حماس تُحمّل أمريكا مسؤولية استمرار العدوان على غزة والكيان الصهيوني يرفض تبادل الأسرى
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
الأمم المتحدة تتنبأ “بتسونامي إنساني” يضرب قطاع غزة
الثورة / إسكندر المريسي
أستأنف العدو الصهيوني عقب انتهاء الهدنة الإنسانية عدوانه الإجرامي على قطاع غزة بصورة وحشية وأكثر ضراوة .
يأتي هذا في ظل النداءات الدولية المتكررة لوقف الأعمال العسكرية وما يعانية قطاع غزة من كارثة انسانية والتهجير القسري الذي يتعرض له سكان القطاع ، إلا أن العدو الصهيوني تجاهل كل تلك النداءات وواصل عدوانه مرتكباً المزيد من المجاز وهدم المنازل وقصف المشافي على مرأى ومسمع العالم.
فقد حملت حركة حماس المجتمع الدولي، المسؤولية عن استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي (وزارة الإعلام) في قطاع غزة، في بيان صحفي: “بدأجيش الاحتلال الإسرائيلي في مواصلة حربه الوحشية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، حيث واصل قصف واستهداف العديد من المنازل والمناطق الآمنة في أكثر من محافظة في القطاع».
وأضاف البيان، “يتحمّل المجتمع الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بالرئيس الأمريكي ووزير خارجيته المسؤولية عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستمرار الحرب الوحشية ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة».
واتهم المكتب الإعلامي الحكومي الولايات المتحدة بمنح الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة الحرب من دون أي اعتبار لقوانين الحروب وللقوانين الدولية والإنسانية.
واعتبر أن من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه بكل الوسائل، ومن حقه نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس، وكذلك زوال الاحتلال بالكامل عن أراضيه بموجب القوانين الدولية والأممية.
بدوره أعرب القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، أمس الجمعة، عن استعداد الحركة الواضح لاستكمال عملية تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي، على مراحل، وضمن صفقة الكل مقابل الكل.
وشدد مرداوي على أن مواقف وأهداف حركة حماس واضحة، وهي “وقف العدوان على قطاع غزة وحماية شعبنا من القصف وتوفير كل أساسيات الحياة” مشيرًا إلى أن “الوسطاء مطلعون على موقفنا، لكن المشكلة حتى الآن لدى الجانب الإسرائيلي.
واتهم القيادي إسرائيل باستخدام استئناف الحرب كورقة ضغط على “حماس” وعلى المفاوضين، مشددًا في الوقت ذاته على أنهم سيقفون عليها ولن يقبلوا إلا بتنفيذها.
وأضاف مرداوي: “اقترحنا إبرام صفقة تبادل شاملة، لكن الجانب الإسرائيلي حتى الآن لم يوافق، وهو يواجه خلافات داخلية بين مكونات صنع القرار السياسي والعسكري والأمني؛ وهذا يلقي بظلاله على عملية تبادل أو صفقة تبادل الأسرى برمتها».
ولفت القيادي الفلسطيني إلى أن “كل مجموعة من الأسرى لها مقتضيات وأحكام يجب أن يوافق الجانب الإسرائيلي عليها ويلتزم بعد الاتفاق بتنفيذها؛ فشروط تسليم الجنود ومعيار التعامل معهم في التبادل سيختلف بالتأكيد؛ وحين يتم الاتفاق على ذلك، سيتم الحديث حول التفاصيل.
وفي سياق متصل أفاد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن كارثة إنسانية قد تضرب قطاع غزة وسط انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس واستئناف الأعمال العدائية في القطاع.
وقال لازاريني أمس الجمعة: “قد نكون على حافة ما يشبه كارثة إنسانية أو تسونامي».
ووفقا له، فإن مناعة سكان قطاع غزة، على خلفية المشقة والمعاناة، ضعفت بشكل كبير، ما يهدد بوفيات جماعية، بما في ذلك بسب بالمرض.
وأشار إلى أن الأطباء يحذرون بالفعل من “زيادة كبيرة في الأمراض المنقولة بالمياه والتهاب الكبد والأمراض الجلدية” وسط “مزيج من نقص الغذاء والحصول على المياه النظيفة” والظروف غير الصحية بشكل متزايد.
وقال في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أشار إلى أن استئناف الجيش الإسرائيلي للعمليات القتالية “سيثير ويسرع وتيرة الوفيات على نطاق واسع».
وأضاف لازاريني: “من المرجح أن ترى المزيد والمزيد من الناس يموتون بسبب تأثير الحصار… لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة لمدة أسبوع أو شهر آخر من الحرمان التام.
إلى ذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة، عن أسفه لاستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، بعد انهيار الهدنة الإنسانية التي استمرت لمدة أسبوع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس(.
ونشر غوتيريش على منصة “إكس” أنه يأسف وبشدة لعودة العمليات العسكرية في قطاع غزة. وأضاف أن الانخراط في الأعمال القتالية تبرز أهمية التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
وأضاف “يظل الأمل حاضراً في إمكانية تجديد الهدنة الإنسانية، التي اتُّفق عليها سابقا واستمرت لأيام عدة”.
في السياق ذاته، قالت لين هاست ينغز، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لقد “استفاق الأطفال والنساء والرجال في غزة وإسرائيل على واقع الحرب مجدداً. ندعو الأطراف القتالية إلى حماية المدنيين وضمان وصول فرق الإغاثة لتقديم المساعدة في جميع مناطق غزة وفقا للاحتياجات، وتحت رعاية القانون الدولي الإنساني”.
وأضافت “يجب أن تستمر الإغاثة والإفراج عن الرهائن دون شروط”، مؤكدة أن الأمم المتحدة ستظل موجودة، وستواصل تقديم المساعدات الحيوية، مثل: الغذاء والماء والرعاية الطبية وغيرها لإنقاذ الأرواح
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في ظل استمرار العدوان.. النازحون في غزة يعيشون أوضاعاً قاسية في شتاءٍ قارس
يمانيون../
بالتوازي مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، منذ 417 يومًا، تعيش آلاف الأسر الفلسطينية النازحة في مخيمات الإيواء في القطاع، أوضاعا قاسية تفاقمت أكثر مع اشتداد موسم الشتاء القارس، ونقص الإمكانات الأساسية لمواجهة الطقس، وفي ظل غياب الظروف الملائمة للحياة الآمنة.
فما بين القصف وقذائف الطائرات والمدافع، وأصوات الرصاص التي تدوي بلا توقف، جاء فصل الشتاء بطقسه القاسي ليمثل معاناة إضافية كبيرة لسكان قطاع غزة من النازحين واللاجئين ممن حاصرتهم الظروف الصعبة من كل اتجاه.
ولا يقتصر الأمر على تأثير الطقس المباشر، إذ أنّ سقوط الأمطار في ظل الدمار الواسع النطاق الذي تسبب فيه جيش العدو، زاد من المخاطر الصحية والوبائية، في فصل تنشط فيه أنواع عدة من الفيروسات، ناقلة الأمراض التي تصيب الإنسان.
وفي هذا السياق، قال مفوض وكالة الأونروا الأممية فيليب لازاريني: إن الشتاء في غزة يعني موت مزيد من الفلسطينيين بردا في خيام هشة أمام الرياح والأمطار، وليس فقط جراء الإبادة الصهيونية المتواصلة منذ 14 شهراً.
وفي بيان له بعنوان (شتاء آخر في غزة) نشره على منصة “إكس”، تساءل لازاريني “كيف يمكن وصف البؤس فوق المأساة الإنسانية؟”.
وأضاف: “على مدى الأشهر الـ14 الماضية كان الناس في حالة نزوح مستمر هربًا من الموت، لقد فقدوا كل شيء، وهم بحاجة إلى كل شيء، ولكن القليل جدًا يصل إلى غزة”.
وتابع قائلاً: “تنخفض درجات الحرارة ويبدأ هطل الأمطار، ولا ملاجئ آمنة أو بطانيات أو ملابس دافئة للناس، وسائل التدفئة غير موجودة والملاذ الأخير للحصول على التدفئة هو حرق البلاستيك”.
وأردف: “الشتاء في غزة يعني أن الناس لن يموتوا فقط بسبب الغارات الجوية أو الأمراض أو الجوع، الشتاء في غزة يعني أن مزيداً من الناس سيموتون وهم يرتجفون من البرد، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفاً، بمن فيهم كبار السن والأطفال”.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، جددت الأونروا تحذيراتها من تداعيات الأمطار على خيام النازحين وخاصة في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وقالت الوكالة الأممية في منشور لها على “إكس”: “في خانيونس جنوب قطاع غزة، يحاول الناس استعادة أمتعتهم من الخيام التي غمرتها المياه”.. مُضيفة: إنه “مع ازدياد حدة الشتاء، تواجه العائلات المقيمة في الخيام البدائية أمطارا غزيرة وارتفاعا في مستوى المياه وغارات صهيونية مستمرة”.
وفي الأثناء، أكد المرصد الأورومتوسطي أن هذه الظروف الكارثية تنذر بزيادة تعرض الفلسطينيين لأمراض خطيرة في ظل عدم توفر العناية الطبية اللازمة.. مشدداً على أن الحرمان المستمر والشديد من الأساسيات اللازمة للحياة هو فعل من أفعال الإبادة الجماعية عبر تجريد المدنيين من أبسط وسائل الحماية وخلق ظروف تهدف إلى تدميرهم ومحو وجودهم.
وقال المرصد في بيان له اليوم: إن العدو الصهيوني يمنع إدخال احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار مساعيه لفرض ظروف معيشية قاسية تؤدي إلى هلاكهم، مطالباً المنظمات الدولية والأممية بالضغط عليه لإدخال المواد الأساسية.
وأوضح المرصد أن إجمالي ما يدخل إلى القطاع من شاحنات مساعدات لم يتجاوز ستة في المائة من الاحتياجات وأغلبها مواد غذائية، ما تسبب بأزمة حقيقية حيث ترك أهالي القطاع بمن فيهم الأطفال وكبار السن دون ملابس كافية تحميهم من البرد القارس في ظل بقاء الغالبية العظمى منهم في الخيام.
من جانبه أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، أن فلسطين تمر بأخطر مراحل العدوان الصهيوني، خاصة مع دخول فصل الشتاء.. مشيرا إلى أن آلاف الخيام غرقت خلال الساعات الماضية التي تنتشر في مختلف مناطق قطاع غزة، إذ إنها لا تستطيع الصمود أمام الأمطار أو الرياح الشديدة.
وأضاف الشوا: إن هذه الخيام تحتوي أُسر تضم أطفال ونساء ومسنين وكذلك مرضى وجرحى في وضع إنساني معقد وصعب، معظمهم بات وهو جائع في ظل عدم توافر المواد الغذائية.. موضحاً أن هذه الخيام مُقامة على أراض طينية أو موجودة على ساحل بحر غزة.
وأشار إلى اشتداد الطقس فجر أمس، إذ ارتفعت الأمواج لتغرق مئات الخيام التي غرقت بشكل كامل.. مُبيناً أن عدم توفر الخيام ومستلزمات الإيواء دفع شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إلى التحذير من خطر كبير للغاية على حياة السُكان.
وأكد أن 95 في المائة من أبناء الشعب الفلسطيني هم النازحين الذين خرجوا من منازلهم تحت تهديد أوامر الإخلاء القسري التي فرضها العدو الصهيوني أو بسبب تدمير العدو لمنازلهم وأماكن إيوائهم المختلفة، وجزء من هذه الأسر مازال موجود تحت ركام المنازل.
وبهذا، قال مدير الإغاثة الطبية في جنوب قطاع غزة بسام زقوت: إن الأوضاع الإنسانية تزداد كارثية، مبينا أن الجوع والبرد آفتان تقتلان المواطنين في القطاع في هذه المرحلة.. مشيراً إلى مناشدات من عشرات العائلات النازحة خلال ساعات الليل، لإيوائها بعد أن أغرقت مياه الأمطار خيامها وباتت بلا مأوى.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات، يؤكد سكان قطاع غزة على صمودهم وعزمهم على العيش في أرضهم، فصوت المواطن الغزاوي لا يزال يدوي في أرجاء العالم، يُذكِر الجميع بأن الحق لم يمت، وأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه مهما طال الزمن.
سبأ