نتنياهو يراهن على بئر زمزم لغسل يديه من دماء الفلسطينيين
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
ما من شك في أن اتفاقيات التطبيع الاخيرة التي وقعها كيان العدو مع العديد من الدول العربية والمعروفة باتفاقات “ابراهام” قد خففت الكثير من القيود التي كانت تكبح إلى حد ما سياسة القمع والتنكيل الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وأطلقت يد الاحتلال لمضاعفة عمليات الاستيطان في الضفة الغربية بما يجعل من احتمال قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً .
كما ساهمت موجة التطبيع في توفير مناخ سياسي دفع بالقيادات الصهيونية المتطرفة التي كانت تعمل في الكواليس والظل إلى مقاعد الكنيست والحكومة الإسرائيلية، وبالتالي إعلان مواقفها وفرض سياستها الهادفة الى ضم الضفة الغربية وتهويد القدس، ولولا اتفاقات إبراهام لما تحولت أفكار ومواقف الإرهابيين الصهيونيين بن غفير وسموتيرتش التي كانت تُناقش همسا وعلى استحياء إلى خطط استراتيجية يُشرعنها الكنيست وتنفذها الحكومة .
ولولا التطبيع لما تجرأ نتنياهو وبن غفير على التصريح بأنهما ينفذان “نبوءات أشعيا وخيارات يوشع بن نون” الدموية في حرب الإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين .
تخلت الدول العربية المطبِّعة عن القضية الفلسطينية واعتبرتها كما لو أنها قضية داخلية للكيان الإسرائيلي، وبناء عليه تحرر كيان العدو من كل الاعتبارات والحسابات، وأطلق العنان لأطماعه التوسعية وأصبح حل الدولتين الذي كان يعد الفلسطينيين بـ 20 % من أرضهم شيئاً من الماضي .
لولا اتفاقات ابراهام لما تجرأ كيان العدو على شن حرب على قطاع غزة بهذه الوحشية وهذا القدر من القتل والتدمير الذي لم يشهد له العالم مثيلا .
أكثر من 15 ألف فلسطيني قُتلوا خلال شهر ونصف من جرائم الإبادة الجماعية، نحو 60% من الضحايا هم من الأطفال والنساء .
أمس الجمعة بدأ جيش الاحتلال جولة ثانية من حرب الإبادة في القطاع بعد 7 أيام من الهدنة . وفي نفس الوقت يستعد كيان العدو أيضاً لجولة ثانية من اتفاق ابراهام، وهي بالنسبة له “ذروة سنام التطبيع” كيف لا، والتطبيع هذه المرة مع بلد الحرمين، مع الدولة العربية الاسلامية الأكبر اقتصادا والأكبر مساحة مع قبلة المسلمين وحيث يوجد مقام ابراهام نفسه .
من الواضح ان معركة “طوفان الأقصى” وما تلاها من رد صهيوني هيستيري قد أجلت خطوات التطبيع السعودي – الإسرائيلي، لكنها لم تلغها رغم كل المجازر والجرائم الإسرائيلية، ولو أن الإسرائيليين يشعرون بتأثير جرائمهم في غزة على مستقبل التطبيع مع السعودية لما استمروا بتلك الجرائم ولما استأنفوها بعد فترة من الهدنة .
يغرق المجرم نتنياهو بدماء الفلسطينيين أكثر فأكثر، ومهما استمرت حربه ومجازره، فلا يمكن لها أن تمحو هزيمة السابع من أكتوبر 2023 التي لحقت بجيشه، وكل ما يقوم به هذا الجيش حتى الآن هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لن ترمِّم تشوه صورة الكيان وجيشه أمام العالم بل تزيدها تشوهاً وقبحاً.
هذه الحقيقة يدركها المجرم نتنياهو وحكومته النازية، لكنه يعول على التطبيع مع السعودية، والاغتسال في مياه زمزم لإزالة دماء الفلسطينيين .
يعتبر المجرم نتنياهو أن التطبيع مع السعودية، بمثابة صك غفران لكل الجرائم التي اقترفها بحق الفلسطينيين. سيحج نتنياهو إلى مكة .. سيغتسل بماء زمزم .. ستزول آثار الدماء وستُمحى كل آثامه . وسيعود الى تل أبيب كما ولدته أمه.
جو بايدن هو الآخر يراهن على إبراهام مكة والتطبيع مع السعودية . بايدن الذي يعيش خريف عمره، يُلقي السلام على الأشباح ويتعثر في خطاه، سيعود شابا وقد يضمن الفوز بفترة رئاسية ثانية .
فما الذي يراهن عليه محمد بن سلمان من التطبيع مع كيان العدو ؟.
تسوق الرياض شروطها للتطبيع ومنها :
التزام أميركي بحماية المملكة عبر اتفاقية دفاع مشترك . الأمير محمد يدرك أن مثل هذا الشرط لا يمكن أن تحققه الولايات المتحدة لأنه يتناقض مع سياستها الاستراتيجية في المنطقة، وما ينتظره ولي العهد حالياً والملك مستقبلاً من واشنطن هو حماية شخصه وعرشه .
الشرط السعودي الثاني يتمثل في الحصول على دعم أميركي للطموحات النووية السعودية، بإنشاء مفاعلات نووية والسماح بتخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية .
قد تتنازل تل أبيب وتُبدي موافقتها على ذلك، ولكن بالرجوع الى الدور البريطاني والأميركي وأعداد الضباط والخبراء العسكريين من البلدين التي أدارت القواعد العسكرية الجوية السعودية ومنظومات الدفاع الجوي في الحرب على اليمن، فلن يكون للسعودية من مفاعلاتها النووية سوى الاسم .
وعلى غرار باكستان النووية، سيكون الجيش السعودي ضامناً إضافياً أقرب إلى البيت الأبيض من البيت الحرام .
aassayed@ gmail.com
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أطباء أمريكيون: الدمار الذي شهدته غزة ليس له مثيل مطلقاً
الثورة نت /
قال أطباء أميركيون عملوا في مناطق ومستشفيات مختلفة بقطاع غزة، إن الدمار الذي خلفه الكيان الصهيوني خلال عدوانه على القطاع والذي دام أكثر من 15 شهراً، لم يروا مثله في مناطق صراع أخرى مطلقاً.
جاء ذلك في حديثهم للصحفيين بالأمم المتحدة، بعد اجتماعهم مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش .
وقال الطبيب ثائر أحمد الفلسطيني الأصل الذي يعمل في شيكاغو أنه خدم في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة في يناير 2024، “إن قتل العاملين في المجال الصحي أصبح أمرا طبيعيا بالنسبة للجيش الصهيوني”.
وأكد الطبيب الأمريكي على أن الطبيب الفلسطيني مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، المعتقل لدى العدو الصهيوني خسر كل شيء، ودفن ابنه بيديه، لكنه رغم ذلك لم يتخل عن واجبه الإنساني حتى آخر لحظة، وشدد على ضرورة الإفراج الفوري عن الدكتور أبو صفية من السجون الصهيونية.
وأشار الطبيب أحمد إلى أن غياب الدبابات أو القوات الصهيونية عن غزة لا يعني عدم موت مزيد من الناس، محذرا من أن العديد من الناس سيموتون إن لم تتوفر الإمدادات الطبية اللازمة.
وأضاف أنه كان من المقرر بناء آلية للإجلاء الطبي في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” والعدو الصهيوني لكن هذه العملية لم تتم.
من جانبها، قالت عائشة خان، الطبيبة بمستشفى جامعة ستانفورد الأمريكي، إنها خدمت في حوالي 30 منطقة حول العالم، وما رأته في غزة لم يسبق له مثيل .
وأشارت خان إلى أن أطفالا تراوح أعمارهم من 5 إلى 6 سنوات كانوا يأتون إلى المستشفى مصابين بطلقات نارية وإصابات ناجمة عن المتفجرات.
وحذرت الطبيبة خان، من أن الأطفال قد يموتون من الجوع حتى لو لم تسقط أي قنابل على غزة، وقالت: “هناك حاجة ملحة لإجلاء 2500 طفل وإلا فإنهم سيموتون خلال أسابيع قليلة ولا يوجد نظام لتنفيذ إجلائهم”.
أما الطبيبة فيروزة سيدوا، فقالت إنها لم تر مكانا مثل غزة في حياتي، ما حدث كان أمرا فظيعا”، مبينة أن النظام الصحي كان مستهدفا بصورة مباشرة وأن كل مستشفى بالقطاع تعرض للهجوم .
وذكرت سيدوا، أنه كان هناك 250 مريضا في المستشفى الأوروبي خلال فترة وجودها هناك، نصفهم من الأطفال.
ولفتت إلى أن واحدا من كل 20 عاملا في مجال الرعاية الصحية في غزة قتله العدو الصهيوني .
وأما الطبيبة محمودة سيد، فقالت إن غوتيريش تعهد بالتركيز على وضع الطبيب الفلسطيني أبو صفية وتسهيل عمليات الإجلاء الطبي .
وأوضحت أنها حاولت علاج الأطفال الذين أصيبوا برصاصة في الرأس دون أي إمدادات طبية تقريبا.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 دمر العدو الصهيوني 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركا أربعة مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وأخرجت الغارات الصهيونية 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى، وتعرضت الكوادر الطبية في غزة لاستهداف مباشر، إذ وثق المكتب الإعلامي الحكومي “استشهاد 331 من العاملين في القطاع الصحي، بينهم ثلاثة أعدموا داخل السجون الصهيونية”.
وبدعم أمريكي، ارتكب الكيان الصهيوني بين سبعة أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.