أعلنت “المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي” وهو كيان مستقل تتمثّل مهمته في تسريع وتيرة التقدم المُحرز في ميدان العمل المناخي، إبرام شراكة مع مؤسسة Webit، إحدى أبرز وأكبر منصات الابتكار العالمية المتخصصة في مجالات الاستثمار والشركات الناشئة.

وبموجب هذه الشراكة، سينظّم الطرفان نسخة خاصة من “فاوندرز غيمز” – مسابقة Webit العالمية الخاصة بروّاد الأعمال المبتكرين والشركات الناشئة الواعدة – تحت عنوان Grow@COP، والتي ستركز على الشركات الناشئة الناشطة بشكل فاعل في إحراز تقدم ضمن مجالات العمل المناخي والاستدامة.

وشهدت المسابقة تقدم أكثر من 3000 شركة ناشئة، حيث تم اختيار 20 شركة استثنائية لخوض منافسات الدور نصف النهائي. وتمثّل هذه الشركات المرشحة مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك الصحة والتكنولوجيا المالية والطاقة والتنقل وتكنولوجيا التعليم والأغذية والتكنولوجيا النظيفة.

وتتنافس هذه الشركات المرشحة للحصول على تمويل من صندوق استثمارات Webit بالإضافة إلى فرصة عرض مشروعاتهم وأفكارهم المبتكرة أمام لجنة تحكيم دولية تضم عضويتها مستثمرين وممثلين عن شركات رأس المال الاستثماري، بما في ذلك جوجل وسيكويا وإيرليبيرد وليكستار ودي إن كابيتال وغيرها من الشركات الأخرى. وتبلغ قيمة جوائز المسابقة 6 ملايين دولار أمريكي، وسيتم تأكيدها من قبل مجلس إدارة “شبكة استثمار Webit” وذلك عقب استكمال الإجراءات اللازمة.

وتنطلق فعاليات برنامج المسابقة على مدار ثمانية أيام خلال الفترة 3 – 10 ديسمبر الجاري على هامش مؤتمر الأطراف “cop 28” وتحديداً داخل جناح “المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي” وجناح الشباب ومركز المؤتمرات في المنطقة الخضراء بالمؤتمر، انسجاماً مع أجندة موضوعات وحوارات “cop 28”. إذ ستقوم الشركات الناشئة، على مدار السبعة أيام الأولى، بتقديم مشروعاتها وأفكارها المقترحة بحسب الموضوع المطروح كل يوم ضمن فعاليات المؤتمر.

وبحلول اليوم الأخير من برنامج المسابقة، في 10 ديسمبرالجاري ستتمكن أفضل خمس شركات ناشئة من حيث التقييم من عرض أفكارها ومشروعاتها المبتكرة أمام لجنة تحكيم تضم نخبة من الشخصيات والخبراء الدوليين خلال المرحلة النهائية الكبرى من المسابقة، للحصول على الاستثمارات والتمويل وكذلك طرح أفكارها خلال احتفالية خاصة تُقام على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس.

وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي: “أصبح عالمنا اليوم أمام حاجة ماسة بل ومُلِحّة لتطوير جيل جديد من التقنيات المناخية المبتكرة القادرة على تسريع وتيرة الجهود والمساعي المبذولة نحو التحوّل إلى مستقبل أكثر استدامة. ونحن نأمل من خلال شراكتنا مع Webit وعبر تنظيم مسابقة Grow@COP أن نصل إلى أفكار وحلول مبتكرة تحمل وعوداً وآمالاً كبيرة في ميدان العمل المناخي، بجانب توفير منصّة داعمة لروّاد الأعمال تمكّنهم من التواصل مع المستثمرين والخبراء والجهات الداعمة، لتأمين الدعم والتمويل اللازم لتعزيز نمو أعمالهم، ومن ثمّ إحداث أثر إيجابي ينعكس مردوده على سلامة بيئتنا وكوكبنا. وستكون مسابقة Grow@COP بمثابة محطة محورية لتقديم حلول مبتكرة قادرة على تحفيز التغيير الإيجابي وتعزيز زخم إرث الجهود الداعمة للبيئة والاستدامة بين أوساط الأجيال القادمة”.

ومن جانبه، قال الدكتور بلامِن روسيف، مؤسس ورئيس مؤسسة Webit: “لن يكون بإمكاننا بناء مستقبل مستدام يراعي احتياجات الجميع إلا من خلال التعاون مع الشركات المستدامة التي تسهم بشكل فاعل في تحقيق أثر إيجابي على المجتمع والبيئة مع استمرار نمو أعمالها. وهنا تتجلّى رؤية مؤسسة Webit، التي واظبت طوال الـ 15 عاماً الماضية على البحث عن أفضل الشركات الواعدة عبر أكثر من 150 دولة وتقديم الدعم وتوفير الموارد اللازمة لنموّها وتوسّعها. ونحن سعداء بشراكتنا مع المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، والتي ستمكننا من عرض حلول أعمال مستدامة للتصدي للأزمة المناخية أمام كوكبة من الشخصيات القيادية والمؤثرة من جميع أنحاء العالم، مع فرصة تنفيذها على أرض الواقع. وإنني أدعوا الجميع كي ينضموا إلينا في Grow@COP للتعرّف على هذه الحلول المبتكرة، فقد حان وقت العمل من أجل التغيير الإيجابي”.

وكانت مؤسسة Webit، التي تأسست عام 2008، قد قدمت الدعم لأكثر من 1500 شركة من 140 دولية عبر فعالياتها وأحداثها العالمية، سواء من خلال توفير التمويل أو تأمين الموارد اللازمة أو تقديم برامج توجيه إرشادي أو إبرام شراكات. وتجري استضافة “فاوندرز غيمز”، مسابقات الابتكار العالمية الرائدة التابعة لمؤسسة Webit، مرتين سنوياً مع تقديم جائزة نقدية بقيمة 6 ملايين دولار لتمويل الشركات الناشئة ذات إمكانات النمو الواعدة من جميع أنحاء العالم والتي تتوافر فيها شروط تحقيق أثر إيجابي على المستوى المجتمعي والبيئي. وتنسجم مسابقة Grow@COP مع مبادئ ومعايير “فاوندرز غيمز” ولكنها ستركز بشكل خاص على الشركات الناشئة التي تنشط في مجال تكنولوجيا المناخ.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإمارات إذ ترى في الضربات الأمريكية فرصة لتعزيز نفوذها في اليمن

تقوم الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام بواحدة من أكثر حملاتها الجوية ضراوة على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لجماعة الحوثي في الجزء الشمالي من اليمن، التي تساند فيها واشنطن حليفتها تل أبيب، وسط تصريحات غير متماسكة من الجانب الأمريكي بشأن الأهداف النهائية لهذه الحملة الجوية، باستثناء تصريح يتيم صدر عن مساعد وزير الدفاع يتبنى هدف تفكيك جماعة الحوثي، وسط جهد إماراتي استثنائي لاستثمار فائض القوة الأمريكية التدميرية لصالح أجندتها ونفوذها المتعثر في اليمن.

حتى الآن لم يتضح بعد حجمُ الأضرار التي أحدثتها الضربات الأمريكية في القوام القيادي والقوة المقاتلة للجماعة، لكن هناك أضرار لا شك، فهذه الضربات ليست عمياء بل تستند إلى معلومات وبنك أهداف، يجري تحديثها بفضل القدرات الاستخبارية، وبفضل معلومات يجري تبادلها ربما في إطار التعاون اللوجستي مع الدول الإقليمية، وخصوصا المعلومات التي توفرت خلال العمليات الجوية لتحالف دعم الشرعية.

تتوازى هذه الضربات مع جهد إماراتي استثنائي أنتج خارج إرادة السلطة الشرعية اليمنية الضعيفة، بنية تحتية لوجستية شملت مطارين على الأقل؛ أحدهما في جزيرة عبد الكوري التابعة لمحافظة أرخبيل سقطرى على المحيط الهندي، والثاني في جزيرة ميون التي تتوسط مضيق باب المندب، يمكن أن تكون قواعد محتملة لنشاط جوي أمريكي طويل الأمد في المنطقة
تتوازى هذه الضربات مع جهد إماراتي استثنائي أنتج خارج إرادة السلطة الشرعية اليمنية الضعيفة، بنية تحتية لوجستية شملت مطارين على الأقل؛ أحدهما في جزيرة عبد الكوري التابعة لمحافظة أرخبيل سقطرى على المحيط الهندي، والثاني في جزيرة ميون التي تتوسط مضيق باب المندب، يمكن أن تكون قواعد محتملة لنشاط جوي أمريكي طويل الأمد في المنطقة.

ليس من قبيل الصدفة أن يجري تجهيز مطاري ميون وعبد الكوري في نفس الفترة، أي مع نهاية شهر شباط/ فبراير وبداية شهر آذار/مارس من هذا العام، ليصبحا جاهزين لنشاط عسكري جوي شامل، يتناسب مع التصعيد الأمريكي الكبير والخطير ضد جماعة الحوثي، على نحو يسمح للمراقب بتوقع أن أبوظبي -التي عرضت عبر نائب حاكمها طحنون بن زايد في البيت الأبيض استثمارات في الولايات المتحدة، تصل قيمتها إلى تريليون ونصف من الدولارات- قد تنجح في تمرير فكرة الشراكة العسكرية بين البلدين في المجال الجغرافي الحيوي السيادي لليمن.

في المدى الطويل ترمي الإمارات من وراء استثماراتها العسكرية السخية في جغرافيا دولة مستقلة ذات سيادة هي اليمن، وتجيير جزء من هذه الاستثمارات لصالح المجال الحيوي الأمريكي، إلى ضمان تحقيق أهدافها تحت المظلة الأمريكية، وبالتحديد تأسيس نفوذ جيوسياسي مهيمن في أهم المواقع الحيوية لليمن، خصوصا في أرخبيل سقطرى ودعم وجهة نظرها في تحويل باب المندب إلى منطقة نفوذ دولية وإقليمية مشتركة، وهو مخطط يراد تحقيقه بشكل واضح ليس فقط على حساب السيادة اليمنية، بل على حساب وجود الدولة اليمنية نفسها.

تحت وطأة الفشل الذريع للمشروع الإماراتي في السودان، الذي مثل أحد جولات الصراع غير المعلنة مع السعودية وبصورة أقل حدة مع مصر المنحازة للجيش السوداني، يبدو أن أبو ظبي تُمسك ببعض الأوراق المهمة في جنوب اليمن على وجه الخصوص، تريد أن تستخدمها لإحراز مكاسب على حساب السعودية، حيث يتسيَّد المشروع الانفصالي بأدواته السياسية والعسكرية، لكن بتركة ثقيلة من الفشل -لا يمكن فهمه- متمثلة في عجزه عن تأسيس أنموذج إداري وخدمي واقتصادي ومعيشي قابل للتأييد الشعبي.

الضربات الأمريكية على أهداف في اليمن، سواء في عهد الرئيس السابق جو بايدن أو في عهد خلفه ترامب، تقدم الولايات المتحدة، باعتبارها "بلطجي" متسلح بإمكانيات هائلة ونفوذ دولي واسع، ويسعى لتحقيق غايات عدائية واضحة أهمها أضعاف المنطقة وإسناد جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة
تستميت الإمارات في دفع اليمن إلى مرحلة من الفوضى العارمة المعززة بالأدوات الميدانية الجاهزة، وفرض الفراغ السيادي الذي يسمح بعرض خياراتها العدائية الخطيرة، ومنها تمرير المشروع الانفصالي، في مقايضة قد تجد تفهما من جانب إدارة ترامب، لإمكانية استباحة المواقع السيادية اليمنية لأغراض عسكرية وجيوستراتيجية، وهو أمر قد يجد طريقه إلى التنفيذ في ظل التوجهات المتهورة للسياسات الأمريكية الجديدة، وفي خضم هذه الفوضى، والتمكين الممنهج للكيانات السياسية والعسكرية الطارئة على الساحة اليمنية، ولمشاريعها السياسية المهدد للكيان القانوني للجمهورية اليمنية.

لم تكمن الضربات الأمريكية على أهداف للحوثيين في اليمن ذات قيمة حيوية، ويكفي أن نعلم أنها تستهدف تقريبا نفس السلاح الذي حرصت الولايات المتحدة على وضعه تحت تصرف الحوثيين بعد إسقاط صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وهو أمر يفند ادعاءات واشنطن بأنها تهدف إلى حماية الملاحة البحرية.

إن الضربات الأمريكية على أهداف في اليمن، سواء في عهد الرئيس السابق جو بايدن أو في عهد خلفه ترامب، تقدم الولايات المتحدة، باعتبارها "بلطجي" متسلح بإمكانيات هائلة ونفوذ دولي واسع، ويسعى لتحقيق غايات عدائية واضحة أهمها أضعاف المنطقة وإسناد جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة.

وها هي الإمارات تحاول من جهتها أن توجه جزءا من فائض القوة العظمى لهذا البلطجي لدعم أهدافها في اليمن، التي تتعارض حتما مع عملية سياسية تدعمها الأمم المتحدة، لإنهاء الحرب والانقلاب واستعادة الدولة اليمنية وفرض سلطتها السيادية على كامل التراب الوطني.

x.com/yaseentamimi68

مقالات مشابهة

  • البلاد تدخل دائرة التغيير المناخي: انخفاض مفاجئ بدرجات الحرارة وأمطار رعدية في نيسان - عاجل
  • اتحاد القيصر للآداب والفنون يعلن نتائج مسابقة القصة القصيرة : الأردن وتونس يتصدران المركز الأول
  • مؤسسة الإمارات تدرِّب أكثر من 340 متطوعاً لتعزيز السلامة المجتمعية والاستجابة للطوارئ
  • مؤسسة الإمارات تدرب 341 متطوعاً لتعزيز السلامة المجتمعية
  • صادي: “أتمنى أن يكون هذا العيد فرصة لتعزيز التضامن والوحدة بين الجزائريين”
  • “الردُّ سيكون في أبوظبي ودبي”.. صنعاء توجّـه تحذيراً ناريًّا للإمارات عقبَ هذه التحَرّكات البرية المريبة
  • “لو فيغارو”: واشنطن تطالب الشركات الفرنسية بالتخلي عن سياستها الأحادية
  • زينب وعبد الحميد يفوزان برحلتي عمرة في مسابقة «فرسان القرآن» بالشرقية
  • الإمارات إذ ترى في الضربات الأمريكية فرصة لتعزيز نفوذها في اليمن
  • بعثة الأمم المتحدة تطلق “منصة المرأة الليبية” لتعزيز مشاركتها في الشأن العام