صحيفة الخليج:
2024-11-22@01:19:15 GMT

«كوب 28».. تحديات كبيرة وطموحات أكبر

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

«كوب 28».. تحديات كبيرة وطموحات أكبر

د. نيللى كمال الأمير*

تتجه أنظار العالم من دول ومؤسسات وأفراد نحو أعمال قمة المناخ «كوب 28» التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة، يتابع الجميع أعمال مؤتمر يتمتع بحضور استثنائي كماً وكيفاً من أجل اختبار للمصداقية، والعزم على مواجهة تحديات معقدة، وأهمها تحدي الصفرية، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.

5 درجة مئوية.

اعتبرت قمة باريس ومنتجها الأشهر «اتفاق باريس» الأفضل في مسيرة حماية البيئة العالمية، بإرسائها لمعايير تقييم عالمية ملزمة، ولكن تراجعت شهرتها مع تراجع التزامات دول كبرى بالاتفاقية (وصلت لحد الانسحاب)، وعندما انعقدت قمة شرم الشيخ ومنتجها الأهم (صندوق الخسائر والأضرار) ارتفع سقف الطموح العالمي نحو مزيد من التضامن والدعم للدول الصغيرة في مواجهة تغير المناخ، ولكن تراجع الأمر مع عرقلة بعض الدول الكبرى أيضاً لعملية رسملة الصندوق المقترح. نصل الآن إلى قمة دبي، والتي تستضيفها دولة صاعدة، لا تعد من كبار الملوثين صناعياً، ولا تعد من الدول المتلقية للدعم، وهو ما يمكن أن يتيح لها حرية في إدارة المناقشات مع التراكم على ما تم من إنجاز خلال القمم السابقة، والتأكيد دوماً على أهمية العمل من أجل خفض الانبعاثات.

ما أهم بنود أعمال «كوب 28»؟

ترفع قمة «كوب 28» شعاراً يتمتع بقوة حماسية: انضم إلى عالم «الأفعال»، في مخاطبة مباشرة للأفراد، ودعوة لمواجهة تحدي تغير المناخ. والواقع أن علم إدارة الأزمات، يشير إلى أن الحلول الابتكارية (والبسيطة أحياناً)، قد تكون مخرجاً منقذاً لحل الأزمات،

وينقسم المشاركون في أعمال القمة إلى ثلاث فئات هي: ممثلو الأطراف في الاتفاقية والدول المراقبة، وأعضاء الصحافة ووسائل الإعلام، وممثلو المنظمات المراقبة. يتم تصنيف المنظمات المراقبة إلى ثلاثة أنواع: منظومة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية. ولا يمكن إغفال دور الأخيرة؛ حيث تم قبول 3178 (3024 منظمة غير حكومية، و154 منظمة حكومية دولية) كمراقبين خلال قمة شرم الشيخ.

ومثّل هؤلاء شرائح متعددة من المصالح والقطاعات، كقطاع الأعمال والصناعة، والمجموعات البيئية، والزراعة، والسكان الأصليين، والحكومات المحلية والسلطات البلدية، والمعاهد البحثية والأكاديمية، والنقابات العمالية، ومجموعات المرأة والنوع الاجتماعي والشباب.

التقدم والطموحات

تتضمن أعمال القمة الثامنة والعشرين أيضاً، انعقاد القمة العالمية للعمل المناخي، التي تستعرض تقدم دول العالم بشأن التزامات باريس وكذلك طموحاتهم. بطبيعة الحال، تحل الطاقة على رأس موضوعات ونقاشات القمة، من المقرر كذلك أن ينعقد مؤتمر تحول الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأسبوع الأول من ديسمبر/ كانون الأول؛ وهو تجمع لشركات الطاقة، لبحث سبل خفض الانبعاثات إقليمياً، ولكن من منظور تجاري.

طورت الهيئات الأممية من طرحها لتغير المناخ خلال «كوب 28». مثلاً، برنامج الأمم المتحدة للبيئة كان قد وضع الأديان والتعاليم الإيمانية ضمن مباحثاته في قمة شرم الشيخ، سنجد أنه يطور من تواجد ذلك المحور أملاً في زيادة قدرته التأثيرية من خلال إنشاء «جناح الإيمان» ضمن أجنحة «كوب 28»؛ وذلك انطلاقاً من أن الرموز الدينية يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في مكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس. سبق القمة أن أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة «تحالف الإيمان من أجل الأرض» الذي يتكون من نحو 60 جهة فاعلة من 35 منظمة دينية مختلفة ومنظمات مجتمع مدني غير حكومية؛ بهدف استخدام القيم من أجل المحافظة على السلامة البيئية.

ينم مسير المستوى الحكومي عن صعوبة في التوصل لاتفاق، لكن ذلك لا يمنع إتاحة قمم كوب، إمكانية النقاش للجميع. وخلال قمة دبي، وجدنا وكالات مثل «رويترز» تدشن جناحاً حول التحول للطاقة في الشرق الأوسط من الرؤية إلى الواقع: ويبحث مزيج الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكيفية تلبية المتطلبات العالمية المتغيرة. بمشاركة صنّاع القرار وممثلي الشركات، لأن تطور قطاع الأعمال بيئياً يحتاج إلى نقل سياسات المناخ دولياً من مفاهيم الربحية الخالصة ومزجها بالمسؤولية المجتمعية.

التمويل

ويظل التمويل كلمة السر. ليس فقط من يمول؟ ولكن ماذا يمول؟ هل نركز على التكيّف أم التخفيف؟ وهو السؤال الذي ستجيب عنه قمة دبي، وليس بالضرورة أن تكون الدول، فالتشبيك الجيد بين القطاعات والفاعلين يمكن أن يأخذنا لحلول استثمارية، وهناك أيضاً بنوك إقليمية، مثل بنك الاستثمار الأوروبي الذي سيركز خلال القمة على تمويل التحول العالمي العادل إلى الحياد المناخي.

وختاماً، فقبل نحو ألف عام، اكتشف البيرونى نظرية «الأواني المستطرقة»: إذا اتصلت الأواني فإن مقدار الجاذبية والضغط ينتظمان في كل الحاويات، وزيادته لإحداها، سيجعل السائل يصل مرة أخرى إلى مستوى جديد (متساوٍ) في كل الحاويات الموصولة. ومع زخم الحضور وموضوعات النقاش المطروحة في «كوب 28»، كما أسلفنا، تحتاج «كوب 28» إلى استدعاء «الأواني المستطرقة»؛ فالدول على اختلافها تتصل (كالأواني) وكل ضرر ينعكس على جودة البيئة في الأقاليم الأخرى.

ومن المتوقع أن يؤكد مؤتمر الأطراف ال28 أهمية العمل الجماعي لوقف تغير المناخ، ودور التمويل في التحول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات، ولكي يحدث ذلك، لا بد من تدعيم الالتزامات المناخية بالعمل، (كرسملة صندوق الأضرار) وترسيخ مفهوم «الشمولية» بمعنى أن الجميع مسؤول عن حماية البيئة بداية من رؤساء الدول وصولاً إلى راكبى الدراجات.

* باحثة مصرية في الشؤون البيئية والتنموية

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات الاستدامة تغیر المناخ من أجل

إقرأ أيضاً:

COP29.. تحالف عالمي للقيادات النسائية الدينية في مواجهة تغير المناخ

شهد جناح الأديان الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، في الدورة التاسعة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP29، التي تستضيفها العاصمة الأذربيجانية باكو، إطلاق تحالف عالمي للقيادات النسائية الدينية في مواجهة التغير المناخي.

وجاء إطلاق التحالف بحضور 50 من القيادات النسائية يمثلن 15 دولة حول العالم، منهن ماري روبنسون، الرئيسة السابقة لجمهورية أيرلندا، عضو مؤسس لمجموعة "الحكماء" والمؤسسة المشاركة لمشروع "الهندباء"، وهي حملة عالمية تقودها النساء من أجل العدالة المناخية، وريديما باندي، الناشطة الشابة في مجال المناخ.

إطلاق التحالف العالمي

وقالت ماري روبنسون، في كلمتها بمناسبة إطلاق التحالف العالمي للقيادات النسائية الدينية من أجل المناخ، إن القيادات الدينية تمثل قوة هائلة قادرة على تحفيز أكثر من 5.8 مليار شخص حول العالم، لتحويل القيم الأخلاقية والدينية إلى أفعال ملموسة لمواجهة أزمة المناخ.

ويهدف التحالف العالمي للقيادات النسائية الدينية الذي يحمل اسم "النساء، الأديان، المناخ"، إلى إشراك تحالفات العمل المناخي التي تقودها النساء من ديانات وجغرافيات مختلفة، والاستفادة من التأثير القوي للقيادات النسائية الدينية للمضي قدماً وبسرعة أكبر نحو تحقيق الأهداف المناخية العالمية، إضافة إلى إلقاء الضوء على الأدوار النسائية في مواجهة أزمة المناخ على المستويين الوطني والدولي، ونشر أفضل الممارسات في مجال الاستدامة البيئية، وتعزيز التعاون بين التحالفات النسائية من مختلف الأديان، وتحفيز مزيدٍ من النساء على المشاركة في الجهود المناخية العالمية.

73 مليون شخص

ويستفيد من هذا التحالف أكثر من 73 مليون شخص حول العالم، من منظمات كبرى مثل “الاتحاد الأمومي”، ومؤسسة "تزو تشي" البوذية، وحركة “براهم كوماريس”، إضافة إلى "الاتحاد الدولي للرؤساء العامات" .
كما تشمل خططه المستقبلية تعزيز الوعي العالمي بالجهود المناخية بقيادة النساء من خلال حملات إعلامية وقصص ملهمة تسلط الضوء على نجاحاتهن، وتوسيع نطاق التعاون لتنفيذ مشروعات تشجير دور العبادة وزراعة الأشجار واستخدام الطاقة المتجددة، بجانب تعزيز الوعي بأهمية تبني سياسات مناخية فعالة، خلال الفعاليات العالمية المقبلة مثل مؤتمر الأطراف COP30، مع إنشاء آلية تنسيقية لدعم التواصل وتبادل الخبرات بين الأعضاء لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات المناخية.

مقالات مشابهة

  • تحت شعار "مصر وتونس تحديات وطموحات مشتركة".. بن يوسف: أمن تونس من أمن مصر
  • كوب 29.. فرصة لإنقاذ ملايين الأطفال حول العالم من تغير المناخ
  • «كوب 29».. فرصة لإنقاذ ملايين الأطفال حول العالم من تغير المناخ
  • كوب 29.. فرصة لإنقاذ ملايين الأطفال حول العالم من تغير المناخ (فيديو)
  • COP29.. تحالف عالمي للقيادات النسائية الدينية في مواجهة تغير المناخ
  • عاجل - معلومات الوزراء: الفجوة في التمويل تشكل عقبة أمام مواجهة تحديات المناخ
  • المغرب يتقدم إلى المركز الثامن في مؤشر أداء تغير المناخ 2025
  • تبديل العملة في السودان.. محاولة لضبط الاقتصاد وسط تحديات كبيرة (القصة الكاملة)
  • الجامعة العربية: سعداء بالمشاركة الأولى لمنظمتنا في أعمال قمة العشرين
  • مركز معلومات تغير المناخ: يجب الانتهاء من زراعة القمح خلال 3 أسابيع