صحيفة الخليج:
2025-02-10@00:17:55 GMT

«كوب 28».. تحديات كبيرة وطموحات أكبر

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

«كوب 28».. تحديات كبيرة وطموحات أكبر

د. نيللى كمال الأمير*

تتجه أنظار العالم من دول ومؤسسات وأفراد نحو أعمال قمة المناخ «كوب 28» التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة، يتابع الجميع أعمال مؤتمر يتمتع بحضور استثنائي كماً وكيفاً من أجل اختبار للمصداقية، والعزم على مواجهة تحديات معقدة، وأهمها تحدي الصفرية، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.

5 درجة مئوية.

اعتبرت قمة باريس ومنتجها الأشهر «اتفاق باريس» الأفضل في مسيرة حماية البيئة العالمية، بإرسائها لمعايير تقييم عالمية ملزمة، ولكن تراجعت شهرتها مع تراجع التزامات دول كبرى بالاتفاقية (وصلت لحد الانسحاب)، وعندما انعقدت قمة شرم الشيخ ومنتجها الأهم (صندوق الخسائر والأضرار) ارتفع سقف الطموح العالمي نحو مزيد من التضامن والدعم للدول الصغيرة في مواجهة تغير المناخ، ولكن تراجع الأمر مع عرقلة بعض الدول الكبرى أيضاً لعملية رسملة الصندوق المقترح. نصل الآن إلى قمة دبي، والتي تستضيفها دولة صاعدة، لا تعد من كبار الملوثين صناعياً، ولا تعد من الدول المتلقية للدعم، وهو ما يمكن أن يتيح لها حرية في إدارة المناقشات مع التراكم على ما تم من إنجاز خلال القمم السابقة، والتأكيد دوماً على أهمية العمل من أجل خفض الانبعاثات.

ما أهم بنود أعمال «كوب 28»؟

ترفع قمة «كوب 28» شعاراً يتمتع بقوة حماسية: انضم إلى عالم «الأفعال»، في مخاطبة مباشرة للأفراد، ودعوة لمواجهة تحدي تغير المناخ. والواقع أن علم إدارة الأزمات، يشير إلى أن الحلول الابتكارية (والبسيطة أحياناً)، قد تكون مخرجاً منقذاً لحل الأزمات،

وينقسم المشاركون في أعمال القمة إلى ثلاث فئات هي: ممثلو الأطراف في الاتفاقية والدول المراقبة، وأعضاء الصحافة ووسائل الإعلام، وممثلو المنظمات المراقبة. يتم تصنيف المنظمات المراقبة إلى ثلاثة أنواع: منظومة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية. ولا يمكن إغفال دور الأخيرة؛ حيث تم قبول 3178 (3024 منظمة غير حكومية، و154 منظمة حكومية دولية) كمراقبين خلال قمة شرم الشيخ.

ومثّل هؤلاء شرائح متعددة من المصالح والقطاعات، كقطاع الأعمال والصناعة، والمجموعات البيئية، والزراعة، والسكان الأصليين، والحكومات المحلية والسلطات البلدية، والمعاهد البحثية والأكاديمية، والنقابات العمالية، ومجموعات المرأة والنوع الاجتماعي والشباب.

التقدم والطموحات

تتضمن أعمال القمة الثامنة والعشرين أيضاً، انعقاد القمة العالمية للعمل المناخي، التي تستعرض تقدم دول العالم بشأن التزامات باريس وكذلك طموحاتهم. بطبيعة الحال، تحل الطاقة على رأس موضوعات ونقاشات القمة، من المقرر كذلك أن ينعقد مؤتمر تحول الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأسبوع الأول من ديسمبر/ كانون الأول؛ وهو تجمع لشركات الطاقة، لبحث سبل خفض الانبعاثات إقليمياً، ولكن من منظور تجاري.

طورت الهيئات الأممية من طرحها لتغير المناخ خلال «كوب 28». مثلاً، برنامج الأمم المتحدة للبيئة كان قد وضع الأديان والتعاليم الإيمانية ضمن مباحثاته في قمة شرم الشيخ، سنجد أنه يطور من تواجد ذلك المحور أملاً في زيادة قدرته التأثيرية من خلال إنشاء «جناح الإيمان» ضمن أجنحة «كوب 28»؛ وذلك انطلاقاً من أن الرموز الدينية يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في مكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس. سبق القمة أن أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة «تحالف الإيمان من أجل الأرض» الذي يتكون من نحو 60 جهة فاعلة من 35 منظمة دينية مختلفة ومنظمات مجتمع مدني غير حكومية؛ بهدف استخدام القيم من أجل المحافظة على السلامة البيئية.

ينم مسير المستوى الحكومي عن صعوبة في التوصل لاتفاق، لكن ذلك لا يمنع إتاحة قمم كوب، إمكانية النقاش للجميع. وخلال قمة دبي، وجدنا وكالات مثل «رويترز» تدشن جناحاً حول التحول للطاقة في الشرق الأوسط من الرؤية إلى الواقع: ويبحث مزيج الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكيفية تلبية المتطلبات العالمية المتغيرة. بمشاركة صنّاع القرار وممثلي الشركات، لأن تطور قطاع الأعمال بيئياً يحتاج إلى نقل سياسات المناخ دولياً من مفاهيم الربحية الخالصة ومزجها بالمسؤولية المجتمعية.

التمويل

ويظل التمويل كلمة السر. ليس فقط من يمول؟ ولكن ماذا يمول؟ هل نركز على التكيّف أم التخفيف؟ وهو السؤال الذي ستجيب عنه قمة دبي، وليس بالضرورة أن تكون الدول، فالتشبيك الجيد بين القطاعات والفاعلين يمكن أن يأخذنا لحلول استثمارية، وهناك أيضاً بنوك إقليمية، مثل بنك الاستثمار الأوروبي الذي سيركز خلال القمة على تمويل التحول العالمي العادل إلى الحياد المناخي.

وختاماً، فقبل نحو ألف عام، اكتشف البيرونى نظرية «الأواني المستطرقة»: إذا اتصلت الأواني فإن مقدار الجاذبية والضغط ينتظمان في كل الحاويات، وزيادته لإحداها، سيجعل السائل يصل مرة أخرى إلى مستوى جديد (متساوٍ) في كل الحاويات الموصولة. ومع زخم الحضور وموضوعات النقاش المطروحة في «كوب 28»، كما أسلفنا، تحتاج «كوب 28» إلى استدعاء «الأواني المستطرقة»؛ فالدول على اختلافها تتصل (كالأواني) وكل ضرر ينعكس على جودة البيئة في الأقاليم الأخرى.

ومن المتوقع أن يؤكد مؤتمر الأطراف ال28 أهمية العمل الجماعي لوقف تغير المناخ، ودور التمويل في التحول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات، ولكي يحدث ذلك، لا بد من تدعيم الالتزامات المناخية بالعمل، (كرسملة صندوق الأضرار) وترسيخ مفهوم «الشمولية» بمعنى أن الجميع مسؤول عن حماية البيئة بداية من رؤساء الدول وصولاً إلى راكبى الدراجات.

* باحثة مصرية في الشؤون البيئية والتنموية

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات الاستدامة تغیر المناخ من أجل

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: خطة ترامب أول فكرة جديدة منذ سنوات وقد تغير كل شيء في غزة

وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة إلى دول أخرى بأنها "أول فكرة جديدة منذ سنوات"، وأنها قد تغيّر الوضع بشكل جذري. 

وأشاد نتنياهو بدور الإدارة الأمريكية في صياغة الخطة، معتبرًا أنها تقدم حلولا عملية بعيدا عن "الإدانات والاتهامات التقليدية"، وذلك خلال مقابلة مع الإعلامي مارك ليفين في برنامج "لايف ليبرتي آند ليفين" على قناة "فوكس نيوز" الأمريكية.



وجاءت المقابلة خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من المسؤولين الأمريكيين، حيث ناقش الجانبان العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، والكشف لأول مرة عن خطة ترامب والسيطرة على قطاع غزة.


وخلال مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض، أعلن ترامب عن خطة تهدف إلى إعادة بناء غزة بإشراف أمريكي مباشر، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستتولى عمليات إزالة القنابل غير المنفجرة، وتسوية الأراضي، وهدم المنازل المتضررة، إضافةً إلى خلق فرص اقتصادية جديدة لسكان القطاع، تشمل الوظائف والمساكن.

وقال نتنياهو إنه يدعم هذه الرؤية بالكامل وأن "إسرائيل" مستعدة للتعاون عن كثب مع واشنطن لضمان تنفيذ الخطة بنجاح.

وذكر أن جزءًا من الخطة يتضمن منح سكان غزة "خيارًا للانتقال المؤقت" إلى أماكن أخرى خلال عملية إعادة الإعمار، مدعيا أن ذلك سيتم بشكل طوعي وليس قسريا.

وتحدث نتنياهو أيضا عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، نافيًا الاتهامات بأن "إسرائيل تعرقل الإفراج عنهم"، قائلا: "من يزعم ذلك يتجاهل الحقيقة، فحماس هي من تحتجزهم، ومنذ بداية الحرب، أكدت أن تحرير الرهائن هدف رئيسي، وسنواصل القتال حتى تحقيقه". 

وأضاف أن "نحو 75 بالمئة من الرهائن قد يتم تحريرهم قريبا"، مؤكدا التزام حكومته بهذا الهدف.

وقال إن "إسرائيل حددت 3 أهداف رئيسية للحرب على غزة، وهي: تدمير قدرات حماس العسكرية والحاكمة، وتحرير جميع الرهائن، والتأكد من أن غزة لن تشكّل تهديدًا لإسرائيل في المستقبل".

وأشار إلى إلى أن السلام في الشرق الأوسط يتحقق من خلال "القوة"، مشددًا على ضرورة "مواجهة المحور الإيراني ومنع طهران من امتلاك أسلحة نووية".


وأشار نتنياهو إلى ضرورة مساهمة الدول العربية، وخصوصًا دول الخليج، في تمويل إعادة إعمار غزة، معتبرًا ذلك فرصة لإثبات اهتمامها بمستقبل القطاع.

وذكر نتنياهو، أن التغييرات التي تقودها الإدارة الأمريكية قد تعيد تشكيل المشهد الإقليمي، زاعما أن "إسرائيل" بضمان ملتزمة بـ"استقرار المنطقة وفق رؤيتها الأمنية والسياسية، ما قد يمهد لتعزيز التحالفات مع الدول العربية والإسلامية".

مقالات مشابهة

  • وثائق تأمين جديدة لمواجهة مخاطر تغير المناخ والطقس المتطرف
  • صحفي: القمة العربية تعقد في ظل تحديات غير مسبوقة للقضية الفلسطينية
  • "مغاوري": القمة العربية الطارئة تُعقد في ظل تحديات غير مسبوقة للقضية الفلسطينية
  • نتنياهو: خطة ترامب أول فكرة جديدة منذ سنوات وقد تغير كل شيء في غزة
  • الصليب الأحمر في غزة: نواجه تحديات كبيرة أمام تلبية الاحتياجات الإنسانية
  • كاتب صحفي: القمة العربية الطارئة تأتي في ظل تحديات خطيرة
  • غرف دبي "شريك مميز" في القمة العالمية للحكومات 2025
  • وزيرة البيئة: تحديات المناخ والعدوان الإسرائيلي تستدعي استجابة عاجلة
  • تغير المناخ الفرص والتحديات.. جامعة حلوان تنظم المؤتمر العلمي للملكية الفكرية
  • جهود مصر.. استراتيجية لخفض 80 مليون طن انبعاثات وتنفيذ الخريطة التفاعلية لمواجهة تغير المناخ