي تتقاطع مع العمارة والتطوير الحضري، خصوصًا تلك التي تمس شخصية العمارة السعودية، فحدث بهذا الحجم ارتبط منذ نشأته عام 1851م بتطور العمارة وأساليبها وتقنياتها، يفترض أن يحث على تغيير ثقافة ممارسة العمارة في المملكة من جذورها.

الحدث يقول إننا مقبلون على مرحلة مختلفة من التفكير العمراني، فرغم أن إكسبو هو استعراض لعمارة وثقافات وتقنيات العالم أجمع، إلا أن شخصية البلد المضيف يجب أن تكون الأبرز، خصوصاً إذا ما كان هذا البلد بحجم وتأثير المملكة العربية السعودية. هناك من ينظر لهذا الحدث نظرة اقتصادية وربما تقنية، لكنه تاريخياً مثّل على الدوام حدثاً معمارياً ثقافياً، وهذا يعني أن الرياض تستعد كي تحتضن معرض عمارة العالم وما ستقدمه هذه العمارة من تقنيات غير مسبوقة ستتطور خلال السبع سنوات المقبلة. ربما هذا يحثنا على التفكير في مدينة "ذا لاين" و"نيوم" كعناوين كبير لإكسبو الرياض، كونها عناوين تمثل رسائل معمارية وعمرانية سعودية للعالم.
سألتني إحدى الطالبات، في اليوم نفسه الذي تم فيه الإعلان عن فوز الرياض بإكسبو، عن التحديات التي ستواجه تطور العمارة السعودية في المستقبل، وكأن هذا السؤال موجه إلى التفكير في ماذا يجب علينا أن نعمل كي نتجاوز التحديات التي تعيق تطور عمارة سعودية لها خصوصيتها وحضورها العالمي. ركزت إجابتي على أربعة تحديات أرى أنها تشكل حواراً مع عمارة إكسبو المستقبلية، فالتحدي الأكبر هو غياب التجريب، أو غياب وجود مختبرات سواء شخصية وعلى المستوى المكاتب المعمارية تعمل على توليد الأشكال والتقنيات وتختبر الأفكار الحضرية الجديدة. المختبرات المعمارية والعمرانية ليست مختبرات بالمعنى التقليدي، بل هي ورش تجريبية لتوليد الأشكال وتطوير التقنيات وإعادة التفكير في إنتاج الفضاءات العامة. هذا الغياب يجعل من العمارة السعودية في حالة ارتباط دائم باستيراد الأفكار والتقنيات من الخارج، ولا يساهم في تطوير المعرفة المحلية بأي شكل من الأشكال، بينما في الواقع "إكسبو" هو مختبر عالمي للأفكار والتقنيات، وأجنحة كثير من الدول هي منصات لتقديم الأفكار التجريبية التي تقوم بها بعض الدول من أجل تسويقها لباقي العالم.
لعل هذا التحدي مرتبط بثقافة التعليم المعماري في المملكة، وهي ثقافة تقليدية اجترارية تابعة للخارج، فلم يحاول هذا التعليم على مدى أكثر من نصف قرن أن يكون تعليماً مستقلاً، وأن يركز على الثقافة التجريبية التي تركز على اكتشاف القوة المحلية الكامنة في المعماريين السعوديين وفي المعرفية المحلية التي يمكن أن تكون قوة تقنية متجددة، تقليدية التعليم المعماري تعني استعادة جميع الأخطاء التاريخية وضخها في الأجيال المعمارية المقبلة. يفترض أن يوجّه إكسبو سؤالاً مباشراً لمدارس العمارة في المملكة حول ماهية استعدادهم لهذا الحدث، وماذا يمكن أن يقدموا من أفكار وتقنيات يحاورون بها العالم الذي سيتجمّع في عاصمتهم. ولعل السؤال المباشر حول هذا التحدي هو: كيف يمكن أن يغير إكسبو ثقافة التعليم المعماري في المملكة؟ ومع ذلك يمكن أن نربط تحدي التعليم بتحدي غياب المؤسسات المهنية المعمارية المستقلة. ولعل البعض سيشير إلى هيئة المهندسين أو الجمعية السعودية لعلوم العمران أو حتى جمعية العمران التي تأسست مؤخراً، لكن من وجهة نظري هذه المؤسسات غير مستقلة ولا تملك القدرة على خلق ثقافة مهنية شفافة وإبداعية. نحن بحاجة إلى ما يشبه "المعهد الملكي السعودي للمعماريين" على غرار "المعهد الملكي البريطاني للمعماريين" RIBAK، ولا أقصد معهداً بمعنى المعهد بل مؤسسة مهنية غير حكومية لها استقلالها ويفترض أنها الجهة المخولة بإجازة المعماريين ومنح الاعتراف ببرامج التعليم المعماري.
لا أريد أن أطالب بالكثير لكن في واقع الأمر التحديات مترابطة وبعضها يقود إلى الآخر، وبالتالي لا نستطع فصلها عن بعض. التحدي الأخير هو غياب النقد المعماري الحر، وهو غياب له تبعاته المهنية والفكرية، وربما يعتبر هو السبب المباشر في عدم تطور مدرسة معمارية سعودية مستقلة، لأنه إذا ما غاب الفكر النقدي فقدت العمارة بوصلتها، وبالضرورة فإن غياب النقد ناتج عن ثقافة التعليم وعن غياب المؤسسات المهنية المستقلة، وبالتالي يجب ألا نتوقع تطور عمارة سعودية ذات شخصية مستقلة طالما أن هذه التحديات لا تزال قائمة.
التحديات التي تعيق تطور العمارة السعودية ليست مرتبطة بشكل مباشر بإكسبو كحدث مهم يجعلنا في منافسة مع ما سيقدمه العالم من عمارة لكن دون شك هي تحديات تستدعي التفكير الجاد في الأسباب التي تجعلنا لا نواجه هذه التحديات ونتجاوزها. خلال الثلاثة عقود الأخيرة مرت المملكة بتطورات عمرانية كبيرة جدًا وكانت فعلاً مختبرًا مهمًا لجميع الأفكار المعمارية في العالم، لكن لم ينتج عن هذا المختبر عمارة سعودية مستقلة لها خصوصية يمكن أن نعرّفها بوضوح على أنها عمارة خاصة بنا، ولم يولد من هذا المخاض المعماري جيل من المعماريين ينافسون المعماريين في العالم، ولم تتطور ظاهرة نقدية معمارية تراكمية يمكن التعويل عليها. أتمنى ألا نخسر الفرصة في العقد المقبل كما خسرناها في العقود السابقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الرياض التحدیات التی فی المملکة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الشطرنج يُعيد تشكيل المناطق ويحذر من إقامة أنشطة خارج الاتحاد

أعلن الاتحاد المصري للشطرنج، برئاسة اللواء مختار عمارة إعادة تشكيل مناطق الاتحاد ضمن خطته الطموحة للتطوير وضخ دماء جديدة في الاتحاد.

وقرر مجلس إدارة الاتحاد تشكيل منطقة الإسكندرية برئاسة الدكتور  محمد حسن مسعود، ومنطقة              الـشرقـيـة برئاسة علاء محمد بيومي ومنطقة البحيرة برئاسة عمرو فادي محمود وتشكيل منطقة الغربية برئاسة المهندس وحيد حطب كما تم تشكيل منطقة الدقهلية برئاسة وائل عبد القادر الأزلي.

كما قرر الاتحاد المصري للشطرنج اسناد أعمال نشاط لجان المدارس إلى رؤساء المناطق تحت إشراف الدكتور  هشام الجيوشي المشرف العام على مشروع شطرنج المدارس ، كما تم تعيين الكابتن محمود رشدي ومحمود دويدار أعضاء بمشروع المدارس.

وقال اللواء مختار عمارة، رئيس الاتحاد المصري للشطرنج ، إنه تم فتح باب التعاون والمشاركة في جميع الأنشطة والبطولات الرسمية المعتمدة، وذلك في إطار منظم وتحت مظلة الاتحاد، ووفقًا للوائح والأنظمة المعمول بها.

ومن قرارات الاتحاد المصري للشطرنج أيضا تحديد رسوم الاشتراك السنوية للاكاديميات الي 7000 جنيه.

كما تم تشكيل لجنة القيم برئاسة المستشار  سامح السيسي وعضوية كل من علاء الشافعي وصلاح عوض.

فيما تشكلت لجنة الرواد برئاسة العميد نبيل الليثي، كما ⁠تم تشكيل لجنة ذوي الهمم برئاسة الدكتورة إيمان كريم.⁠

وأكد مختار عمارة، أن مشروع شطرنج المدارس يُعد من المشروعات الاستراتيجية التي يتبناها الاتحاد، وقد تم تكليف الدكتور هشام الجيوشي بالإشراف الكامل عليه، ولا يُسمح بأي تدخل أو نشاط موازي دون الرجوع للاتحاد والتنسيق المسبق معه.

وشدد اللواء مختار عمارة على المنع التام على أي فرد أو مؤسسة انتحال صفة ليست صفته في الاتحاد ومن يخالف ذلك سيتم تحويلة إلى النيابة العامه، مؤكدا على ضرورة التنسيق المسبق مع الاتحاد قبل تنظيم أي بطولات أو فعاليات أو مبادرات تتعلق برياضة الشطرنج، لضمان توافقها مع السياسات العامة للاتحاد.

وتابع عمارة ، إنه يُمنع تمامًا إقامة أي أنشطة أو اتخاذ قرارات فردية خارج إطار الاتحاد وسوف ويُعد ذلك مخالفة صريحة للوائح المنظمة ويُعرض القائمين عليها للمساءلة القانونية.

واختتم اللواء مختار عمارة، تصريحاته بدعوة جميع الأفراد والجهات المهتمة إلى التقدّم بمقترحاتهم وطلباتهم عبر القنوات الرسمية، بما يضمن تنمية رياضة الشطرنج في مصر ضمن إطار احترافي وعادل يخدم مصلحة الجميع.

طباعة شارك الاتحاد المصري للشطرنج الاتحاد شطرنج مشروع شطرنج المدارس

مقالات مشابهة

  • وزارة الداخلية السعودية تعلن عقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي بالحصول على تصريح لأداء الحج ومن يسهل لهم ارتكاب مخالفتهم
  • التعليم العالي العربي في زمن التحولات الكبرى
  • ما أكبر التحديات التي تواجه الممثل؟.. ريهام عبد الغفور تروي تجربتها
  • شفق نيوز توثق فعاليات إيران إكسبو بمشاركة 100 دولة
  • الشطرنج يُعيد تشكيل المناطق ويحذر من إقامة أنشطة خارج الاتحاد
  • وزير الطاقة يبحث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه قطاعي المياه والكهرباء
  • ما حكم عمارة وتزيين المساجد؟.. الإفتاء تجيب
  • محمد الفيومي: منح العقار رقما قوميا يسهم في تجاوز التحديات التي تواجهها المنظومة
  • ولي عهد لوكسمبورج يشكر الحكومة السعودية على دعم “رسل السلام”
  • التعليم ووتيرة عالم عدم اليقين