في كل لقاء إقليمي أو دولي، وفي كل منتدى شاركت فيه دولة الإمارات، كان لها فيه دور ريادي، وتركت بصمة تؤكد رسوخ نهجها من أجل عالم أكثر أمناً وسلاماً وعدالة. وفي احتضانها اليوم للعالم في مؤتمر «كوب 28»، أكدت الإمارات هذا الدور المميز في مواجهة تحديات ومخاطر تحيق بالكرة الأرضية جراء التغير المناخي.
فقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مبادرة إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، والذي صمم لسد فجوة التمويل المناخي، وتيسير الحصول عليه بكلفة مناسبة.ويهدف الصندوق إلى تحفيز واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030، مع تحديد مسار وطني للوصول إلى الحياد المناخي عام 2050، والالتزام بخفض الانبعاثات الكربونية.
هذه المبادرة، واحدة من سلسلة مبادرات في إطار جهود الإمارات لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث كانت قد استثمرت 100 مليار دولار في تمويل العمل المناخي والطاقة المتجددة، كما التزمت باستثمار 130 مليار دولار إضافية خلال السنوات السبع المقبلة.
هذا النهج الراسخ كان قد بدأه «مؤسس الدولة ورمز حضارتها وباني نهضتها وصانع ماضيها وحاضرها ومستقبلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه» كما أكد ذلك صاحب السمو رئيس الدولة، وهو نهج ثابت في مسيرة وسلوك دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة. و«لأن المهمة عظيمة، والتحديات كبيرة»، ولأن «التاريخ يعلمنا أن اجتماع البشر وتعاونهم وتوحيد جهودهم كان ولا يزال أعظم سر في ازدهار حضارتهم واستمرار تقدمهم»، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في ترحيبه بضيوف دولة الإمارات المشاركين في مؤتمر «كوب 28»، فإن اليوم الأول للمؤتمر كان الضوء الذي أعطى أملاً للبشرية بأن هناك جهداً يبذل لضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمستقبلية، وتحقيق أمل تنتظره البشرية لإنقاذ الأرض من مصير بات على المحك.
في اليوم الأول تم إنجاز تاريخي، بتجاوز كل الصعوبات التي كانت تحول دون إنشاء «صندوق الخسائر والأضرار» المناخية لتعويض الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ، وهو إنجاز يحسب للإمارات ودورها في تحقيق هذا الإنجاز، نتيجة الجهود التي بذلتها لتضييق الفجوة بين المواقف المتعلقة بتصنيف «الخسائر أو الأضرار» الناجمة عن تغير المناخ، وذلك بالاتفاق على آلية توزيع الأموال والجهات المستفيدة.
وكان قد تم الاتفاق على إنشاء الصندوق لمساعدة الدول الأكثر تضرراً، خلال مؤتمر «كوب 27» في شرم الشيخ العام الماضي. ووفقاً لتقديرات رسمية، فإن الخسائر المجمعة المرتبطة بالمناخ على مدار العقدين الأخيرين في 55 دولة معرضة للخطر بنحو 525 مليار دولار، تمثل نحو 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لها، وتشير بعض الأبحاث إلى أن مثل هذه الخسائر قد تصل بحلول عام 2030 إلى 580 مليار دولار سنوياً. وفي خطوة بالغة الأهمية لإنجاح الصندوق قررت الإمارات تقديم مبلغ 100 مليون دولار كمساهمة منها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعم تحالف مكافحة الجوع والفقر بـ100 مليون دولار
في ضوء الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات ومجموعة العشرين، أعلن الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، عن تخصيص دولة الإمارات مبلغ 100 مليون دولار عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، تماشياً مع الجهود العالمية التي يتطلَّع التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر إلى تحقيقها، برعاية الرئاسة البرازيلية للمجموعة.
كما أكَّد الشيخ خالد على التزام دولة الإمارات بمواصلة دعم المساعي العالمية لمكافحة الجوع والفقر على المستويين الإقليمي والعالمي، تعزيزاً لجهود التنمية والسلام والازدهار.
وبالنيابة عن رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يشارك الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في أعمال الجلسة الرئيسية لقمة مجموعة العشرين الـ19 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، والتي تشارك فيها دولة الإمارات بصفة ضيف.
يُذكر أن أعمال قمة مجموعة العشرين في دورتها التاسعة عشرة تُقام على مدى يومَي 18 و19 نوفمبر الجاري، في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، تحت شعار "بناء عالم عادل وكوكب مستدام"، حيث تُركِّز جلساتها ونقاشاتها على قضايا حيوية من أبرزها تطوير منظومة الحوكمة العالمية، ومكافحة الجوع والفقر على مستوى العالم، ومواجهة التحديات المناخية، ودعم مساعي التحوُّل نحو مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وتعزيز جهود التنمية المستدامة والشاملة في مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
يُشار إلى أن دولة الإمارات تشارك في قمة مجموعة العشرين بصفة ضيف للمرة الخامسة، حيث تشارك الدولة في أعمال قمة المجموعة في البرازيل لهذا العام، وسبق لها أن شاركت في أعمال القمة في الهند عام 2023، وإندونيسيا عام 2022، والمملكة العربية السعودية عام 2020، وفرنسا عام 2011.