تشهد القرية التراثية على كاسر الأمواج في أبوظبي فعاليات وأنشطة تراثية وترفيهية وثقافية متنوعة ، ينظمها نادي تراث الإمارات بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بمناسبة عيد الاتحاد الـ 52 وتستمر حتى اليوم السبت.

 

وتوافد الزوار والسياح منذ السابع والعشرين من نوفمبر الماضي على القرية التي استقبلتهم بمجموعة واسعة من الفعاليات، تجمع بين الأنشطة الترفيهية والمسابقات التراثية والأهازيج والمنتجات الفلكلورية، حيث تعرف الجمهور على أهمية المحافظة على التراث والتعريف به.

 

وعبر فعاليات يومية، يتعرف الزوار والسياح على الحرف اليدوية التقليدية التي تمثل عنصراً مهماً من عناصر التراث الإماراتي وتبرز المهارات المتوارثة في الصناعات الشعبية التي تعتمد على مواد مستمدة من البيئات المحلية، من أجل إثراء الحياة اليومية في مجتمع الإمارات قديماً بالأدوات المعيشية والمنتجات المختلفة، وذلك من الورش المتنوعة التي تقدمها الخبيرات التراثيات، ومنها ورش السدو، والتلي، وسف الخوص، وصناعة البراقع.

 

كما يقام في القرية معرض تراثي يسلط الضوء على جماليات الحرف اليدوية الإماراتية، ويحتوي على عدد من الأركان المتخصصة، منها ركن يعرّف بالطب التقليدي وأركان تعرض المنتجات المرتبطة بالطقوس الاجتماعية إضافة إلى العديد من المنتجات التراثية المتنوعة.

 

وتحضر الثقافة الإماراتية، والتاريخ، والشعر النبطي، ضمن الفعاليات التي ينظمها النادي بالتعاون مع اللجنة، وذلك من خلال معرض الإصدارات في القرية التراثية الذي يتيح للزوار التعرف على ملامح من حضارة دولة الإمارات، وتاريخها الاجتماعي، وتراثها الغني والمتنوع، عبر مجموعة منتقاة من الكتب والدوريات ودواوين الشعر التي تثري الفعاليات في هذه المناسبة الوطنية في جانبها المعرفي.

 

كما يوثق معرض الصور المصاحب للفعاليات، جوانب من جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” من أجل قيام الاتحاد.

 

وفي جانب الموروث البحري يتيح معرض “بيت البحر” تجربة حية للتعرف على الحياة البحرية للآباء والأجداد في الصيد والغوص والحرف المرتبطة بالبحر، وذلك من خلال معروضات متنوعة تضم نماذج للقوارب التراثية، وأدوات الصيد والغوص وفلق المحار، كما يقدم معارف تراثية مختلفة للزائرين عبر الورش البحرية التي تعرض جوانب من التراث البحري الغني لدولة الإمارات.

 

وتقام يومياً عروض للمحامل التراثية على امتداد كورنيش أبوظبي، وتأتي العروض استعداداً لانطلاق فعاليات «سباق عيد الاتحاد لقوارب التجديف التراثية فئة 40 قدماً» الذي ينظمه النادي بالتعاون مع اللجنة يوم غد السبت، ويتم السباق عبر 4 أشواط تحمل ألوان علم دولة الإمارات العربية المتحدة الأحمر والأخضر والأبيض والأسود بمشاركة 1037 بحاراً، في 61 قارباً، وذلك لمسافة 4 أميال بحرية تنتهي أمام المنصة الرئيسة بالقرية التراثية.

 

وضمن الأنشطة الترفيهية ذات البعد التعليمي المقدمة للأطفال يقام نشاط الرسم التلوين الذي يتعرف الأطفال من خلاله على أهمية المحافظة على البيئة والمخلوقات التي تعيش فيها، وذلك في إطار نشر الوعي بأهمية البيئة وفي ظل الاهتمام الرسمي والمجتمعي بهذه القضية وهو ما يتجلى في استضافة دولة الإمارات لقمة المناخ “ COP28 ” وإعلان عام 2023 عاماً للاستدامة.

 

كما تشمل فعاليات نادي تراث الإمارات بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، سوقاً شعبياً يضم محلات للأسر المنتجة.

 

وقالت ليلى حميد العلوي، صاحبة مشروع للمأكولات الشعبية، إن فعاليات عيد الاتحاد في القرية التراثية فتحت المجال أمام الأسر المنتجة لتسويق منتجاتها، بما وفره نادي تراث الإمارات والمنظمين للاحتفالات من محلات في السوق الشعبي، فيما أكدت بشاير محمد، صاحبة مشروع للعود والطيب، إنها من خلال المشاركة في احتفالات عيد الاتحاد، تمكنت من الترويج لمنتجاتها وبيعها للزوار ، وقدمت الشكر للمنظمين على تخصيص محلات للأسر المنتجة ضمن السوق الشعبي في موقع الاحتفالات.

 

وقدمت ليلى أحمد، صاحبة مشروع مختص بجميع أنواع المأكولات الإماراتية، شكرها للمنظمين لفتح المجال للأسر المنتجة للمشاركة في هذا العرس الوطني.

 

من جانبه، قال أحمد علي سالمين، إن الفعاليات التي ينظمها النادي بالتعاون مع اللجنة في عيد الاتحاد الـ 52 وضع في الحسبان مشاركة الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الرائدة ليسوقوا لمنتجاتهم.

 

وأعربت أميرة الكثيري، صاحبة مشغل متخصص في إنتاج تصاميم مستوحاة من التراث الإماراتي، عن سعادتها بالمشاركة في هذا العرس الوطني من خلال عرض أزياء من التراث الإماراتي، موجهة الشكر إلى المنظمين على جهودهم في تقديم أفكار متميزة في عيد الاتحاد من خلال تسليط الضوء على التراث لضمان استدامته من جيل إلى جيل.

 

كما يقدم مسرح السوق الشعبي فقرات يومية تستهدف مختلف الفئات العمرية لاسيما الأطفال، عبر العديد من الألعاب الشعبية، وعزف الربابة، وفقرة الساحر، والمسابقات المتنوعة، وفقرة الأسئلة الوطنية والتراثية، التي يصاحبها العديد من الجوائز، بالإضافة إلى السحوبات اليومية التي يدخل فيها كل الزوار وتتضمن هدايا قيمة.

 

وتم تخصيص ركن للأطفال ضمن الفعاليات، من خلال عدد من الفقرات المصممة لهم، حيث يتعلم الأطفال العديد من المصطلحات الإماراتية، والسنع، ويتفاعلون مع الشخصيات الكرتونية التي تجوب أرجاء القرية التراثية والسوق الشعبي ومنطقة الألعاب، ويتسابق الأطفال وذووهم لالتقاط صور تذكارية مع هذه الشخصيات وسط أجواء الاحتفالات الوطنية. وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ينيز تمزج موسيقى العيالة والحربية باللهجة المغربية في “آه من حلاه”

أبريل 26, 2025آخر تحديث: أبريل 26, 2025

المستقلة/-أطلت الفنانة الهولندية-المغربية إينيز من جديد على جمهورها، بإصدار أغنيتها الجديدة “آه من حلاه” يوم أمس، مقدمة عملاً موسيقيًا استثنائيًا يمزج بين عبق التراث الإماراتي وروح العصر الحديثة.

تعتمد الأغنية على إيقاعات نابضة بالحياة مستوحاة من فن العيالة والحربية، وهما من أهم ألوان الموسيقى الشعبية في الإمارات، بما يحمله كل منهما من طاقة إيقاعية وأصالة ثقافية. وقد حرصت Inez على دمج هذه الجذور الموسيقية العريقة مع تقنيات إنتاج حديثة، ما أضفى على “آه من حلاه” نكهة مميزة تجمع بين الماضي والحاضر في آن واحد.

كلمات الأغنية تنبض بمشاعر حب صادق وعاطفة جارفة، حيث تردد مقاطع مثل: “معذور قلبي حبك وسلام”، ”جبور عقلي في هواك يفكر” و”مهما يغلى أنا قلبي مشتري”، مما يجسد علاقة حب تتجاوز جميع الحواجز، وتُعبر عن شدة التأثر والانبهار بالمحبوب، مما يضفي على الأغنية عمقًا عاطفيًا يلامس القلوب.

الأغنية “آه من حلاه” تُجسد قصة حب عميق وصادق، تفيض بمشاعر الإعجاب والانبهار، حيث يتجاوز القلب كل العوائق ليعبر عن وفائه وتعلقه اللامحدود، في عشق لا يخضع لأي شروط أو قيود.

وقد اختارت Inez تصوير الكليب في دولة الإمارات، لتظهر الجمال الطبيعي والتراث الثقافي بعيدًا عن مشاهد الحداثة، مركزةً على المناظر الصحراوية الخلابة والطقوس التراثية الأصيلة. هذا التوجه الفني منح العمل بعدًا بصريًا مفعمًا بالروح والحنين.

أغنية “آه من حلاه” متوفرة الآن على جميع المنصات الرقمية، لتواصل Inez عبرها تأكيد هويتها الفنية المميزة، وقدرتها على بناء جسور إبداعية بين التراث الأصيل والحداثة الموسيقية.

مقالات مشابهة

  • تحت رعاية الشيخة فاطمة.. انطلاق فعاليات الدورة الـ16 من المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات
  • اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق
  • قصور الثقافة بالشرقية تحتفل بذكرى تحرير سيناء بفعاليات ثقافية وفنية متنوعة
  • توقيع «من الغبشة لين المبيت» في «أبوظبي للكتاب»
  • حفر الباطن.. فعاليات متنوعة وعروض توعوية في أسبوع البيئة 2025
  • خبراء يؤكدون لـ«الاتحاد»: أداء «استثنائي» للقطاع السياحي في الإمارات منذ بداية العام
  • كرنفال مسندم .. مزيج من التراث والرياضة والفنون يضيء شاطئ حل
  • ممثلو 54 شركة روسية يتعرفون على المقومات السياحية التراثية في عُمان
  • ينيز تمزج موسيقى العيالة والحربية باللهجة المغربية في “آه من حلاه”
  • فعاليات ومبادرات رياضية في شمال سيناء تعيد إحياء التراث البدوي الأصيل