صحيفة الخليج:
2024-07-08@07:34:45 GMT

«كوب 28».. تحديات كبيرة وطموحات أكبر

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

«كوب 28».. تحديات كبيرة وطموحات أكبر

د. نيللى كمال الأمير*

تتجه أنظار العالم من دول ومؤسسات وأفراد نحو أعمال قمة المناخ «كوب 28» التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة، يتابع الجميع أعمال مؤتمر يتمتع بحضور استثنائي كماً وكيفاً من أجل اختبار للمصداقية، والعزم على مواجهة تحديات معقدة، وأهمها تحدي الصفرية، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.

5 درجة مئوية.

اعتبرت قمة باريس ومنتجها الأشهر «اتفاق باريس» الأفضل في مسيرة حماية البيئة العالمية، بإرسائها لمعايير تقييم عالمية ملزمة، ولكن تراجعت شهرتها مع تراجع التزامات دول كبرى بالاتفاقية (وصلت لحد الانسحاب)، وعندما انعقدت قمة شرم الشيخ ومنتجها الأهم (صندوق الخسائر والأضرار) ارتفع سقف الطموح العالمي نحو مزيد من التضامن والدعم للدول الصغيرة في مواجهة تغير المناخ، ولكن تراجع الأمر مع عرقلة بعض الدول الكبرى أيضاً لعملية رسملة الصندوق المقترح. نصل الآن إلى قمة دبي، والتي تستضيفها دولة صاعدة، لا تعد من كبار الملوثين صناعياً، ولا تعد من الدول المتلقية للدعم، وهو ما يمكن أن يتيح لها حرية في إدارة المناقشات مع التراكم على ما تم من إنجاز خلال القمم السابقة، والتأكيد دوماً على أهمية العمل من أجل خفض الانبعاثات.

ما أهم بنود أعمال «كوب 28»؟

ترفع قمة «كوب 28» شعاراً يتمتع بقوة حماسية: انضم إلى عالم «الأفعال»، في مخاطبة مباشرة للأفراد، ودعوة لمواجهة تحدي تغير المناخ. والواقع أن علم إدارة الأزمات، يشير إلى أن الحلول الابتكارية (والبسيطة أحياناً)، قد تكون مخرجاً منقذاً لحل الأزمات،

وينقسم المشاركون في أعمال القمة إلى ثلاث فئات هي: ممثلو الأطراف في الاتفاقية والدول المراقبة، وأعضاء الصحافة ووسائل الإعلام، وممثلو المنظمات المراقبة. يتم تصنيف المنظمات المراقبة إلى ثلاثة أنواع: منظومة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية. ولا يمكن إغفال دور الأخيرة؛ حيث تم قبول 3178 (3024 منظمة غير حكومية، و154 منظمة حكومية دولية) كمراقبين خلال قمة شرم الشيخ.

ومثّل هؤلاء شرائح متعددة من المصالح والقطاعات، كقطاع الأعمال والصناعة، والمجموعات البيئية، والزراعة، والسكان الأصليين، والحكومات المحلية والسلطات البلدية، والمعاهد البحثية والأكاديمية، والنقابات العمالية، ومجموعات المرأة والنوع الاجتماعي والشباب.

التقدم والطموحات

تتضمن أعمال القمة الثامنة والعشرين أيضاً، انعقاد القمة العالمية للعمل المناخي، التي تستعرض تقدم دول العالم بشأن التزامات باريس وكذلك طموحاتهم. بطبيعة الحال، تحل الطاقة على رأس موضوعات ونقاشات القمة، من المقرر كذلك أن ينعقد مؤتمر تحول الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأسبوع الأول من ديسمبر/ كانون الأول؛ وهو تجمع لشركات الطاقة، لبحث سبل خفض الانبعاثات إقليمياً، ولكن من منظور تجاري.

طورت الهيئات الأممية من طرحها لتغير المناخ خلال «كوب 28». مثلاً، برنامج الأمم المتحدة للبيئة كان قد وضع الأديان والتعاليم الإيمانية ضمن مباحثاته في قمة شرم الشيخ، سنجد أنه يطور من تواجد ذلك المحور أملاً في زيادة قدرته التأثيرية من خلال إنشاء «جناح الإيمان» ضمن أجنحة «كوب 28»؛ وذلك انطلاقاً من أن الرموز الدينية يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في مكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس. سبق القمة أن أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة «تحالف الإيمان من أجل الأرض» الذي يتكون من نحو 60 جهة فاعلة من 35 منظمة دينية مختلفة ومنظمات مجتمع مدني غير حكومية؛ بهدف استخدام القيم من أجل المحافظة على السلامة البيئية.

ينم مسير المستوى الحكومي عن صعوبة في التوصل لاتفاق، لكن ذلك لا يمنع إتاحة قمم كوب، إمكانية النقاش للجميع. وخلال قمة دبي، وجدنا وكالات مثل «رويترز» تدشن جناحاً حول التحول للطاقة في الشرق الأوسط من الرؤية إلى الواقع: ويبحث مزيج الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكيفية تلبية المتطلبات العالمية المتغيرة. بمشاركة صنّاع القرار وممثلي الشركات، لأن تطور قطاع الأعمال بيئياً يحتاج إلى نقل سياسات المناخ دولياً من مفاهيم الربحية الخالصة ومزجها بالمسؤولية المجتمعية.

التمويل

ويظل التمويل كلمة السر. ليس فقط من يمول؟ ولكن ماذا يمول؟ هل نركز على التكيّف أم التخفيف؟ وهو السؤال الذي ستجيب عنه قمة دبي، وليس بالضرورة أن تكون الدول، فالتشبيك الجيد بين القطاعات والفاعلين يمكن أن يأخذنا لحلول استثمارية، وهناك أيضاً بنوك إقليمية، مثل بنك الاستثمار الأوروبي الذي سيركز خلال القمة على تمويل التحول العالمي العادل إلى الحياد المناخي.

وختاماً، فقبل نحو ألف عام، اكتشف البيرونى نظرية «الأواني المستطرقة»: إذا اتصلت الأواني فإن مقدار الجاذبية والضغط ينتظمان في كل الحاويات، وزيادته لإحداها، سيجعل السائل يصل مرة أخرى إلى مستوى جديد (متساوٍ) في كل الحاويات الموصولة. ومع زخم الحضور وموضوعات النقاش المطروحة في «كوب 28»، كما أسلفنا، تحتاج «كوب 28» إلى استدعاء «الأواني المستطرقة»؛ فالدول على اختلافها تتصل (كالأواني) وكل ضرر ينعكس على جودة البيئة في الأقاليم الأخرى.

ومن المتوقع أن يؤكد مؤتمر الأطراف ال28 أهمية العمل الجماعي لوقف تغير المناخ، ودور التمويل في التحول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات، ولكي يحدث ذلك، لا بد من تدعيم الالتزامات المناخية بالعمل، (كرسملة صندوق الأضرار) وترسيخ مفهوم «الشمولية» بمعنى أن الجميع مسؤول عن حماية البيئة بداية من رؤساء الدول وصولاً إلى راكبى الدراجات.

* باحثة مصرية في الشؤون البيئية والتنموية

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات الاستدامة تغیر المناخ من أجل

إقرأ أيضاً:

أمام الدورة السادسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف الإمارات تدلي ببيان مشترك نيابة عن 69 دولة حول تغير المناخ وحقوق الإنسان

 أدلت دولة الإمارات ببيان مشترك نيابة عن نحو 69 دولة أمام الدورة السادسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، التي ناقشت الآثار السلبية لتغير المناخ على حقوق الإنسان.

وأكد السيد خليفة المزروعي، مستشار في بعثة دولة الإمارات في جنيف، خلال إلقاء البيان المشترك، الذي صاغته دولة الإمارات باسم الدول الـ69، على أن تأثيرات تغير المناخ باتت تتزايد بشكل كثيف، وتترك تأثيرا عميقا على جميع القطاعات الاقتصادية.

وشدد البيان على الحاجة الملحة للعمل بشكل مشترك فعال، وعلى ضرورة اعتماد نهج يرتكز على التزامات الدول بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان لمعالجة آثار تغير المناخ على الأفراد الأكثر ضعفا والذين يعتمدون غالبا على الزراعة وصيد الأسماك لكسب عيشهم، حيث يضطر هؤلاء الأفراد للعمل لساعات طويلة في الهواء الطل في ظل انخفاض الدخل المرتبط بالمناخ دون القدرة على التكيف.

كما حثّ البيان المجتمع الدولي على إعطاء الأولوية لتمكين هؤلاء المتضررين من الصمود والتصدي للتحديات بفعالية.

ودعا البيان الدول الأعضاء إلى ضمان احترام وحماية حقوق الإنسان في تصميم وتنفيذ السياسات والبرامج المناخية وتعزيزها.
كما أكد البيان أن العدالة المناخية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتنمية، وأن بناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ أمر ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على تقدمها.

وأشاد البيان بالقرار التاريخي الذي تم اتخاذه خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ لإنشاء صندوق الخسائر والأضرار.

كما رحب البيان بنجاح رئاسة دولة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر (COP28)، التي تم فيها تأمين تعهدات لدعم هذا الصندوق تجاوزت 600 مليون دولار أمريكي.

وشدد البيان على أهمية تعزيز النظام الحالي لتغير المناخ، خاصة في ما يتعلق بالتكيف والمرونة والحد من الخسائر والأضرار بالنسبة للبلدان النامية.

وأعربت مجموعة الدول الأعضاء الموقعة على البيان عن التزامها بالمشاركة المثمرة والبناءة، مع جميع أصحاب المصلحة والشركاء المعنيين، من أجل العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة.


مقالات مشابهة

  • معلومات الوزراء: 41 مليار دولار قيمة الأضرار الناجمة عن تغير المناخ في 2024
  • تغير المناخ: 2024 قد يكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم
  • وكالة تغير المناخ في الاتحاد الأوروبي: يونيو 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق
  • 2024 العام الأكثر حرارة على الإطلاق
  • تغير المناخ يدفع 2024 لأن يكون العام الأكثر سخونة في التاريخ
  • "نحن أول المتضررين من تغير المناخ".. لماذا يدعم المزارعون الريفيون في أوروبا السياسات الخضراء؟
  • جامعة طيبة التكنولوجية تُشارك في برنامج "سفراء المناخ"
  • الإمارات تدلي ببيان مشترك نيابة عن 69 دولة حول تغير المناخ وحقوق الإنسان
  • أمام الدورة السادسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف الإمارات تدلي ببيان مشترك نيابة عن 69 دولة حول تغير المناخ وحقوق الإنسان
  • باحث بالموارد المائية يكشف أهم الخطوات للتكيف مع تغيرات المناخ