جيروزاليم بوست: حماس مارست خداعا مثاليا للاستخبارات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
سلطت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الضوء على الفشل الاستخباري الذي منيت به إسرائيل جراء "الخداع المثالي"، الذي مارسته حركة حماس قبل تنفيذها عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن الأجهزة الأمنية، بما فيها الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والاستخبارات الخارجية (الموساد)، فشلت في رصد مؤشرات تنبئ بالهجوم الذي استهدف مقار عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة، لأن حماس خدعت الجيش والاستخبارات بشكل "كامل"، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".
وقال أحد المصادر إن رئيس حماس في غزة، يحيى السنوار وقائد كتائب القسام، محمد الضيف، كانا علم بمراقبتهما استخباراتيا ولذلك استخدما الأساليب السرية لتوصيل الرسائل التي يريدانها.
وأوضح المصدر التكتيكات التي يستخدمها قادة حماس العسكريون لنقل الرسائل، قائلا: "من المُحتمل أن التفاصيل والتعليمات السرية كانت محفوظة كي تتم خلال المحادثات وجها لوجه أو عبر وسائل أخرى".
كما قال المصدر الأمني إن رسائل قادة حماس في غزة لم تكن مفهومة لا للمخابرات العسكرية ولا للموساد ولا للشاباك، و"إلا لما تركوا الحدود بدون حراسة وبدون أي رد أولي من الأرض أو الجو في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
ونقلت الصحيفة عن المصادر الأمنية أن بعض أدوات التجسس الإسرائيلية التي زُرعت خلال عملية نفذها الجيش الإسرائيلي عام 2018 في خان يونس جنوبي قطاع غزة وقعت بيد حماس، وأنها ربما استطاعت فك رموزها بمساعدة إيران.
وفي العام الماضي، قال السنوار، في خطاب أمام تجمع ضم الآلاف من مؤيدي حماس في غزة إن حماس ستنشر رجالها وصواريخها في ضربة شرسة على إسرائيل، وهو ما لم تنتبه إليه أجهزة الأمن الإسرائيلية، باعتبار أن هكذا خطابات تحمل بصمات المبالغة في إرضاء الجماهير.
وبعد أقل من عام، اكتشفت إسرائيل أنها لم تكن أمام تهديد أجوف، إذ اخترق مسلحو حماس سياج غزة، ما أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيليا واحتجاز أكثر من 200 أسيرا.
وبحلول وقت إلقاء الخطاب، كان السنوار والضيف، قد وضعا بالفعل خططًا سرية لعملية "طوفان الأقصى"، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل الذي يبلغ 75 عامًا، بحسب المسؤول الأمني.
تأثير السنوار
وقالت 3 مصادر من حماس إن السنوار يقود المفاوضات بشأن تبادل الأسرى ويدير العمليات العسكرية مع الضيف وقائد آخر من أنفاق غزة، حسبما أوردت وكالة "رويترز".
وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير للصحفيين هذا الأسبوع إن السنوار كان له تأثير على المحادثات التي توسطت فيها قطر والتي أدت إلى وقف إطلاق النار الذي انتهى يوم الجمعة بعد إطلاق إسرائيل سراح أكثر من 200 أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وفي الأيام التي تلت هجوم 7 أكتوبر، شوهد السنوار من قبل بعض الأسرى الإسرائيليين في الأنفاق، حسبما قال بعض المفرج عنهم. ولم تعلق حماس والمسؤولون الإسرائيليون علنًا على هذه الرؤية المزعومة.
وتشير "جيروزاليم بوست"، في هذا الصدد، إلى أن مسألة تبادل الأسرى تعتبر شخصية للغاية بالنسبة للسنوار، الذي قضى نصف حياته خلف القضبان، وتعهد بإطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.
وفي بيانه الوحيد منذ الهجمات، دعا السنوار جمعيات رعاية السجون إلى إعداد أسماء الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، مشيرا إلى أنه سيتم إعادتهم جميعا إلى وطنهم.
وكان السنوار واحدًا من 1027 فلسطينيًا تم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية في مقابل جندي إسرائيلي واحد محتجز في غزة، هو جلعاد شاليط، في عام 2011.
وقال رئيس حماس خلال تجمع حاشد في مدينة غزة بعد إطلاق سراحه: "أدعو المقاومة إلى التعهد بإطلاق سراح السجناء المتبقين. ويجب أن يتحول هذا على الفور إلى خطة عملية".
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه من غير المرجح أن تنهي إسرائيل الحرب في غزة قبل قتل السنوار أو أسره، حسبما نقلت "جيروزاليم بوست".
وبرز السنوار على الساحة باعتباره رئيسًا لجهاز "مجد" الأمني الذي تعقب وقتل الفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، قبل أن يتم سجنه.
مخلص استثنائي
ويتفق كل من قادة حماس والمسؤولين الإسرائيليين الذين يعرفون السنوار على أنه مخلص للحركة بشكل غير عادي، ووصفه أحد شخصيات حماس المتمركزة في لبنان بأنه "متشدد يتمتع بقدرة مذهلة على التحمل".
وقال مايكل كوبي، مسؤول سابق في الشاباك الذي استجوب السنوار لمدة 180 ساعة في السجن، إنه برز بوضوح لقدرته على التخويف والقيادة.
وسبق لكوبي أن سأل السنوار، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 29 عامًا، لماذا لم يكن متزوجًا؟ فقال له: "حماس هي زوجتي، وحماس هي طفلي. وحماس بالنسبة لي هي كل شيء".
وكان السنوار قد اعتقل عام 1988 وحكم عليه بالسجن المؤبد المتتالي بتهمة التخطيط لاختطاف وقتل جنديين إسرائيليين. وفي السجن، استمر موقفه المتشدد ضد المتعاونين مع الدولة العبرية، كما قال الإسرائيليون الذين تعاملوا معه.
وقال الرئيس السابق لقسم المخابرات في مصلحة السجون الإسرائيلية، يوفال بيتون، في تصريحات أدلى بها للقناة 12 العبرية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن مسعفين إسرائيليين أزالوا ورماً في دماغ السنوار في عام 2004، مضيفا: "لقد أنقذنا حياته وهذا شكره لنا".
ووصف كوبي السنوار بأنه مكرس لتدمير إسرائيل وقتل اليهود، فيما وصفه مسؤول إسرائيلي الكبير بأنه "مختل عقليا"، مضيفا: "لا أعتقد أن الطريقة التي يفهم بها الواقع تشبه طريقة الإرهابيين الأكثر عقلانية وبرجماتية".
وأشار بيتون إلى أن زعيم حماس كان على استعداد لتحمل معاناة هائلة من أجل قضية يؤمن بها، مشيرا إلى أن السنوار قاد ذات مرة 1600 سجينا إلى حافة الإضراب الجماعي عن الطعام حتى الموت إذا لزم الأمر، احتجاجًا على معاملة سجينين، وقال "إنه مستعد لدفع أي ثمن مقابل هذا المبدأ".
اقرأ أيضاً
كيف خدعت حماس إسرائيل وتمكنت من مفاجأتها بطوفان الأقصى؟
المصدر | جيروزاليم بوست/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة يحيى السنوار طوفان الأقصى محمد الضيف القسام الشاباك الموساد جیروزالیم بوست إطلاق سراح إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تنشر قائمة بأبرز الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار
نشرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -اليوم الاثنين- بيانا تضمن قائمة بأرز الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي وانتهت المرحلة الأولى منه أول أمس السبت.
واستعرض البيان الانتهاكات الإسرائيلية الميدانية والسياسية للاتفاق، وقالت الحركة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى بعد انتهاء المرحلة الأولى إلى استئناف العدوان على غزة في ظل الدعم الأميركي المعلن لتل أبيب.
وأشار البيان إلى أن سلوك إسرائيل خلال المرحلة الأولى يثبت أن حكومة نتنياهو كانت معنية بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار وسعت إلى ذلك.
كما قالت حركة حماس إن قرارات نتنياهو الأخيرة باعتماد مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لتمديد المرحلة الأولى تأتي في هذا السياق، ووصفتها بأنها محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق.
وشدد البيان على أن حركة حماس ملتزمة في المقابل بتنفيذ كافة بنود الاتفاق المتعلقة بها بدقة وبالمواعيد المحددة، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للعودة للاتفاق والانتقال للمرحلة الثانية منه، وحث الوسطاء على منع نتنياهو من تخريب الاتفاق، كما طالب بالضغط عليها لفتح المعابر والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.
إعلانوفي ما يلي أبرز الخروقات الإسرائيلية التي استعرضها بيان حركة حماس:
ميدانيا:
قال البيان إن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار ميدانيا 962 مرة، مشيرا إلى أن ذلك شمل قصفا وتوغلات للآليات.
وأضاف البيان أن الاعتداءات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى أسفرت عن استشهاد 116 شخصا وإصابة 490 آخرين.
الإغاثة والبروتوكول الإنساني:
قالت حركة حماس إن إسرائيل لم تلتزم ببند إدخال 50 شاحنة وقود يوميا إلى قطاع غزة، حيث دخل خلال 42 يومًا فقط 978 شاحنة بمعدل 23 شاحنة يوميا.
وورد في بيان الحركة أن الاحتلال لم يسمح بدخول سوى 15 بيتا متنقلا من أصل 60 ألفا، إضافة لعدد محدود من الخيام.
كما لم تسمح إسرائيل بإدخال سوى 9 آليات ثقيلة في حين أن غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 500 آلية ثقيلة لرفع الركام واستخراج الجثث.
وجاء في البيان نفسه أن إسرائيل منعت إدخال مواد البناء والمعدات الطبية اللازمة لإعادة تأهيل المستشفيات.
الأسرى:
في ما يخص الأسرى، قالت حركة حماس إن إسرائيل تعمدت تأخير الإفراج عنهم في جميع المراحل، رغم أن الاتفاق ينص على الإفراج عنهم بعد ساعة واحدة من تسليم الإسرائيليين.
وأشار البيان إلى إجبار سلطات الاحتلال الأسرى على ارتداء ملابس تحمل دلالات نازية وعنصرية، فضلا عن تعرضهم للضرب والإهانة والتعذيب والتجويع حتى ساعة إطلاق سراحهم.
معبر رفح:
أشار البيان إلى استمرار إغلاق معبر رفح أمام المدنيين في الاتجاهين، ومنع استئناف حركة البضائع والتجارة من خلاله، وإعادة عشرات المسافرين من المرضى والجرحى بعد الاتفاق على سفرهم.
ممر فيلادلفيا:
أشار البيان إلى عدم انسحاب الاحتلال أو تقليص قواته في ممر فيلادلفيا على الحدود المصرية الفلسطينية.
الخروقات السياسية:
جاء في بيان حماس أن إسرائيل أخّرت بشكل متعمد بدء مفاوضات المرحلة الثانية، مشيرة إلى أن تل أبيب تطالب بالدخول في اتفاق جديد مخالف لكل ما تم الاتفاق عليه.
إعلان