الإمارات تمضي نحو المستقبل الزاهر بإنجازات فارقة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد ال52، مواصلة مسيرتها نحو المستقبل الزاهر، بفضل ما حققته من إنجازات ومكتسبات فارقة خلال عام 2023 «عام الاستدامة» تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
واستدعت الإمارات مناحي التنمية كافة التي عملت على تعزيزها على مدى أكثر من 5 عقود، لتقف اليوم مشكلة أنموذجاً استثنائياً تواصل عبره السير بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها والمقيمين على أرضها.
وواصلت الدولة تقدمها الحثيث في مؤشرات التنافسية العالمية، وواكب ذلك كله تحديث مستمر في منظومة التشريعات والقوانين لمواءمة روح العصر ومتطلباته، إضافة إلى العديد من الإنجازات والتطورات على الأصعدة والقطاعات المختلفة.
توجت الإمارات جهودها المحلية والدولية البارزة في مجال مواجهة تحديات التغير المناخي وتعزيز الاستدامة البيئية، باستضافة وتنظيم مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، حيث تتطلع الإمارات إلى العمل مع الأطراف المعنية كافة؛ لتحقيق نتائج ومخرجات متوازنة وطموحة وشاملة تحقق التقدم وترفع سقف الطموح المناخي عبر الانتقال من مرحلة وضع الأهداف إلى تنفيذها.
ويحضر الحدث أكثر من 70 ألفَ مشارك، بما في ذلك رؤساء الدول والمسؤولون الحكوميون وقادة الصناعة الدوليون وممثلو القطاع الخاص والأكاديميون والخبراء والشباب والمنظمات غير الحكومية، ووفقاً لما نَصَّ عليه اتفاق باريس للمناخ، ستجري دولة الإمارات أول تقييم عالمي شامل للتقدم المحرز نحو تحقيق أهداف معالجة تغير المناخ.
وقبل الوصول إلى «COP28»، الذي انطلق الخميس ويستمر حتى 12 ديسمبر الجاري، شهدت الإمارات طوال عام 2023 العديد من المؤتمرات والفعاليات العالمية الخاصة بقضايا التغير المناخي والاستدامة البيئية ومنها أسبوع أبوظبي للاستدامة، والمنتدى العالمي لتكنولوجيا وسياسة المناخ، وملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ، ومنتدى الأمن المائي والطاقة النظيفة، ومنتدى الاستدامة المستقبلية، وقمة قادة الأديان من أجل المناخ، ومعرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) ودبي للطاقة الشمسية، والقمة العالمية للاقتصاد الأخضر.
الفضاء
وواصلت دولة الإمارات تحقيق الإنجازات التي تعزز وصولها إلى قطاع فضائي رائد ومتقدم وتنافسي على المستوى العالمي.
وبرز في عام 2023 نجاح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في إتمام أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب «طموح زايد 2»، التي امتدت 6 أشهر وشكلت علامة مضيئة في مسيرة برنامج الإمارات لرواد الفضاء حيث تضمنت المهمة إجراء 200 تجربة علمية استهدفت خدمة البشر وتحسين حياتهم.
الأقمار الرادارية «سرب»
وأعلنت الإمارات في عام 2023 إطلاق المرحلة التنفيذية لمشروع تطوير الأقمار الاصطناعية الرادارية «سرب» الأول من نوعه لتطوير سرب من الأقمار الاصطناعية الرادارية، التي تستخدم تكنولوجيا تصوير حديثة ليلاً ونهاراً، كما مددت الإمارات رحلة مشروع الإمارات لاكتشاف المريخ «مسبار الأمل» عاماً إضافياً، وكشفت عن مهمة «راشد 2» لاستكشاف القمر، وغيرها العديد من الإنجازات الفارقة.
التجربة البرلمانية الخامسة
أكدت الإمارات التزامها بتعزيز المشاركة المجتمعية في عملية صنع القرار الوطني، وترسيخ دور المجلس الوطني الاتحادي باعتباره سلطة تشريعية مساندة للسلطة التنفيذية في تطوير وتعزيز مسارات التنمية والازدهار التي تشهدها الدولة.
وشهدت الإمارات هذا العام تنظيم الدورة الخامسة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، التي سجلت ارتفاعاً في أعداد أعضاء الهيئات الانتخابية بنسبة تصل إلى 18.1% مقارنة مع قوائم الهيئات الانتخابية للعام 2019. وحظيت المرأة الإماراتية بحضور مميز في القوائم الانتخابية للعام 2023 بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور التي بلغت 49%. وأظهرت القوائم المعلنة مشاركة الشباب بصورة كبيرة في الانتخابات، حيث بلغت نسبتهم في قوائم العام 2023 (من الفئة العمرية 21 عاماً وحتى 40 عاماً) 55% من إجمالي قوائم الهيئات الانتخابية.
الاجتماعات الحكومية
شكلت الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات لعام 2023 وقفة للتقييم، والمراجعة، وتشخيص الواقع، وتحديد الأولويات الوطنية خلال الفترة المقبلة. وشهدت الاجتماعات إطلاق «وثيقة المبادئ الاقتصادية لدولة الإمارات» التي تعد منهجية عمل طموحة لتسريع وتيرة أداء القطاعات الاقتصادية كافة، وإطلاق «استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050»، والإعلان عن برنامج «تصفير البيروقراطية الحكومية» لتبسيط وتقليص الإجراءات الحكومية وإلغاء الإجراءات والاشتراطات غير الضرورية، إضافة إلى إطلاق «المنصة الوطنية للتوازن بين الجنسين» لتكون أداة فاعلة لقياس ورصد بيانات ومشاريع التوازن بين الجنسين في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية.
وأسفرت الاجتماعات عن اتفاق على إعداد مقترح سياسات حكومية تضمن استدامة التوطين، وإطلاق برامج تأهيلية للمواطنين تضمن دخولهم واستمرارهم في سوق العمل بالقطاع الخاص، والإعلان عن نموذج التميز الحكومي الإماراتي الجديد ليكون مرجعية حكومية موحدة في مجالات التميز والريادة والجودة الشاملة في حكومة دولة الإمارات، وتطوير «نظام الفحص الطبي لحديثي الولادة» و«النظام الوطني للفحوصات الدورية لأمراض القلب والشرايين» تعزيزاً لصحة أفراد المجتمع.
التنافسية العالمية
تقدمت دولة الإمارات إلى المرتبة العاشرة عالمياً في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2023، مقارنة مع المرتبة الثانية عشرة عالمياً في نسخة العام 2022 من التقرير الصادر عن مركز التنافسية العالمية، التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية «IMD» في سويسرا.
وحافظت الإمارات للعام السابع على التوالي على صدارتها دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الإصدار الخامس والثلاثين لكتاب التنافسية العالمية.
وأسهم الأداء الإيجابي لدولة الإمارات في المحاور والمؤشرات كافة التي رصدها التقرير، في ترسيخ موقعها ضمن المراكز العشرة الأولى في نحو 48 مؤشراً من مؤشرات التنافسية الرئيسة والفرعية بما في ذلك محور الأداء الاقتصادي، الذي صعدت فيه الدولة إلى المرتبة الرابعة عالمياً، والثامنة عالمياً في محور الكفاءة الحكومية، فيما حلت في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشرات التجارة العالمية، وتكيفية السياسات الحكومية، وإدارة المدن وجودة النقل الجوي ومستخدمي الإنترنت والبنية التحتية للطاقة.
الجهود الإنسانية
برزت استجابة دولة الإمارات لإغاثة المتضررين من الأحداث الطارئة والكوارث الطبيعية كعنصر ثابت ودائم في مواجهة أغلب الأزمات التي شهدها العالم خلال العام 2023، مؤكدة بذلك أن عطاءها معين لا ينضب بصرف النظر عن البقعة الجغرافية أو العرق أو الدين.
وسطرت الإمارات العديد من الملاحم الإنسانية البطولية خلال العام الجاري، حيث أطلقت عملية «الفارس الشهم 2» لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير الماضي، والتي سيرت خلالها مئات الطائرات لنقل المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية، فضلاً عن المشاركة في عمليات الإنقاذ والبحث وتقديم الخدمات العلاجية للمصابين.
وشهدت حملة «جسور الخير» التي أطلقتها الإمارات بعد أيام قليلة من الزلزال تسابق الجهات الحكومية والخاصة والأفراد إلى مد يد العون وتقديم جميع أشكال المساعدة لإغاثة المحتاجين والتخفيف عنهم. وفي نوفمبر الماضي أعلنت الإمارات إطلاق عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وقررت في إطار العملية إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل القطاع، كما أعلنت اعتزامها إقامة 3 محطات لتحلية مياه البحر في رفح.
ووجه صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية في مستشفيات الدولة، كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وكانت الإمارات قد أطلقت حملة لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، تحت شعار «تراحم من أجل غزة» بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وأطياف المجتمع كافة في الدولة، ووسائل الإعلام.
وفي إطار الحملة، أرسلت الإمارات عشرات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة إلى أهالي قطاع غزة.
وجسد التحرك الإماراتي لإغاثة المتضررين من إعصار «دانيال» في ليبيا جانباً مشرقاً من جوانب العمل الإنساني في الدولة؛ إذ أسهمت استجابتها العاجلة في تعزيز الجهود المبذولة للتخفيف من حدة الوضع الإنساني الصعب هناك الناجم عن تداعيات الإعصار.
وسارعت الإمارات إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للمتأثرين من الزلزال الذي تعرضت له بعض مناطق المملكة المغربية الشقيقة في سبتمبر الماضي، كما أنجز فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مهامه الإنسانية في عمليات البحث والإنقاذ في المناطق التي ضربها الزلزال. وغطت مظلة الجهود الإغاثية والإنسانية لدولة الإمارات عدداً كبيراً من الدول خلال العام الجاري مثل السودان والصومال وموزمبيق وباكستان وأفغانستان وتشاد وغيرها من الدول التي شهدت كوارث طبيعية أو أزمات إنسانية طارئة.
الاقتصاد
حافظ الاقتصاد الوطني على تصنيفه الأنشط والأفضل إقليمياً والأكثر تنافسية عالمياً، فيما رسمت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها دولة الإمارات مع عددٍ من دول العالم خلال هذا العام مستقبلاً مشرقاً للأجيال المقبلة، حيث ستفتح آفاقاً جديدة للاستثمارات الإماراتية في العالم، إلى جانب أهميتها في تحصين الاقتصاد الوطني من الأزمات ودعم توسع الشركات الإماراتية في الخارج واكتشافها قطاعات غير مطروقة في الدول الخارجية، ما يسهم في التنويع الاقتصادي بفاعلية.
وعزز الاقتصاد الوطني نموه المطرد خلال العام الجاري، حيث توقع مصرف الإمارات المركزي، في أكتوبر الماضي، أن يحقق اقتصاد الدولة نمواً على أساس سنوي بنسبة 3.3% خلال عام 2023، بعد أن سجل معدل نمو بنسبة 3.8% خلال الربع الأول من العام الجاري، ما يعكس نشاطاً اقتصادياً مرناً. واعتمد مجلس الوزراء، خطة ميزانية السنوات 2024 -2026 التي تقدر بمبلغ (192) مليار درهم، كما تم اعتماد الميزانية العامة للاتحاد للعام 2024، بإيرادات قدرها 65 ملياراً و728 مليون درهم، وبنسبة نمو قدرها 3.3% مقارنة بالسنة المالية 2023، ومصروفات قدرها 64 ملياراً و60 مليون درهم، وبنسبة نمو قدرها 1.6% مقارنة بالسنة المالية 2023.
قطاع الاعلام
نال قطاع الإعلام في دولة الإمارات عناية خاصة في عام 2023 بهدف الارتقاء بأدائه وتعزيز دوره والنهوض بالمحتوى الذي يقدمه، وقد برز ذلك جلياً بصدور المرسوم بقانون اتحادي بإنشاء المكتب الوطني للإعلام، والمرسوم بقانون اتحادي بإنشاء مجلس الإمارات للإعلام، والمرسوم بقانون اتحادي رقم (55) لسنة 2023 في شأن تنظيم الإعلام.
ورسخت الإمارات خلال العام الجاري مكانتها ودورها الفاعل في صياغة المشهد الإعلامي الإقليمي والدولي واستشراف مستقبله وذلك باستضافتها وتنظيمها فعاليات الدورة الثانية من «الكونغرس العالمي للإعلام» بمشاركة الآلاف من رواد قطاع الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين من 6 قارات.
وناقش الحدث الذي تنظمه سنوياً مجموعة «أدنيك» بالشراكة مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، العديد من المحاور الرئيسية التي تركز على الإعلام البيئي والاستدامة، وتعليم الإعلام والتحديات والفرص والابتكار، إلى جانب الإعلام الرياضي، ودور التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي. وتحولت الإمارات إلى الوجهة الأولى لصناع القرار الإعلامي من خلال أحداث وفعاليات الدورة ال 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في مركز إكسبو الشارقة، والدورة ال 21 من منتدى الإعلام العربي في دبي.
الصحة
رسخ قطاع الصحة في دولة الإمارات خلال عام 2023 حضوره المتميز وريادته الإقليمية والدولية على مستوى الخدمات الطبية والإنجازات العلمية، ليؤكد مجدداً جاهزيته وقدرته على مواجهة التحديات الصحية كافة وفق أفضل المعايير والأنظمة العالمية المعتمدة.
وجاءت الإمارات في المركز الأول في 3 مؤشرات تنافسية عالمية رئيسية بقطاع الصحة، هي «وجود برامج وطنية للكشف المبكر»، و«مدى تغطية الرعاية الصحية»، و«تغطية الرعاية السابقة للولادة»، وفقاً لتقرير مؤشر الازدهار الصادر عن معهد ليجاتيم.
وحلت الدولة في المركز الثاني عالمياً والأولى إقليمياً في مؤشر النتائج الصحية الصادر عن منظمة البيانات المفتوحة بتقرير مخزون البيانات المفتوحة 2022، والمركز الثالث عالمياً والأول إقليمياً في مؤشر قلة المشاكل الصحية الصادر عن معهد ليجاتيم في تقرير مؤشر الازدهار، فيما جاءت في المرتبة السابعة عالمياً والأولى إقليمياً في مؤشر مستوى الرضا عن الرعاية الصحية الصادر عن المؤسسة ذاتها. وفي سياق متصل تصدرت الإمارات قائمة مجموعة الدول في الشرق الأوسط وإفريقيا في مجال عدد الأدوية المبتكرة التي تحتوي على مادة فعالة جديدة، وكذلك على صعيد سرعة دراسة واعتماد الملفات التنظيمية للأدوية.
التعليم
يعد التعليم، من أهم القطاعات التي ركزت عليها الإمارات على مدى العقود الماضية، وفي هذا المجال برز هذا العام إنجاز كبير تمثل في افتتاح 11 مجمعاً ضمن «مجمعات زايد التعليمية»، يعادل كل منها أربع مدارس، وتصل طاقتها الاستيعابية مجتمعة إلى نحو 28 ألف طالب وطالبة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات عيد الاتحاد الإمارات التنافسیة العالمیة خلال العام الجاری الإمارات إلى الإمارات فی العدید من الصادر عن هذا العام فی عام 2023 قطاع غزة فی مؤشر
إقرأ أيضاً:
المشاط: مصر تمضي في جهودها لتحفيز التمويل المناخي والانضمام لمبادرة «باكو»
قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن مبادرة "باكو" لتمويل المناخ والاستثمار والتجارة BICFIT، التي أطلقتها أذربيجان خلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP29، توسع آفاق التمويل المناخي من خلال تركيزها على العديد من الآليات الأخرى مثل الاستثمارات الأجنبية المباشرة والابتكار والمناطق الحرة الخضراء والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وغيرها، موضحة أن مصر انضمت للمبادرة لتعزيز جهودها في مجال تمويل المناخ، ودمج أجندات تمويل المناخ والاستثمار والتجارة ودفع الجهود العالمية لتحقيق المساهمات المحددة وطنيًا.
جاء ذلك خلال مشاركتها في الاجتماع رفيع المستوى حول مبادرة باكو لتمويل المناخ والاستثمار والتجارة BICFIT، بدعوة من وزارة الاقتصاد بأذربيجان، وشارك في الاجتماع ميكايل جباروف، وزير الاقتصاد بجمهورية أذربيجان، وريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر لأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، وأكيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ونجوزي أوكونجو إيويالا، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، وباميلا كوك هاملتون، المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية (ITC)، ومختار ديوب، المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وثاني بن أحمد الزيودي، وزيرة الدولة للتجارة الخارجية بدولة الإمارات.
وفي كلمتها؛ أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، أن مبادرة باكو لتمويل المناخ والاستثمار والتجارة توفر منصة مبتكرة للحوار والشراكات متعددة الأطراف والتخصصات لتعزيز التعاون الدولي، والفوائد الاجتماعية والاقتصادية لسياسات تمويل المناخ والاستثمار والتجارة، وذلك لدفع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان التحولات العادلة الخضراء.
وأشارت إلى أن المبادرة تستند إلى رؤية تدعو إلى تعزيز التعاون الدولي بشأن ترابط التمويل المناخي والاستثمار والتجارة بين الحكومات ومع جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف المناخية، بما في ذلك من خلال إعداد وتنفيذ المساهمات المحددة وطنياً (NDCs)، بطرق تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولفتت «المشاط»إلى الركائز الخمس للمبادرة والتي تتضمن تمويل المناخ من تشجيع البنوك التنموية وصناديق المناخ متعددة الأطراف والمنظمات غير الهادفة للربح، وشركاء التنمية، على تعزيز تمويل المناخ بما يتماشى مع المساهمات المحددة وطنياً وخطط التنمية الوطنية؛ بالإضافة جذب الاستثمار الأجنبي المباشر للمناخ من خلال دعم الدول النامية في تحديد فرص الاستثمار التي تتقاطع فيها احتياجات أهداف التنمية المستدامة والعمل المناخي مع الفرص السوقية، ومشاركة أفضل التجارب في تطوير اللوائح الوطنية الهادفة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمناخ؛ كما تركز المبادرة على تحالف الشركات الصغيرة والمتوسطة في التحول الأخضر من خلال تعزيز قدرات الدول على دمج تلك الشركات في تصميم وتنفيذ خطط العمل المناخي الوطنية؛ وكذلك تبادل المعرفة وبناء القدرات من أجل الطموح المناخي.
تابعت الوزيرة، أن من ضمن مرتكزات مبادرة باكو؛ هو الحوار من خلال تطوير إطار عمل للتعاون المؤسسي والشراكات لدعم الطموحات طويلة الأجل كجزء من الجهود العالمية لتعزيز التحول المناخي، موضحة أن دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، مبادرة الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ COP27، تضمن بالفعل العديد من التوصيات والمبادئ التي تضمنتها مبادرة "باكو"، حيث يهدف الدليل إلى تحويل التمويل المناخي من الوعود إلى حلول قابلة للتنفيذ، خاصة للدول النامية التي تتأثر بشكل غير متناسب بتغير المناخ، موضحة أن التنسيق التكامل ما بين المبادرات يُعظم الأثر ويحقق متطلبات الدول الناشئة.
وأوضحت أن مبادرة BICFIT تؤكد دور المنصات الوطنية كآليات أساسية لتنسيق الموارد الدولية والمحلية لتحقيق الأهداف المناخية في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وفي هذا الصدد فقد أطلقت مصر المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»، التي أصبحت نموذجًا للمنصات الوطنية التي استطاعت حشد الاستثمارات المناخية من القطاع الخاص في مجالات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، وأصبح ما تحقق في البرنامج مثار اهتمام عالمي وتطبيق عملي لما تنص عليه التقارير والمبادرات والمؤسسات الدولية، كما أنها حققت نتائج فعلية لجهود على مستوى توفير آليات مبادلة الديون من أجل العمل المناخي.
كما لفتت «المشاط»، إلى إطلاق استراتيجية التمويل الوطنية المتكاملة للتمويل (INFF) مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتعزيز حشد وتوجيه التمويل العام والخاص والدولي والمحلي، بالتعاون مع الأمم المتحدة، مؤكدة أن المؤسسات الدولية مُطالبة بالتوسع في الأدوات المبتكرة لتمويل المناخ والتمويل الميسر لحشد استثمارات القطاع الخاص.