كيف تصدت المدمرة الأميركية كارني لصواريخ ومسيرات الحوثيين؟
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
يوم الأربعاء الماضي، أعلن البنتاغون أن المدمرة كارني أسقطت أثناء إبحارها في جنوب البحر الأحمر طائرة مسيرة إيرانية الصنع أطلقت من منطقة في اليمن يسيطر عليها المتمردون الحوثيون الموالون لطهران.
وقع الحادث قرابة الساعة 11,00 بتوقيت صنعاء عندما كانت طائرة بدون طيار إيرانية الصُنع من طراز كاس-04 متجهة نحو السفينة الحربية، وفقا للقيادة العسكرية الأميركية الوسطى "سنتكوم".
قبل ذلك وبالتحديد في الـ19 من أكتوبر أسقطت ذات المدمرة، المزودة بصواريخ موجهة، ثلاثة صواريخ أرض-أرض ومسيرات عدة أطلقها الحوثيون في اليمن "ويحتمل أنها كانت موجهة إلى أهداف في إسرائيل"، على ما أعلن البنتاغون.
وصلت المدمرة "يو إس إس كارني" إلى المنطقة بعد أيام من تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط وبدأت بإطلاق دوريات في البحر الأحمر في إطار تعزيز الوجود العسكري الأميركي بموجب أوامر الرئيس جو بايدن للحفاظ على الاستقرار في ظل الحرب بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة.
كيف تصدت للأهداف المعادية؟تعد المدمرة كارني، ومقرها في المحطة البحرية مايبورت بولاية فلوريدا، واحدة من أقدم المدمرات التابعة للبحرية الأميركية، وهي السفينة الرابعة عشرة من فئتها، التي تم تشغيلها في عام 1996.
منذ ذلك الحين تم تجهيزها بأنظمة دفاع ضد الصواريخ الباليستية وأنظمة دفاع جوي متطورة.
أحد هذه الأنظمة يدعى "Aegis Combat System" وهو نظام رقمي متطور للقيادة والتحكم الشبكي يربط بين أجهزة الاستشعار وأنظمة الأسلحة الخاصة بالسفينة.
يتكون النظام من مستشعر رئيسي عبارة عن رادار بحث جوي من طراز "SPY-1" ويمثل "عين النظام" حيث يمكّن السفينة من اكتشاف الأهداف الجوية وتحديدها وتتبعها والاشتباك معها وتمرير بيانات المسار إلى الوحدات الأخرى.
يرتبط بالرادار أربع مستشعرات موضوعة في أماكن مختلفة على المدمرة وتوفر تغطية شاملة بزاوية 360 درجة.
يمكن للرادار اكتشاف أهداف صغيرة يصل حجمها لحجم كرة غولف من على بعد نحو 164 كيلومترا وكذلك تتبع أكثر من 100 هدف قادم.
بعد اكتشاف الهدف يعمل نظام "Aegis Combat System" مع أنظمة أخرى لاعتراضه ومنها نظام الإطلاق العمودي "Mk41" الذي يمتلك القدرة على إطلاق سريع لمجموعة من الصواريخ للتعامل مع العديد من الصواريخ القادمة بقدرة أكبر بكثير من القاذفات الأحادية أو مزدوجة الذراع.
عند اكتشاف الهدف المعادي يطلق النظام الدفاعي صاروخ أرض جو من طراز "RIM-66 Standard SM-2" لاعتراضها وهو ما حصل بالفعل مع الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية.
يجري تحديث نظام "Aegis Combat System"، الذي دخل الخدمة في الثمانينات، بشكل مستمر لمواكبة التهديدات المتطورة وهو قادر على شن عمليات هجومية ودفاعية في آن واحد.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
حرائق كاليفورنيا المدمرة.. المحققون يبحثون عدة احتمالات أبرزها الحرق العمد وخطوط الكهرباء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتواصل التحقيقات لمعرفة الأسباب المحتملة وراء الحرائق الضخمة التي أودت بحياة 10 أشخاص على الأقل ودمرت نحو 10 آلاف من المنازل والمباني التجارية في منطقة لوس أنجلوس الأمريكية.
حي باسيفيك باليسيدز: نقطة البداية المحتملةفي حي باسيفيك باليسيدز الفاخر، حيث يمتلك العديد من نجوم هوليوود منازلهم، مثل جيمي لي كورتيس وبيلي كريستال، حدد المسؤولون أن أصل الحريق الذي زادته الرياح اشتعالاً كان خلف أحد المنازل في شارع "بيدرا مورادا"، الذي يطل على وادٍ مليء بالأشجار الكثيفة، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس".
استبعاد البرق كسبب رئيسيرغم أن البرق يعد السبب الأكثر شيوعًا للحرائق في الولايات المتحدة، وفقًا للرابطة الوطنية للحماية من الحرائق، استبعد المحققون هذا الاحتمال سريعًا، حيث لم تُسجل أي تقارير عن برق في منطقة باسيفيك باليسيدز أو المناطق المحيطة بحريق إيتون في شرق مقاطعة لوس أنجلوس، الذي دمر مئات المنازل أيضًا.
الاحتمالات الأخرى: الحرق العمد وخطوط الكهرباءيُرجح أن تكون الحرائق نتجت عن الحرق العمد أو بسبب خطوط الكهرباء، ومع ذلك، لم تُظهر التحقيقات حتى الآن أي دليل رسمي يشير إلى وجود حرق عمد، ولم تُحدد خطوط الكهرباء كسبب للحريق أيضًا.
توضح تيري بروسبير، مديرة الاتصالات في لجنة المرافق العامة بكاليفورنيا (CPUC)، أن المرافق ملزمة بالإبلاغ عن أي "حوادث كهربائية قد تكون مرتبطة بحرائق الغابات".
وبعد ذلك، يقوم فريق اللجنة بالتحقيق لتحديد ما إذا كان هناك انتهاك لقوانين الولاية.
ففي حريق توماس عام 2017، الذي يُعد من أكبر الحرائق في تاريخ الولاية، ثبت أن التلامس بين خطوط الكهرباء التابعة لشركة إديسون جنوب كاليفورنيا أثناء الرياح الشديدة كان السبب في إشعال النيران.
وأسفر الحريق عن مقتل شخصين وحرق أكثر من 440 ميلًا مربعًا (1,140 كيلومترًا مربعًا).
احتمالات أخرى تحت المجهرتشمل الأسباب الأخرى الشائعة لاندلاع الحرائق: حرق المخلفات، والألعاب النارية، أو الحوادث العرضية، على سبيل المثال، تسبب احتفال بالكشف عن جنس مولود جديد عام 2021 في إشعال حريق كبير أتى على مساحة 36 ميلًا مربعًا تقريبًا (90 كيلومترًا مربعًا)، ودمر خمسة منازل و15 مبنى آخر، وأودى بحياة رجل إطفاء.
الوضع الحالي للحرائقلا تزال حرائق إيتون وباسيفيك باليسيدز مشتعلة دون سيطرة تُذكر حتى الخميس، ورغم تراجع الرياح، فإن عدم وجود أمطار في التوقعات الجوية يزيد من تعقيد الوضع مع استمرار النيران في التهام الأراضي الجافة.
ويقول جون لينتيني، خبير في تحليل الحرائق: "ستتوقف النيران عندما تنفد مصادر الوقود أو عندما يتغير الطقس، لا يمكن إخمادها حتى تصبح الظروف مواتية لذلك".
مأساة مستمرةتستمر لوس أنجلوس في العيش تحت وطأة الحرائق التي ترسم صورة قاتمة لمستقبل الحرائق في ولاية أصبحت تعتاد على هذه الكوارث المدمرة.
شهدت منطقة لوس أنجلوس أكبر حرائق غابات هذا العام، حيث أودت الحرائق بحياة ما لا يقل عن 10 أشخاص وأتت على أكثر من 10,000 منزل ومنشأة، وفقًا للسلطات المحلية التي دعت السكان إلى الامتثال لأوامر الإخلاء، بعد اندلاع حريق جديد توسع بسرعة.
الحريق الجديد، الذي أطلق عليه اسم "كينيث"، اندلع مساء الخميس في وادي سان فرناندو على بعد ميلين (3.2 كيلومترات) فقط من مدرسة كانت تُستخدم كملجأ للنازحين بسبب حريق آخر، وسرعان ما امتد الحريق إلى مقاطعة فينتورا المجاورة، لكن التدخل السريع والقوي من قِبل رجال الإطفاء نجح في منع النيران من الانتشار.
وتقول وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس" إن حوالي 400 رجل إطفاء ظلّوا في الموقع طوال الليل لضمان عدم اشتعال النيران مجددًا أو تمددها.
وجاء الحريق الجديد بعد ساعات فقط من إعلان المسؤولين عن بعض التقدم في مكافحة الحرائق المدمرة في المنطقة، حيث استفاد رجال الإطفاء من هدوء الرياح والدعم من فرق إطفاء قادمة من ولايات أخرى، مما أعطى أملًا بإمكانية السيطرة على الكارثة.
وتواصل السلطات المحلية جهودها للتعامل مع هذه الكارثة البيئية التي تُعتبر واحدة من الأسوأ في تاريخ كاليفورنيا، وسط دعوات للسكان بالالتزام التام بالتعليمات حفاظًا على أرواحهم وممتلكاتهم.