أبوظبي (الاتحاد)
تشهد القرية التراثية في أبوظبي، فعاليات وأنشطة تراثية وترفيهية وثقافية متنوعة، ينظمها نادي تراث الإمارات، بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بمناسبة «عيد الاتحاد» الـ 52، حيث توافد الزوار والسياح منذ السابع والعشرين من نوفمبر الماضي على القرية، التي استقبلتهم بمجموعة واسعة من الفعاليات الترفيهية والمسابقات التراثية والأهازيج والعروض الفلكلورية.

 

حرف يدوية 
عبر فعاليات يومية، يتعرف الزوار والسياح على الحرف اليدوية التقليدية، التي تمثل عنصراً مهماً من عناصر التراث الإماراتي وتبرز المهارات المتوارثة في الصناعات الشعبية التي تعتمد على مواد مستمدة من البيئات المحلية، من أجل إثراء الحياة اليومية في مجتمع الإمارات قديماً بالأدوات المعيشية والمنتجات المختلفة، وذلك من الورش المتنوعة التي تقدمها الحرفيات وخبيرات التراث، ومنها ورش السدو، والتلي، وسف الخوص، وصناعة البراقع.

كما تشهد القرية معرضاً تراثياً يسلط الضوء على جماليات الحرف اليدوية الإماراتية، التي شكلت عنصراً مهماً لاقتصاد الأسر قديماً، وكيف أصبحت من المظاهر الفنية التي ميزت المجتمع الإماراتي وتوارثتها الأجيال.
ويحتوي المعرض على عدد من الأركان المتخصصة، منها ركن الطب التقليدي والأعشاب الطبية التي كانت تستخدم في التداوي قديماً، إضافة إلى أركان تعرض المنتجات المرتبطة بالطقوس الاجتماعية مثل «زهبة العروس»، وزينة المرأة والمخمرية، وفنون التطريز، والنسيج، وغيرها.

«بيت البحر»
ومن خلال معرض الإصدارات في القرية التراثية، يتعرف الزوار على ملامح حضارة دولة الإمارات، وتاريخها الاجتماعي، وتراثها الغني والمتنوع، عبر مجموعة منتقاة من الكتب والدوريات ودواوين الشعر التي تثري الفعاليات في هذه المناسبة الوطنية في جانبها المعرفي، كما يوثق معرض الصور المصاحب للفعاليات، جوانب من جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» من أجل تأسيس الاتحاد.

وفي جانب الموروث البحري الذي يحتل مكانة كبيرة ضمن مكونات التراث الإماراتي، يتيح معرض «بيت البحر» تجربة حية للتعرف على الحياة البحرية للآباء والأجداد وامتهان الحرف المرتبطة بالبحر من صيد وغوص، من خلال معروضات متنوعة تضم نماذج للقوارب التراثية، وأدوات الصيد والغوص ومهارة فلق المحار، إضافة إلى معارف تراثية مختلفة للزائرين عبر الورش البحرية التي تعرض كنوز التراث البحري الغني لدولة الإمارات أهمها صناعة الديين، صناعة الليخ، صناعة نماذج القوارب، صناعة الكيبال، وورشة الطواش.

الأسر المنتجة
كما تشمل فعاليات نادي تراث الإمارات بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، سوقاً شعبياً يضم محلات للأسر المنتجة تضم الأكلات الشعبية والمشغولات اليدوية والبخور والعطور والأزياء التراثية والدخون والدعون، إلى جانب عدد من عربات الطعام المتنقلة ومنطقة لألعاب الأطفال.
وفي هذا السياق، قالت ليلى حميد العلوي، صاحبة مشروع للمأكولات الشعبية، إن فعاليات «عيد الاتحاد» بالقرية التراثية فتحت المجال أمام الأسر المنتجة لتسويق منتجاتها، مشيرةً إلى أنها حرصت على تقديم أطباق إماراتية شعبية ليحظى الزوار بفرصة تذوق المأكولات الشعبية وسط أجواء مثالية.

أخبار ذات صلة «مهرجان الشيخ زايد» يواصل احتفالاته بـ«عيد الاتحاد» مارتيري يعزف لــ«الطبيعة» في «COP28»

فيما أكدت بشاير محمد، صاحبة مشروع مملكة الحوريات للعود والطيب، أنها تمكنت من الترويج لمنتجاتها، حيث تجذب الزوار روائح الدخون والعطور العربية المتميزة، معربة عن سعادتها وشكرها للمنظمين الذين خصصوا محلات للأسر المنتجة ضمن السوق الشعبي في موقع الاحتفالات.

مطبخ إماراتي
وقدمت ليلى أحمد، صاحبة مشروع لأنواع مختلفة من المأكولات الشعبية الإماراتية، شكرها للمنظمين لفتح المجال للأسر المنتجة للمشاركة في هذا العُرس الوطني، وتقديم منتجات من المطبخ الإماراتي للجمهور، مما يعود بالنفع على المشاركين.
من جانبه، قال أحمد علي سالمين، إنه من خلال محل «يسوى سويت» يقدم منتجات مشتقة من التمور الإماراتية المتنوعة الأحجام، وغيرها من أطباق الحلوى التي يدخل التمر في مكوناتها.
وأعربت أميرة الكثيري، صاحبة مشغل «باي ستيج» المتخصص في إنتاج تصاميم مستوحاة من التراث الإماراتي، عن سعادتها بالمشاركة في هذا العرس الوطني وعرض أزياء من التراث الإماراتي، لضمان الاستدامة من جيل إلى آخر.

سباق قوارب التجديف
تقام يومياً عروض للمحامل التراثية على امتداد كورنيش أبوظبي، وهذه العروض تأتي استعداداً لانطلاق فعاليات «سباق عيد الاتحاد لقوارب التجديف التراثية فئة 40 قدماً» الذي ينظمه النادي بالتعاون مع اللجنة اليوم السبت، ويجري السباق في 4 أشواط تحمل ألوان علم دولة الإمارات، بمشاركة 1037 بحاراً، في 61 قارباً، ولمسافة 4 أميال بحرية تنتهي أمام المنصة الرئيسة بالقرية التراثية.
وضمن الأنشطة الترفيهية ذات البعد التعليمي المقدمة للأطفال يقام نشاط الرسم والتلوين الذي يتعرف من خلاله الأطفال على أهمية الحفاظ على البيئة وحماية الكائنات المختلفة، مع نشر الوعي بأهمية البيئة، في ظل الاهتمام الرسمي والمجتمعي بهذه القضية، وهو ما يتجلى في استضافة دولة الإمارات لقمة المناخ «كوب 28» هذه الأيام، وإعلان عام 2023 عاماً للاستدامة.

ألعاب شعبية
يقدم مسرح السوق الشعبي فقرات يومية تستهدف مختلف الفئات العمرية لاسيما الأطفال، عبر العديد من الألعاب الشعبية، وعزف الربابة، وفقرة الساحر، ومسابقات وفقرات الأسئلة الوطنية والتراثية، التي يصاحبها العديد من الجوائز، بالإضافة إلى السحوبات اليومية التي تتضمن هدايا قيمة.

ركن الأطفال
تم تخصيص ركن للأطفال يشهد فقرات خاصة بالمصطلحات الإماراتية، والسنع، وعروض الشخصيات الكرتونية التي تجوب أرجاء القرية التراثية والسوق الشعبي ومنطقة الألعاب، ليتسابق الأطفال وذووهم لالتقاط صور تذكارية معها وسط أجواء هذه الاحتفالات الوطنية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القرية التراثية عيد الاتحاد الإمارات أبوظبي نادي تراث الإمارات التراث الإماراتی القریة التراثیة

إقرأ أيضاً:

قطاع السياحة والطيران.. دور حيوي في تعزيز الثقافة والتراث وتمكين المجتمع الإماراتي

رشا طبيلة (أبوظبي) 
استطاع قطاع السياحة والطيران أن يكون جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، من خلال المشاريع السياحية والثقافية التي يتواصل إطلاقها، والفعاليات والأحداث المستمرة التي تسهم جميعها في تعزيز التلاحم المجتمعي والثقافة الإماراتية، وفي نفس الوقت، توفير فرص العمل ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحقيق التنمية الاقتصادية.
وأكده مسؤولون في القطاع لـ «الاتحاد» دور قطاع السياحة والطيران في دعم وتمكين المجتمعات المحلية من خلال حفظ التراث والقيم الثقافية والهوية الإماراتية، إلى جانب خلق الوظائف المباشرة وغير المباشرة وتوفير البنية التحتية ومقومات الحياة المجتمعية الإيجابية عن طريق المشاريع والمرافق السياحية والفعاليات والأحداث والمبادرات المجتمعية.

حفظ التراث
قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لـ «الاتحاد»: «نُدرك في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أنّ حفظ التراث والقيم الثقافية هو أساس بناء المجتمعات القوية والمتماسكة. فالتراث ليس مجرد ماض نحتفظ به ونستذكره من حين لآخر، بل هو هوية تعكس ثقافتنا وتاريخنا وتوجهاتنا المستقبلية، لذا، فإننا نعمل بجد على تعزيز هذا التراث من خلال مؤسساتنا الثقافية والفن العام، حيث نهدف إلى إثراء حياة المجتمعات وتوفير تجارب ثقافية مميزة لجميع أفراد المجتمع المحلي والعالمي».
وأضاف: مع الإعلان عن عام المجتمع، نؤكد التزامنا بدعم رؤية قيادتنا الحكيمة التي تهدف إلى بناء مجتمع يتسم بالابتكار والتنوع، وتتضمن برامجنا على مدار العام مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تحتفي بالثقافة والفنون وتوفر بيئة ملهمة للفنانين والمبدعين، مما يتيح للجميع فرصة المشاركة والتفاعل مع ثقافتنا وتراثنا الغني.
وأكد المبارك «نسعى دائماً إلى تعزيز الوعي الثقافي وتعميق الفهم بين الأجيال، لنضمن أن يظل تراثنا حياً نابضاً في قلوبنا وعقولنا، ونحن فخورون بمسيرتنا ونؤكد التزامنا بالاستمرار في العمل على حفظ تراثنا وتعزيز قيمنا الثقافية، لنخلق لمجتمعنا تجربة غنية تعكس تاريخه وتطلعاته المستقبلية».

وقال سعود عبد العزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لـ «الاتحاد»: قطاعات الثقافة والسياحة تؤديان دوراً حيوياً في دعم وتمكين المجتمعات المحلية، ومن خلال خلق فرص العمل والتدريب، نعمل على تطوير قدرات الأفراد وتمكينهم للمساهمة الفعالة في تنمية المجتمع.
وأضاف: نحرص على تطوير المؤسسات الثقافية التي تعكس تراثنا وتاريخنا الغني، وتُعد أجندة أنشطتنا المتنوعة على مدار العام جزءاً أساسياً من استراتيجيتنا، حيث تُسهم في استقطاب الزوار الدوليين من خلال الفعاليات السياحية والثقافية والرياضية والترفيهية المجتمعية معًا، كما نوفر منصة مثالية للفنانين والحرفيين وقطاع الضيافة والمطاعم، مما يتيح لهم فرصة عرض إبداعاتهم وتحقيق النجاح.
وقال الحوسني: نهدف من خلال هذا إلى تقديم فرص لقضاء أوقات ممتعة مع العائلة، واكتشاف تجارب جديدة، وتعميق التواصل بالثقافة والهوية الإماراتية.
وشدد الحوسني: مع الإعلان عن عام المجتمع نستمر في العمل بجد لتعزيز ثقافتنا وتطوير سياحتنا، مدفوعين برؤية قيادتنا الحكيمة، لنكون نموذجاً يحتذى به في تعزيز التنوع الثقافي والابتكار في المجتمعات.
وتهدف استراتيجية أبوظبي السياحية 2030 لزيادة عدد الوظائف بالقطاع بنحو 178 ألف وظيفة بحلول 2030 ليصل إجمالي الوظائف التي يوفرها القطاع 366 ألف وظيفة بحلول 2030، وتأكيداً على دور المشاريع الجديدة في خلق فرص العمل، فلمشاريع المتاحف في جزيرة السعديات لها عائد كبير على الاقتصاد الوطني، حيث من المتوقع أن تجذب مزيداً من الزوار بعد افتتاحها، إضافة إلى أنها ستضيف أكثر من 600 وظيفة مباشرة.

أخبار ذات صلة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.. احتفاء بمبادرات إماراتية ملهمة الإمارات في يوم البيئة الوطني: «جذورنا أساس مستقبلنا» عام المجتمع تابع التغطية كاملة

تطوير وازدهار المجتمع 
قال محمد عبدالله الزعابي، الرئيس التنفيذي لميرال لـ«الاتحاد»: يُجسد الإعلان عن تخصيص عام 2025 «عام المجتمع» في دولة الإمارات مدى اهتمام قيادتنا الرشيدة في بناء الإنسان، والاستثمار في قدراته ومهاراته، باعتباره الركيزة الأساسية التي تسهم في تطوير وازدهار المجتمع ويعزز من مكانة دولة الإمارات كبيئة عالمية متفردة تجمع بين تنوع الثقافات، وتقدم أسلوب حياة صحياً، وتشجع على الابتكار والإبداع.
وأضاف: في ميرال، يعتبر المجتمع محوراً رئيساً في استراتيجية أعمالنا، حيث نلتزم بمسؤوليتنا المجتمعية من خلال محاور متعددة تشمل تطوير المهارات، التعليم، والرعاية المجتمعية، مع تركيز خاص على بناء قدرات الشباب الإماراتي.
وتابع: من خلال مبادرات مؤثرة ومستدامة، نعمل في ميرال على تمكين شبابنا وتزويدهم بالأدوات التي تسهم في بناء مستقبلهم، لا سيما في قطاع السياحة والترفيه الذي يعد أحد المحركات الحيوية للتنمية الاقتصادية.
وقال الزعابي: نركز على تعزيز أسلوب حياة صحي يُلهم الأفراد والمجتمع ككل، ونحن فخورون بما حققناه حتى الآن من إنجازات تتمحور حول الإنسان، وملتزمون بترجمة رؤية قيادتنا الرشيدة إلى واقع ملموس يدعم بناء مجتمع متماسك ومزدهر.
ويأتي دور القطاع السياحي في تنمية المجتمعات أمراً محورياً في أجندة منظمة الأمم المتحدة للسياحة وأهدافها من خلال دورها الكبير في خلق الوظائف المباشرة وغير المباشرة، وحماية الطبيعة والتراث الثقافي، تعزيز الإدماج الاجتماعي، مع التركيز على تمكين المجتمعات المحلية لا سيما النساء والشباب. ويسهم قطاع السفر والسياحة الدولي بنسبة 10 % في الناتج المحلي الإجمالي وبلغ إجمالي الوظائف التي وفرها القطاع 348 مليون وظيفة أي بحصة 10.4 % من إجمالي الوظائف في العالم.

مبادرات مجتمعية متنوعة
وفي يناير الماضي، اختتمت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بالتعاون مع مؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم، فعاليات «أسبوع الهمم» تعزيزاً للوعي بحقوق أصحاب الهمم، وتسليط الضوء على أهمية تبنّي أعلى معايير الشمولية وسهولة الوصول في دمجهم وتمكينهم من المشاركة في التجارب المجتمعية والترفيهية والثقافية والرياضية في الإمارة.
وأطلقت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ومبادلة، في ديسمبر الماضي، من خلال مؤسسة مبادلة، مبادرة «حياة مليئة بالفن» و«مسابقة بيت الحِرفيين للتصميم»، في إطار اتفاقية التعاون بين الجهتين على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، لتعزيز المشهد الثقافي الحيوي في الإمارة، وتدعم مبادرة «حياة مليئة بالفن» أهداف التعاون بين الجانبين، الذي يتمحور حول التنمية المجتمعية وتعزيز الجهود المبذولة لتحقيق الاندماج المجتمعي في ساحة الفنون. 
وأطلقت مجموعة ميرال في سبتمبر عام 2023 استراتيجيتها للمسؤولية المجتمعية التي تهدف إلى إحداث تأثير إيجابي في المجتمعات، وتستند إلى التزام ميرال الثابت بالعمل على إثراء الفرد والمجتمع، وتشمل تنفيذ المجموعة أكثر من 80 مبادرة وبرنامجاً تنموياً اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً خلال العامين المقبلين، ويشمل ذلك شركات المجموعة ميرال إكسبيرينسز، وميرال دستينيشنز، وياس لإدارة الأصول.
وتطوِّر مجموعة ميرال استراتيجيتها لتدعم الفرد والمجتمع والبيئة، من خلال المبادرات المجتمعية المبتكَرة والمستدامة، التي تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتشرف عليها لجنة متخصِّصة من المجموعة.
وتستند الاستراتيجية إلى ثمانية محاور رئيسة لمبادرات تطوير المهارات وصقلها، هي التعليم، الرعاية المجتمعية، تعزيز صحة وعافية المجتمع، تشجيع ممارسة الرياضة، الفنون والثقافة والسياحة، والمحافظة على البيئة ورعاية الكائنات الحية. وتنسجم هذه المحاور مع ركائز هوية مجموعة ميرال: الأفراد والمجتمع والبيئة.

تحديات خاصّة
أعلنت كل من «مطارات أبوظبي» وشركة «الاتحاد للطيران» في سبتمبر الماضي عن إطلاق برنامج «دوّار الشمس للإعاقات غير المرئية» في مطار زايد الدولي وعلى متن رحلات «الاتحاد للطيران».  وتأتي هذه المبادرة تأكيداً على التزام «مطارات أبوظبي» و«الاتحاد للطيران» بدعم جميع المسافرين من دون استثناء، وبالتحديد ذوي الإعاقات غير المرئية، فقد بات برنامج «دوّار الشمس للإعاقات غير المرئية»، وهو برنامج معترف به عالمياً للإعاقات غير المرئية، متوفراً اليوم في مطار زايد الدولي. ويتيح هذا البرنامج للمسافرين الذين يواجهون تحديات خاصّة، مثل التوحد، والألم المزمن أو القلق، إعلام الموظّفين بطريقة لبقة تراعي خصوصيتهم بأنهم قد يحتاجون إلى مساعدة إضافية أو القليل من التعاطف والمعاملة الخاصّة. وكانت «مطارات أبوظبي» أعلنت في ديسمبر الماضي عن افتتاح غرفة حسية جديدة في مطار زايد الدولي بالتنسيق مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ومؤسسة سدرة، وتهدف المساحة إلى تزويد المسافرين الذين يواجهون تحديات حسية ببيئة هادئة وداعمة، بما يسهم في ترسيخ مكانة مطار زايد الدولي الرائد في تعزيز إمكانية وصول المسافرين والحفاظ على راحتهم النفسية والجسدية. 

«الاتحاد للطيران»: 290.000 مستفيد من المبادرات المجتمعية العام الماضي 
قالت الدكتورة نادية قاسم بستكي الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والشؤون المؤسسية في الاتحاد للطيران: تنسجم الركائز الأساسية لعام المجتمع تماماً مع قيم الاتحاد للطيران، وفي مقدمتها قيمة الوحدة التي تعد جوهر ثقافتنا المؤسسية وروح فريقنا الواحد، حيث يتشارك الجميع هذا الإيمان العميق بأهمية التضامن والتعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة والغايات النبيلة.
وأضافت: انطلاقاً من قيمها الراسخة في المسؤولية الاجتماعية والتنمية، تعزز الاتحاد للطيران التزامها بدعم المجتمع بكافة فئاته، من خلال جهودها في العمل الإنساني، والتعليم والتنمية، ودعم أهداف الشمولية في تمكين فئات المجتمع سواء داخل منظومتها المؤسسية أو على نطاق أوسع، ويأتي ذلك استكمالاً لرؤية الإمارات الهادفة إلى بناء مجتمع متماسك، متكافل، ومستدام، قادر على مواكبة التحديات المستقبلية وتحقيق التقدم في مختلف المجالات.
وأشارت بستكي إلى أن حجم التأثير وعدد المستفيدين من مبادرات الاتحاد للطيران المجتمعية والتطوعية وصل إلى أكثر من 290 ألف مستفيد ضمن مبادرات الاتحاد المجتمعية العام الماضي، التي تنوعت بين المساعدات الإنسانية، والتعليم، ودعم أصحاب الهمم، وتمكين المرأة وغيرها.
وفيما يتعلق بمبادرات أصحاب الهمم، تؤكد الاتحاد للطيران أن تمكين أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع ليس مجرد مسؤولية اجتماعية، بل التزام راسخ يعكس قيمها في الشمولية، وتوفير الفرص لجميع أفراد المجتمع حيث أطلقت الاتحاد للطيران برامج ومبادرات نوعية تهدف إلى خلق بيئة داعمة، توفر لأصحاب الهمم فرصاً متكافئة للنمو المهني والاستقلالية، مما يسهم في تحقيق مجتمع أكثر تكافلاً واستدامة، ومن تلك المبادرات، إطلاق برنامج تدريب أصحاب الهمم، الذي يهدف إلى توفير تجربة شاملة تتماشى مع ركائز المسؤولية الاجتماعية للشركة، مما يعزز فرصهم في سوق العمل ويمكنهم من تحقيق تطلعاتهم المهنية. 
وتسعى الاتحاد للطيران لنشر قيم المشاركة والعطاء وتعزيز منظومة التطوع لدى موظفيها حيث قامت بتطوير برنامج يسعى إلى تنمية ثقافة التطوع عبر إشراك الموظفين في فرص عمل تطوعي منظمّة، مع تحفيزهم بالمكافآت والتقدير السنوي، ليصبحوا سفراء للتعاطف و التلاحم المجتمعي على المستويين المحلي والعالمي، حيث نجح البرنامج منذ إطلاقه باستقطاب أكثر من 1376متطوعاً قاموا ببذل أكثر من 8.900 ساعة في الأعمال التطوعية والمجتمعية. 
وأوضحت بستكي «في الاتحاد للطيران، الوحدة ليست مجرد قيمة مؤسسية، بل هي نبض ثقافتنا وهويتنا التي تجمع أكثر من 140 جنسية تحت سقف واحد. وعندما تحل الأزمات والكوارث، تتحد أسرة الاتحاد للطيران، للتطوع وتقديم العون والمساعدة من دون تمييز أو حدود، حيث أسهمنا في دعم أكثر من 20 ألف لاجئ بتوفير الملابس الشتوية، وأطلقنا برامج لتنمية مهارات اللاجئات في الدول المنكوبة، لمنحهن فرصة لإعادة بناء حياتهن».
وحول مساهمة الشركة في جهود دعم المهارات والكفاءات الإماراتية التي تعد عنصراً أساسياً من المجتمع، أكدت بستكي التزام الاتحاد للطيران بدورها الرائد في تطوير الكفاءات الوطنية، من خلال برامج التوطين الشاملة والطموحة التي تهدف إلى تأهيل المواهب الإماراتية للعمل في مختلف أقسام الشركة، بدءاً من هندسة الطيران، وإدارة المطارات وصولاً إلى المجالات الإدارية، والتنفيذية في مختلف الأقسام، لضمان أن يكون الإماراتيون في قلب خطط النمو والتوسع. 
وأضافت: بحلول عام 2030، تسعى الاتحاد للطيران إلى مضاعفة حجم شبكتها وأسطولها، مما يتطلب كوادر وطنية مؤهلة لقيادة هذه المرحلة ولذلك تواصل التزامها بتطوير الكفاءات الوطنية في قطاع الطيران من خلال برنامج الطيار المتدرب، الذي يخرّج باستمرار كوادر إماراتية مؤهلة على أعلى المستويات حيث شهد العام الماضي تخرج 28 طياراً متدرباً و16 مساعد طيار ثانٍ، فيما استقبلت الشركة الأسبوع الماضي دفعة جديدة من الطيارين المتدربين.
وقالت بستكي، الاستثمار في الإنسان هو جوهر رؤيتنا ونهجنا المستدام، ومنذ إطلاقه عام 2007، قدّم البرنامج طيارين مدرّبين وفقاً لأعلى المعايير العالمية لينضموا إلى أسطول الاتحاد للطيران، حاملين معهم طموح الناقل الوطني لبلوغ وجهات جديدة وتعزيز أعمالنا وشبكة وجهاتنا.
وعلى صعيد آخر، تواصل الاتحاد للطيران دعمها للرياضات المختلفة، محلياً ودولياً، انطلاقاً من إيمانه العميق بدورها في تحفيز الطاقات، وتعزيز الصحة، وتوحيد المجتمعات.
وأكدت بستكي أن الاتحاد للطيران ستواصل التزامها بالمسؤولية الاجتماعية عبر إطلاق حزمة من المشاريع المجتمعية الرائدة خلال «عام المجتمع»، والتي تهدف إلى تعزيز العمل التطوعي واستدامة العطاء.
وأضافت «ستربط الاتحاد للطيران بين مبادراتها المجتمعية وإطلاق وجهاتها الجديدة، مما يسهم في دعم التعليم، وتعزيز المشاركة المجتمعية، والاستجابة الفاعلة للأزمات الإنسانية. حيث تجسد هذه الجهود رؤية الاتحاد للطيران كقوة دافعة للتغيير الإيجابي، لتترك بصمة مستدامة أينما حلّقت».

طيران الإمارات أول ناقلة جوية معتمدة لذوي التوحد
وبدأت طيران الإمارات رحلة استثنائية لتصبح أول ناقلة جوية في العالم تحصل على اعتماد رسمي كأول ناقلة جوية معتمدة لذوي التوحد، بهدف توفير تجربة سفر سلسة وضيافة شخصية للعملاء من ذوي التوحد والاضطرابات الحسية، مما يجعل السفر أكثر شمولاً للجميع.  وعلى مدار عام 2025 وما بعده، ستقدم طيران الإمارات معايير وخدمات جديدة للعملاء من ذوي التوحد والاضطرابات الحسية، لضمان سفر أكثر راحة وسهولة. تشمل هذه الخدمات الدلائل الحسية، وهي أدوات رقمية طورتها طيران الإمارات كجزء من عملية المراجعة بالتعاون مع المجلس الدولي لمعايير الاعتماد والتعليم المستمر، لتمكين المسافرين من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن البيئات المختلفة التي يواجهونها، للتخطيط بشأن ما يناسب احتياجاتهم.  وتم إنشاء الأدلة من خلال إجراء عمليات تدقيق شاملة للمرافق في جميع مرافقها في دبي وتجربة الطيران، وقياس المدخلات الحسية في المناطق العامة مثل مستويات الصوت والإضاءة والمناظر والروائح المحتملة. ومن المتوقع أن يشهد عام 2025 تطوراً آخر يتمثل في تقديم منتجات حسية للعملاء على متن رحلات طيران الإمارات تتضمن ألعاباً حسية أو مساعدات يمكنها تشجيع التركيز، والمساعدة في تقليل السلوك التحفيزي الذاتي وتخفيف التوتر. وكانت طيران الإمارات قد حصلت في أبريل (نيسان) 2024، على شهادة الاعتماد الرسمية كمركز صديق لذوي التوحد، من قبل المجلس الدولي لمعايير الاعتماد والتعليم المستمر IBCCES، وذلك جميع مرافقها الأربعة لإنجاز إجراءات السفر بدبي، بما في ذلك مركزها المخصص في المبنى 3 بمطار دبي الدولي. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، أصبح مطار دبي أول مطار دولي يحصل على شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد CAC.

مقالات مشابهة

  • قطاع السياحة والطيران.. دور حيوي في تعزيز الثقافة والتراث وتمكين المجتمع الإماراتي
  • «منتدى الأعمال الإماراتي الألماني» يستكشف فرص التعاون الاقتصادي
  • فرقة أسوان للفنون الشعبية تبهر جمهور معرض الكتاب
  • فرقة أسوان والآلات الشعبية يبهران جمهور معرض الكتاب
  • «ليلة مع الرحابنة».. مكتبة محمد بن راشد تحتفي بإرث المسرح الغنائي
  • لتعزيز العلاقات الاستراتيجية.. انطلاق فعاليات الأسبوع الإماراتي الكويتي
  • تحت رعاية حمدان بن زايد.. انطلاق برنامج الصقارة «الإماراتي- الياباني» 8 فـبراير
  • بدعم حمدان بن زايد.. برنامج الصقارة الإماراتي الياباني ينطلق 8 الجاري
  • وفد من حماس يزور المستشفى الميداني الإماراتي في غزة
  • "الفنون الشعبية" و"أوركسترا الأوبرا" تُشعلان حماس جمهور معرض الكتاب