الوطن:
2025-03-04@21:23:11 GMT

أنقاض غزة تحتضن أبناءها النازحين من جديد: «هنعمّرها»

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

أنقاض غزة تحتضن أبناءها النازحين من جديد: «هنعمّرها»

مبانٍ مدمرة كلياً وجزئياً، وشقق سكنية لم يتبقَّ منها سوى جدران وبقايا أثاث وملابس، دمرتها قذائف الاحتلال وصواريخه، لكن عائلات فلسطينية قررت العودة إلى قطاع غزة فى ظل الهدنة المؤقتة التى نجحت مصر فى التوصل إليها مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، رافعين شعار «راح نبنى ونعمّر.. ولو هدموها مليون مرة راح تبنيها الأجيال».

أنقاض «غزة» تحتضن أبناءها النازحين

على أنقاض منزلها المتهدم، جلست راوية نشيبة، البالغة من العمر 47 عاماً، تعد الفطور لأطفالها الـ3 وأطفال جيرانها، بعدما استطاعت الحصول على بعض أرغفة الخبز أثناء العودة من خان يونس إلى غزة بعد 38 يوماً من النزوح خوفاً على حياتهم، تبدأ «راوية» فى تسخين الخبز على كسرات الحطب، ثم تحضر ساندوتشات عبارة عن «جبن وفلفل وقوطة»، وفقاً لها: «بعد الهدنة فكرنا نرجع، عارفين إن بيتنا بقى عبارة عن جدران، لكن حالفين لنرجع ونعمّر، وأول ما جيت بدأت أعمل ساندوتشات جبنة لأطفالى لحد ما نستلم الطحين من الأونروا».

تحت سقف مُهدم فى منطقة عبسان بغزة، أنشأ زوج «راوية» خيمة قماشية للعيش بداخلها خوفاً من الشتاء، لتجلس بها هى وأطفالها، تقوم بتمشيط شعر طفلتها «روان»، البالغة من العمر 12 عاماً، والتى استطاعت العثور على ألعابها تحت أنقاض منزلها: «عملنا خيمة، وهنقعد فيها بكرامة لحد ما نعيد بناء بيتنا، بنتى إجت بحثت عن ألعابها ولقيتها تحت الأنقاض، وبالكاد قدرنا نلاقى أواعى نلبسها لحد ما بنشوف إيش هنعمل».

عودة النازحين إلى غزة

بين الجدران المتهدمة جلس 4 أطفال يعدون أكلة تسمى «السلطة الغزاوية»، وهى عبارة عن فلفل حار وطماطم وعين جرادة وبصل وملح وعصير الليمون، على كسرات من الحطب، وفق الطفل عبود الأحمد: «ما لقينا طعام، لكن قادرين نعيش بالسلطة الغزاوية، وهى أبسط طبق ممكن ناكله بالعيش، قعدنا نساعد ماما بعد ما حصلنا على مكونات الطبق وإحنا راجعين من خان يونس».

يتمنى الصغار أن يعيدوا بناء منزلهم المتهدم، وأن تنتهى الحرب ويعودوا إلى مدرستهم، وفق «الأحمد»: «والله كبرنا 100 سنة، هاى الحرب كبّرتنا ودمرتنا وقضت على طفولتنا، لكن بنحاول نرجع ونعيش، ونفسنا تنتهى علشان نعرف نبنى بيوتنا مرة تانية، كلنا بنتجمع تحت السقف المتهدم وفى الليل بننام على الحجارة، ما عارفين هل هنطوّل هون أم سيطردنا الاحتلال مرة تانية».

«أنتريه بنى اللون» هو آخر ما تبقى من أثاث منزل على القواسمى بشمال قطاع غزة، إذ ظل صامداً أمام قذائف قوات الاحتلال رغم انهيار سقف المنزل، صممت الطفلة «رهف» على الجلوس عليه بعدما وصلت إلى منزلها المدمر، والتقاط صور له لتكون شاهدة على ما حطمه الاحتلال، وفق والدها: «مع بدء الهدنة رجعنا إلى منازلنا، لكن عارفين إنها منهارة، ورهف صممت على التقاط صور له لتحدى للاحتلال».

تهدّم المنزل وصمد علم فلسطين، ظل معلقاً على جدار منزل عائلة حمدان دلاشة، ليكون شاهداً على عودتهم مرة أخرى إلى الدار، وفقاً له: «لما رجعنا لقينا العلم زى ما هو رغم تهدم سقف البيت، راح نعمل خيمة ونقعد فيه لحد ما نبنيه، وهاد الأطفال بيناموا وراء ستار، وبياكلوا فول وعيش».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نازحو غزة أبناء غزة الحرب على غزة لحد ما

إقرأ أيضاً:

مخيمات النازحين في غزة تزداد اتساعًا.. دمارٌ وركامٌ وانتظارٌ لمصير مجهول

تحت سماء مدينة غزة الملبدة بالدخان والغبار، تنتشر الخيام في كل اتجاه، مع استمرار توسع مخيمات النازحين الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى بعدما دُمرت بيوتهم جراء الحرب الإسرائيلية.

اعلان

وسط هذا المشهد، يعيش الفلسطينيون في ظروف تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، في ظل منع إسرائيل دخول المواد الغذائية والمساعدات الإغاثية، ما دفع المجتمع الدولي إلى توجيه انتقادات حادة لها. 

على مدار أكثر من 15 شهرًا، تعرض القطاع لدمار واسع طال المنازل والمستشفيات والبنية التحتية، حيث أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن 88% من المرافق الحيوية والخدماتية في القطاع أصبحت خارج الخدمة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

ومع انعدام الموارد ونقص الغذاء وغياب المساعدات الإنسانية، بات النازحون عالقين في خيام لا تقيهم برد الليل أو قسوة المصير المجهول، محرومين من أبسط مقومات الحياة. 

أسرة فلسطينية تسير بين الخيام في مدينة غزة، قطاع غزة، السبت، 1 آذار/مارس 2025.Abdel Kareem Hana/AP

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، لم تلتزم إسرائيل بتحسين الظروف المعيشية للنازحين كما نص الاتفاق، رغم أن العديد منهم عادوا لقراهم ومدنهم مع دخول الهدنة حيز التنفيذ قبل أسابيع.

لكن ما وجدوه كان مشاهد دمار هائل، حيث لم يبقَ من بيوتهم سوى أطلال تغطيها الرمال والركام. وقد جاءت هذه العودة اليائسة وسط أجواء من القلق، مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار يوم السبت، دون أن يتّضح مصير المرحلة الثانية بعد، والتي يُفترض أن تقود إلى إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية وعودة الرهائن. 

وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد أن حركة حماس لن تحصل مجددًا على المساعدات الإنسانية أو وقف إطلاق النار كما في المرحلة الأولى من الاتفاق، ما لم يتم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

Related"هذا ليس رمضان، إنه عام الحزن".. كيف استقبل أهل غزة أول أيام شهر الصوم؟إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضانحماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة

وأضاف خلال اجتماع حكومته الأسبوعي أن "لا مزيد من الغذاء المجاني" لغزة، متهمًا حماس بالاستيلاء على المساعدات وتحويلها لمصادر تمويل، بينما تسيء معاملة المدنيين. في المقابل، وصفت حماس القرار بـ"الابتزاز"، واعتبرته "جريمة حرب"، محذرة من عواقبه الإنسانية. 

وقد حمل وسطاء مصر وقطر إسرائيل مسؤولية انتهاك القانون الإنساني، موجّهين لها اتهاماً باستخدام التجويع كسلاح. ومع استمرار المحادثات بشأن وقف إطلاق النار، إلا أن التقدم لا يزال معدومًا حتى اللحظة، بينما يبقى النازحون عالقين بين خيامهم، في انتظار ما قد تحمله الأيام القادمة، وسط مخاوف من عودة القتال، وواقع قد يزداد قسوة يومًا بعد يوم.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رمضان في غزة: موائد الإفطار حاضرة والأحبة غائبون نتنياهو: لا مزيد من الغذاء المجاني لغزة إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضان قطاع غزةحركة حماسإسرائيلالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةوقف إطلاق الناربنيامين نتنياهواعلاناخترنا لكيعرض الآنNext قمة عربية طارئة لتقديم مقترح بديل عن خطة ترامب بشان غزة وحضور لافت لأحمد الشرع يعرض الآنNext الخطة المصرية لغزة: رؤية سياسية لمواجهة مقترح ترامب ولا مكان فيها لحماس يعرض الآنNext كيف تتطور التجارة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا؟ يعرض الآنNext أزمة تليها أخرى.. الأطباء يضعون البابا فرانسيس مجددا تحت جهاز التنفس الصناعي يعرض الآنNext ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟ اعلانالاكثر قراءة نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين في حادث دهس بمدينة مانهايم الألمانية برنامج الأغذية العالمي يغلق مكتبه في جنوب أفريقيا.. هل لخفض المساعدات الأمريكية دور في القرار؟ جنبلاط يدعو السوريين للحذر من "المؤامرات الإسرائيلية" ويؤكد زيارته المرتقبة إلى دمشق وفاة "صاحب الذراع الذهبية" في أستراليا.. رجل أنقذ بدمه حياة 2.4 مليون طفل اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبغزةالحرب في أوكرانيا إسرائيلروسياالاتحاد الأوروبيالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوروباتيك توكفولوديمير زيلينسكيصوم شهر رمضانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • رسميًا.. السعودية تحتضن كأس آسيا تحت 17 عامًا
  • نينوى ترفع 200 ألف طن أنقاض من الواجهة النهرية وسط تحديات الألغام
  • مخيمات النازحين في غزة تزداد اتساعًا.. دمارٌ وركامٌ وانتظارٌ لمصير مجهول
  • القاهرة تحتضن اليوم قمة عربية طارئة لبحث مستقبل غزة
  • ملفا النازحين والتهريب في لقاء مرتقب بين عون والشرع
  • على أنقاض قصور الجنوب.. البيوت الجاهزة تتصدر
  • ملف النازحين السوريين محور لقاء بين البيسري ووزيرة الشؤون الاجتماعية
  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • تفاقم معاناة النازحين بالتزامن مع إغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم
  • إفطار تحت الخيمة.. مبادرة شبابية تحتضن سائقي التوصيل والتكسي في رمضان (صور)