عربي21:
2024-11-22@18:00:49 GMT

بغداد والتحالف الدولي والطائرات المُسيّرة!

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

يَلفّ الغموض العلاقة بين قوّات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة في العراق؛ والفصائل التي تنتمي للحشد الشعبي!

وسبق للقوّات الدولية والحشد أن تعاونا بكافّة الجوانب العسكرية والاستخبارية الميدانية في المعارك ضدّ "داعش" حتّى العام 2017، وذلك التعاون ربّما كان وفقا لقاعدة "عدوّ عدوّي صديقي"، ويبدو أنّ هذه القاعدة توقّف مفعولها، وعادت مرحلة "العداء" مع القوّات الأجنبية!

واستهداف بعض فصائل الحشد للقوات الأمريكية المحتلة في العراق ليس جديدا، وتعود بداية تلك الهجمات للعام 2020، لكنّه تَجدّد وبكثافة بعد طوفان الأقصى!

وسبق لبعض فصائل الحشد أن استهدفت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، ولهذا كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للعراق في الخامس من الشهر الماضي؛ الإنذار الأخير لتلك الفصائل!

والتطوّر الميداني الأبرز تمثّل باستهداف واشنطن لمنشآت تابعة للحشد التابع رسميّا لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بعد أن تجاهلت تلك الفصائل التهديدات الأمريكية!

وأكّدت القيادة العسكرية الأمريكية المركزية "سنتكوم"، في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أنّها "نفّذت ضربات منفصلة ودقيقة" على موْقعيْن داخل العراق، ردّا على "الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعات موالية لإيران، واستهدفت قوّات التحالف الدولي، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في العراق أمس واستخدمت فيه صواريخ باليستية قصيرة المدى".



وبعدها بساعات أعلن الحشد عن مقتل ثمانية من عناصره وجرح أربعة آخرين، في ضربات جوّيّة أمريكية شملت قاطع جرف النصر شمال بابل، جنوبي العراق.

واستهدفت طائرة مسيّرة أمريكية أخرى ناقلة عسكرية تابعة لكتائب "حزب الله العراقي" تحمل أعتدة على طريق "أبو غريب السريع"، غربي بغداد، فيما قامت طائرة مسيّرة ثالثة بإطلاق نيران أسلحتها الثقيلة باتّجاه بادية الثرثار في قضاء الرمادي شمال الطريق السريع الدولي!

وهذا يعني أنّ الهجوم وقع على ثلاثة مواقع، وأنّ الطائرات المسيّرة تتبّعت الجماعات المُنفّذة واستهدفتها!

وقبل (24) ساعة من الهجوم الأمريكي، كشفت نائبة المتحدّث باسم البنتاغون سابرينا سينغ، أنّ القوّات الأمريكية تعرّضت لحوالي (66) هجوما منذ 17 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023.

وقد سبق الهجمات الأمريكية فرض عقوبات أمريكية بحقّ سبعة أشخاص ينتمون "لجماعتين مسلّحتين عراقيتيّن مواليتيّن لإيران، بينها حزب الله العراقي".

وقوبلت الهجمات الأمريكية في أنحاء العراق بردود فعل متناقضة، ففي الوقت الذي أدان الحشد تلك الهجمات بأشدّ العبارات، كان بيان حكومة بغداد مختلفا فهو، إن لم يكن متوازنا، فهو متناغم مع تلك الضربات!

وأكّدت حكومة بغداد ببيانها، المتأخّر، أنّها لا تعلم بالهجوم، وأنّها ترفض التجاوز على السيادة العراقية، وأنّها المعنيّة بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، وهو حقّ حصري لها، "ولا يحقّ لأيّة جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي"!

وهذه، ربّما، إدانة حكومية "ناعمة" للقوى التي تهاجم قوّات التحالف الدولي في العراق! وقد وجّه السوداني، القوّات المسلّحة والأجهزة الأمنية، بـ"عدم السماح لأيّة جهة أن تخلّ أو تضرّ بأمن البلد واستقراره".

وهذا البيان الحكومي يحمل في طياته دلالات غامضة، وأنّ السوداني قد يقصد الحشد أو القوّات الأمريكية بعبارة: "عدم السماح لأيّة جهة.."! ولكن العبارة تميل إلى أنه يقصد الحشد بالدرجة الأولى!

وحذّر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الأربعاء، من اندلاع "مواجهات" جديدة جراء القصف الأمريكي ضدّ الحشد! فيما قال زعيم منظّمة بدر هادي العامري؛ للقوّات الأمريكية بعد الهجوم بأيّام: "اعتداؤكم لن يمرّ بدون جواب، وبقاؤكم شرّ مطلق"!

والسؤال هنا: إن كانت قوّات الحشد الشعبي "المُهاجمة" للتحالف تابعة للقوات المسلّحة الرسمية العراقية، فهل ضرباتها كانت بعلم الحكومة أم دون علمها؟

فإن كانت بعلمها فهذا تناقض مع البيان الحكومي، وإن كانت دون علمها، وهو الراجح، فهذا يعني أنّ هنالك قوّات أقوى من القوّات الرسمية، وهنا بداية الضياع لأيّ دولة في العالم!

ما جرى الأسبوع الماضي يؤكّد أنّ السيناريو العراقي سيكون مثل السيناريو السوري تماما! طائرات أجنبية تقصف وتعود لقواعدها دون أن تعترض سبيلها أيّ مقاومة، وربّما سنصل إلى مرحلة شلل الدولة إن لم تَتمكّن حكومة السوداني من ضبط السلاح المُسْتَهْدف للقوّات الدولية!

والمفاجأة الأمنية الخطيرة ذكرها موقع "ذا انترسيبت" الأمريكي (The Intercept) الذي أكّد يوم 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، سرقة وثائق سرّيّة ومعدّات عسكرية "حسّاسة" بمئات آلاف الدولارات، من قواعد عسكرية أمريكية في أربيل وبغداد، بين عامي 2020 و2022، بينها (13) طائرة مُسيّرة، وصواريخ موجّهة! فمَنْ سرقها؟ وهل هي ذاتها التي تُستخدم في مهاجمة القواعد الأمريكية؟

ورغم الهجمات الأمريكية الأخيرة، استُهدفت قاعدة "حرير" في أربيل بهجوم طائرة مسيّرة، ليلة الأحد الماضي (26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023)!

وهذا يعني أنّه لا أحد يمكنه تحديد السيناريوهات المتوقّعة للمناوشات بين القوّات الدولية والحشد، ولكنّ المؤكّد أنّ واشنطن هي الأقدر على فرض إرادتها في العراق من الكيانات السياسية والأمنية العراقية الرسمية!

فهل سنشهد مواجهات سياسية وعسكرية قريبة بين الطرفين؟ أعتقد أنّ التصعيد سيّد الموقف إن لم تضبط بغداد تلك الجماعات المسلّحة!

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق الحشد العراق إيران امريكا مليشيات الحشد مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ات الأمریکیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

تستخدمها مافيات دولية ومحلية.. شل 6 مسارات سوداء كانت تمد بغداد بالمخدرات

بغداد اليوم- بغداد

كشف مصدر مطلع، اليوم الجمعة (22 تشرين الثاني 2024)، عن ايقاف 6 مسارات سوداء كانت تمد بغداد بالمخدرات.

وقال المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "فرقاً مختصة في وزارة الداخلية توصلت خلال الأشهر 5 الأخيرة الى معلومات غاية في الأهمية تمحورت في معرفة المسارات السرية التي تستخدم من قبل مافيات دولية وأخرى محلية في إيصال المخدرات بشتى أنواعها من 6 محافظات بعضها جنوبية الى العاصمة بغداد من اجل تغذية شبكات لتوزيعها على المدمنين".

وأضاف أن "الضربات التي كشف النقاب عن بعضها مؤخرا ومنهم تفكيك شبكات خطيرة بعضها دولية للاتجار بالمخدرات هي نتائج تلك المعلومات الدقيقة التي كانت وراء سلسلة من العمليات هي الأهم في نتائجها خلال السنوات الأخيرة على مستوى العراق وتم الوصول الى مرحلة شل 6 مسارات سوداء كانت تنقل المخدرات صوب بغداد".

وأشار الى أن "ما تعرضت له مافيات المخدرات في الأشهر 5 الأخيرة من ضربات هو يعادل جهود سنوات خاصة وان 4 من اهم الأسماء في عالم المخدرات سقطت في قبضة العدالة".

وفي السياق ذاته، قالت عضو لجنة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية البرلمانية، مديحة المكصوصي، الاثنين (18 تشرين الثاني 2024)، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "لجنة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في البرلمان تعمل منذ اشهر طويلة على اجراء تعديلات جوهرية ومهمة في قانون مكافحة المخدرات رقم (50) لسنة 2017 وابرز تلك التعديلات هي تشديد العقوبات لتصل الى الإعدام بدل المؤبد خاصة للتجار سواء الأجانب او العراقيين، كذلك تشديد العقوبات بحق المروجين، مع زيادة التخصيصات بهدف انشاء المصحات خاصة لمعالجة المتعاطين".

وأضافت، أن "التصويت على تعديل قانون مكافحة المخدرات، سيكون قريبًا جداً، خلال الأيام المقبلة والتعديل جاهز للتصويت وهناك دعم برلماني كبير لهذا التعديل، والقانون يخلو تماماً من أي خلافات سياسية، بل هناك توافق سياسي كبير على هذه التعديلات لأهميتها لمكافحة هذه الافة التي أصبحت خطرًا حقيقيًا يهدد المجتمع العراقي". 

ووافق مجلس الوزراء العراقي، في السابع عشر من سبتمبر الماضي، على مشروع قانون التعديل الأول لقانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (50) لسنة 2017. 

وقال رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، إن هذا التعديل يهدف إلى رفع مستوى دائرة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، لتتمكن من مواجهة هذه الآفة الخطيرة، بحسب تعبيره.

وتضمن المادة 40 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2017، إعفاء المتعاطي الذي يقوم بتسليم نفسه للمؤسسة الصحية من العقوبات الجزائية، وتوفر له حقوقا منها، اعتبار المتعاطي مريضاً وليس متهماً، ووضعه تحت الملاحظة الصحية لمدة 30 يوماً، وتلقيه العلاج لفترة تتراوح ما بين 90-180 يوماً. وتشترط المادة على المتعاطي الالتزام بالعلاج ومراجعة العيادة النفسية الاجتماعية بعد الشفاء لفترة محددة ووفي حال عدم الالتزام أو التخلف يتم إشعار المحكمة المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتعاطي".

ويشهد العراق تزايدا ملحوظا في انتشار المخدرات مما يثير قلقا كبيرا لدى العديد من المراقبين الذين عزوا سبب هذا الانتشار، إلى ضعف الإجراءات الحكومية وعدم كفاية التشريعات، معبرين عن مخاوفهم من تبعات ذلك على زيادة معدلات الجريمة والمشاكل الاجتماعية، وطالبوا بإجراءات حكومية أكثر حزما للحد من هذه الظاهرة.



مقالات مشابهة

  • تستخدمها مافيات دولية ومحلية.. شل 6 مسارات سوداء كانت تمد بغداد بالمخدرات
  • الإطار:الإتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد ستكون على المحك إذا استهدف الحشد
  • العوادي:السوداني منع إسرائيل من استهداف الحشد الشعبي
  • مناطق عراقية ترصد طيرانا مسيرا.. وواشنطن تبلغ بغداد “باستنفاد” ضغطها على الكيان
  • منع ثلاثة قرارات كانت ستوقف نقل بعض الأسلحة الأمريكية لإسرائيل.. التفاصيل
  • شاهد : الصين تفجر جدلاً واسعاً وتنشر مقطعاً للهجوم اليمني على حاملة الطائرات الأمريكية ’’إبراهام لينكولن’’ في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة (فيديو)
  • القائد العام يوجه المؤسسات العسكرية والأمنية بمنع فصائل الحشد من استهداف إسرائيل
  • السوداني قرار الحرب والسلم بيد الحكومة وليس بيد الحشد الشعبي!!
  • العراق وحرب إسرائيل - إيران.. إجراءات حكومية جدية لتأمين مناطق انطلاق الهجمات ضد الكيان
  • العراق وحرب إسرائيل - إيران.. إجراءات حكومية جدية لتأمين مناطق انطلاق الهجمات ضد الكيان - عاجل