حذر مسؤول روسي رفيع من أن الحرب العالمية الثالثة تقترب مع تزويد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة خاصة الأسلحة العنقودية، في وقت نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن تبحث تزويد كييف بصواريخ أرض أرض موجهة بعيدة المدى.

وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، إن المساعدات التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا بمختلف الأسلحة، وآخرها الذخائر العنقودية، مآلها طريق مسدود وأضاف أن "الحرب العالمية الثالثة تقترب"، وفق تعبيره.

وفي بيان على حسابه بتلغرام، الثلاثاء حول قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" التي تستضيفها العاصمة الليتوانية فيلنيوس أشار مدفيديف إلى أنّ النتائج الأولية كانت "متطابقة مع توقعات روسيا السابقة".

وقال ميدفيدف وهو رئيس روسيا السابق، إن العملية العسكرية الخاصة لبلاده في أوكرانيا ستستمر بنفس الأهداف، وأحدها هو رفض انضمام من وصفها بمجموعة نازيي كييف إلى حلف الناتو، معتبرا أن هذا الأمر مستحيل بالنسبة لموسكو.

وأشار ميدفيديف الذي كرر خلال الفترة الماضية إطلاق تصريحات وتهديدات مثيرة للجدل، إلى وجود تقارير تفيد بتعرض مدينة توكماك بمقاطعة زباروجيا للقصف بالذخائر العنقودية، وقال هذا يعني أنه "حان الوقت للكشف عن ترساناتنا من هذا السلاح اللاإنساني".


والجمعة الماضية، أعلنت الولايات المتحدة قرارها بتزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية للمرة الأولى منذ بدء الحرب الروسية في فبراير/ شباط 2022. ما أثار حفيظة روسيا التي اعتبرت الخطوة تصعيدا فيما أبدت عدد من الدول الأوروبية الحليفة لكييف القرار خاصا بأميركا حتى وإن لم تكن متفقة معه بالكامل.

وتأتي تصريحات ميدفيديف فيما هدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أيضا باستخدام القنابل العنقودية إذا أمدت أميركا القوات الأوكرانية بها.

وقال شويغو الثلاثا إن بلاده امتنعت عن استخدام الذخائر العنقودية في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، رغم أنها تمتلك ذخائر عنقودية أكثر فاعلية من تلك التي لدى الأميركيين. وأضاف إذا أمدت الولايات المتحدة أوكرانيا بالقنابل العنقودية فإن موسكو ستضطر إلى استخدام وسائل هجوم "مماثلة".

كانت الولايات المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستزود أوكرانيا بذخائر عنقودية محظورة دوليا على نطاق واسع لاستخدامها في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.

وتتهم كل من واشنطن وكييف روسيا باستخدام الأسلحة العنقودية خلال أشهر الحرب في أوكرانيا.

تحالف تدريب جوي

وفي ظل أجواء التصعيد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين اثنين ومسؤول أوروبي أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تبحث تزويد أوكرانيا بصواريخ أرض – أرض الموجهة بعيدة المدى.

وأشارت الصحيفة نقلا عن المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن الولايات المتحدة لا تزال مترددة بشأن إرسال شحنات من مخزونها المحدود من أنظمة صواريخ أتاكمس التكتيكية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، على الرغم من إقرار إدارة بايدن بأن القوات الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الذخائر في هجومها المضاد ضد روسيا.

وخلال أشهر الحرب زودت واشنطن وحلفاء كييف الغربيين أوكرانيا بطرازات مختلفة من المنظومات الصاروخية أبرزها هيمارس وباتريوت.

في سياق متصل قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إنه تم تشكيل تحالف يضم إحدى عشرة دولة لتدريب القوات الجوية على طائرات إف 16 الأميركية.

من جهته، أعلن السفير الأوكراني في لندن فاديم بريستايكو أن عشرين طيارا أوكرانيا سيبدؤون التدريب على الطائرات المقاتلة ببريطانيا في نهاية يوليو/تموز الجاري أو بداية أغسطس/آب المقبل.

وأضاف بريستايكو أن أكثر من 30 ألف جندي وضابط أوكراني سيخضعون لتدريبات عسكرية في بريطانيا هذا العام.

كييف طالبت حلفاءها الغربيين خلال أشهر الحرب على تزويدها بمقاتلات إف 16 حديثة (غيتي)

وكانت كييف أعلنت نهاية يونيو/ حزيران الماضي أنه من المحتمل أن تبدأ تسلّم طائرات مقاتلة أميركية من طراز "إف-16" بحلول نهاية العام الحالي وذلك بعض حل بعض ما وصفتها بالمشكلات التقنية.

وكانت الولايات المتحدة قد أبدت موافقتها على السماح لدول أخرى بتسليم مقاتلات "إف-16" التي بحوزتها إلى أوكرانيا، كما اتفقت واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية على تدريب طيارين أوكرانيين على المقاتلات الأميركية.

ويخضع تسليم هذه الطائرات عبر دولة أخرى لموافقة مسبقة من واشنطن، وتحديدًا لإذن من وزارة الخارجية، وذلك حرصًا على حماية التكنولوجيا العسكرية الأميركية.

تطورات ميدانية

وبالتزامن مع التراشق بالتصريحات والتهديد بين موسكو وكييف، احتدمت المعارك على الجبهتين الشرقية والجنوبية لأوكرانيا، مع استمرار محاولات القوات الأوكرانية اختراق الحواجز العسكرية الروسية مع دخول هجوم كييف المضاد لاستعادة أراضيها شهره الثاني.

في المقابل تسعى القوات الروسية إلى صد الهجمات الأوكرانية المتكررة خصوصا في مقاطعة زاباروجيا الجنوبية.

وأفادت القوات الأوكرانية بشن القوات الروسية هجوما جويا واسعا بالمسيرات الانتحارية استهدف العاصمة كييف ومدنًا في شمال البلاد وجنوبها.

وقالت الإدارة العسكرية في كييف فجر الأربعاء إن الدفاعات الجوية تتعامل مع مسيرات انتحارية تستهدف العاصمة الأوكرانية وضواحيها.

وكانت القوات الجوية الأوكرانية أعلنت أن دفاعاتها أسقطت 26 مسيّرة من طراز شاهد إيرانية الصنع من أصل 28 أُطلقت الثلاثاء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مقتل وإصابة العشرات بهجوم روسي شرق أوكرانيا

قالت وزارة الداخلية الأوكرانية، اليوم السبت، إن ما لا يقل عن 12 شخصا قُتلوا وأصيب 30، بينهم 5 أطفال، في هجوم روسي خلال الليل بصواريخ وطائرات مسيّرة على مدينة دوبروفيليا شرق أوكرانيا.

وذكرت الوزارة أن القوات الروسية هاجمت المدينة بصواريخ باليستية وعدة صواريخ وطائرات مسيّرة، مما أسفر عن تضرر بنايات متعددة الطوابق وسيارات.

وفي منطقة خاركيف شرق أوكرانيا أيضا، أفاد رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية أوليغ سينوغوبوف بأن طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا أصابت منشأة مدنية في مدينة بوغودوخيف.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الضربات الجديدة التي شنّتها روسيا ليل الجمعة (السبت) وأسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل، تظهر أن أهداف موسكو لم تتغير في أوكرانيا.

وقال زيلينسكي عبر تليغرام إن "ضربات كهذه تظهر أن أهداف روسيا لم تتغير"، مضيفا "لذلك من المهم مواصلة القيام بكل ما يمكن لحماية الحياة، وتعزيز دفاعنا الجوي وتشديد العقوبات على روسيا".

هجوم أوكراني

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت 31 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال ليل الجمعة (السبت).

وقال حاكم منطقة لينينغراد شمال غرب روسيا، اليوم السبت، إن خزانا في مصفاة كيريشي، وهي واحدة من أكبر المصافي في روسيا، تضرر بسبب سقوط حطام خلال هجوم أوكراني بطائرات مسيرة.

إعلان

ووفقا لمصادر في القطاع، تعد مصفاة كيريشي، التابعة لشركة سورجوتنفت غاز، واحدة من أكبر مصفاتين في روسيا، وتعالج المصفاة حوالي 17.7 مليون طن سنويا (355 ألف برميل يوميا) من الخام الروسي، أو 6.4% من إجمالي إنتاج البلاد.

من جهة أخرى، قال حاكم لينينغراد على تطبيق تليغرام "أسقطت الدفاعات الجوية طائرة مسيرة واحدة عند الاقتراب، ودمرت الأخرى فوق أراضي الشركة".

وأضاف "عندما سقط الحطام، تضرر الهيكل الخارجي لأحد الخزانات"، موضحا أنه لم يجرِ تسجيل إصابات.

ولم يتضح حتى الآن حجم الأضرار التي لحقت بالمصفاة، ولم يصدر أي تعليق بعد من شركة سورجوتنفت غاز، إحدى أكبر شركات النفط في روسيا، كما لم تصدر أوكرانيا تعليقا بعد.

توسيع الهجوم

في الوقت نفسه، أفادت مواقع عسكرية روسية بتوسيع القوات الروسية هجومها باتجاه مدينة سودجا في مقاطعة كورسك، مؤكدة أن وضع القوات المسلحة الأوكرانية في المقاطعة حرج، وأن وحداتها تعاني من صعوبات في الاتصالات والإمدادات.

وقال موقع ريبار العسكري إن القوات الروسية حررت 4 بلدات في المقاطعة، وإن القتال يدور في منطقتي مالايا لوكنا شمال مدينة سودجا.

وفي جنوب غرب المقاطعة تمكنت القوات الروسية من فصل القوات الأوكرانية، بعضها عن بعض، جنوب بلدة كوريلوفكا، وحرمانها من الإمداد اللوجستي بعد سيطرة الجيش الروسي على طرق الإمداد، كما يدور قتال في منطقة الحدود مع مقاطعة سومي الأوكرانية، وتحاول القوات الروسية التقدم في اتجاه منطقة باسوفكا.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: شركة تركية متورطة في تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وشحنة أسلحة سرية
  • كندا تبحث عن زعيم جديد خلفا لترودو وسط تحديات أوكرانيا ومواجهة ترامب
  • كييف: «ملتزمون تماماً» بالحوار البناء مع أميركا
  • أمريكا تقطع خدمات أقمار صناعية عن أوكرانيا.. كييف تبحث عن بديل
  • كييف: مقتل 11 وإصابة 37 في هجوم روسي على أوكرانيا
  • مقتل وإصابة العشرات بهجوم روسي شرق أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تبحث حظر ديب سيك
  • روسيا تقترب من محاصرة القوات الأوكرانية بكورسك
  • ترامب يدرس خطوة من شأنها زيادة توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا
  • واشنطن بوست: الولايات المتحدة تعلق تزويد أوكرانيا بصور الأقمار الصناعية