نددت منظمات أممية، عودة الحرب في قطاع غزة، داعين إلى وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، ومحذرين من "إبادة جماعية"، ونزوح كبير نحو الحدود المصرية.

وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.

3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد القطاع، حيث استهدفت منذ الصباح مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب القطاع، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وأعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، عن أسفه الشديد لاستئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معربا عن أمله في تجديد الهدنة الإنسانية التي انتهت صباحًا بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.

وقال غوتيريش في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "يؤسفني بشدة أن العمليات العسكرية قد بدأت مرة أخرى في غزة".

وأضاف: "ما زلت آمل أن يكون من الممكن تجديد الهدنة التي تم التوصل إليها" في 24 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، بوساطة قطرية مصرية.

وشدد غوتيريش على أن "العودة إلى الأعمال العدائية تظهر مدى أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني حقيقي".

اقرأ أيضاً

178 شهيدا ومئات الإصابات في تجدد غارات الاحتلال على قطاع غزة

فيما وصف المفوض الأممي فولكر تورك، استئناف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وتجدد الاشتباكات هناك بـ"الكارثة"، ودعا إلى تكثيف مساعي وقف إطلاق النار.

جاء ذلك في بيان صادر عن تورك، دعا جميع الأطراف والدول المؤثرة إلى مضاعفة جهودها بشكل عاجل لضمان وقف إطلاق النار على أرضية حقوق الإنسان.

وقال إن التصريحات الأخيرة للقادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بشأن تخطيطهم لتوسيع الهجمات وتكثيفها (على غزة) "مثيرة للقلق للغاية".

ولفت تورك إلى مقتل آلاف الأشخاص في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذكر أن "آلاف الأشخاص يواجهون المصير نفسه اليوم".

فيما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إن "الهدنة الإنسانية لا الحرب يجب أن تبدأ مجددا" على خلفية استئناف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده متحدث مكتب "أوتشا" ينس لايركه، في مكتب الأمم المتحدة لدى جنيف، الجمعة، مؤكدا أن "الجحيم على الأرض عاد إلى غزة.. الهدنة الإنسانية لا الحرب يجب أن تبدأ مجددا".

اقرأ أيضاً

اغتيالات جماعية.. لماذا يتعمد القصف الإسرائيلي على غزة استهداف المدنيين؟

من جانبه، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، من أن الهجوم الإسرائيلي على جنوب غزة قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية.

وقال لازاريني في حديث لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن غزة معرضة لخطر الانزلاق إلى "تسونامي" إنساني، مع انتهاء الهدنة واستئناف القتال، لافتا إلى أن "سكان غزة قد ضعفوا كثيرا لدرجة أنه يخشى أن يبدأ الكثير من الناس في الموت بسبب الأمراض وكذلك القصف الإسرائيلي للقطاع".

وأضاف: "أنا قلق جدا من دخول فصل الشتاء، بعد أن رأيت تأثير الحصار.. بعد أن رأينا ضعف مناعة الشعب بعد هذه الحرب، وحرمانه ومعاناته، قد نكون على أعتاب كارثة إنسانية كاملة – تسونامي".

وتابع أنه "إذا كان لديك هجوم بنفس الشدة في الجنوب، لا يمكن للمرء أن يتوقع فقط حركة نزوح كبيرة.. الخوف هو أنه سيكون هناك أيضا عدد هائل من الأشخاص الذين قد يُقتلون، خاصة مع هذه الكثافة السكانية".

وفي السياق، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كاثرين راسل، عبر حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "قطاع غزة يعتبر اليوم مرة أخرى أخطر مكان يمكن أن يعيش فيه الطفل".

وأشارت راسل، إلى أن "ظروف الشتاء القاسية في الطريق"، مشددة على ضرورة أن "تقوم كل الأطراف بما في بوسعها لحماية الأطفال".

اقرأ أيضاً

مسؤولون إسرائيليون: الموساد يخطط لقتل قادة حماس حول العالم بعد حرب غزة

وأكدت المديرة التنفيذية لليونيسيف، على ضرورة "أن لا يموت المزيد من الأطفال في هذا الصراع".

فيما عبر الناطق باسم "يونيسف"، عن أسفه لانتهاء الهدنة في قطاع غزة منددا بالذين قرروا "استئناف قتل الأطفال".

واعتبر أن "عدم التحرك يعطي الضوء الأخضر لقتل الأطفال" مضيفا "من غير المسؤول التفكير بأن هجمات جديدة على الشعب في غزة قد تؤدي إلى أي شيء آخر سوى مذبحة".

من جانبه، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه البالغ من تجدد الاشتباكات في قطاع غزة، مؤكدًا الحاجة الماسة إلى "إعلان وقف دائم لإطلاق النار، لأن النظام الصحي أُصيب بالشلل هناك".

جاء ذلك في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، حيث شدد على أن "غزة لا تستطيع تحمل خسارة المزيد من المستشفيات أو أسرة المستشفيات".

وقال: "هناك حاجة لوقف إطلاق نار (في غزة)، وقف إطلاق نار دائم، وقف إطلاق نار يقود إلى السلام".

اقرأ أيضاً

بعد استئناف القصف.. توقف دخول شاحنات المساعدات إلى غزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة منظمات أممية قصف غزة يونيسيف الأونروا مصر إبادة جماعية نزوح الأمم المتحدة وقف إطلاق نار على قطاع غزة إطلاق النار اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

هل من بديل لـ”فخ” الهدنة الممددة؟!!

مطهر الأشموري

سيظل في تاريخ مجلس الأمن والأمم المتحدة أنه تم إصدار قرار بعد الحرب أو العدوان لأول مرة، وهو قرار الشرعنة للعدوان السعودي على اليمن بشراكة ومشاركة أمريكا وبريطانيا، فيما سمي التحالف العربي لم يكن غير غطاء وتغطية من واقع أمركة وعبرية ما تسمى جامعة عربية..

ولهذا فقرار مجلس الأمن 2216 صيغ على أساس أن العدوان سينتصر والأمر الواقع هو ما يفرضه الطرف المنتصر..

بريطانيا نبهت أو قالت وقتها أنه بدون هذا الانتصار سيصبح تطبيق هذا القرار مستحيلاً..

ما دام الانتصار لم يتحقق كما أراد من صاغوا القرار وشرعنوا للعدوان فالقرار فقد قيمته ومعناه كتطبيق وكأنما بات يحتكم للأمر الواقع القائم..

النظام السعودي لم يعد قادراً على تحمل تبعات الحرب، وانتصارات الشعب اليمني تصاعدت حتى باتت تتجه لفرض أمر واقع من قبل اليمن والشعب اليمني وذلك ما أقلق أكثر ليس فقط النظام السعودي بل أمريكا وبريطانيا..

ولهذا كثفت الحروب الاقتصادية حتى أوجها ومورس التدخل العسكري الأمريكي تحديداً بأوسع مباشرة لفرض ما سميت “الهدنة” والتي سرنا في تمطيطها وتمديدها كأمر واقع أيضاً..

الهدف من كل ذلك هو الحيلولة دون فرض أمر واقع يمني لم يكن بعيداً ووقف ومنع تحرير مارب وكان ذلك أقرب ما يكون للتحقق..

من خلال كل هذا تم الحفاظ من قبل أمريكا وبريطانيا على أمر واقع لا حل فيه إلا بالتفاوض والمفاوضات، وما تريده أمريكا وبريطانيا والنظام السعودي هو ما يراد فرضه من خلال هذه المفاوضات لأن ما تسمى شرعية ومن يجر إلى اصطفافها لم يعودوا أصحاب قرار ولم يعودوا يملكون حداً أدنى من الإرادة وينفذون ما يؤمرون به سعودياً ومن ثم أمريكا وبريطانيا..

إذا أمريكا وبريطانيا طرفان شريكان في العدوان كما السعودية والإمارات فالمستحيل قبول مفاوضات تديرها وتشرف عليها أمريكا وبريطانيا فيما النظام السعودي – الذي دمر اليمن العميل لأمريكا وبريطانيا وواجهة للعدوان – يطرح نفسه أنه مجرد وسيط بل وفاعل في التفاوض والمفاوضات ومثله تقول الإمارات وستقول..

الذي لم يستطع فرضه بالحرب والعدوان يراد فرضه من خلال المفاوضات من أرضية الأمر الواقع الذي فرض بالهدنة الممططة الممددة..

يستحيل من خلال التفاوض – ومن خلال متراكم هذه الأرضية سعودياً وأمريكياً وبريطانياً – أن تحقق سيادة واستقلالية لليمن أو أن تكون لصالح مستقبل اليمن..

إذا لم تقبل صنعاء بهكذا تفاوض وإذا قبلت بمفاوضات فهل تقبل بنتائج لها لا تحقق السيادة والاستقلالية ولن تكون بالتأكيد لصالح مستقبل اليمن؟!

الذي أمامنا هو أن نتفاوض ولسنين حتى نصل إلى رفض ما يراد فرضه من خلال التفاوض، وخلال هذه السنوات من التفاوض يأمل أعداء اليمن أن يعملوا الكثير لتغيير الأمر الواقع لصالحهم وصد اليمن كسيادة واستقلالية واستقرار ومستقبل، وبعد هدنة لقرابة العقد يراد إشغالنا بعقد للتفاوض ..وهلم جرا..

هذا هو الأمر الواقع الذي فرضته أمريكا وبريطانيا فيما كان علينا قبل قبول ذلك إكمال تحرير مارب على الأقل..

ما لم تتحرك صنعاء لكسر وتجاوز الأمر الواقع الذي فرضه الأمريكي والبريطاني ومن خلال مواجهة النظام السعودي أساساً وتركيزاً فليس من جديد يتوقع أو ينفع، والأرجح بالنسبة لي هو أن روسيا والصين وحتى إيران بحسابات مصالحهم يضغطون وسيضغطون لمنع أي مواجهة مع النظام السعودي..

هؤلاء يعنيهم تقديم بديل يحقق كامل السيادة والاستقلالية لليمن ليكون مستقبل اليمن كذلك من أرضية السيادة والاستقلالية وإلا فإنه يفترض عدم الإذعان لضغوط هؤلاء لأنه لا يمكن القبول بتفريط في السيادة والاستقلالية والتضحية بمستقبل اليمن من أجل مصالح غرب أو شرق، فهل من بديل لدى صنعاء للخروج من “فخ” الهدنة الممدة الممططة؟!!.

 

 

مقالات مشابهة

  • هل من بديل لـ”فخ” الهدنة الممددة؟!!
  • دليل على إبادة جماعية.. إيران تدين تفجير أنظمة اتصالات في لبنان
  • وسطاء: الجهود بشأن اتفاق الهدنة في غزة «مستمرة»
  • جوبا متفائلة باستئناف تصدير النفط عبر السودان
  • في سوريا أيضاً... إنفجار أجهزة pager بعناصر حزب الله
  • ارتفاع حصيلة الحرب على قطاع غزة الى 41252 شهيدا
  • مقررة أممية: غزة تشهد إبادة جماعية مرعبة
  • تين هاج عن لقب البريميرليج: الكؤوس مهمة أيضا
  • إسرائيل تعلن توسيع أهداف الحرب
  • لابيد: على نتنياهو إنجاز اتفاق الهدنة في غزة فورا