رجحت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تحليل لها، أن الحرب في غزة قد تُعزز ميل الإسرائيليين باتجاه التيار اليميني بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن ما حدث قد يعني أن إسرائيل لن تعود إلى ما كانت عليه أبدًا.


وأضافت المجلة الأمريكية، أن ٧ أكتوبر الماضي عملية "طوفان الأقصى"، أظهرت "الفشل الذريع لفكرة إمكانية تهميش القضية السياسية الفلسطينية، إلى أجل غير مسمى، دون أن يكون لذلك تكلفة على إسرائيل؛ مشيرة إلى أن هذا الاعتقاد "بديهي" لدى القيادة الإسرائيلية.


وأشارت المجلة إلى أنه لم تكن هناك مفاوضات إسرائيلية فلسطينية حول اتفاق سلام الوضع النهائي لسنوات.


وعلى مدى عقدين من الزمن، وعدت الأحزاب اليمينية التي تهيمن على المشهد السياسي الإسرائيلي بأن "إسرائيل ستصبح أكثر أمنا مما ستكون عليه في ظل أي سياسة أخرى"، ووافق معظم الناخبين على ذلك.


ومع ذلك، انهار الوضع الحالي في ٧ أكتوبر، بحيث كان على الإسرائيليين، في غضون ساعات، مواجهة حقيقية أن العديد من الافتراضات التي وجهت السياسة الإسرائيلية منذ فترة طويلة تجاه الفلسطينيين انهارت.


وأشارت المجلة إلى فشل إسرائيل في توفير الأمن من خلال الحصار المفروض على قطاع غزة منذ حوالي ١٦ عاما، واعتبرت أيضا أن الاعتقاد بأن معظم التهديدات التي تشكلها حماس يمكن تحييدها من خلال المراقبة عالية التقنية والحواجز العميقة تحت الأرض ونظام القبة الحديدية "خاطئ تماما".

وتابعت المجلة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "قد يضطر إلى التنحي" عندما تنتهي الحرب، "إن لم يكن قبل ذلك، لأن الحرب ليس لها نقطة نهاية واضحة".


وعلى الرغم من إلقاء اللوم على قادة إسرائيل هم المسئولون عن "الإخفاقات الأمنية الكارثية، فمن غير المرجح أن يتزحزح توجههم السياسي"، حيث يظهر التاريخ الإسرائيلي على مدى العقود الماضية أن "حلقات الحرب أو العنف الشديد لا تؤدي إلا إلى تعزيز التيار اليميني في السياسة الإسرائيلية"، وهو ما يعني "انتخاب حكومة جديدة يدعم فيها الناخبون نفس الافتراضات الخاطئة التي ساهمت في الأزمة الحالية.


استعرض التحليل أوقات دعم الناخبين لليمين الإسرائيلي، والتي بدأت عندما تم انتخاب حزب الليكود اليميني لأول مرة في عام ١٩٧٧، والتي جاءت بعد أعقاب حرب ١٩٧٣، وساعدت الصراعات خلال الثمانينيات على تعزيز استمرار وجود اليمين الإسرائيلي.


وفي التسعينيات ورغم مرور أوقات أكثر هدوءا وصعودا لليسار، إلا أنه بنهاية العقد وبداية الألفية وحدوث الانتفاضة بدأ مواقف الإسرائيليين تعود نحو اليمين بشكل أكبر، وبحلول ٢٠١١ وصف أكثر من نصف اليهود أنفسهم بأنهم يمينيون. في السياق ذاته؛ أشارت "فورين أفيرز" إلى دراسة استقصائية أجراها مركز أبحاث علم النفس الاجتماعي التابع للجامعة العبرية، ""أشورد"، قبل ٥ أيام فقط من "طوفان الأقصى". وحددت الدراسة ثلثي اليهود الإسرائيليين على أنهم يمينيون.


ورأت المجلة أن عدم تحرك الإسرائيليين أكثر نحو اليمين في أعقاب الحرب سيكون "مدهشًا"، مشيرةً إلى أن استطلاعات الرأي الحالية تظهر أن الناخبين يتدفقون على حزب "الوحدة الوطنية"، الذي ينتمي إلى "يمين الوسط" ويتزعمه بيني جانتس.


ووفقًا لها، فإن إحدى النتائج المعقولة للأزمة الحالية التي يواجهها الاحتلال هي تحول "إسرائيل" إلى حكومة جديدة، بقيادة جانتس.


وأوضحت "فورين أفيرز" أن أحد أسوأ أخطاء نتنياهو هو النظر إلى القضية الفلسطينية من الناحية الأمنية البحتة، مرجحةً أن ينظر جانتس أيضًا إليها بـ"الطريقة نفسها تقريبًا"، أي باعتبارها تهديدًا أمنيًا يجب احتواؤه، بدلًا من الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب غزة إسرائيل المقاومة الفلسطينية فورین أفیرز إلى أن

إقرأ أيضاً:

أول تعقيب من نتنياهو على استلام جثث الإسرائيليين من غزة

عقّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الخميس، 20 فبراير 2025، على استلام جثث الإسرائيليين الأربعة من غزة ، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وإبرام صفقة تبادل.

وقال نتنياهو في أول تصريح له: "نُخفض رؤوسنا حدادًا على الفقدان الكبير لأربعة من أسرانا، أربعة نعوش لأحبائنا تلزمنا أكثر من أي وقت مضى بضمان ألا يتكرر ما حدث في 7 أكتوبر مرة أخرى".

وأضاف، "سنستعيد كل مختطفينا وسندمر القتلة وسنقضي على حماس ".

وسلمت فصائل المقاومة الفلسطينية، الخميس، إسرائيل جثث أربعة محتجزين إسرائيليين، شملت جثث عائلة بيباس وجثة الأسير عوديد ليفشتس، مقابل الإفراج عن نحو 50 أسيرا فلسطينيا، حيث انتشر عناصر المقاومة الفلسطينية في بلدة بني سهيلا شرقي خانيونس خلال تسليم جثث المحتجزين.

وقال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "قلب الأمة بأكملها حزين اليوم وسننتقم من أعدائنا وسنضمن مستقبلنا".

ونصب على منصة التسليم لافتة كتب عليها عبارة "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو بصواريخ الطائرات الحربية"، وأخرى "ما كنا لنغفر أن ننسى وكان الطوفان موعدنا"؛ باللغات العربية والعبرية والإنجليزية.

وعملية التسليم هذه، هي الأولى التي تشمل رهائن أمواتا، وتولى تنفيذها، على غرار ما حصل مع الرهائن الأحياء، اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إذاعة : الأسرى المستلمة جثثهم كانوا بمنطقة عمل الجيش فيها 4 أشهر هل ينفذ نتنياهو المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟ - إشارات إسرائيلية متناقضة الكنيست يصادق بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يستهدف المنظمات الحقوقية الأكثر قراءة "التعليم" تعلن توفير منصة لطلبة قطاع غزة لتقديم اختباراتهم محدث: شهيدان برصاص الاحتلال وانفجار جسم مٌتفجّر وسط قطاع غزة الإمارات: لم نر حتى الآن بديلا لخطة ترامب بشأن غزة محدث: الجيش الإسرائيلي: إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • باحثة من غزة: المقاومة الفلسطينية توجه رسائل قوية للاحتلال الإسرائيلي
  • "فورين بوليسي": الهند المستفيد الأكبر من سياسات ترامب وصفقاته مع القوى العالمية الأخرى
  • كتائب المجاهدين يشاركون اليوم مع فصائل المقاومة في تسليم 6 أسرى
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • خبيران: توابيت الأسرى تضع إسرائيل أمام أخطر أزمة
  • شاهد| تسليم توابيت جثامين الأسرى الإسرائيليين بمشاركة ممثلي فصائل المقاومة العسكرية
  • أول تعقيب من نتنياهو على استلام جثث الإسرائيليين من غزة
  • ما نوع القنابل التي عرضتها المقاومة خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين؟
  • ما هي الصورة التي أخفتها المقاومة على منصة التسليم ؟
  • عدد من أعضاء مجلس الشورى يؤدون اليمين الدستورية أمام الرئيس المشاط