دينا محمود (كابول، لندن)

أخبار ذات صلة وسائل إعلام عالمية: "الكونغرس العالمي" صاغ رؤى مهمة ونظرة مستقبلية لتطور القطاع 7 قتلى و20 جريحاً بانفجار حافلة في أفغانستان

وسط تقديرات تفيد بأن أكثر من نصف وسائل الإعلام المرئية في أفغانستان قد توقفت عن العمل خلال العامين الماضيين جراء الاضطرابات السياسية المستمرة في البلاد، كشفت دراسة حديثة النقاب، عن تصاعد التحديات التي تواجهها الصحفيات هناك في أداء عملهن، ما أجبر الغالبية العظمى منهن، على التوقف عن العمل.


وأشارت الدراسة، التي أعدتها جمعية الصحفيات الأفغانيات، إلى أن من بين أبرز هذه العقبات، محدودية قدرة النساء العاملات في مجال الصحافة بأفغانستان، على الوصول إلى المعلومات، بفعل القيود المفروضة على حركتهن، وذلك في سياق ما تعانيه المرأة الأفغانية بوجه عام، من مشكلات على هذا الصعيد، وهو ما يجبر غالبية الإعلاميات هناك، على البقاء في منازلهن.
وقال مسؤولو الجمعية، التي أعدت الدراسة، إن كثيراً من الصحفيات اللواتي تم استطلاع آرائهن في إطارها، أعربن وبنسبة تصل إلى قرابة 54 في المئة منهن، عن شكواهن من البطالة والحبس في المنزل، واعتبروا ذلك التحدي الأكبر الذي يواجهنه. 
كما تحدثت أخريات عن عقبات مختلفة، من بينها، المعاناة من الفقر، وانعدام الأمن الوظيفي في المؤسسات الإعلامية التي يعملن فيها.
وبحسب الدراسة، التي نشر موقع «ويب إنديا 123» مقتطفات منها، أعرب عدد كبير من الصحفيات الأفغانيات، عن خيبة أملهن حيال الصعوبات التي تكتنف وصولهن إلى المعلومات اللازمة لهن في عملهن، وعجز الكثيرات منهن عن حضور مؤتمرات صحفية بعينها، مما يعرقل جهودهن، لإعداد التقارير الإخبارية التي تُوكل إليهن.
ويتزامن ذلك مع تقارير أوردتها وسائل إعلام أفغانية، أشارت إلى أن قرابة 94% من الصحفيات في البلاد، أصبحن عاطلات عن العمل، بسبب ما يُوصف بالقيود المفروضة على عملهن، وهو ما يأتي في وقت يعرب فيه الصحفيون الرجال بدورهم، عن مخاوف مماثلة، بشأن تقلص قدرتهم على الاضطلاع بدورهم، داعين السلطات الحاكمة إلى إيلاء اهتمام أكبر بهذا الملف، وضمان نشر المعلومات بشفافية، وإتاحتها لكل العاملين في المجال الإعلامي.
وتقود هذه التحديات، وفقاً لمراقبين، إلى حدوث ما يُوصف بظاهرة «نزوح جماعي للمهنيين» من أفغانستان، سواء للعيش في دول الجوار أو التوجه للبلدان الغربية، وذلك وسط تصاعد معدلات البطالة، الناجمة عن تقلص فرص العمل الجديدة، والغياب شبه الكامل للاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن تراجع حجم المساعدات الدولية التي يتم إرسالها للأفغان، منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم قبل أكثر من عامين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أفغانستان وسائل الإعلام عن العمل

إقرأ أيضاً:

الأدوية المقلدة في أفغانستان.. أزمة صحية وفوضى التهريب

كابل- في بلد أنهكته الحروب والنزاعات لعقود، تبرز أزمة الأدوية المقلدة في أفغانستان كواحدة من أخطر التحديات التي تهدد حياة المواطنين، وتفاقم من هشاشة النظام الصحي في ظل ظروف اقتصادية قاسية.

وتعتمد البلاد بشكل شبه كامل على استيراد الأدوية، بينما يتفشى التهريب وتنتشر السوق السوداء وسط ضعف في الرقابة ومحدودية القدرات الحكومية، ما جعل أفغانستان ساحة مفتوحة لتداول أدوية مغشوشة ومنتهية الصلاحية، وفق مراقبين.

اعتماد شبه كلي على الواردات

ومنذ سنوات طويلة، لم تتمكن أفغانستان من بناء صناعة دوائية محلية مكتملة، ما جعلها تعتمد على الاستيراد بنسبة تتراوح بين 90 إلى 95% من احتياجاتها الدوائية، حسب تقديرات الهيئة الوطنية للغذاء والدواء الأفغانية.

وتأتي هذه الواردات بشكل أساسي من باكستان، الهند، إيران، والصين، وتبلغ قيمتها السنوية حوالي 800 مليون إلى مليار دولار، وفقا لتقديرات محلية وتحليلات اقتصادية، تشمل الأدوية (حوالي 70%) والمستلزمات والمعدات الطبية.

أفغانستان تعتمد على الاستيراد بنسبة تتراوح بين 90% إلى 95% من احتياجاتها الدوائية (الجزيرة)

هذا الاعتماد المفرط جعل السوق الدوائية في البلاد هشة، خاضعة لتقلبات سعر الصرف، وتغيرات السياسات التجارية في دول الجوار، فضلا عن تأخيرات مزمنة في التوريد.

إعلان

ومع كل تأخير أو أزمة على الحدود، تعاني الصيدليات من نقص الأدوية الأساسية، خاصة في المناطق النائية، ما يدفع المرضى إلى اللجوء إلى مصادر غير رسمية.

شبكات التهريب

على الحدود مع باكستان وإيران، تتحرك يوميا -وفقا لتقارير محلية ودولية- شبكات تهريب معقدة تدخل أدوية من دون رقابة رسمية، وغالبا غير صالحة للاستخدام أو مقلدة، وتُباع لاحقا في الأسواق الشعبية بأسعار زهيدة.

وتُقدّر الهيئة الوطنية للغذاء والدواء أن نحو 20% إلى 30% من الأدوية المتداولة في السوق الأفغانية تدخل عبر التهريب، بما يشمل الأدوية المقلدة التي تشكل حوالي 10% من السوق، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

هذا الرقم المقلق يشير إلى حجم السوق السوداء التي تنافس المستورد الرسمي وتعرقل جهود السيطرة على جودة الأدوية.

في منطقة كوتل خيرخانه في كابل، تُعد محلات الجملة مركزا رئيسيا لتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية، لكن ضعف الرقابة يجعلها أحيانا قناة لتسرب الأدوية المقلدة إلى الأسواق المحلية.

وتقول مصادر طبية في العاصمة الأفغانية كابل إن بعض هذه الأدوية تأتي من دون تاريخ إنتاج أو انتهاء، وأحيانا من دون ملصقات أصلية، بينما تُخزن في ظروف غير مناسبة.

ويُرجح مراقبون أن بعض هذه الشبكات ترتبط بجهات محلية قوية، ما يصعّب عملية المراقبة والمحاسبة، ويُغذي الاقتصاد غير الرسمي الذي تحاول السلطات الأفغانية السيطرة عليه.

أدوية مهربة ومقلدة معروضة في أسواق كابل الشعبية من دون رقابة (الجزيرة) صيادلة في قبضة دواء مغشوش

وفي أحد أزقة حي كارتي بروان بكابل، تتحدث نورين قاضي زاده، أم لـ3 أطفال، عن تجربتها المؤلمة مع دواء خافض للحرارة اشترته لابنها الصغير أمير (5 سنوات) من صيدلية قريبة.

تقول: "كان يعاني من الحمى واشتريت له دواء رخيصا، ظنا أنني أساعده. لكن حالته ازدادت سوءا، وبعد فحص الدواء، تبين أنه خالٍ من المادة الفعالة". اضطرت نورين لنقل طفلها إلى عيادة خاصة ودفع مبلغ كبير للعلاج.

إعلان

"فقدت الثقة في الصيدليات، لم أعد أعرف كيف أميز بين الدواء الحقيقي والمزور"، تقول وهي تمسح دموعها.

عبد الرحمن عزيزي، صيدلاني في ولاية قندهار جنوبي أفغانستان، يواجه تحديا يوميا بين توفير الدواء للمواطنين والمحافظة على المعايير المهنية.

ويروي بأسى: "أحيانا تصلنا شحنات لأدوية السكري والضغط تبدو جيدة من حيث التغليف، لكنها لا تعطي نتائج عند المرضى. وعند الفحص، نكتشف أنها مهربة ومقلدة".

ويرى عبد الرحمن أن ضعف الرقابة وغياب سياسة مركزية واضحة في إدارة سوق الدواء جعلا الصيدليات تتعامل بحذر شديد، حتى أصبح بيع الدواء مغامرة أخلاقية.

ويضيف: "هناك ضغط من المرضى للحصول على دواء رخيص، لكن الرخيص قد يقتل".

الإنتاج المحلي

في المنطقة الصناعية "بل جرخي" بضواحي كابل، يقف حيدر علي زاده، صاحب مصنع محلي صغير، بين آلات تصنيع المسكنات والمضادات الحيوية، ويواجه تحديات تتعدى مجرد الإنتاج.

ويوضح حيدر: "نحاول أن ننتج أدوية بجودة معقولة وأسعار مقبولة، لكن المنافسة مع الأدوية المهربة والمقلدة تضعنا في موقف صعب".

ويقول إن المواد الخام باهظة الثمن، والاستيراد بطيء، والرقابة على السوق ضعيفة، ما يُغري التجار بجلب الأدوية المغشوشة.

ويضيف زاده -وهو يتفقد منتجه النهائي- "اشترينا مادة خام ذات مرة من وسيط غير رسمي، ليتبين لاحقا أنها مغشوشة، وكان علينا التخلص من كامل الشحنة".

ما رأي الهيئة الوطنية للغذاء والدواء؟

الدكتور جاويد هجير، المتحدث باسم الهيئة الوطنية للغذاء والدواء، يؤكد للجزيرة نت أن الحكومة تبذل جهودا لضبط السوق، رغم التحديات الكبيرة.

ويقول: "هناك بين 50 إلى 100 مصنع محلي، معظمها صغيرة ومتوسطة، تنتج نحو 600 نوع من الأدوية، تغطي حوالي 5% إلى 10% من حجم السوق، رغم أنها تشكل 20% إلى 25% من أنواع الأدوية المتداولة".

افتتاح أول مصنع لإنتاج الأدوية في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان باستثمار 30 مليون أفغاني موفرا 220 فرصة عمل (الجزيرة)

ويضيف هجير أن الهيئة أنشأت مختبرات لفحص الأدوية على المنافذ الحدودية، وتجري حملات رقابية دورية على الصيدليات.

في الوقت نفسه، يشير صيادلة محليون في كابل إلى أن السلطات الحالية حققت تقدما ملحوظا في الحد من الأدوية المهربة مقارنة بالحكومة السابقة، وذلك من خلال تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية وتفعيل آليات التفتيش.

لكنه يعترف بأن التهريب والأدوية المقلدة يشكلان تحديا خطيرا فـ"الأمر يحتاج إلى تنسيق إقليمي ودولي، وتعاون من المواطنين أيضا في الإبلاغ عن الأدوية المشبوهة".

إعلان مخاطر تهدد الأمن الصحي

يؤكد متخصصون في الصحة العامة والصيدلة، بدعم من تقارير منظمة الصحة العالمية، أن انتشار الأدوية المغشوشة يؤدي إلى نتائج كارثية، منها ارتفاع مقاومة الأمراض للمضادات الحيوية، وتفاقم الحالات المزمنة بسبب عدم فعالية العلاج.

وتعاني مناطق واسعة من أفغانستان من نقص حاد في الأدوية الأساسية، مثل الأنسولين، أدوية الضغط، والمضادات الحيوية، ما يجعل الفئات الأضعف، مثل الأطفال وكبار السن، الأكثر عرضة للخطر.

ويضعف غياب سياسة وطنية متماسكة للأمن الدوائي ثقة المواطنين بالنظام الصحي.

الحل في الإنتاج المحلي والتعاون الإقليمي

ويُجمع الخبراء الأفغان على أن مفتاح الحل يكمن في دعم الصناعة المحلية من خلال تخفيف الضرائب على المواد الخام، وتوفير الطاقة بأسعار مدعومة، وجذب استثمارات من دول الخليج، وتركيا، والهند.

ويطالب هؤلاء الخبراء بمنح الأولوية لتأسيس مختبر مركزي وطني يتمتع بقدرات فحص متقدمة، وتدريب فرق تفتيش مهنية.

ويقول الدكتور هجير: "نرحب بأي دعم من منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية وصندوق قطر للتنمية، فالتعاون الدولي ضروري لبناء منظومة صحية تحمي المواطن الأفغاني".

وتتجاوز أزمة الأدوية المقلدة حدود أفغانستان، لتشكل تهديدا للصحة العامة في المنطقة، خاصة مع وجود شبكات تهريب نشطة قد تُغرق أسواق الدول المجاورة بأدوية غير آمنة.

فعلى سبيل المثال، قد تصل الأدوية المقلدة إلى أسواق باكستان وطاجيكستان عبر شبكات التهريب، وهذا يهدد الصحة العامة في المنطقة.

ومع استمرار الفجوة بين الطلب والعرض، يظل المواطن الأفغاني الحلقة الأضعف في معادلة صحية معقدة تتطلب حلا مستداما، وإرادة سياسية، وتعاونا إقليميا ودوليا عاجلا.

مقالات مشابهة

  • وزير الطاقة يبحث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه قطاعي المياه والكهرباء
  • الأدوية المقلدة في أفغانستان.. أزمة صحية وفوضى التهريب
  • محمد الفيومي: منح العقار رقما قوميا يسهم في تجاوز التحديات التي تواجهها المنظومة
  • مختصون: وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين.. وتنظيمها ضرورة لحفظ القيم
  • وزير التعليم العالي يفتتح كلية السياحة والفنادق بجامعة الغردقة
  • محافظ أسيوط يتفقد مركز تدريب علوم الحاسب بديوان عام المحافظة
  • محمد جبران يكشف تفاصيل التحديات في إعداد قانون العمل الجديد
  • قتلى بمخيم عطبرة والحرب تجبر 13 مليون سوداني على الفرار
  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا
  • الصين تؤكد دعمها للتعددية وتنسيق العمل العالمي لمواجهة التحديات الاقتصادية