عربي21:
2024-07-07@04:28:33 GMT

بغداد والتحالف الدولي والطائرات المُسيّرة!

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

يَلفّ الغموض العلاقة بين قوّات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة في العراق؛ والفصائل التي تنتمي للحشد الشعبي!

وسبق للقوّات الدولية والحشد أن تعاونا بكافّة الجوانب العسكرية والاستخبارية الميدانية في المعارك ضدّ "داعش" حتّى العام 2017، وذلك التعاون ربّما كان وفقا لقاعدة "عدوّ عدوّي صديقي"، ويبدو أنّ هذه القاعدة توقّف مفعولها، وعادت مرحلة "العداء" مع القوّات الأجنبية!

واستهداف بعض فصائل الحشد للقوات الأمريكية المحتلة في العراق ليس جديدا، وتعود بداية تلك الهجمات للعام 2020، لكنّه تَجدّد وبكثافة بعد طوفان الأقصى!

وسبق لبعض فصائل الحشد أن استهدفت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، ولهذا كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للعراق في الخامس من الشهر الماضي؛ الإنذار الأخير لتلك الفصائل!

والتطوّر الميداني الأبرز تمثّل باستهداف واشنطن لمنشآت تابعة للحشد التابع رسميّا لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بعد أن تجاهلت تلك الفصائل التهديدات الأمريكية!

وأكّدت القيادة العسكرية الأمريكية المركزية "سنتكوم"، في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أنّها "نفّذت ضربات منفصلة ودقيقة" على موْقعيْن داخل العراق، ردّا على "الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعات موالية لإيران، واستهدفت قوّات التحالف الدولي، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في العراق أمس واستخدمت فيه صواريخ باليستية قصيرة المدى".



وبعدها بساعات أعلن الحشد عن مقتل ثمانية من عناصره وجرح أربعة آخرين، في ضربات جوّيّة أمريكية شملت قاطع جرف النصر شمال بابل، جنوبي العراق.

واستهدفت طائرة مسيّرة أمريكية أخرى ناقلة عسكرية تابعة لكتائب "حزب الله العراقي" تحمل أعتدة على طريق "أبو غريب السريع"، غربي بغداد، فيما قامت طائرة مسيّرة ثالثة بإطلاق نيران أسلحتها الثقيلة باتّجاه بادية الثرثار في قضاء الرمادي شمال الطريق السريع الدولي!

وهذا يعني أنّ الهجوم وقع على ثلاثة مواقع، وأنّ الطائرات المسيّرة تتبّعت الجماعات المُنفّذة واستهدفتها!

وقبل (24) ساعة من الهجوم الأمريكي، كشفت نائبة المتحدّث باسم البنتاغون سابرينا سينغ، أنّ القوّات الأمريكية تعرّضت لحوالي (66) هجوما منذ 17 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023.

وقد سبق الهجمات الأمريكية فرض عقوبات أمريكية بحقّ سبعة أشخاص ينتمون "لجماعتين مسلّحتين عراقيتيّن مواليتيّن لإيران، بينها حزب الله العراقي".

وقوبلت الهجمات الأمريكية في أنحاء العراق بردود فعل متناقضة، ففي الوقت الذي أدان الحشد تلك الهجمات بأشدّ العبارات، كان بيان حكومة بغداد مختلفا فهو، إن لم يكن متوازنا، فهو متناغم مع تلك الضربات!

وأكّدت حكومة بغداد ببيانها، المتأخّر، أنّها لا تعلم بالهجوم، وأنّها ترفض التجاوز على السيادة العراقية، وأنّها المعنيّة بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، وهو حقّ حصري لها، "ولا يحقّ لأيّة جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي"!

وهذه، ربّما، إدانة حكومية "ناعمة" للقوى التي تهاجم قوّات التحالف الدولي في العراق! وقد وجّه السوداني، القوّات المسلّحة والأجهزة الأمنية، بـ"عدم السماح لأيّة جهة أن تخلّ أو تضرّ بأمن البلد واستقراره".

وهذا البيان الحكومي يحمل في طياته دلالات غامضة، وأنّ السوداني قد يقصد الحشد أو القوّات الأمريكية بعبارة: "عدم السماح لأيّة جهة.."! ولكن العبارة تميل إلى أنه يقصد الحشد بالدرجة الأولى!

وحذّر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الأربعاء، من اندلاع "مواجهات" جديدة جراء القصف الأمريكي ضدّ الحشد! فيما قال زعيم منظّمة بدر هادي العامري؛ للقوّات الأمريكية بعد الهجوم بأيّام: "اعتداؤكم لن يمرّ بدون جواب، وبقاؤكم شرّ مطلق"!

والسؤال هنا: إن كانت قوّات الحشد الشعبي "المُهاجمة" للتحالف تابعة للقوات المسلّحة الرسمية العراقية، فهل ضرباتها كانت بعلم الحكومة أم دون علمها؟

فإن كانت بعلمها فهذا تناقض مع البيان الحكومي، وإن كانت دون علمها، وهو الراجح، فهذا يعني أنّ هنالك قوّات أقوى من القوّات الرسمية، وهنا بداية الضياع لأيّ دولة في العالم!

ما جرى الأسبوع الماضي يؤكّد أنّ السيناريو العراقي سيكون مثل السيناريو السوري تماما! طائرات أجنبية تقصف وتعود لقواعدها دون أن تعترض سبيلها أيّ مقاومة، وربّما سنصل إلى مرحلة شلل الدولة إن لم تَتمكّن حكومة السوداني من ضبط السلاح المُسْتَهْدف للقوّات الدولية!

والمفاجأة الأمنية الخطيرة ذكرها موقع "ذا انترسيبت" الأمريكي (The Intercept) الذي أكّد يوم 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، سرقة وثائق سرّيّة ومعدّات عسكرية "حسّاسة" بمئات آلاف الدولارات، من قواعد عسكرية أمريكية في أربيل وبغداد، بين عامي 2020 و2022، بينها (13) طائرة مُسيّرة، وصواريخ موجّهة! فمَنْ سرقها؟ وهل هي ذاتها التي تُستخدم في مهاجمة القواعد الأمريكية؟

ورغم الهجمات الأمريكية الأخيرة، استُهدفت قاعدة "حرير" في أربيل بهجوم طائرة مسيّرة، ليلة الأحد الماضي (26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023)!

وهذا يعني أنّه لا أحد يمكنه تحديد السيناريوهات المتوقّعة للمناوشات بين القوّات الدولية والحشد، ولكنّ المؤكّد أنّ واشنطن هي الأقدر على فرض إرادتها في العراق من الكيانات السياسية والأمنية العراقية الرسمية!

فهل سنشهد مواجهات سياسية وعسكرية قريبة بين الطرفين؟ أعتقد أنّ التصعيد سيّد الموقف إن لم تضبط بغداد تلك الجماعات المسلّحة!

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق الحشد العراق إيران امريكا مليشيات الحشد مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ات الأمریکیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

البنك الدولي: زلزال الحوز يرفع وتيرة التحويلات المالية في المغرب بنسبة 5.2% في 2023

قال البنك الدولي، إن التحويلات المالية في المغرب ارتفعت بنسبة 5.2% إلى 11.8 مليار دولار في عام 2023، مشيرا إلى أن البلاد لا تزال ثاني أكبر متلق للتحويلات في المنطقة، بعد مصر.

وأوضحت المؤسسة المالية الدولية، في تقرير حديث يحمل عنوان، « موجز الهجرة والتنمية »، أن « تدفقات التحويلات المالية تجاوزت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وكانت جزءا حيويا من الاقتصاد المغربي، حيث تمثل 8.2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ».

وظلت وتيرة تحويلات المغاربة بالخارج قوية طوال سنة 2023، خاصة بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في شتنبر الماضي، ويتماشى ذلك مع نتائج الدراسات التي توضح الطبيعة المعاكسة للدورة الاقتصادية لتدفقات التحويلات، والتي تميل إلى الزيادة في أعقاب الكوارث الطبيعية في بلدان المهاجرين الأصلية (بيتين، وبريسبيتيرو، وسباتافورا 2017)، وفق تقرير البنك الدولي دائما.

ويرى البنك الدولي، أن التحويلات الرسمية إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حققت نموا قويا خلال الفترة 2021-2022، فقد شهدت تلك التحويلات تراجعاً في عام 2023 لتصل إلى ما يقدر بنحو 656 مليار دولار.

ويعكس معدل النمو المتواضع في التحويلات وقدره 0.7% تباينات كبيرة في نموها على مستوى المناطق، غير أنها ظلت مصدراً بالغ الأهمية للتمويل الخارجي بالنسبة للبلدان النامية في عام 2023، مما عزز حسابات المعاملات الجارية للكثير من تلك البلدان التي تعاني انعدام الأمن الغذائي والأعباء المرتبطة بالديون. وفي عام 2023، تجاوزت التحويلات حجم الاستثمار الأجنبي المباشر والمساعدات الإنمائية الرسمية.

ومن المتوقع أن تشهد التحويلات إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل نمواً أسرع يصل إلى 2.3% في عام 2024، على الرغم من أن هذا النمو سيكون متفاوتاً من منطقة إلى أخرى. وتشمل مخاطر التطورات السلبية المحتملة على هذه التوقعات تراجع معدلات النمو الاقتصادي بدرجة أكبر مما هو متوقع في البلدان مرتفعة الدخل والمستضيفة للمهاجرين، بالإضافة إلى تقلب أسعار النفط وأسعار صرف العملات.

وانخفضت تدفقات التحويلات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 15% لتصل إلى 55 مليار دولار في عام 2023، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الانخفاض الحاد الذي شهدته التدفقات إلى مصر، يقول البنك الدولي، ومن المرجح أن تكون الفجوة الكبيرة بين سعر الصرف الرسمي والسوق الموازية قد أدت إلى ذهاب التحويلات إلى قنوات غير رسمية.

وتشير التقارير إلى أن تدفقات التحويلات الرسمية إلى مصر قد انتعشت بمجرد توحيد أسعار الصرف في شهر مارس 2024، وتأثرت تدفقات التحويلات بين بلدان المنطقة بتباطؤ النمو في دول مجلس التعاون الخليجي.

مقالات مشابهة

  • حريق في محيط مطار بغداد الدولي (صور)
  • لماذا لا يدعو برّي إلى الحوار في غياب القوّات؟
  • أسرار “الكنز السعودي” قبالة السواحل العمانية!
  • مجلة نيوز ويك الأمريكية: تركيا تحتل شمال العراق
  • البنك الدولي: زلزال الحوز يرفع وتيرة التحويلات المالية في المغرب بنسبة 5.2% في 2023
  • إيطاليا تتعرض لمئات الهجمات الإلكترونية في 2023.. وتبلغ ذروتها في أول 5 أشهر من 2024
  • بالصور.. عملية أمنية شرقي الأنبار
  • البارزاني:وضع مصلحة العراق عند النظر في ملف إنهاء تواجد قوات التحالف الدولي
  • مسعود في بغداد.. الأهداف والرسائل!
  • الإطار التنسيقي يتفق بحضور البارزاني على إنهاء مهام التحالف الدولي في العراق