رئيس وزراء باكستان لـ«الاتحاد»: الإمارات شريك موثوق.. و«صندوق الـ 30 مليار» مبادرة تاريخية
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
حوار: حمد الكعبي، محمد غزال
وصف دولة أنوار الحق كاكار، رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة، إعلان الإمارات إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، بالمبادرة التاريخية الجريئة التي تعكس التزامها القوي تجاه قضية تغير المناخ، مشيداً باستضافة الدولة مؤتمر الأطراف «COP28».
وقال في مقابلة حصرية مع «الاتحاد»، على هامش مشاركته في «COP28»، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وضع الأساس الصلب والقوي للعلاقات الثنائية بين البلدين، موضحاً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قد عزز هذه العلاقات حتى وصلت إلى هذا المستوى، واصفاً الدولة بالشريك الموثوق، الذي يتحلى بحس المسؤولية الأخلاقية والسياسية.
وعن الجالية الباكستانية في الإمارات، قال إنها ساهمت في تعزيز الروابط بين البلدين، مشيراً إلى مساهماتها تجاه المجتمع والاقتصاد الباكستاني، مضيفاً: «هناك أطفال يذهبون إلى المدرسة بسبب وجودهم هنا في الإمارات، وهناك أشخاص يتلقون الرعاية الطبية بسبب وجودهم هنا في الإمارات، والكثيرون يعيشون حياة طبيعية أو أفضل بسبب وجودهم في الإمارات».
وفيما يتعلق بمجال المناخ، قال رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية: «إن تغير المناخ تحدٍ عالمي ويجب أن تكون المساهمة في مواجهته عالمية أيضاً»، مؤكداً أهمية التحول إلى اقتصادات قائمة على المعرفة.
واعتبر «التغير المناخي» تحدياً للأمن القومي للدول أيضاً، مؤكداً أنه لا ينبغي الافتراض بأن الجفاف قد يؤثر مثلاً على بلد بعينه، أو أن إعصاراً سيستهدف أمة محددة، أو أن ذوبان الجليد سيحدث فقط في مناطق معينة، مضيفاً أن «التغير المناخي» يغير وجهه وشكله وطبيعته، منوهاً إلى أنه وإنْ كانت هناك دول أكثر عرضة للخطر، لكن هذا لا يعني عدم تأثر الآخرين، لأن التغير المناخي يغير وجهه وشكله وطبيعته، مؤثراً على الكرة الأرضية بأكملها، مشدداً على أهمية الحلول المستدامة لهذه القضية.
ونوه كاكار إلى أن هناك يقظة إقليمية عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، فيما تلعب الإمارات دوراً قيادياً في المنطقة والعالم، منطلقة من فهمها العميق للقضية وتقديرها الصحيح لإمكاناتها الاقتصادية، مضيفاً: «نحن نرى أن هناك الكثير من الفرص في المنطقة».
وأكد رئيس وزراء باكستان، الشراكة الطويلة والمستدامة بين بلاده والإمارات في مجالات تخفيف التأثير المناخي، والتكيف معه.
وقال: «وقعنا عدداً من الاتفاقيات الثنائية في الأيام القليلة الماضية».. مضيفاً: «نرى أن شراكتنا مستدامة، مع تقارب المصالح بين الاقتصادين».
وتفصيلاً، قال دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة، إن إعلان الإمارات إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، مبادرة تاريخية جريئة تعكس التزامها القوي تجاه قضية تغير المناخ.
وقال، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وضع الأساس الصلب والقوي للعلاقات الثنائية بين الإمارات وباكستان، فيما عزز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هذه العلاقات حتى وصلت إلى هذا المستوى، واصفاً الدولة بالشريك الموثوق، الذي يتحلى بحس المسؤولية الأخلاقية والسياسية.
وأضاف أن الجالية الباكستانية في الإمارات ساهمت في تعزيز الروابط بين البلدين، ولها مساهماتها الملموسة في المجتمع والاقتصاد الباكستاني.
وتابع: «هناك أطفال يذهبون إلى المدرسة بسبب وجودهم هنا في الإمارات، وهناك أشخاص يتلقون الرعاية الطبية بسبب وجودهم هنا في الإمارات، والكثيرون يعيشون حياة طبيعية أو أفضل بسبب وجودهم في الإمارات».
وقال رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية: «إن تغير المناخ تحدٍ عالمي وتحدٍ للأمن القومي للدول، ويجب أن تكون المساهمة في مواجهته عالمية»، مؤكداً أهمية التحول إلى اقتصادات قائمة على المعرفة، محذراً من «التغير المناخي» يغيِّر وجهه وشكله وطبيعته، ليؤثر على الكرة الأرضية بأسرها.
وقال: «في المراحل الأولية، كانت نتائج العملية خارج نطاق المعرفة البشرية، والآن، فإن الجميع على دراية بالوضع»، مشدداً على أهمية تحديد الأدوار، وتحديد من سيساهم بنشاط يحمل مفتاح حل قضية المناخ.
ونوه إلى أهمية متابعة التطورات العلمية في مجال المناخ عن كثب، محذراً من التغير سيكون سريعاً جداً، مضيفاً: «لذا يجب أن نكون يقظين بشأن التطورات العلمية»..
وأضاف: «يفهم الجميع أن الاقتصادات المعاصرة المبنية على المعرفة يجب أن تتحول نحو الانخفاض في الكربون، وهناك العديد من الحلول العلمية التي كنت ألمح إليها سابقاً، والتي سيكون من الأفضل لخبراء تغير المناخ، أو بالأحرى علماء تغير المناخ، توجيه الحكومات الوطنية المختلفة تجاهها.. وأعتقد أن الحلول لن تكون ثابتة أو دائمة، بل ستكون مبنية على التجربة والعلم، وستكون في تطور مستمر. وهذا التطور سيكون المبدأ التوجيهي لجميع الحكومات الوطنية.. لذا قد تسمع مصطلحات رائجة في عقد ما، ولكنها قد تصبح عتيقة في عقد آخر.. لذا يجب أن نفكر في أن التغيير سيكون متغيراً، وسيكون سريعاً جداً.. ويجب أن نكون يقظين لما يحدث من تطورات علمية.. وعلينا أن نراقب ذلك».
واستعرض كاكار جهود باكستان في الاستدامة ومكافحة التغير المناخي، مشيراً إلى أن بلاده يمكن أن تستفيد من صندوق المناخ الذي أعلنت عنه الإمارات.
وقال: «أفترض أن باكستان ستكون واحدة من المستفيدين من مثل هذه الصناديق، خاصة عندما تأتي من بلد شقيق مثل الإمارات العربية المتحدة.. فهناك العديد من العروض على الطاولة، حيث نعرض مشاريعنا المتجددة، سواء كانت شمسية أو غيرها.. وستتم مناقشة تفاصيل المشاريع الممكن تمويلها على مستوى الفريق العامل».. مضيفاً: «أنا متأكد من أنها ستكون جزءاً من مبادراتنا للتكيف مع المناخ، حيث نحاول تكييف متطلبات الطاقة لدينا».
وأكد رئيس وزراء باكستان الشراكة الطويلة والمستدامة بين الإمارات العربية المتحدة وباكستان في مجالات تخفيف التأثير المناخي، والتكيف مع المناخ والتمويل المناخي، وغيرها.
وتابع: «لقد وقعنا عدداً من الاتفاقيات الثنائية في الأيام القليلة الماضية.. لأن الاستثمار الجديد يتركز حول فكرة معالجة التغير المناخي في المجالات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى.. ونحن نرى أن الشراكة بين البلدين مستدامة، خاصة مع تقارب المصالح بين الاقتصادين».
وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الاتفاقيات بداية لفصل جديد، وهي أولى الاستثمارات القادمة إلى باكستان، لكن ليست الأخيرة، وأرى أنها ستتضاعف.. وستكون مكملة بمزيد من الاستثمارات، التي ستكون على الأرجح أكثر تركيزاً وتحقيقاً للنتائج في العقود القادمة.
وقال: «فرقنا تتفاوض، والمجموعات العاملة موجودة للتحدث عن تفاصيل المشاريع المختلفة والمتنوعة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها.. وهذه المشاريع القابلة للتمويل ستوقع على أمل في المستقبل القريب كاتفاقيات».
وقال إن هناك يقظة إقليمية لافتة عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، فيما تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً قيادياً في المنطقة والعالم، منطلقة من فهمها العميق للقضية وتقديرها الصحيح لإمكاناتها الاقتصادية، مضيفاً: «نحن نرى أن هناك الكثير من الفرص في المنطقة».
وتابع: «حسب رأيي، عندما بدأت عملية تغير المناخ، ربما لم تكن هناك معلومات كافية في نطاق المعرفة البشرية، غير أن الجميع الآن على دراية بالوضع.. والتساؤل: من سيلعب دوراً في حل المشكلة؟».
وأضاف: «ولذلك فإن إعلان التزام بقيمة 30 مليار دولار نحو حل أو تسوية تغير المناخ، مبادرة ضخمة من جانب الإمارات.. لكننا ندرك أن التحدي عالمي، والمساهمة يجب أن تكون عالمية أيضاً.. فليست الإمارات وحدها من ستتولى تخفيف تغير المناخ.. رغم أن المبادرة واعدة وجريئة وتاريخية.. وستتم ترجمتها إلى مشاريع في بلدان قد تكون باكستان واحدة منها».
وألقى رئيس وزراء باكستان الضوء على مشاريع الطاقة المتجددة في بلاده، وقال: «نعرض مشاريعنا في الطاقة المتجددة، سواء كانت شمسية أو رياحية أو غير ذلك.. وكلها قابلة للتمويل، وستتم مناقشة تفاصيلها على مستوى مجموعات العمل.. وأنا متأكد من أنها ستكون جزءاً من مبادراتنا للتكيف مع المناخ، حيث نحاول تلبية متطلبات الطاقة النظيفة لدينا، ولا حدود للتعاون».
وتابع: «كما أن لدينا إمكانات ضخمة للتصنيع وقطاع الصناعة والزراعة والأمن الغذائي والتعدين وتكنولوجيا المعلومات».
الغذاء العضوي
قال رئيس وزراء باكستان« إن بلاده في طريقها نحو مفهوم الغذاء العضوي من خلال إعلان بعض المناطق كمناطق عضوية وإدخال تقنيات جديدة وأفضل الممارسات الدولية»، مضيفاً: «عندما يتعلق الأمر بزراعتنا، فإننا نقوم ببعض التدخلات، حيث نحول مناطقنا الصحراوية الصغيرة إلى أراضٍ صالحة للزراعة.. ونتشارك تجارب مع الجانب الإماراتي، وقد أبدى اهتماماً لافتاً بها، ونتوقع أن تتحول بعض مناطقنا الزراعية إلى مشاريع مشتركة حقيقية وملموسة مع الإمارات».
مجتمع الإمارات
واختتم رئيس وزراء باكستان بالقول: «إن الجالية الباكستانية المقيمة هنا في الإمارات، هي واحدة من أهم الجاليات المقيمة في دول مجلس التعاون الخليجي وخارج باكستان.. إنهم لا يساهمون فقط في الاقتصاد الإماراتي، ولكن في الوقت نفسه لديهم إسهامات مهمة في مجتمعاتهم، فهناك أطفال يذهبون إلى المدرسة بسبب وجودهم هنا في الإمارات، وهناك أشخاص يتلقون الرعاية الطبية بسبب وجودهم هنا في الإمارات، وهناك أشخاص يعيشون حياة طبيعية أو أفضل».
وتابع: «نحن ممتنون جداً لمجتمع الإمارات وحكومته وقيادته اعتنائهم بالمواطنين الباكستانيين الموجودين هنا».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رئيس وزراء باكستان باكستان أنوار الحق كاكار المناخ التغير المناخي الإمارات تغير المناخ رئیس وزراء جمهوریة باکستان الإسلامیة رئیس وزراء باکستان التغیر المناخی تغیر المناخ بین البلدین فی المنطقة على مستوى آل نهیان یجب أن نرى أن
إقرأ أيضاً:
في صفقة تاريخية” لتعزيز قدرات القوات المسلحة الإماراتية.. تدشين أول طائرة “رافال” الفرنسية ضمن الدفعة الأولى
أعلنت وزارة الدفاع، تدشين أول طائرة “رافال” الفرنسية ضمن الدفعة الأولى، والتي تُعد من بين الأكثر تطوراً في العالم، في خطوة نوعية لتعزيز قدرات القوات المسلحة.
وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي ضمن “صفقة تاريخية” وُقّعت مع شركة “داسو للطيران” الفرنسية، ما يعكس عمق الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية الصديقة.
وأوضحت الوزارة أن اقتناء هذا النوع من الطائرات يأتي ضمن خطة شاملة لتحديث القدرات الدفاعية للدولة، تتضمن تطوير أسطول القوات الجوية بأحدث المعدات العسكرية، بما يتماشى مع المتغيرات والتحديات الأمنية على المستويين الإقليمي والدولي.
وتم الاحتفاء بتدشين الطائرة خلال حفل رسمي في فرنسا، بحضور معالي محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، ومعالي سيباستيان لوكورنو، وزير الدفاع في جمهورية فرنسا، وعدد من كبار المسؤولين والضباط بوزارة الدفاع، إلى جانب شخصيات رفيعة المستوى من الجانبين.
وأكد معالي المزروعي أن قواتنا المسلحة حققت، بفضل الدعم اللامحدود والاهتمام المباشر من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، نقلة نوعية على مستوى التجهيز والتحديث، ما جعلها من بين أكثر القوات كفاءة وجاهزية على مستوى المنطقة والعالم.
وأضاف: “إن استراتيجية القوات المسلحة ترتكز على الاقتناء المدروس لأحدث الأسلحة والمعدات التي تتماشى مع متغيرات حروب المستقبل والتطورات التقنية والنوعية، ما يعزز من الكفاءة القتالية الشاملة لمنظومة الدفاع الوطني بالدولة”.
من جهة أخرى قال العميد الركن محمد سالم الهاملي، من قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي: “أثبتت طائرات “رافال” كفاءتها في العديد من العمليات العسكرية حول العالم”، مؤكداً أنها تمثل خياراً إستراتيجياً يدعم بناء قوات مسلحة متطورة ومتكاملة، ويعزز خطط الدولة لتطوير قدرات سلاحها الجوي وأنظمة الدفاع الجوي.
وأوضح أن الطائرات تتميز بتقنيات متقدمة تتيح تنفيذ مهام متعددة مثل الاستطلاع والهجوم على الأهداف البرية والبحرية بدقة عالية، ما يجعلها إضافة نوعية للقوات الجوية الإماراتية، كما أكد أن الاتفاقية تضمنت برنامجاً تدريبياً متكاملاً لتأهيل الطيارين والفنيين، ما يعزز من جاهزية الكوادر الوطنية.
وأكد الهاملي، أن هذه الصفقة التاريخية جاءت نتيجة دراسة دقيقة لأسواق الدفاع العالمية، ومفاوضات مكثفة لضمان الحصول على أفضل أنواع الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي، مشيرا إلى أن التعاون الدفاعي بين دولة الإمارات وفرنسا يعكس العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الصديقين والتي أسهمت في إبرام هذه الصفقة المهمة.
وأضاف: “ستواصل القوات المسلحة الإماراتية جهودها لتطوير أنظمتها الدفاعية وتزويدها بأحدث التقنيات العسكرية، بما يتماشى مع التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية”، مشيراً إلى أن الوزارة ملتزمة بالبحث عن تقنيات ومنتجات من أجل تطوير جاهزية القوات الجوية، بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز مكانة دولة الإمارات كقوة دفاعية رائدة.
جدير بالذكر أن صفقة “رافال” التاريخية، التي بلغت قيمتها 16.6 مليار يورو، تعد من أبرز الصفقات الدفاعية في تاريخ العلاقات الإماراتية-الفرنسية، وتشمل إنتاج 80 طائرة مقاتلة مجهزة بأحدث التقنيات الدفاعية.وام