خبير يؤكد لـRT السيناريو"المبيّت" بدعم واشنطن نحو الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري لأهالي غزة
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
أكد أستاذ التاريخ أحمد الصاوي أن الإجابة الأمينة عن "هل تل أبيب تخسر الحرب؟" ينبغي تحررها من الأمنيات ثم تجنب قياس نتائج الحرب على قطاع غزة بالأهداف التي أعلنها نتنياهو وجيشه.
وقال الصاوي في تصريح لـRT "إنها الأهداف الثلاثة التي ينعق بها نتنياهو وقادة جيشه.. فالرّجل ومن حوله يتنفسون كذبا وسيكون من الغفلة تصديقهم فيما يُعلنون من أهداف تشتمل القضاء على حماس واسترداد الأسرى والقضاء على أي مصدر للخطر يأتي من غزة".
مزيج مخيف من الإبادة والتطهير العرقي والتهجير
وبيّن أستاذ التاريخ المعاصر أنّ ما لم يُعلنه نتنياهو هو أن هدف تلك الحرب هو التخلص من "غزّة البشر والحجر".. أي مزيج مخيف من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري".
وقال إن ما يلزم لتحقيق هذه الأهداف غير المعلنة بشكل رسمي ليس فقط محو كل أثر لمقومات الحياة الإنسانية البدائية من منازل وطرق ووقود وأرض زراعية ومستشفيات، بل وترويع من سيبقى على قيد الحياة من سكان غزة.
وأوضح لـRT: "تعلم تل أبيب جيدا أن فاتورة القضاء على حماس وفصائل المقاومة المسلحة ستكون كبيرة ولكنها تعتبر ذلك هدفا تكتيكيا قياسا بالهدف الاستراتيجي ألا وهو التطهير العرقي لكامل قطاع غزة".
تل أبيب تمضي بكل الدعم الأمريكي
وأكد الصاوي أن "تل أبيب تمضي في خطتها بكل الدعم الأمريكي عبر مرحلة أولى انتهت بتدمير شمال غزة وتجري الآن المرحلة الثانية لتدمير شرق جنوب غزة لحشر قرابة المليونين من سكان غزة في بقعة صغيرة تمتد من البحر المحاصر بالسفن الحربية الإسرائيلية إلى رفح- خان يونس."
إقرأ المزيد أردوغان: ما يحدث بغزة جريمة حرب ويجب محاسبة مرتكبيها أمام القانون الدوليوأكد أن مرحلة التدمير الحالية تجري دون السماح بدخول شاحنات المساعدات التي تحتجزها تل أبيب عند معبر "العوجة" منذ يومين كاملين.
وخلص إلى أن الهدف النهائي لتلك الحرب على غزة "هو قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وتحطيم كافة المباني التي تقدم الخدمات المدنية كافة وترويع وتجويع من سيبقى على قيد الحياة حتى يندفعوا باتجاه سيناء". وقال: "هناك تسريبات شتى حول خطط إنشاء مخيمات داخل سيناء مع فرض منطقة عازلة تحول دون الفلسطينيين والعودة لغزة، وتطمينات لمصر أن تلك المخيمات سيتم إخلاؤها تدريجيا بتهجير الفلسطينيين نحو بلاد أخرى في أوروبا والمنطقة".
خطط إنشاء مخيمات داخل سيناء
وأوضح أن المقاومة تصمد "ولكن العدو يلتف حولها ويذهب للهدف الدامي بقتل من يستطيع من الفلسطينيين وتهجير الأحياء وحصرهم في 15 ميلا مربعا عند رفح تحديدا".
ونبه الصاوي إلى ضرورة عدم الالتفات إلى أي كلام أمريكي حول "رفض التهجير القسري ودموع التماسيح التي تذرف عند الحديث عن إدخال المساعدات الإنسانية لسكان غزة".. "فذلك ليس أكثر من ذر للرماد في العيون".
إقرأ المزيد "اليونيسف": قطاع غزة أخطر مكان على حياة الأطفال في العالموعن إمكانية نجاح "العدو" في تحقيق الأهداف الحقيقة الغير معلنة، أكد الصاوي أنه في حال استمرت حالات الاشتباك الراهنة دون دخول أطراف إقليمية أو دولية بأمور أخرى غير بذل الجهود السلمية من حث لتل أبيب على وقف العمليات العسكرية أو السماح بدخول المساعدات أو حتى تبادل الأسرى، لو استمرت هكذا، فلا يمكن توقع نتائج أخرى غير تلك الاستهدافات الصهيونية.
الأمور تمضي نحو تهجير قسري
وعاد الصاوي يؤكد أن الأمور تمضي بسرعة نحو تهجير قسري "وما عودة نتنياهو للقصف المساحي البربري إلا محاولة لمسابقة الزمن إنقاذا لنفسه بإنجاز عسكري ولانتخابات بايدن قبل نهاية هذا العام".
وأردف: "علينا أن نتوقع أن الكيان حال نجاحه في إخلاء غزة قتلا وتهجيرا سيتوجه هو وعصابات المستوطنين لخطط إخلاء الضفة الغربية من سكانها".
المصدر: RT
ناصر حاتم - القاهرة
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم البيت الأبيض الجهاد الإسلامي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القاهرة بنيامين نتنياهو تل أبيب جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية حركة حماس سيناء طوفان الأقصى غوغل Google قطاع غزة كتائب القسام هجمات إسرائيلية واشنطن قطاع غزة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يواصل سياسة تجويع ممنهجة بحق الفلسطينيين في غزة
يمانيون ـ تقرير ـ مرزاح العسل
يتعرض الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 15 شهراً لحرب إبادة صهيونية وسياسة تجويع ممنهجة، بسبب عرقلة العدو الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية، بحسب مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ولم تقتصر حرب الإبادة الصهيوني على القصف بالطائرات الحربية والمدفعية والقذائف التي أودت بحياة عشرات الآلاف، بل هناك حرب من نوع آخر تحدثت عنها الأمم المتحدة واليونيسف وحذرتا منها، وهي حرب التجويع الممنهجة بحظر المواد الغذائية التي يحتاجها الإنسان بشكل أساسي.
فمنذ السابع من أكتوبر 2023م، حرمت حرب الإبادة المتواصلة التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة، المواطنين بشكل عام، وأهالي خانيونس، جنوبه، بشكل خاص، من عادتهم التجمع لتناول وجبة غداء دسمة عامرة باللحوم والحلويات يوم الجمعة، لأن الحصول عليها أصبح مستحيلا أو ضربا من الخيال.
ومنذ بداية الحرب والقطاع يتعرض لسياسة تجويع ممنهجة، إذ يتم منع المواد الغذائية الأساسية التي تساعد على بناء الجسم، خاصة للأطفال والشباب، والسماح بإدخال المواد المعلبة والمصنعة التي تحذر وزارة الصحة من كثرة تناولها لما تحويه من مواد حافظة تضر الصحة.
وعند النظر لما يُسمح بإدخاله للقطاع، فهو معلبات بأنواعها المختلفة، إضافة إلى كميات قليلة من المواد الغذائية الأساسية مثل الطحين والخضروات والفاكهة واللحوم، الأمر الذي يجعل أسعارها مرتفعة جدا نظرا لقلة المتوفر منها.
وفي هذا السياق يؤكد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، أن القطاع وصل إلى مرحلة كارثية بسبب انتهاج العدو سياسة التجويع، وأن العدو يواصل إغلاق جميع المعابر، ويمنع إدخال المساعدات والمواد الغذائية إلى القطاع.
ودان المكتب الإعلامي جرائم العدو الصهيوني المركبة بحق الشعب الفلسطيني، ومنها سياسة التجويع الممنهجة، كما طالب الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف واضح تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وقال المكتب: “ندق ناقوس الخطر لجميع دول العالم، ونطالبها بوضع حد لما يعيشه القطاع”.
ودعت السلطات في غزة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، لإدارة أزمة الغذاء الخطيرة في القطاع، كما طالبت الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف واضح تجاه الأزمة.
واستفحلت المجاعة في جُل مناطق قطاع غزة لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني على التوالي على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يعيشون في الخيام.
ويُشار إلى أن الحرب على غزة تسببت في تدمير المزارع كافة، التي كانت تنتشر في المناطق الزراعية التي يقع معظمها شرق وشمال القطاع، تلك المناطق التي سيطرت عليها قوات العدو الصهيوني وحولتها لمنطقة عازلة لا يوجد بها أي مظهر للحياة.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن أزمة الغذاء في قطاع غزة لا تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، مع وجود ما يقرب من 2.2 مليون شخص من السكان ما زالوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة.
ويحظر القانون الدولي الإنساني تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.. كما تمنع “الأمم المتحدة” استخدام التجويع كسلاح في النزاعات، بعد قرار من مجلس الأمن صادر عام 2018، وتعتبر ذلك “جريمة حرب”.
فيما تنص المادة الثامنة من نظام المحكمة الجنائية الدولية على أن “تجويع المدنيين عمدًا بحرمانهم من المواد الضرورية التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية الإنسانية” يعد جريمة حرب.
ويعتبر ذلك نوعاً آخر من أنواع العقاب الجماعي، وهو مرفوض وفقا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف خاصة المواد “33” و”55″ و”59″، وتُوجب المادة 27 على قوات الاحتلال بألا تجعل من المواد الغذائية والمياه والمواد الطبية بأي حال من الأحوال نوعا من العقاب الجماعي ضد المدنيين بالمناطق المحتلة.
ويقول مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا: إن العدو الصهيوني يستخدم التجويع كسلاح منذ بداية عدوانه على غزة، وكان أول قرار اتخذه هو وقف إمدادات الغذاء والدواء والماء، وما دخل كان استثناءات بسيطة بعد ممارسة ضغط دولي.
ويضيف الشوا خلال مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية: إن التجويع أحد الأسلحة التي مورست ضد الشعب الفلسطيني، وما دخل من الطحين خلال الفترة الأخيرة هو ثلث الاحتياجات فقط، والتي تتزايد.. لافتًا إلى أن هناك شواهد على الأرض أن هناك حالات سوء تغذية شديدة بين الأطفال، وما يدخل القطاع لا يلبي سبعة في المائة من الاحتياجات الإنسانية للسكان.
ويُردف بالقول: إنه في ظل البرد القارس في خيام غزة، لا توجد مساعدات كافية وهذا واقع إنساني خطير يعيشه السكان.. مشدداً على أن العدو الصهيوني مُستمر في سياسة التجويع.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي ردة فعل طفل في قطاع غزة لحظة تذوقه الموز لأول مرة في حياته، ظنها قطعة من الدجاج.
ويأتي تداول هذا الفيديو، في وقت لا تكف منظمات أممية وإغاثية عن التنبيه إلى المستوى المثير للقلق من الانعدام الحاد للأمن الغذائي في قطاع غزة.. فالعدو الصهيوني فرض ولا يزال قيودًا صارمة على إيصال المساعدات للفلسطينيين في غزة ضمن سياسة التجويع الممنهجة واضحة المعالم.
ولاقى مقطع الفيديو تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذا علق مدونون بالقول: “إسرائيل كيان شر واستبداد”.
وفي الوقت الذي تتفشى فيه المجاعة وغلاء أسعار السلع الغذائية في قطاع غزة، يقف الغزيون في الطوابير لا لتناول الدجاج المفقود ولا الخضار والفواكه، بل للحصول على رغيف من الخبز أو أي نوع من الطعام يسد رمق الحياة، وفي بعض الأحيان تنفد كميات الوجبات الغذائية المتوفرة، لتنتهي محاولات البعض بالحصول على طعام بالفشل بعد طول انتظار.
وألقى النقص الغذائي وسياسة التجويع الممنهجة بتأثيره على الرضع أيضًا، إذ حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من نقص إمدادات حليب الأطفال في غزة وقرب نفادها مما يعرض حياة آلاف الرضع للخطر.. فستة صناديق فقط هو ما تبقى من حليب الأطفال في القطاع، وفقًا للوكالة، في وقت يفترض أن يعتمد عليها ما يقرب من 8500 رضيع في القطاع للحصول على الحليب.
وعلى إثر ذلك، تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي مع سياسة التجويع الصهيونية في قطاع غزة، إذا قال مدونون: “يوم بعد آخر موت تلو موت، جوع وجوع، لا مأوى لا أمان.. هكذا هي أيام أهل غزة منذ أكثر من عام”.. متسائلين: “نستيقظ كل صباح ونحن نحمل معنا أسئلة حول ما سيأتي به اليوم، مثل هل سنجد طعاما نأكله؟ وإذا وجدناه فما هو الصراع أو المعركة التي سنواجهها للحصول عليه؟ هل سنكون جميعًا بأمان اليوم دون أن يتأذى أحد؟.
وبدعم أمريكي لامحدود يرتكب العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
المصدر : وكالة سبأ