سلط موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الضوء على موقف الديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية من المساعدات المقدمة لإسرائيل في ضوء سلوك جيش الاحتلال الذي يرقى إلى الإبادة في غزة، مشيرا إلى أن الكونجرس الأمريكي يستعد للتصويت على حزمة إنفاق تكميلية، تتضمن 14.3 مليار دولار من المساعدات لإسرائيل، بينما بدأ ديمقراطيون في التشكيك في الإجماع طويل الأمد في واشنطن على تقديم مساعدات عسكرية لتل أبيب بشروط قليلة للغاية.

وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وأغلبية كبيرة من أعضاء الكونجرس، أعربوا عن دعمهم الكامل للرد العسكري الإسرائيلي على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن التوقف قصير المدى للقتال أعطى بعض الديمقراطيين الوقت للتعبير عن مخاوفهم بشأن الطريقة التي تشن بها إسرائيل حربها.

والتقى ما يقرب من 10 من أعضاء مجلس الشيوخ مع مسؤولين إسرائيليين في واشنطن يوم الإثنين الماضي لإجراء ما وصفه السيناتور، تامي داكوورث (ديمقراطي من إلينوي)، بمناقشة "صريحة للغاية" حول كيفية تطور الحرب.

وظل أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون ملتزمين الصمت بشأن ما إذا كانوا يؤيدون وضع شروط على المساعدات لإسرائيل أو كيف سيصوتون على حزمة الإنفاق المقبلة، وبدلاً من ذلك أعربوا عن الانزعاج العام من سلوك إسرائيل خلال الحرب في غزة، التي قتلت أكثر من 15 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. كما أعرب أعضاء مجلس الشيوخ عن قلقهم إزاء تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وإزاء ذلك، قال داكوورث: "نريد من الرئيس أن يحصل على ضمانات صريحة من حكومة نتنياهو فيما يتعلق بخطة لخفض المستوى غير المقبول من الضحايا المدنيين، ونريد من ائتلاف نتنياهو أن يلتزم بالتعاون الكامل مع جهودنا لتقديم المساعدة الإنسانية للمدنيين في غزة".

وقال السيناتور كريس فان هولين (ديمقراطي من ماريلاند): "خلاصة القول هي أننا بحاجة إلى تلك التأكيدات الصريحة. أما كيفية تحقيق ذلك فهو أمر نناقشه الآن".

وأضاف السيناتور بيتر ويلش (ديمقراطي عن ولاية فيرجينيا) في بيان: "أنا أؤيد تماما حق إسرائيل في ملاحقة أولئك الذين أمروا ونفذوا هجمات 7 أكتوبر، لكن يجب على إسرائيل ألا تفعل ذلك بطريقة تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية في غزة. هذا لن يؤدي إلا إلى تحريض المزيد من الأعداء ضد إسرائيل والولايات المتحدة".

ويشكل هذا النقاش المتزايد دليلاً إضافياً على أن دعم واشنطن للحرب الإسرائيلية يسبب انقساماً بين الديمقراطيين في الكونجرس.

وقف النار

ويطالب ديمقراطيون آخرون الولايات المتحدة بالضغط من أجل وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة، وارتفع عددهم ببطء، على مدى ما يقرب من شهرين منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى 4، وهو ما تؤيده أغلبية كبيرة من الأمريكيين، حسبما أظهرت استطلاعات الرأي العام.

وفي هذا الإطار، قال المدير التنفيذي لمنظمة Just External Policy، إريك سبيرلنج: "يظل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار هو الأولوية الأكثر إلحاحًا لجميع المناصرين وصانعي السياسات العقلاء".

وأضاف: "لكن مع استمرار الجهود لوقف إطلاق النار، فمن المشجع أن نرى حديثاً متزايداً عن فرض شروط على المساعدات المقدمة لإسرائيل، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره في الكونجرس ذات يوم".

وكان السيناتور بيرني ساندرز (الجمهوري عن ولاية فيرمونت)، الذي تعرض لانتقادات من قبل المدافعين التقدميين لعدم وصوله إلى حد الدعوة إلى وقف إطلاق النار، واحدًا من الديمقراطيين القلائل في مجلس الشيوخ الذين أيدوا صراحةً جعل المساعدات العسكرية لإسرائيل خاضعة لمزيد من الشروط.

وكتب ساندرز في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي: "حاليًا نقدم لإسرائيل 3.8 مليار دولار سنويًا. وطلب الرئيس بايدن مبلغًا إضافيًا قدره 14.3 مليار دولار، وطلب من الكونجرس التنازل عن قواعد الرقابة العادية والمحدودة بالفعل".

وأضاف: "نهج الشيكات الفارغة يجب أن ينتهي. يجب على الولايات المتحدة أن توضح أنه على الرغم من أننا أصدقاء لإسرائيل، إلا أن هناك شروطًا لهذه الصداقة، وأنه لا يمكننا أن نكون متواطئين في أعمال تنتهك القانون الدولي".

اقرأ أيضاً

مجلة أمريكية تكشف: مناقشات بالكونجرس لتقييد المساعدات العسكرية لإسرائيل بسبب مجازر غزة

لكن ديمقراطيين آخرين رفضوا هذه الفكرة، وقال النائب جوش جوتهايمر (ديمقراطي من نيوجيرسي) في بيان: "إن أي تشريع يفرض شروطًا على المساعدات الأمنية لحليفنا الديمقراطي الرئيسي، إسرائيل، لن يجدي نفعًا وسيخسر عشرات الأصوات".

وأضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بن كاردين (ديمقراطي من ماريلاند) يوم الإثنين: "لا أعتقد أن هناك حاجة لشروط. الطريقة التي أدار بها الرئيس (بايدن) محادثاته مع الإسرائيليين أسفرت عن نتائج ملموسة، بما في ذلك حجم المساعدات الإنسانية والاستراتيجية على الجانب العسكري".

ووصف بايدن فكرة تقييد المساعدات بأنها "فكرة جديرة بالاهتمام"، لكن مسؤولي الإدارة قالوا منذ ذلك الحين إنها "ليست شيئًا نسعى إليه حاليًا"، حسبما أورد موقع "بوليتيكو".

وذكرت صحيفة "ذي إنترسبت"، يوم الثلاثاء الماضي، أن ساندرز قد يفرض تصويتا على تقييد المساعدات في الأسابيع المقبلة.

قانون ليهي

وتدور المحادثات بين الديمقراطيين في الكونجرس حول قانون "ليهي"، الذي يحظر على الولايات المتحدة تقديم المساعدات العسكرية لجهات توجد معلومات موثوقة تفيد بارتكابها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وكما أوضح جوش بول، المسؤول المخضرم في وزارة الخارجية والذي استقال احتجاجاً على نهج الإدارة الأمريكية في حرب غزة الشهر الماضي، فإن إسرائيل تخضع لمعايير مختلفة عن الدول الأخرى عندما يتعلق الأمر بتطبيق القانون.

وقال بول: "بالنسبة لمعظم البلدان، نقوم بفحص الوحدات التي تتلقى الأنظمة قبل أن تتلقى المساعدة. أما في سياق إسرائيل فنحن نقدم المساعدة، وبعد ذلك إذا ظهرت ادعاءات معينة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، فإننا نحقق فيها".

وما تعنيه هذه المناقشات بين الديمقراطيين بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة على المدى القصير لا يزال غير واضح، خاصة أن معظم أعضاء الكونجرس يواصلون دعم المساعدات بقوة لإسرائيل، ولكن تقييد تلك المساعدات سيكون سؤالا مطروحا مع استمرار الحرب على الأرجح، وقد لا يتمكن المشرعون من الإجابة عليه.

ولذا قال سبيرلينج: "إن الاتجاهات التي لا رجعة فيها في كيفية رؤية الناخبين للأعمال الوحشية التي تقوم بها إسرائيل تعني أن هذا التركيز سيزداد في المستقبل".

وأضاف: "في ضوء الخسائر غير المسبوقة في مصداقية الولايات المتحدة العالمية، فإن إنهاء تواطؤ الولايات المتحدة في هذه السياسات الإسرائيلية القاسية وغير القانونية لا يمكن أن يأتي قريبًا".

فيما قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إن مجلس الشيوخ سيصوت على الطلب الإضافي الطارئ لإدارة بايدن بشأن المساعدات لإسرائيل، الأسبوع المقبل، لكن المحاولة المحتملة لفرض شروط على دعم لإسرائيل تضيف حاجزًا آخر أمام مشروع قانون من المحتمل أن يثير مناقشات أخرى حول المستقبل المساعدات المخصصة لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً

سيناتور أمريكي: المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل قد تؤدي إلى إفلاس الولايات المتحدة

المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جو بايدن إسرائيل المساعدات الأمريكية الضفة الغربية غزة حماس الولایات المتحدة مجلس الشیوخ دیمقراطی من ملیار دولار فی غزة

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تتمسك بالتعاون مع أميركا ومسؤول يحدد مدة الصمود دون مساعدات

قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال إن كييف ستفعل كل ما في وسعها للحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة، فيما أكد مسؤول أوكراني أن بلاده قادرة على مواصلة القتال لنحو 6 أشهر دون مساعدات أميركية.

وعقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف تمويل مبيعات أسلحة جديدة لأوكرانيا، قال شميغال إن الإدارة الأوكرانية تعمل مع الكونغرس وإدارة ترامب لضمان استمرار الدعم الأميركي حتى التوصل لاتفاق سلام كامل، وستبذل كل ما بوسعها للحفاظ على مستويات التعاون السابقة مع الولايات المتحدة.

وأضاف شميغال في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء أن كييف لا تزال تمتلك الوسائل لتزويد قواتها على الجبهة، وقال إن "المساعدات العسكرية الأميركية ثمينة وتنقذ آلاف الأرواح".

وتابع "سنواصل العمل مع الولايات المتحدة عبر جميع القنوات المتاحة بهدوء. لدينا خطة واحدة فقط، أن نفوز ونبقى. إما أن نفوز، أو ستتم كتابة خطة بديلة بواسطة شخص آخر".

وأضاف "نركز في مباحثاتنا مع واشنطن على شروط أوكرانيا للسلام باعتبارها دولة ضحية". وأكد أن اوكرانيا تملك الأموال الكافية لتغطية النفقات الحربية لهذا العام وفقا لظروف القتال الحالية، مشيرا إلى أن بلاده ننتج حاليا نحو ثلث الأسلحة التي نحتاجها وتسعى للوصل إلى إنتاج 50% على الأقل.

إعلان

وتحدث عن مخاطر في الإمدادات المتعلقة بصواريخ باتريوت الأميركية، التي وصفها بأنها النظام الوحيد القادر على صد الهجمات الباليستية الروسية.

من جانبه، قال عضو لجنة الأمن والدفاع الأوكرانية فيدير فينيسلافسكي إن أوكرانيا يمكنها مواصلة القتال 6 أشهر دون مساعدة أميركية و"إن بصعوبة".

تهديد لأوكرانيا

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن إدارة قرار إدارة ترامب وقف تمويل مبيعات أسلحة جديدة لأوكرانيا يهدد قدرة كييف على القتال في لحظة حاسمة.

وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن أوكرانيا ستعاني في تنفيذ ضربات بعيدة المدى وحماية مواقعها الخلفية بمجرد نفاد الإمدادات الأميركية.

وكان موقع بلومبيرغ الأميركي نقل عن مسؤول كبير بوزارة الدفاع (البنتاغون) أن الولايات المتحدة توقف كل المساعدات العسكرية الحالية لكييف بما فيها الأسلحة التي في طريقها إلى أوكرانيا أو تلك الموجودة في مناطق العبور في بولندا.

ويقول خبراء عسكريون إن تأثير غياب المساعدات الأميركية قد يستغرق وقتًا ليظهر في ساحة المعركة. وعندما تم تعليق المساعدات الأميركية لعدة أشهر العام الماضي من قبل الجمهوريين في الكونغرس، كان التأثير الأكثر وضوحًا في البداية هو نقص الدفاعات الجوية لإسقاط الصواريخ والطائرات الروسية المسيرة. وفي وقت لاحق، اشتكت القوات الأوكرانية في الشرق من نقص الذخائر، بما في ذلك ذخائر المدفعية.

ويشكل قرار وقف المساعدات الأميركية ضغطا أكبر على الحلفاء الأوروبيين، بقيادة بريطانيا وفرنسا، اللذين زار قادتهما البيت الأبيض الأسبوع الماضي وأعلنوا دعمهم العلني للرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي بعد مواجهته المثيرة مع ترامب في المكتب البيضاوي.

ووصف رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فرادكار قرار واشنطن بأنه "انتكاسة خطيرة في طريق تحقيق السلام"، فيما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "السلام عبر القوة يتحقق بتأمين مساعدات عسكرية ومالية لأوكرانيا التي تدافع عن حريتنا".

إعلان

مقالات مشابهة

  • متجاوزًا بايدن.. خطاب ترامب في الكونجرس يجذب 6ر36 مليون مشاهد
  • واشنطن بوست نقلًا عن مسؤولي إغاثة دوليين: إسرائيل تسعى للسيطرة على مساعدات غزة
  • إيطاليا توافق على حزمة مساعدات عاجلة لسوريا بقيمة 4.5 ملايين يورو
  • ترامب: جو بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
  • طرد نائب ديمقراطي من الكونجرس خلال خطاب ترامب
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
  • أوكرانيا تتمسك بالتعاون مع أميركا ومسؤول يحدد مدة الصمود دون مساعدات
  • ترامب يعلن عن استثمارات أكبر شركة تايوانية لصناعة الرقائق في الولايات المتحدة بحجم 100 مليار دولار
  • ترامب يهدد بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا.. وأوروبا تتأهب برد مستقل | انقسام حول إرسال القوات والتسليح
  • انتقادات دولية لإسرائيل بعد منعها إدخال مساعدات إلى غزة