حملات تستهدف «اليونيفيل» تحسباً لتوسيع مهامها
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
كتب يوسف دياب في" الشرق الاوسط":تواجه «اليونيفيل» تعقيدات كبيرة في تعاملها مع مؤيدي «حزب الله» في الجنوب، خصوصاً بعد التعديلات التي أدخلها مجلس الأمن على مهامها، وأجاز لها حريّة التحرّك وتسيير دوريات وإجراء عمليات تفتيش من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، ما أدى إلى تفاقم المشكلة بين الطرفين خلال الأسابيع التي شهدت تبادلاً للقصف على الجانبين اللبناني والإسرائيلي، ورأى مصدر ميداني في جنوب لبنان، أن «التوتر الذي يشوب العلاقة بين الطرفين ليس وليد الأحداث الأخيرة، بل هو قائم منذ انتهاء حرب تموز 2006 وصدور القرار 1701، الذي حظر أي وجود مسلّح جنوب الليطاني باستثناء الجيش والقوة الدولية.
وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «(حزب الله) وجمهوره غير مطمئنين إلى دور هذه القوات التي يعتبرون أنها «تتشدد في مراقبة البلدات الجنوبية، وتطبيق مندرجات القرار 1701 على الجانب اللبناني، وتغض النظر عن مئات الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجوّاً»، واستدرك المصدر بالقول إن «قوات (اليونيفيل) تنفّذ المهام الموكلة إليها من مجلس الأمن الدولي، وليست بوارد افتعال إشكالات مع الأهالي أو أي جهة حزبية في جنوب لبنان، وهي في أحيان كثيرة تخضع للضغوط لتجنّب الاحتكاك مع مناصري الحزب في منطقة عملياتها».
وفي رفض مطلق لتعزيز دور قوة الطوارئ، أو فرض قيود على وجود الحزب في مناطق عمل هذه القوة، رأى مصدر مطلع على أجواء «حزب الله» أن الأخير «يرفض بالمطلق أي بحث بدوره العسكري والأمني في نقاط المواجهة مع إسرائيل، أو أي تغيير في مهام (اليونيفيل) كي لا يعرضها للخطر». وأكد المصدر الذي رفض ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحادث الذي حصل مع الدورية الآيرلندية في منطقة العاقبية (وأدى إلى مقتل جندي آيرلندي وجرح ثلاثة من رفاقه)، هو عبارة عن رسالة إلى قوات الطوارئ بأن ما كتب على الورق (في القرار 1701) غير قابل للتنفيذ على الأرض، وأعتقد أن الجماعة (اليونيفيل) فهموا الرسالة»، مشدداً على أن «الأجواء السائدة في الجنوب خصوصاً بعد التطورات العسكرية الأخيرة، تفيد بأن وضع لبنان مرتبط بحلّ شامل على مستوى المنطقة يبدأ في غزّة ولا ينتهي في جنوب لبنان، ويفترض بالدول المعنية ألّا تحمّل القوات الدولية عبئاً يفوق قدراتها».
الحملات التي تطال القوات الدولية تزامنت مع معلومات تحدّثت عن نيّة دولٍ كبرى بإدخال تعديلات على القرار 1701 وخلق منطقة عازلة في الجنوب، إلّا أن سفير لبنان السابق في واشنطن الدكتور رياض طبارة استبعد هذه الفرضيّة، وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تعديل مهام هذه القوات سيغيّر طبيعة عملها ودورها، وعندها لا تبقى مجرّد قوات لحفظ السلام، بل يصبح باستطاعتها استخدام القوة ليس دفاعاً عن النفس فحسب، ويمكن أن تتحوّل إلى قوّة ضاربة تنفذ مهمات أمنية وعسكرية، وربما تجري اعتقالات أو تدخل مناطق وتجري تفتيشاً لإحباط مخطط أمني ما، لكن هذا الاحتمال ضعيف جداً، وستكون له تداعيات كبيرة».
وقال طبارة: «إذا كان لا بد من تعديل في مهام (اليونيفيل) سيكون تعديلاً طفيفاً، لكنه سيواجه برفض مطلق». أما بشأن المنطقة العازلة التي تريدها إسرائيل، فشدد طبارة على «استحالة توفير منطقة عازلة إلّا بتوافق الطرفين (لبنان وإسرائيل)، وأن تكون على الجانبين اللبناني والإسرائيلي وليس من جهة واحدة».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القرار 1701
إقرأ أيضاً:
مصادر سياسية لبنانية: القرار 1701 المرجعية الوحيدة لاتفاق وقف النار
أكدت مصادر سياسية لبنانية لمراسلة روسيا اليوم أن القرار الدولي 1701 هو المرجعية الوحيدة لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن لبنان قدم كل ما لديه، وأن تنفيذ الاتفاق سيتم على مراحل.
وفي سياق متصل ذكرت مراسلتنا أن رئيس حكومة نصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي يدعو إلى انعقاد جلسة حكومية صباح يوم غد الأربعاء في السراي الكبير لبحث الاوضاع الراهنة والمستجدات.
وتتزامن هذه المعلومات التي حصلت عليها روسيا اليوم مع تصريحات مسؤولين لبنانيين عن قرب موعد توقيع اتفاق يوقف المواجهات بين "حزب الله" اللبناني والجيش الإسرائيلي.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب أن لبنان سينشر 5 آلاف جندي في الجنوب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وعبّر الوزير بوحبيب عن أمل الحكومة اللبنانية في أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار مشيرا إلى أنهم بانتظار نتائج اجتماع الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف: "نأمل أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار الليلة وننتظر نتائج اجتماع الحكومة الإسرائيلية".
وأردف: "لا نستطيع أن نوقف المقاومة ما دام هناك احتلال لأراض لبنانية".
بدوره، قال النائب اللبناني قاسم هاشم إن الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل قد لا يستغرق أكثر من ساعات معدودة مؤكدا أن لبنان "متمسك بسيادته وعدم المسّ بها".
وعلى الجانب الآخر، أشارت وسائل إعلام عبرية مساء أمس الاثنين، إلى تفاصيل اتفاق لوقف إطلاق النار مرتقب بعد تقارير أمريكية وإسرائيلية عن اقتراب التوصل إليه.
وذكر مصدر سياسي رفيع المستوى إلى أن "الجيش اللبناني سينشر 10 آلاف جندي في جنوب لبنان تدريجيا".
كما أوضحت "القناة 13" الإسرائيلية أن "5 دول ستراقب تنفيذ الاتفاق الوشيك لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان".
الاحتلال يواصل غاراته الجوية ويعلن القضاء على قائد بحزب الله
شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على منطقة حوش صور في جنوب لبنان، حيث استهدفت الأحياء السكنية والمنازل بحزام ناري من الغارات، ونتج عن الهجمات دمار واسع في البلدة، حيث تعرضت العديد من المنازل والمرافق العامة لأضرار جسيمة، وأفادت مصادر محلية أن الغارات أسفرت عن تدمير المباني السكنية بشكل شبه كامل، في حين تواجه فرق الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الدمار الواسع الذي خلفته الغارات.
في تطور آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل قائد عمليات قطاع الساحل في حزب الله، أحمد صبحي هزيمة، وذلك إثر غارة جوية نفذتها طائراته الحربية على منطقة صور، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان له، إن هزيمة كان يشرف على العديد من العمليات الإرهابية، بما في ذلك محاولات اقتحام الحدود وتنفيذ عمليات إطلاق قذائف مضادة للدروع تجاه المستوطنات الإسرائيلية من القطاع الغربي.
ووفقًا للبيان الإسرائيلي، كان أحمد صبحي هزيمة قد تولى قيادة عمليات قطاع الساحل خلفًا للقائد السابق الذي تم القضاء عليه في نوفمبر 2024، وأكد الجيش أن استهداف هزيمة يعتبر ضربة قوية لقدرات حزب الله في تنفيذ العمليات الإرهابية التي تستهدف الجبهة الداخلية الإسرائيلية على الحدود الشمالية.
في وقت لاحق، أفادت مراسلتنا في لبنان بشن الطيران الإسرائيلي خمس غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدفت منطقتي "برج البراجنة" و"تحويطة الغدير"، وكانت الغارات قد سبقتها تحذيرات للإخلاء من بعض المباني في المنطقة، وأسفرت الهجمات عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين في غارة استهدفت قرية عبا في قضاء النبطية.
كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مدينة صور اللبنانية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حيث أسفرت الغارات عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أربعة عشر آخرين، وتستمر الهجمات الإسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية، في وقت يشهد فيه جنوب لبنان تصعيدًا عسكريًا متزايدًا.