البوابة نيوز:
2024-11-16@03:57:09 GMT

الدبلوماسية المصرية (١-٢)

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

إن السياسة المصرية سياسة شريفة طوال تاريخها، لم تعرف الغدر أو الخيانة. هذه الجملة وردت على لسان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أحد تصريحاته الأخيرة، تعقيبا على ما يحدث في فلسطين. ربما تكون هذه الجملة مرت مرور الكرام على مسامع البعض، ولكنها استوقفتني كثيرا، ظنًا مني أن المقصود من قولها إرسال رسائل عدة إلى الخارج، خاصة إلى تلك الدول التي حاولت أن تستغل أحداث فلسطين للضغط على مصر، مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة من ناحية، إلى جانب محاولة استغلال الظرف السياسي الراهن المتمثل في قرب موعد الانتخابات الرئاسية من ناحية ثانية، وكذلك محاولة استغلال الحدود المصرية الملتهبة، شرقا وغربا وجنوبا.

 

 لقد حاولت بعض الحكومات استغلال كل هذه الأحداث لإحداث حالة من الفوضى في الشارع المصري، ومن ثم تتوفر التربة الخصبة لزعزعة حالة الاستقرار في المجتمع المصري، فيتم الضغط على القيادة المصرية، لتحقيق مآرب لهذه الحكومات. غير أن التعامل المصري، سواء على مستوى القيادة السياسية وكافة الأجهزة، أو على المستوى الشعبي، اتسم بالحكمة والهدوء والفطنة.  حاولت إسرائيل الضغط إنسانيا على مصر، من خلال إلهاب غزة، وتحويلها إلى جحيم لأهلها، فيلجأ أبناؤها إلى هجرتها والانتقال إلى أقرب مكان آمن، المتمثل في سيناء، ظنا منهم أن مصر أمام الضغط الإنساني والعالمي ستضطر إلى الرضوخ باستقبال أشقائنا من الفلسطينيين، لأن مصر ستكون بين أمرين: إما أن تغلق المعبر أمام المهجرين، وعندئذ ستلقى رد فعل شعبي داخلي، وعربي وعالمي عنيف، إذ سينسى من تسبب في التهجير، أعني إسرائيل، وسيتم التركيز على من حمى حدوده، محاولة للحفاظ على القضية في قلوب أهلها، أعني مصر. وبالطبع سيتم استغلال الآلة الإعلامية لتشويه صورة مصر داخليا وخارجيا. وإما إن ترضخ مصر للضغوط الإنسانية والعالمية، فتفتح المعبر، الذي سيكون بمثابة القضاء التام على القضية الفلسطينية، وتفريغ فلسطين من أهلها، وهو ما سيكون بمثابة خطوة مهمة في تحقيق مخطط إسرائيل الكبرى، على غرار ما حدث- بشكل أو بآخر- في نكبة ١٩٤٨. ومعلوم للجميع أن مصر دوما تفتح أبوابها أمام الأشقاء، خاصة في أوقات المحن، على غرار  ما حدث لأشقائنا من العراق وسوريا واليمن وليبيا والكويت والسودان وأهل فلسطين أنفسهم، ولكن غلق المعبر أمام عملية التهجير بمثابة واجب وطني. وأمن قومي عربي.

فطنت القيادة السياسية والأجهزة المصرية إلى هذا المخطط، تماما على نحو ما فطنت الدبلوماسية له، فأعدت خطة المواجهة. وتنبغى الإشارة إلى أن هذا المخطط ليس وليد هذه اللحظة، بل هو قديم، ووعي الأجهزة المصرية له وبه قديم. غير أن الجديد هذه المرة هو ما انتهجته الدبلوماسية المصرية، حيث اتبعت مبدأ المصارحة والمكاشفة، بمصارحة الشعب المصري والشعوب العربية بحقيقة مخطط القضاء على القضية الفلسطينية، ومخاطر فتح معبر رفح أمام المتضررين من الهجوم الإسرائيلي. ففيما مضى كانت مصر تحتفظ بهذه الحقائق والمخاوف والمخاطر لنفسها، دون الإفصاح عنها أمام الرأي العام المصري أو العربي، وهو ما كان يمثل تربة خصبة من قبل بعض الدول للمتاجرة بالقضية الفلسطينية، من خلال لجوء بعض المتاجرين بالقضية الفلسطينية، داخليا وخارجيا، إلى إلهاب مشاعر الشعوب العربية باستخدام بعض الشعارات البراقة، والجمل الملهبة لحماس الشعوب العربية، التي كانت تنخدع بمثل هذه العبارات، من قبيل: "خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود"، و"ع القدس رايحين.. شهداء بالملايين"، أو أن نجد أحد الرؤساء يخطب في شعبه خطابات تحمل انتقاصا من دور مصر، وتعلن شكليا رفضه، أو أنه سوف ينزل الويل بإسرائيل. هذا ما يعلنه، ولكن ما يفعله سرا مناقض لما أعلنه كلاما. وللحديث بقية؛ نظرا إلى أهميته.

* أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب، جامعة القاهرة

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

منتخب فلسطين يخسر أمام عمان بمشاركة وسام أبو علي وغياب عمر فرج

خسر منتخب فلسطين بهدف دون رد أمام عمان في المباراة التي جمعت الفريقين في الجولة الخامسة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم.

هدف المباراة الوحيد

سجَّل هدف المباراة الوحيد اللاعب محسن الغساني في الدقيقة 83 من عمر المباراة بعد شد وجذب بين الفريقين طوال الـ90 دقيقة.

شارك وسام أبو علي طوال الـ90 دقيقة، وكاد أن يسجِّل هدفا خلال أحداث الشوط الأول، ولكن لم يحالفه التوفيق.

فيما لم يشارك عمر فرج، مهاجم فريق الزمالك، في المباراة.

عمان في المركز الرابع

بهذه النتيجة ارتفع رصيد عمان للنقطة السادسة في المركز الرابع بعد خوضه 5 مباريات نجح في الفوز في مباراتين وخسر في 3 مباريات أخرى وسجَّل لاعبوه 6 أهداف وسكن مرماه 8 أهداف، فيما ظل المنتخب الفلسطيني في المركز الأخير برصيد نقطتين بعد خوضه 5 مباريات وجمع النقطتين من تعادلين، فيما خسر 3 مباريات ونجح لاعبوه في تسجيل 3 أهداف وسكن مرماه 7 أهداف.

مقالات مشابهة

  • كاتب: الدور المصري في القضية الفلسطينية مُثَمَّن من كل دول العالم الداعمة للسلام
  • «أنا المصري وافتخر».. ندوة لـ«الدراسات الإفريقية العليا» حول الهوية المصرية وأصولها
  • كاتب صحفي: دول العالم تثمن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية
  • جبهة دعم فلسطين ومناهضة التطبيع تحتج أمام قنصلية أمريكا
  • مدير عام «العمل العربية»: العمالة المصرية قوة دفع للاقتصاد المصري والعربي
  • منتخب فلسطين يخسر أمام عمان بمشاركة وسام أبو علي وغياب عمر فرج
  • تشكيل فلسطين وعمان في تصفيات كأس العالم.. وسام أبو علي يقود «الفدائيين»
  • بدر عبد العاطي: أمام الشركات المصرية فرصة واعدة في السوق الجنوب أفريقي
  • سعر الدولار أمام الجنيه في البنوك المصرية مساء اليوم الأربعاء
  • استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم: آخر تحديثات أسعار الصرف في البنوك المصرية