الثورة نت:
2024-07-06@13:31:07 GMT

استئناف العدوان على غزة.. وحرب الإعلام الرقمي

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

 

 

نتيجة للتحولات الطارئة لمواكبة العصر الرقمي لما أحدثه من انتشار واسع جراء استخدام تقنية الإعلام الرقمي، ودون إدراك أن تلك التقنية ستكون سلاحاً جديداً من قبل الدول الكبرى أطلق عليه (الحرب الناعمة)، ليحل محل السلاح التقليدي بهدف السيطرة على دول العالم الثالث، إذ لم تعد الجيوش وحدها تقرر مصير الحروب، ورجحان أحد الأطراف المتقاتلة، إنما بالمعلومات التي يملكها كل طرف حول الطرف الآخر ومدى سرعة انتشارها وتأثيرها.


وقبل ظهور الإعلام الرقمي كان الإعلام يتطلب امكانات مادية باهظة ما جعله محصوراً بيد الدول والحكومات والاحزاب والجماعات أو الشركات.. فعمل الغرب على إيجاد وسائل مباشرة للتواصل مع الشعوب بدلا عن الإعلام التقليدي..
ومما يكشف ذلك المخطط ما أشار إليه التقرير رقم (1352) الصادر في 1964/4/27، الذي تمت مناقشته في دورة الكونجرس الأمريكي الـ (88)، والذي أكد في مضمونه على «تحقيق مكاسب وأهداف سياسية خارجية، من خلال التعامل مع الشعوب الأجنبية بدلاً عن الحكومات باستخدام أدوات وتقنيات الاتصال الحديثة، مع إمكانية القيام بإعلامهم والتأثير في اتجاهاتهم، بل وجرفهم وجبرهم على سلوك معين، يؤدي في النهاية إلى ممارسة ضغوط حاسمة على حكوماتها، وهذا ما ظهر في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد الإعلام الرقمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي: الفيس بوك، وتويتر وواتس آب وغيرها”، والتي لعبت دوراً مؤثراً، تمثل في قدرة وسائل التواصل الرقمية على تشكيل الاتجاهات وتوفير عوامل الاستقطاب للتأثير على المواطن، وفي ساحات مفتوحة الحوار، بهدف زعزعة أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية المناهضة لسياسة الهيمنة والاستكبار العالمي، حيث تصدرت مواقع التواصل فيس بوك ذلك المشهد، وقد كشف تقرير حول شبكات الهاتف المحمول عن زيادة كبيرة في استخدام الفضاء الرقمي، حيث وصل مستخدمو فيس بوك الى ما يقارب 3 مليارات في العالم يليه يوتيوب ووتس آب بأكثر من ملياران، فيما كان التويتر اقل من بين تلك الوسائل حيث وصل لأكثر من نصف مليار فقط..
وقد تحول الفيس بوك وتويتر من الشؤون الاجتماعية إلى الاهتمامات بالشؤون السياسية للدول، وأصبحت الصفحات السياسية تفوق الصفحات الرياضية والفنية فيما لم تدرك الحكومات مستوى وحجم المسؤوليات لرعاية الفئات العمرية الحرجة من الشباب، فتم استغلال تقنيات التكنولوجيا والبطالة؛ ليجد الشباب فيه متنفساً للتعبير عن آرائهم السياسية التي لا يستطيعون الجهر بها في العالم الواقعي الذي يعيشونه، غير مدركين لإبعاد ومرامي تلك المخططات الخبيثة التي تستهدف هوية الأمة..
ليكتشف الجميع الحقيقة مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في معركة طوفان الأقصى مع بروز مشكلة تراجع نسبة المحتوى المندد بالمجازر والإبادة الجماعية ووحشيتها وبشاعتها ضد المدنيين في غزة بوصفها جرائم حرب..
وبالتزامن مع استئناف عدوان كيان الاحتلال الصهيوني واستمرار حرب الإعلام الرقمي مع تلك الحرب العدوانية بحجب التدوينات الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني، لارتكاب المجازر الوحشية وعزل غزة عن العالم الأمر الذي يخالف حرية التعبير ويعد تحيزا سافرا من الشركة الامريكية المملوكة لمارك اليهودي.. وفي إطار حملة التسويق للرواية الإسرائيلية.. في محاولات سافرة لحجب الحقيقة التي هزت العالم والرأي العام الدولي..
والكارثة أن تلك السياسة العمياء، مسنودة بقانون الاتحاد الاوروبي الجديد الخاص بوسائل التواصل الاجتماعي.. ما يشكل تحيزا كليا متعمداً من قبل هذه الشبكات.. وهو ما يثبت زيف وكذب الادعاءات المغلفة بالديمقراطية وحرية التعبير وسقوط هذه الشبكات أخلاقيا في التحكم لصالح سرديات مضللة في الوقت الذي كان يفترض بها الحياد..
وكانت تلك المواقع قد بدأت حربها الرقمية من خلال تحيزها في الحرب الروسية الأوكرانية لصالح اللوبي الصهيوني في أوكرانيا، وما تلا ذلك من مصادرة لحق العرب والمسلمين وغيرهم من أحرار العالم في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم من خلال ممارسة حجب وتقييد الوصول إلى المحتويات التي تصب لصالح فلسطين وغزة.. فضلاً عن الفرز الانتقائي العنصري للمحتويات وتسهيل انتشار الأكاذيب التي تروج للروايات الإسرائيلية.. ومحاصرة الحسابات الداعمة والمؤثرة في إظهار حقيقة الحرب الصهيونية على غزة، والتي استهدفت المنددين بالجرائم الصهيونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتيك توك ويوتيوب..
مما أجبر الداعمين لحقيقة ما يجري في قطاع غزة إلى اللجوء إلى منصات X وتيك توك، ويوتيوب بسبب القيود الشديدة التي فرضها فيس بوك على مستخدميه.. فيما ظل مستخدمو فيسبوك يواجهون تلك الانتهاكات من خلال ما عرف بالخوارزميات..
وقد لاحظ مستخدمو فيس بوك تعنت الموقع تحت مبررات واهية منها أنها تحذف محتوى ينتهك سياساتها الخاصة بالصراعات، وذلك من خلال التلاعب بتطبيقات الذكاء الاصطناعي..
وقد لاحظ المتصفحون عدم وجود أو انتشار أي من منشوراتهم الداعمة لفلسطين..
وظهرت خطط الخوارزميات كآلية تتبعها وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم المحتوى المقدم سواء بإظهار منشورات لأشخاص بعينهم تتلاءم مع اهتماماتهم أو بحجب محتوى معين عن آخرين لأسباب معروفة.. بما في ذلك تحجيم المشاهدات..
وقد تم ابتكار طرق للتحايل على الخوارزميات، كأن تكتب حروفاً متقطعة أو تكتب بعض حروفها بالانجليزي مثل كلمة غ zة لتجنب حظر المحتوى أو ترك مسافة بين حروف الكلمة وربما الفصل بين الحروف بفاصلة أو علامة معينة أو كتابة الكلمة بدون نقاط..
والخوارزميات فكرتها لو أن شخصاً لديه 5 آلاف متابع سيصل منشوره إلى 50 شخصا وإذا حصل تفاعلاً أكثر سيصل لعدد أكبر.. وهناك كلمات لدى الذكاء الاصطناعي لأسباب معينة يتم ادخالها لتحجيم المحتوى المراد من خلال تلك الكلمات وفي أحيان أخرى حجبه.
يبدو أننا كعرب ومسلمين نصدم بحرب رقمية خطط لها الغرب بذكاء للوصول إلى هذه النتائج بحيث يكون قادراً على تطويع تلك التقنية لصالحه لأنه يمتلكها ويسيطر عليها لعزل خصومه عن العالم.. وهو ما يتطلب منا البحث عن البدائل الممكنة والمتاحة لمواجهة الحرب الرقمية والعمل على امتلاك وسائل وتطبيقات خارج نطاق سيطرة العدو، وصولاً للتحرر من الوصاية الغربية على الإعلام في الفضاء الرقمي..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سلطان بن أحمد القاسمي: ملتزمون برعاية المرضى غير القادرين في أنحاء العالم

أسوان (الاتحاد)

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: دبي مستمرة في تطوير المشاريع الاقتصادية والتنموية «الموارد البشرية»: 14 قناة ذكية ورقمية للمتعاملين

أطلق سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أمس، حملة “القلوب الصغيرة” التي تتكفل بها هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، بالاشتراك مع جمعية الشارقة الخيرية، وذلك في مركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب بمدينة أسوان في جمهورية مصر العربية.
وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة ملتزمة وبشكل مستمر بدعم ومعالجة المرضى، ومد يد الخير والعطاء للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، مشيراً سموه إلى أن الأعمال الخيرية والمشروعات الإنسانية المتواصلة تأتي وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يوصي دائماً بضرورة حصول كل فرد في العالم على حياة صحية مستقرة وآمنة على كافة المستويات.
وقال سموه :«نهدف من خلال إطلاق حملة عمليات القلوب والحملات الأخرى التي تتبرع بها هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، لعلاج المرضى من غير القادرين على تحمل نفقات وتكاليف العمليات العلاجية في مدينة أسوان بجمهورية مصر العربية.. تنطلق الحملة من يوليو الحالي وستستمر لمدة عام كامل، يتم خلالها توفير العلاج لأكثر من 1000 حالة مرضية، على أن تواصل الحملة عملياتها في الدول العربية وغير العربية التي تصل إليها المساعدات الطبية وتشرف عليها جمعية الشارقة الخيرية».

الأيادي البيضاء
ووجه سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام الشكر الجزيل لأصحاب الأيادي البيضاء من المتبرعين الذين هم جزء من الحملة العلاجية لمرضى القلوب والعيون، وذلك بتبرعاتهم السخية من خلال البرامج الخيرية مثل ألم وأمل، والريح المرسلة والتي تستعرض الحالات الإنسانية، داعياً سموه المولى عز وجل أن يتقبل منهم ويبارك لهم في أعمالهم.

تأسيس
وشاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً تناول تأسيس مركز القلب على يد مجموعة من الأطباء بقيادة الدكتور مجدي يعقوب، والذي أكمل عامه الخامس عشر، ومبادراتهم الطبية وجهودهم الكبيرة التي غطت مصر والدول الأفريقية، بالإضافة إلى خطط التوسع في المراكز الطبية آخرها في العاصمة المصرية القاهرة والتي من المقرر أن تستوعب ثلاثة أضعاف الأعداد عن مركز القلب في أسوان.

خدمات مجانية
وتعرف سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام على الخدمات العلاجية القلبية المجانية التي يقدمها المستشفى للمرضى والأطفال على وجه الخصوص، حيث يجري المستشفى سنوياً أكثر من 10 آلاف عملية جراحية قلبية، إضافة للبرامج التدريبية التي تستهدف خريجي الثانوية العامة لسد النقص في الكوادر التمريضية، كما يقوم المركز بتدريب طلبة المدارس على التعامل مع الحالات الطارئة للحفاظ على الأرواح، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 40%؜ من نسبة الوفيات في جمهورية مصر العربية سببها أمراض القلب.

مرافق
وتجول سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام خلال زيارته في مرافق وأقسام المركز الذي يستقبل حالات أمراض القلب، وشاهد عمليات القسطرة من غرفة التحكم، وتعرف سموه على الطرق المستخدمة في العمليات الجراحية القلبية بمختلف أنواعها مثل القسطرة وعمليات القلب المفتوح وعلاج ثقب القلب لدى الأطفال باستخدام التقنيات الحديثة. واستمع سموه لشرحٍ حول الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية في جمع التبرعات وإيصالها للمستفيدين، من خلال المعرض المقام في مبنى المركز ويتناول فيه إسهامات الهيئة في قطاع العمل الخيري، متمثلاً في برنامج “ألم وأمل” الذي انطلق في عام 2006 ليسهم في تحمل تكاليف علاج المرضى بمختلف الأمراض الخطيرة والمستعصية والتي قد تحتاج تكاليف مرتفعة.

مقالات مشابهة

  • إيناس عبدالدايم: أكاديمية المتحدة لتطوير الإعلام تدرب وتؤهل العاملين باستمرار
  • إيناس عبدالدايم: رؤية أكاديمية المتحدة لتطوير الإعلام تهدف لتأهيل العاملين
  • حماس: هذه الأخبار مفبركة
  • عميد كلية الإعلام الأسبق: الشعب ينتظر الكثير من الحكومة الجديدة ولا بد من التواصل مع المواطنين
  • اليونيسيف تطلق التسجيل الرقمي للمواليد الجدد في العراق
  • سلطان بن أحمد القاسمي: ملتزمون برعاية المرضى غير القادرين في أنحاء العالم
  • تحديثًا لتكنولوجيا المعلومات.. «طلعت» يُعين نوابه لمهام محورية في التحول الرقمي
  • وزير الخارجية يبحث مع مسؤولين أوروبيين مستجدات الساحة الإقليمية والدولية وحرب غزة
  • بنك التنمية الألماني يوقع أول اتفاقية تمويل بالمغرب
  • من هو هاني فرحات بعد اتهامات طليقته المسيئة؟.. حكاية زواجه من أنغام وسر علاقته بتركي الشيخ