عدد جديد من «كانو الثقافية» يطوف على سير الشخوص وأبرز التحديات العلمية
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
صدر العدد الجديد الـ23 من مجلة «كانو الثقافية»، التي تعرف نفسها بوصفها مجلة علمية ثقافية شاملة، والصادرة عن «جائزة يوسف بن أحمد كانو»، متضمنًا عددًا من الموضوعات ذات الآفاق المتنوعة، بأقلام نخبة من الكتاب البحرينيين، حيثُ تضمن العدد مقالات للدكتور منصور سرحان، والأنثروبولوجيا الدكتور عبدالله يتيم، بالإضافة لأستاذ الفيزياء التطبيقية الدكتور وهيب الناصر، وغيرهم من الأسماء الذين طرحوا مواضيع ثقافية وعلمية متعددة.
وتناول الدكتور سرحان، استعراض كتابه «مواقف وذكريات مع شخصيات بحرينية»، الذي وثق فيه ذكرياته مع 40 شخصية، من بينهم شخصيتان بارزتان من عائلة كانو، وهما الوجيه عبدالله بن علي كانو، والدكتور عبداللطيف بن جاسم كانو، ساردًا عبر مقالته، المواقف والذكريات التي جمعته معهما، وكيف أسهما في تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية والثقافية.
فيما كتب الدكتور يتيم عن «راشد العريفي.. فنان تشكيلي بعيون تلميذه»، متناولاً العلاقة التي جمعته بهذا الفنان الرائد، وكيف تشكلت وأثمرت دروسًا في الحياة، إذ لم يكن العريفي، بتعبير يتيم «معلمي في حياتي المدرسية، فقد كان أيضًا أستاذي في الحياة، وقد لا أكون وحيدًا في ذلك، إذ أن هناك آخرين من أصدقاء الطفولة والمدرسة ومراحل العمر اللاحقة ممن التحقوا مثلي بمدرسة هذا الفنان النبيل». ويعرض يتيم خلال مقاله المطول، جوانب مختلفة من حياة ونشاط الفنان العريفي، واشتغلاتته الفنية، والبحثية، والكتابية.
أما الدكتور وهيب الناصر، فكتب عن «النتائج الرئيسية لمخرجات درسة RICCAR في نمذجة المناخ بالمملكة العربية السعودية»، يتلوه الباحث علي فقيه، في الحديث عن تسخير حلول الذكاء الاصطناعي لاستدامة الإنتاج والأمن الغذائي، عبر «تمكين الذكاء الاصطناعي من إدارة المحاصيل وإدارة الثروة الحيوانية»، حيثُ يؤكد الباحث في مقاله على أهمية «أن تتعاون الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والأكاديميات والشركات الخاصة من أجل معالجة القضايا المعقدة وتحقيق الأهداف المشتركة المتعلقة بالتنمية المستدامتة ورفع مستوى التأهب لزيادة الإنتاج والأمن العذائي».
وتضمن العدد، مقالاً للدكتور فيصل الملا، تناول فيه «محنة البحث العلمي في جامعاتنا العربية»، ليعرض لمدى الخسارة التي تخسرها الجامعات، واقتصاديات الدول العربي، جراء التحديات التي تجابه هذا الفضاء بالغ الأهمية، مؤكداً بأن «العالم العربي يمر بمرحلة صعبة، ويعاني من التحديات والأزمات، إلا أنه يمتلك كل مقومات النجاح والتميز»، في هذا الجانب، مبينًا «تخسر البلاد العربية ما يزيد على 200 مليار دولار سنويًا بسبب ضياع الكفاءات». وفي إطار البحوث العلمية، كتبت الدكتورة هدى صباح عن «التربية النرجسية وامتدادها عبر الأجيال».
كما تضمن العدد مقالات في الأدب والشعر، إلى نص إبداعي للشاعر عبد الحميد القائد، وحوار مع الفائز بالمركز الأول في الدورة الماضية، عن فئة الفن التشكيلي، الفنان أحمد عبد الرضا صالح، إلى جانب أخبار متفرقة عن الجائزة، ومقال لمدير التحرير، محمد درويش، عن «الحاج يوسف بن أحمد كانو في كتب التاريخ»، راصدًا ومتتبعًا اجتهادات المؤخرين والباحثين في توثيق سيرته، ومواقفه، وأدواره التجارية والاجتماعية الكبيرة.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (1)
من يقرأ عن الحرب العالمية الأولى والثانية أو يشاهد الأفلام التى تناولت مثل هذه الحروب سيدرك جيداً أن الغرب لن يقبل بتكرار التجربة على أرضه، وإن كان لا بد من الحرب ستكون إذاً حروباً من نوع مختلف!
أفلام المخرج ستيفن سبيلبرج، «قائمة شندلر» و«إنقاذ الجندى ريان»، وقد حصل بهما على جائزة أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج. هناك أيضاً فيلم «دونكيرك» للمخرج كريستوفر نولان، ويحكى الفيلم قصة إجلاء الآلاف من الجنود البريطانيين من ميناء «دونكيرك» الفرنسى، فى حين تتم عملية الإجلاء تحت قصف لا يتوقف من الجيش الألمانى.
«نولان» نفسه حصلت أفلامه على 48 ترشيحاً للأوسكار وللصدفة لم يحصل على جائزة أفضل مخرج إلا فى دورة عام 2023 عن فيلم «أوبنهايمر»، الذى يحكى قصة صناعة القنبلة النووية.
قدم أيضاً المخرج كوينتن تارانتينو فيلم «أوغاد مجهولون»، «تارانتينو» يتميز فى أفلامه بتجسيد مفرط للعنف، وبالطبع لن يجد أفضل من قصة تدور خلال الحرب العالمية الثانية عن محاولة لاغتيال القائد الألمانى النازى.
من أبرز تلك المحاولات أيضاً فيلم «1917» للمخرج السينمائى والمسرحى الإنجليزى سام ميندز، والحاصل على جائزة أوسكار عن أولى تجاربه فى السينما عام 1999 عن فيلم «الجمال الأمريكى».
وقدم فيلمه عن قصة حقيقية سمعها من جده، صدرت لاحقاً فى عمل روائى عام 2019، تحكى القصة رحلة جنديين إنجليزيين يحاولان الوصول إلى مقر وحدة من القوات لتحذيرها من كمين دبره الألمان للقوات الإنجليزية!
اجتمعت تلك الأفلام على تصوير الجانب الإنسانى المفتقد فى الحرب، وكيف قُتل الملايين من الشباب دون أن يدركوا فى بعض الأحيان لماذا جاءوا إلى هنا من الأساس، وحشية برع السينمائى الأوروبى فى تصويرها زرعت الرعب فى قلوب المشاهدين فى الغرب، انتقلت لاحقاً لمجموعة من الأفلام الدعائية التى وظفها الأمريكان فى حربهم مع الروس داخل الأراضى الأفغانية، من خلال ثلاثية فيلم «رامبو» للممثل سيلفستر ستالون، الجندى الذى عاد من الحرب فى فيتنام ومن ثم وجد صعوبة فى التكيف مع المجتمع، فقد تدرب على القتل، بل والقتل بوحشية شديدة، وعندما فشل فى التكيف مع المجتمع المدنى، قرر قادته توظيف تلك الآلة التى تدربت على القتل فى إسقاط الاتحاد السوفيتى؛ فأرسلته إلى أفغانستان لتدريب المقاتلين هناك.
استطاعت هوليوود أن تضرب حجرين بعصفور واحد؛ الأول هو التكريس لفكرة خطورة الحرب التى دمرت الغرب وحولت شعبه إلى قتلة، الثانى هو الترويج للحرب الأفغانية التى أسقطت الروس، لكن أجزاء «رامبو» توقفت ولم تحكِ كيف خرجت تنظيمات «القاعدة» و«داعش» من رحم الحرب الأفغانية، بعد أن درب الأمريكان المقاتلين على أن يصبحوا آلة للقتل، فلم يجد هؤلاء القتلة إلا دولهم العربية والإسلامية ليمارسوا هوايتهم فى القتل!
لن تتوقف السينما عن تناول الحرب، ولن تتوقف هوليوود عن توظيفها أحياناً أو توجيهها أحياناً أخرى، ولن يقف أى صانع ثقافى غربى مكتوف اليد أمام أى محاولة لاستعادة شبح الحرب العالمية الثانية مرة أخرى، هنا لن تجد الدول الغربية، وأجهزة مخابراتها، سوى الحروب الثقافية الباردة، تلك التى نفذتها للمرة الأولى ضد الاتحاد السوفيتى، وصدر عنها كتاب مترجم فى المركز القومى للترجمة بعنوان «الحرب الثقافية الباردة»، يحكى كيف تصبح الثقافة والفكر ومؤسسات المجتمع المدنى حليفاً مهماً للدولة المعادية فى إسقاط الدول التى تعاديها.
تلك الحرب يمارسها الجميع، سواء الغرب الأوروبى أو الأمريكان أو حتى التنظيمات الدينية المتطرفة وفى المقدمة منها تنظيم الإخوان، الذى يملك أذرعاً إعلامية بملايين الدولارات لا تفعل شيئاً سوى الهجوم على مصر بشكل يومى!