لبنان ٢٤:
2025-03-17@14:02:32 GMT

هل سقط مسلسل الهدن أمام حرب موقتة أم العكس؟

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

هل سقط مسلسل الهدن أمام حرب موقتة أم العكس؟

كتب جورج شاهين في" الجمهورية": ظهر الخلاف الاميركي ـ الاسرائيلي جلياً عندما جمعت المنصّة الاعلامية كلاً من وزير الأمن الاسرائيلي يوآف غالانت ووزير الخارجبة الاميركي انتوني بلينكن، قبل ساعات قليلة من سقوط الهدنة الاخيرة فقال الاول "إنّ العمليات العسكرية ستُستأنف بعد سقوط الهدنة وانّ حرباً سنخوضها لأشهر عدة".

فقاطعه بلينكن ليقول: "من قال إنّ أمامكم مهلة اشهر"، نظر الوزير غالانت الى ضيفه من دون اي إشارة ايجابية واكمل حديثه عن الاستعدادات المقبلة وكأنّه لم يسمع بالملاحظة.
عند هذه الدلالات التي تشير الى تفلّت اسرائيل من اي عقال حتى اليوم، فوجىء بلينكن بشروط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي فّند الشروط التي ينبغي تحقيقها قبل التفكير بإحياء دور السلطة في قطاع غزة بطريقة تبدو انّها اصعب من شروط "حماس" واسرائيل معاً. فقد رفض عباس مباشرة ومن دون مواربة مثل هذه المهمة، قبل أن تنسحب اسرائيل من القطاع. فليس هناك من مسؤول في السلطة يمكن ان يدخل اليه تحت رعاية الدبابات الاسرائيلية التي توغلت في احيائه.
ولذلك ارتفعت نسبة التحدّيات التي على الادارة الاميركية مواجهتها من الزاويتين الاسرائيلية والفلسطينية، الى درجة ليس من السهولة بمكان الوصول الى ما يريده الأميركيون ومعهم اركان الرباعية الاميركية ـ الاسرائيلية ـ المصرية والقطرية التي كانت منعقدة في الدوحة بحثاً مما هو أبعد من مسلسل الهدن التي كانت مضمونة بفعل التفاهم السرّي على تمديدها حتى الاثنين المقبل في الرابع من كانون الجاري، كما كشف وزير العلوم والتكنولوجيا الاسرائيلي أوفير أكونيس الذي سخر من الحديث عن "العقبات امام تمديدها كل يوم او يومين بعدما تمّ التصويت في الحكومة على الموافقة المسبقة الممنوحة الى "حكومة الحرب" بتمديد الهدن حتى ذلك التاريخ من دون العودة إليها".
والى مجموعة الملاحظات المهمّة المتعددة الوجوه السياسية والعسكرية والانسانية، تجدر الاشارة الى انّ التصميم ما زال قائماً بشهادة البيت الأبيض لإحياء مسلسل الهدن الانسانية، وهو الذي أكّد بعد تجدد العمليات العسكرية أمس أنّ "العمل متواصل على تمديد الهدنة الإنسانية في غزة"، لتردّ اسرائيل عبر جريدة "وول ستريت جورنال" التي نقلت عن مسؤولين إسرائيليين انّ "رئيس الحكومة طلب من المخابرات مطاردة قادة "حماس" في عدة دول لقتلهم حيثما وجدوا". وهو امر يزيد من التعقيدات امام ما بلغته المفاوضات الجارية في الدوحة، وليعطي دليلاً ساطعاً على حجم وصعوبة التوافق على اي صيغة تحاكي الانتقال الى تثبيت وقف النار والتمهيد للحل السياسي في ظل انشطار المواقف مما هو مطروح في شأن مستقبل القطاع والتي تسير في خطين متوازيين لا يمكن ان يلتقيا في اي نقطة حتى اليوم.
وبالاستناد الى هذه المعادلة المعقّدة تحتار المراجع الديبلوماسية والعسكرية في الفصل بين مشروعي تمديد الهدن المؤقتة او الاستمرار في جولات العنف المتقطعة في انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من مشاريع تتلاطم بتناقضاتها وسط امل ضئيل في احتمال الانتقال الى مرحلة وقف النار، بعدما حمّل بلينكن ليل أمس المسؤولية لحماس، كما بالنسبة الى سيناريو "فرض الحلول" التي يمكن ان تقود الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني في آن واحد اليها. وهي عملية تحتاج الى معجزة لا يمكن ان ترى النور سوى بتفاهم دولي كبير ما زال تكوينه ينتظر تحقيق حلم ليلة صيف.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: یمکن ان

إقرأ أيضاً:

تحقيق: هجوم 7 أكتوبر كان مدمرا ولا يمكن ضمان عدم تكراره

تناول 3 من أبرز المحللين والمراسلين العسكريين الإسرائيليين نتائج التحقيقات في أهم فشل لقوات الاحتلال في التصدي لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأظهرت تقييمات المحللين العسكريين أن إخفاق القوات الإسرائيلية في التصدي للهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية على كيبوتس نير عوز، كان الفشل الأهم للجيش الإسرائيلي في المعركة التي تمكن المقاومون خلالها من قتل وأسر نحو ربع سكان الكيبوتس قبل أن يتدخل الجيش الإسرائيلي.

يقع كيبوتس نير عوز في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، ويعتبر معزولا مقارنة بالمستوطنات الأخرى. وفي صباح الهجوم، كان هناك 387 إسرائيليا وأجنبيا عاملا في الكيبوتس، حيث اعترف الاحتلال بمقتل 46 عسكريا ومستوطنا، فيما تم أسر 76 آخرين، حيث لا يزال 14 منهم في قبضة المقاومة، 5 منهم فقط على قيد الحياة، حسب التقديرات الإسرائيلية.

وحسب التحقيقات، فقد مرت 40 دقيقة من اللحظة التي غادر فيها آخر مقاوم للكيبوتس وحتى دخول بعض قوات الأمن الإسرائيلية إلى الكيبوتس.

وحسب التحقيقات أيضا، لم يكن الجيش الإسرائيلي هو أول من دخل، بل مجموعة من المقاتلين من وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود، بسبب مكالمة من الخط الساخن للشرطة، وأنه لمدة 7 ساعات، لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي أي فكرة عما يجري في الكيبوتس.

إعلان

انهيار القيادة العسكرية

ووصف المحلل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل، التحقيق، الذي أجراه اللواء إران نيف، رئيس فريق التحقيق العسكري في هجوم نير عوز، بأنه "سلط الضوء على انهيار سلسلة القيادة العسكرية وغياب الرد الفعّال من قِبل الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم".

ونقل عن استنتاجات نيف في سلسلة من المنتديات المتعلقة بالكيبوتس، أنه شعر بغضب مكبوت أثناء تقديم النتائج، حيث أشار إلى أن "الهجوم على الكيبوتس كان مدمرا لدرجة أن كل المنازل تقريبا تعرضت للقصف، باستثناء 6 فقط".

وسلّط المحلل العسكري الضوء على نقطة وردت في التحقيق، وتتعلق بعدم وصول جنود من نقطة نيريم العسكرية التي تبعد 3 كيلومترات من الكيبوتس في الوقت المناسب إلى نير عوز، ليتبين أن السبب في ذلك كان أن هذه النقطة تعرضت لهجوم مبكر من قِبل قوة كبيرة من حماس، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الضباط وحصار القوة المتبقية في غرفة الطعام والملاجئ، وأشار التحقيق إلى أن حوالي نصف المقاتلين في النقطة أصيبوا، وقُتل 5 منهم.

ويؤكد المحلل العسكري أن التحقيق توصل إلى أن "مقتل وإصابة معظم كبار القادة في اللواء الجنوبي لفرقة غزة، بالإضافة إلى كثافة الهجوم على القطاع بأكمله، أدى إلى انهيار هيكل القيادة والسيطرة في نير عوز ومحيطها. ولم تتمكن هيئة الأركان العامة ولا القيادة الجنوبية من تكوين صورة واضحة عن مجريات القتال، مما أدى إلى تأخر اتخاذ القرارات الفعّالة، ولم يتم إرسال قوات كافية لمساعدة الكيبوتس إلا بعد 7 ساعات من بدء الهجوم".

وتشير الصحيفة إلى تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي المنتهية ولايته والذي نقلت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت قوله، في تسجيلات له لسكان الكيبوتس نُشرت اليوم، "لا خيار أمامي سوى الإقرار بذكاء حماس وتمكنها من خداعنا، لقد استخدموا أعمال الفوضى والقضايا الإنسانية لإشغالنا وإيهامنا بالهدوء، في حين كانوا يجهزون للهجوم، وتمكنوا من تحقيق ذلك".

إعلان

وأضاف هاليفي "في كل التدريبات التي أجريناها، وكل المناقشات التي أجريناها، لم نتخيل، ليس مثل هذا السيناريو، وليس 5 في المائة من هذا السيناريو، كشيء نعتقد أنه سيحدث".

هرتسي هاليفي قال إنه لا خيار أمامه سوى الإقرار بذكاء حماس وتمكنها من خداع الجيش الإسرائيلي (الفرنسية-أرشيف) جيش ضعيف ومفكك

أما المراسل العسكري لصحيفة معاريف آفي أشكنازي، فقد كانت له تقييمات قاسية، حيث قال "نتائج التحقيق في المعركة، التي لم تحدث أصلا في الكيبوتس، مشينة، وتظهر الجيش الإسرائيلي على أنه جيش ضعيف ومفكك. لا توجد كلمات أكثر ليونة لوصف الإذلال العسكري الذي وقع في كيبوتس نير عوز، حيث وصل الجندي الأول إلى الكيبوتس بعد 40 دقيقة تقريبا من مغادرة آخر مهاجم للكيبوتس".

ويضيف أن "جذر المشكلة هو الانضباط التشغيلي"، مشيرا في هذا السياق إلى هروب الجنود واحتمائهم بقاعات الطعام"، مشيرا إلى أن التحقيق يكشف عن إخفاقات كبيرة في التعامل مع الهجوم، ويطرح تساؤلات حول قدرة الجيش الإسرائيلي على حماية المدنيين في المستقبل.

ويتساءل في ختام المقال "في أي هجوم قادم، هل سيركض المقاتلون إلى الدفاع أم يهربون مع الجيب المدرع إلى سديروت؟ أم سيسعون جاهدين للانخراط من أجل الدفاع عن كيبوتس نير عوز ونحال عوز وكفر غزة ومستوطنات أخرى؟".

لا ضمانات مستقبلية

من جانبه، سلط المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت يوآف زيتون على جانب أوسع من الفشل الإسرائيلي، من خلال الإشارة إلى أن التحقيقات التي أجريت حتى الآن تعاني من نقص في الشفافية، وعدم تعاون من جهات مثل الشرطة والإسعاف والشاباك، مشيرا إلى أنه تم إخفاء النقد الداخلي لبعض القادة في وحدات مثل جولاني و8200، مما أثار شكوكا حول مصداقية النتائج.

وينقل زيتون، عن ضابط إسرائيلي شارك في التحقيقات رفض الكشف عن اسمه، أنه "لا يمكن ضمان أن 7 أكتوبر/تشرين الأول لن يتكرر"، مؤكدا أن تحقيقا شاملا يشبه لجنة تحقيق حكومية هو فقط القادر على تقديم إجابات واضحة حول كيفية منع الهجمات المستقبلية.

إعلان

وأضاف أن بعض المحققين استعانوا بمحامين قبل الإجابة على الأسئلة، مما أثار استياء القيادة العسكرية. كما تم انتقاد طريقة عرض النتائج للجمهور، حيث تم تجنب توجيه توصيات شخصية مثل الإقالات أو الإنذارات، مما أثار تساؤلات حول جدية التحقيقات.

ويُسلط المحلل الضوء على ما يقوله بعض القادة في فرقة غزة من أن الإخفاق الرئيسي كان في جانب الاستخبارات التي فشلت في تقديم إنذار مبكر. ويقول "الروايات المتناقضة من التحقيقات المختلفة تجعل من الصعب تحديد المسؤوليات بدقة".

ويختم المحلل العسكري تقريره بالإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ في تطبيق بعض الدروس المستفادة، بما في ذلك زيادة عدد القوات وتحسين حالات التأهب. ومع ذلك، فإنه يستمر في طرح السؤال الكبير: هل يمكن للجيش الإسرائيلي أن يمنع تكرار هجوم مماثل في المستقبل؟ ويجيب على ذلك بالقول "وفقا للتحقيقات، لا تزال الإجابة غير واضحة".

مقالات مشابهة

  • السيسي: لا يمكن لأحد المساس بمصر
  • تحقيق: هجوم 7 أكتوبر كان مدمرا ولا يمكن ضمان عدم تكراره
  • الاحتلال الاسرائيلي يقتحم عدة مناطق في رام الله
  • بين الصحافة والسياسة
  • الاحتلال الاسرائيلي يواصل إغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون لليوم الـ15
  • خريس: اسرائيل كانت ولا زالت الشر المطلق
  • مختص: التهاب الأعصاب لدى مرضى السكري لا يمكن الشفاء منه
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
  • كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
  • رجيّ: للضغط على اسرائيل لتنفيذ التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية